ويأتي دور النداء الثاني في هذه السورة للجماعة المؤمنة في الأرض في كل زمان :
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)"
نداء للجماعة التي قضى الإسلام، وقضى القرآن على الازدواجية فيها، بالحثّ على محاربتها في النفس، بالحث على جهاد النفس، حتى تتخلّص من براثنها... بالتربية الفردية التي هي أساس القوامة الجماعية ... أساس البنيان المرصوص، لبنةً إلى أختها، بهدف واحد وبتوجّه واحد، وبمرتكز تربويّ واحد ... لتحقيق الصفّ الموحّد ...
من بعد ما :
1-جاء الإنكار عليهم أن يكونوا بتلك الازدواجية التي يخالف فيها المظهر المخبر، لينطلق الجهاد الأكبر في ساحة النفس، جهاد داخليّ لمظاهر النفاق في النفوس المؤمنة : "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)"
2-ثم الدعوة إلى جهاد العدوّ الخارجي والذي لا يستقيم، ولا يتحقق كما يجب إلا بعد جهاد النفس، وجهاد عدوّ الداخل : "
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)"
ليأتي الآن دور نداء هذا محلّه ... إنه شدّ انتباه الجماعة المؤمنة حتى تشنّف الآذان، وحتى تتشوّف لهذه الدلالة :
"
...هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "
أسلوب التنبيه، والترغيب، للتبيّن، والتشويق للمعرفة... لمعرفة الجواب ... وهو الدلالة إلى الحقّ وإلى كل خير، وهي من الربّ الخالق العليم الخبير العزيز الحكيم، الذي لا يكون إلا ما يريد، والذي إليه الرُّجعى للجزاء من بعد مرحلة الامتحان والابتلاء ...
إنها التجارة ... تعبير بمصطلحات الدنيا، بمصطلحات الرّبح والكسب، والنفع... ولكنّها تجارة مع الله، تجارة مع مَن لا تضيع عنده الحقوق، مع مَن يُفيض على عبده من فضله، تجارة مع مَن يجزي الحسنة بعشرة أمثالها، ويجزي السيئة بواحدة ويعفو ويصفح ...
مع الله الذي يريد لنا الخير كل الخير، وهو بنا رؤوف رحيم، مع الله الذي نتاجر معه لنربح نحن ونفوز نحن، وهو الغنيّ عنا ... تجارة بما يدوم ويبقى، لا بما يذهب ويفنى ...
لذلك قُرِنتْ بوصفه سبحانه لها أنها التي : "
تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ". لأنها التجارة التي يكون مضمارها الدنيا، ويكون ربحها في الآخرة، يوم يكون الإنسان أحوج ما يكون لما ينجيه، ولما يجعله الفائز ...
إنها التجارة التي لن تبور :"
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)"-فاطر-
فأي تجارة هي هذه ؟ ... دُلَّنا يا الله ... نعم... دُلّنا يا ربّنا ... !
"
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)"
نداء للذين آمنوا، أن يؤمنوا بالله ورسوله !
أوليسوا هم الذين آمنوا بالله ورسوله ؟ ... بلى ... !
فكيف يُدْعَون ليؤمنوا بالله ورسوله ؟ !
إنها الدعوة لتجديد الإيمان بالله ورسوله، بالامتثال لأمر الله ولأمر رسوله الذي هو من مشكاة أمر الله تعالى، ومع كل امتثال وتطبيق وعمل بأمر الله، هو الإيمان الحقّ المجسّد حركةً وفعلا على الأرض ...
إنه الإيمان الذي حقيقته الفعل، لا القول المجرّد ... !
وهنا تناسق جديد مع بداية السورة، وفيها الإنكار على المؤمن وهو يقول ما لا يفعل ... إنه الارتباط والاتساق .... إن الله يعلّمنا أنّ الإيمان الحقّ هو إيمانٌ اعمل فيه يصدّق القول، فمَن قال بالإيمان كان مؤمنا على الحقيقة وهو يفعل ما يُؤمَر، وينتهي عما يُنهَى...لا أن يكتفي بقوله أنه المؤمن ...
إنه –كما أسلفنا- الاعتقاد الجازم عند المؤمن بأن الله سبحانه متمّ نوره، ومُظهرٌ دينه، ولكنه الاعتقاد المدعَم بالعمل، لا الاعتقاد مع القعود ...
إنه الاعتقاد والجزم بأن الله متم نوره، ومظهر دينه، مع التشوّف لدلالة الله تعالى عبدَه المؤمن على هذه التجارة المنجية من عذاب أليم ... تجارة مع الله، هي العمل الذي يصدّق الاعتقاد... هي الفعل بما يُقال، لا أن يقال ما لا يُفعَل ...
وأكرّر التأكيد على التحذير من صفات المنافقين في الوسط المؤمن، كما جاء ذلك في سورة الممتحنة، حينما خُوِّف المؤمنون سلوك درب موالاة أعداء الله وإن كانوا رحِماً وأولاداً ... !
