المحرر موضوع: من الماضي والحاضر.  (زيارة 428359 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #20 في: 2020-11-04, 09:17:18 »

ضعف المكوّن الفردي للجماعة الإسلامية، ضعف الجماعة الإسلامية في الإقدام على ريادة فكرية تسوق الجموع الأخرى في مسيراتها، رفض الكثير من الأطياف العلمانية وأشباهها لهذه القيادة على افتراض وجودها ... 

الكثير من العوامل مجتمعة ....  جعلت من حركة إسلامية صحيحة سليمة قوية، ذات بوصلة -كما قلتَ- وذات ردود فعل مدروسة لا آنية ....  ذات رؤية واضحة...جعلتها  غائبة، غائبة بأتم معنى الكلمة ....


جزاكم الله خيرا كثيرا أختي أسماء، وبارك بكم.

وصفكم هذا في الصميم، وهو كفيل بأن يجعلنا نراجع كل ما عرفناه من أفكار الدعوة والعمل الإسلامي في السنوات الأخيرة.

والصورة المكملة لذلك برأيي هي افتقادنا للفكر التربوي الذي يعمل على تكوين الذاتية في الأفراد والعلماء، لا السعي وراء صناعة التابعين الذين يؤيدون ويبررون على طول الخط.

وأكثر ما كان يؤلمني أن أرى كيانا كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تابعا لرأي حاكم أو جماعة، فيدعوا الناس لتسليم رقابهم ورقاب أبنائهم وزوجاتهم للذبح دعما لقرار سياسي!

كذلك، فإن الحجر على الرأي المعارض واتهام أصحابه في نواياهم أو التسفيه من أفكارهم ومطالبتهم بالاتباع وفقط لأنهم ليسوا من طائفة العلماء، لهو فساد عظيم.

وللأسف كل هذا مازال قائما على حاله كما هو حتى اليوم، ولم يتراجع أصحابه عنه بوضوح أو يبينوا عواره علانية، مما يجعلنا معرضين لتكرار نفس الأخطاء في المستقبل.


غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #21 في: 2020-11-05, 07:54:47 »
اقتباس
والصورة المكملة لذلك برأيي هي افتقادنا للفكر التربوي الذي يعمل على تكوين الذاتية في الأفراد والعلماء، لا السعي وراء صناعة التابعين الذين يؤيدون ويبررون على طول الخط.


بمعنى أن يعرَّفَ الرجال بالحق، لا أن يُعَرَّفَ الحقّ بالرجال ... نسأل الله البصيرة .
أكمل أخي إسلام، وضع كلما وجدتَ حاجة لأن تعبّر، فجمع هذه الرؤى مهم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #22 في: 2020-11-13, 16:47:57 »
اقتباس
والصورة المكملة لذلك برأيي هي افتقادنا للفكر التربوي الذي يعمل على تكوين الذاتية في الأفراد والعلماء، لا السعي وراء صناعة التابعين الذين يؤيدون ويبررون على طول الخط.


بمعنى أن يعرَّفَ الرجال بالحق، لا أن يُعَرَّفَ الحقّ بالرجال ... نسأل الله البصيرة .
أكمل أخي إسلام، وضع كلما وجدتَ حاجة لأن تعبّر، فجمع هذه الرؤى مهم

امين، إياكم أختي أسماء.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #23 في: 2020-11-13, 17:52:37 »
اللاعودة

"لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً"
"لهدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون من قتل المسلم"

لا تزال دماء المسلمين تسفك في شتى بقاع الأرض، وبقدر ما كان يعتصر قلبي من الألم على دماء المسلمين في كل مكان، إلا أن الأمر في مقتلة مسجد رابعة العدوية في مصر لم يكن كغيره.
ولا أستطيع أن أتخطى هذا الحدث الجلل دون الوقوف عليه وعلى الزلزلة التي أحدثها في قلوب الناس وحياتهم بعده، وما أحدثه في من جرح غائر وفقدان لأكثر شخص قريب على قلبي.

بدأ الأمر بالانقلاب على رئيس الدولة المنتخب د.محمد مرسي -رحمه الله- من قبل جمع من الشعب أولا ثم الجيش ثانيا.
لم يكن فوز د.مرسي في الانتخابات الرئاسية بفارق ضخم عن أقرب منافسيه، بل رجح فوزه بنسبة قليلة للغاية من الأصوات في صالحة. وهو أمر لا يحب أنصاره الحديث عنه.
وكان واضحا لكل ذي عقل وحكمة أن البلد منقسمة إلى نصفين، وأن الحسابات النظرية تقول أن نصف الشعب تقريبا رافض لحكم جماعة الإخوان المسلمين متمثلا في مرشحهم د. مرسي.