ومن بعد الإيمان بالله ورسوله، وتجديده وتحقيقه بالامتثال لأمر الله :
"
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى، الجهاد للمساهمة في إظهار دين الله تعالى، ولتكون للمؤمن يدٌ في نصر دينه ... الجهاد لإحقاق الحقّ ولنشر الهُدى، ولإتمام النور في الأرض ...
الجهاد لمقاومة أعداء الله، الصادّين عن درب الله، المترصّدين للحق وللهُدى بالحرب، وبإبعاد الناس عن تولّي الله، العاملين على شَيْطَنة الأرض، وعلى تعبيدها للشيطان ...
الجهاد في سبيله وحده لا في سبيل شيء غيره ... بالأموال وبالأنفس، والجود بالمال جهادا في سبيل الله لا يقتصر على المساهمة في حروب ضد أعداء الله بالعُدة اللازمة...
وإنما هو كل جهاد في سبيل إعلاء كلمته سبحانه بتمويل مشاريع لنشر هُدى القرآن تحفيظا وتدبّرا وتفسيرا... لتشجيع الشباب على الفضيلة، وعلى التزام الطريق المستقيم...
جهاد بتمويل الدعاة المخلصين لله لنشر كلمة الله، وهُداه في الأرض ...
مجاهدة بالمال في سبيل تنشئة جيل مسلم على الموالاة لله ولرسوله، وعلى البراء من أعداء الله، باتخاذ ثقافتهم وسلوكياتهم ظِهريّا، وتبنّي تربية القرآن، وهدايات السُّنة المطهّرة بغاية التكريس للخُلُق القويم في المجتمع المسلم. بذل المال جهادا في سبيل توحيد صفّ المسلمين، ونبذ الفرقة ...
توحيد الصفّ بدْءاً من النواة الأولى، الأسرة ...بضرورة الحفاظ على تلاحم أفرادها، وتحابّهم، انطلاقا من مودّة ورحمة تقوم بين الزوجين في سبيل تخريج مؤمنين موصولين بالله...
انتقالا إلى التلاحم المجتمعيّ، بالتكافل والتعاون، بعَضْد القويّ للضعيف، وإعطاء الغنيّ للفقير، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وحُبّ المؤمن الخير لأخيه المؤمن حُبَّه لنفسه، وانشغاله بحال أخيه المؤمن...
بدوام الدعوة إلى الثبات على الولاء لله، وإن تكبّد الدّاعي في سبيل ذلك ما تكبّد من صعاب، مع ما يُعرف من هجمات على الإسلام، وترصّد له من الداخل والخارج، في خضمّ هذا التواصل العالميّ بالوسائل المختلفة المتاحة، والتي نفَذَتْ من خلالها عوامل الشّقاق والنفث في روح الجسد الواحد بالتفريق، والتحريض على تقاتل أطرافه فيما بينها لإضعافه وخلخلته ...!
الصفّ الواحد ...... !
إنه الذي يعلم أعداءُ الله وأعداء الإسلام علم اليقين أنه الحصن المنيع دون إنفاذ إرادتهم استئصال شأفته باستئصاله من قلوب المسلمين ومن فكرهم ... بالتمكين للغزو الفكريّ الذي يعمل عمله اليوم بشراسة على كل الأصعدة، مع ما مهّد له من انبطاح المنبطحين المنافقين الذين هم العدوّ الأكبر وهم منّا وفينا .... !
بَذْلُ المال في سبيل توحيد الصفّ جهادٌ في سبيل الله... !
بَذْلُ المال في سبيل إجهاض محاولات التفريق والتشتيت والإبعاد عن الهويّة الحقيقية، وتلبيس الأمر على شباب الإسلام، بتشكيكه في دينه، وبجعله الفريسة السهلة بين أنياب أعداء الدين، وهم يقتحمون عليه أخصّ خصوصياته في عُقر داره ويضربون انتماءه في مَقْتل ... !
بَذْلُ المال في سبيل إعادة شباب المسلمين إلى جادّة الحق، وفي سبيل تشريبهم الولاء لله وللدين جهادٌ في سبيل الله، في نار هذا العصر المسعور بالحقد على الإسلام، المُسَعّر بكُرْهِه ... !
بَذْلُ المال في سبيل توحيد الصفّ المسلم، وفي سبيل التنشئة السليمة للأنفس المؤمنة على موافقة الفعل للقول، ونبذ الازدواجية، وشَيْطنة النفاق...
كلها جهاد في سبيل الله، في ظل اشتعال الحرب على الإسلام... حربٌ الأرض كلها اليوم ساحتها، وكل الطُّرق أسلحتها...!
بل إن "السلام العالمي" و"الأخوة في الإنسانية" "والتعايش" و "العولمة" و "كَفْل الحرية العقدية للفرد" كلها أسلحة ماضية في عصرنا لضرب الإسلام ولحربه ...!!
وإن التفطّن لكل هذه الوسائل الخبيثة الملتوية، ولهذه الحرب المعلنَة والمقَنَّعة في آن ... المعلنة عند أولياء الله وأولياء دينه، البيّنة عندهم علاماتها ... المقنَّعة بقناع الإنسانية وحرب الإرهاب عند المطبّعين والغافلين عن قضايا دينهم، المولَعين بالدنيا، العابدين لمظاهرها .... !
التفطّن لهذه الحرب الشّرسة، ولما يُراد بالإسلام من الداخل ومن الخارج على السواء ... سلاح وجب أن يتسلح به المؤمن في إطار اعتقادٍ منه جازم بأن الله متمٌّ نوره ولو كره الكافرون، ومُظهِرٌ دينَه ولو كره المشركون، يدعمه العمل المصدّق للاعتقاد والقول، جهادا في سبيل الله بالمال وبالنفس ... !
إننا في حرب من نوع آخر ... حرب بلغة العصر، بلغة الحِرباء المُحاربة بألوان، فهي الحرب باسم السلام وباسم المؤاخاة وباسم الحريّة .... !! ولكنها الأشياء الحلال فيما بينهم، الحرام نَحْوَ المسلمين ... !
هُم هذا اعتقادهم وهذه عقيدتهم ...! والمسلمون اليوم متخلّفون عن موالاة بعضهم بعضا، متناحرون متقاتلون ... ولأعداء الله هم موالون ... !
ويالسُخريّة المفارقات !! ويالِبُعد القول عن الفعل ... !
كله من روح هذه السورة التي تبدأ أوّل ما تبدأ بإنكار أن يقول المؤمن ما لا يفعل ... !
ونلاحظ في الآية كيف سبقت "
أموالكم" "
أنفسكم" ... وهو ما يُتاح أكثر، إذ نُسقط على أيامنا، فنعرف ضعفا في الأمة، وهَزْلا... ضعفا جعلها متأخرة عن الجهاد، وجعلها المغلوبة، وغيرها الغالب، وجعل الجهاد مغيّبا وهو ذروة سنام الإسلام، ومن أهمّ فرائضه التي تحمي الجماعة المؤمنة، وتحافظ على قوة الأمة وصلابتها، وهيبتها في الأرض، وتنشر دين الله تعالى، وتقف بالمرصاد للصادّين عنه، وللحائلين دون تبليغ الناس هدى الله، ودعوتهم لدين الحق ...
نُسقط ...فإذا الأمة بالشقاق الحاصل في جسدها، وتضعضع صفّها، وافتراق أطرافها بعضها عن بعض، اليوم والأمة الواحدة أشلاء متناثرة يقاتل بعضها بعضا، وينشغلون بالتناحر الداخلي، والخلافات الداخلية التي يفتعلها اللّوبي المعادي، وهي تنصاع له في خِزي وعار، فتزداد ضعفا إلى ضعف، وتشتتا إلى تشتت ... ! يستبيح بيضتَها مَن يُعلي لواء حمياتها، فإذا "حاميها حراميها" !! ويخنع منافقوها، فيوالون العدوّ، ويعادون الوليّ ... !
فإذا الأمة اليوم بتضعضع صفّها بعيدة وعاجزة عن أهليّة الوقوف بوجه عدوّ الخارج، وسُوسُ الداخل ينخر أوصالها ... ! حالها اليوم أوضح مثال على دور وحدة الصفّ الداخليّ، وتوحّد الرؤية والهدف، في الوقوف صفا لجهاد العدوّ... ! فلما تخلخل صفُّها عجزت عن مواجهة عدوّها فذلّت .. !
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "
إذا تبايعتُم بالعينةِ وأخذتم أذنابَ البقرِ ، ورضيتُم بالزَّرعِ وترَكتمُ الجِهادَ سلَّطَ اللَّهُ عليْكم ذلاًّ لاَ ينزعُهُ حتَّى ترجعوا إلى دينِكُم"-صحيح أبي داود-
فمن بين أسباب بيان تقديم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس، هذا الوضع الذي نعيش، والذي يُتاح فيه الجهاد بالمال في مجالات مختلفة لتوحيد صفّ الأمة، للتهيئة لقوة تؤهّلها لقيامها صفّا كأنه البنيان المرصوص في قتال العدوّ ... !
الجهاد في سبيل الله ... تلك الفريضة التي يُراد لها أن تختفي، وأن يُغَمَّى عليها، وهي من أهمّ دروع الأمة، الضامنة لبقاء شوكتها ...
ساعة كان الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض، عزّت الأمة، وصنعت لها هَيْبة، وحسب لها العدوُّ ألفَ حساب، وانتشر دينُ الله الذي يريد أعداؤه ليطفؤوا نوره، فهم اليوم في حرب قذرة معلَنَة عليه بكل الوسائل والطرق، يشوّهون صورته، ويصِمُونه بالإرهاب، ويستبيحون أن يستهزؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ... وليس ذلك إلا من ضعف الصفّ المسلم وتضعضع بنيانه ... !
إنه الجهاد بالمال وبالنفس، تلك هي التجارة التي دلّ الله عبادَه عليها، تنجيهم من عذاب أليم، و : "ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
ذلكم خير لكم...
ومَن غيرُ الله تعالى يدلّ عبدَه على ما فيه خير له ؟ ! "
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)"-البقرة-
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "
سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي."-صحيح مسلم-