ليس هذا فحسب، بل إن البرنامج الانتخابي والثقة العجيبة في النفس التي أظهرتها جماعة الإخوان المسلمين تجاه مشاكل الدولة والناس كانت تنبئ بكارثة محققة! وكأن لديهم المصباح السحري!!
هذا فتح المجال لتأجيج الحرب الإعلامية علي الرئيس المنتخب وإظهار فشله في إدارة شتى أمور الدولة. فالرئيس هو من سن السكين وأعطاهم إياه!
فإذا ما أضفنا أن القوى العالمية والمجتمع الإعلامي في مجمله رافض لكل ما هو إسلامي ومحارب واضح للرئيس المنتخب وجماعته من ورائه، فليس من الصعب التنبؤ بما حدث بعد ذلك.

هذه البديهيات البسيطة كانت غائبة أو مغيبة عن جماعة من المفترض أن لها تاريخ حركي وسياسي طويل، بل كانوا يرفضون حتى الانصات لصوت الحكمة من أقرب الناس إليهم.
لهذا لم يكن قرار الانقلاب على الرئيس وجماعته مستغربا أبدا! وكان يبدوا حتميا بالنسبة لي، وهو ما تحقق بعد عام واحد فقط.

وهنا علامة استفهام ضخمة جدا، فمؤلفات الجماعة وأدبياتها الحركية بل وحتى مناهجها التربوية مختلفة عما رأيناه منهم واقعيا وعمليا، فهل كانت كل تلك المؤلفات مجرد أوهام؟!
هل من المعقول إذن أن يمضي الناس على نفس المنهجية التربوية والفكرية بعد ما رأيناه من انهيار مروع؟
هل المشكلة في المناهج أم التطبيق أو كلاهما؟

برأيي أن المشكلة الأكبر في أسلوب التربية ثم في جزئيات متفرقة من المنهج التربوي، وهو ما انعكس على المنهج الحركي والسقوط المروع له بعد ذلك.

ولم تتوقف المأساة عند ذلك الحد.
فحتى بعد إعلان الانقلاب العسكري رسميا، أصرت قيادات الإخوان المسلمين على عنادها ورفضت تماما الاعتراف بالخطأ أو حتى الإقرار بفداحة الموقف على الأرض.
وفي أكبر مقامرة رأيتها في حياتي، قررت قيادات الإخوان المسلمين في مصر الانعزال عن الواقع تماما والتصرف بمراهقة وعدم مسؤولية غير مسبوقة، لتتعلق بالسلطة بأي شكل كان.
وكان قرار الاعتصام الكبير لجماعة الإخوان المسلمين عند مسجد رابعة العدوية في القاهرة المسمار الأخير في نعشهم.

واستخدم قيادات الإخوان كل طاقتهم ونفوذهم في الدعوة لهذا الاعتصام، فتارة بالخطاب العاطفي وتارة بترهيب الأتباع مما قد يحدث لهم إن تركوا السلطة، وتارة بالإيعاذ إلى مشايخهم وعلمائهم لدعوة الناس للاعتصام.
ولا زلت أذكر دعوة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الناس أن ينزلوا بأزواجهم وأبنائهم ليعتصموا عند مسجد رابعة العدوية. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وكما كان متوقعا، بدأ الجيش في ارسال التحذيرات العملية للمعتصمين بأنه لن يتورع عن استخدام الة القتل معهم، فقتل بالفعل بعض المتظاهرين في أماكن أخرى قريبة وأصاب غيرهم.
وحمي وطيس الآلة الإعلامية أكثر وأكثر، وازداد وضع المعتصمين صعوبة بمرور الوقت وهم يعطلون حياة الناس اليومية في تلك المنطقة.
ثم كان التصريح والإعلان من قائد الانقلاب العسكري بطلبه التفويض من الشعب بالتعامل مع المعتصمين، وهو ما قوبل بمظاهرات تأييد كبيرة بالفعل.

كل هذا والمعتصمون غارقون في أوهامهم، يحاولون استجداء القريب والبعيد، بل وحتى المجتمع الدولي الذي يعرفون سمومه وكيده، ويتهمون أي ناصح لهم بالعودة والبحث عن وسيلة أخرى تحفظ دماءهم.
تارة ينتجون فيديوهات قصيرة لأشخاص غير متدينين مؤيدون للاعتصام، وتارة يترجمون المحتوى للغات مختلفة، وتارة يرفعون رايات الديمقراطية ويهتفون لها.
كل هذا، وخطابهم الداخلي لأتباعهم أنهم يعملون للإسلام، وأنها مصلحة الدعوة، أو فلنقل كما قال سيد قطب رحمه الله "صنم الدعوة".

ثم أظلمت الدنيا في صبيحة يوم أسود.. وانهار الرصاص من كل مكان يحصد أرواح أسر بكاملها، لا يفرق بين رجل وامرأة وطفل وكهل.
وسالت الدماء الزكية على الأرض تشتكي غدر القريب قبل العدو.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وبدا أن قيادات الإخوان متخبطون بلا رؤية واضحة، ولا فقه عملي لسنن الله. وأن أولويتهم هي الحفاظ على مكتسباتهم في الدولة، مهما كانت نيتهم من وراء ذلك.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.
« آخر تحرير: اليوم في 07:21:55 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #24 في: 2020-11-21, 07:16:59 »
الشتات

وكأنه ليس هناك أمل.. كلما يسر الله فرصة للمسلمين ليرفعوا الظلم عن عاتقهم ويرجعوا إلى دينهم ورسالتهم، أفسدناها وانقلبت علينا وبالا أسوأ مما كان من قبل.

تعلمت من السيرة النبوية أن العبرة ليست بالأخطاء، وأن أي خطأ يمكن تداركه والقيام من بعده، فسنة الله في الحياة أن نخطئ ونذوق معنى الفشل والهزيمة، فندرك ضعفنا ولا نغتر بالأسباب.
وبقدر هول الفاجعة في مقتلة مسجد رابعة العدوية في مصر، إلا أن المصيبة الأكبر هي أننا لم نتعلم الدرس، وأن السقوط لازال مستمرا وبوتيرة أكثر تسارعا، وكأنه لا قاع لتلك الهاوية.

لم تكن المأساة فقط في فقد الدماء، وإنما في زعزعة الإيمان والعقيدة.
وكان السؤال الذي أتعب فئة الشباب الصغير، لماذا لم ينصرنا الله رغم أن وقفتنا كانت لله؟
وظل السؤال معلقا لا يجد جوابا شافيا.
وأما من تصدروا لقيادة جموع من الناس، فقد انشغلوا بأنفسهم وبالتناحر فيما بينهم على ما تبقى من كيان متداعي لجماعة لم تكن أهلا لحمل الأمانة.

وانطلق كل فرد ينجو بنفسه ويسعى للهجرة باحثا عن مكان يعيش فيه لنفسه وحاله.
وانهارت في عيون الكثيرين كل تلك الأحلام البراقة عن العمل للإسلام وأمنيات عودة الخلافة من جديد، بل باتت هذه الأفكار محل شك.
وانشغل كل شخص بنفسه، وهاجر الكثير إلى تركيا، وتقاتل البعض فيما بينهم على أمور المعيشة حتى في شتاتهم.

هذا السقوط الكبير والمتسارع لافت جدا للنظر، لكن التحليلات والمراجعات لم تتعرض إلا لجانب أسباب الدنيا، فقد أسقط الإيمان من المعادلة تماما. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وتغير نسيج جماعة من الناس كانوا يعدون أنفسهم حملة مشعلة التغيير وراية الخلافة، وتم اعتبار أن ما حدث هو مجرد تعاطي خاطئ مع الأحداث وأن المعركة كانت أكبر من الطاقة.
وانشغلت القيادات بالصدام فيما بينها يحاول كل فريق أن يستأثر بالتمويل الباقي في الشتات، وبكل صفاقة وجه ظلوا يتصدرون المشهد ولا يرون غير أنفسهم بديلا.
بل إن الأمر تعدى ذلك ليصل حد استغلال حاجة شباب الإخوان الصغير وغربته ليتم استغلالهم ماديا دون رحمة.

وبدلا من أن تزيدنا المصيبة تآزرا واجتماعا، قطعنا روابط الصلة وهدمنا أي جسور بيننا بدلا من ترميمها، وجعلنا همنا ما في أيدينا نحرص ألا نشاركه مع أحد آخر، فالكل في عيون الكل متهم.
ولم تجد أنظمة القمع والاستبداد فرصة أفضل من ذلك لتجهز على ما تبقى من سيرة الجماعة التي حملت فكر شمولية الإسلام، حتى وان فشلت في تمثيله أو تطبيقه.
والهدف في النهاية هو صياغة إسلام جديد لا يعنى بحياة الناس أو أحوالهم، بل ويتساوى في عيون الناس مع أي عقائد روحية أخرى.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.
« آخر تحرير: اليوم في 07:23:51 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #25 في: 2020-11-23, 12:02:14 »
الحاضر

عودة إلى أول مداخلة في هذا الموضوع، واسترجاع للهدف من وراء هذه الكلمات. ماذا بعد سرد الماضي؟
بالنسبة لي محاولة تدارك الحاضر وأمل في مستقبل راشد.

سرد أحداث الماضي قد يعطي انطباعا أنه لمحاكمة أصحابه، ولكنه أبعد ما يكون عن ذلك في موضوعي هذا. فمن منا لا يخطئ ومن منا لا يمر بأوقات ضعف وهزيمة!
إنما الهدف هو مراجعة الأفعال والتعلم من أخطاء الماضي، فالمستقبل مرهون بالحاضر وليس الماضي.

من هذه الناحية، فالدرس الأكبر بالنسبة لي عنوانه "الفرقه"، وليس من سبيل المصادفة أن يكون هو كذلك الدرس الأول في مجتمع المدينة النبوية.
ولا أعني بالفرقة هنا محاربة المسلمين لبعضهم أو التنازع على الأرض والسلطة فيما بينهم، فهذا انهيار ما بعد الفرقة.

الفرقة التي أعنيها هي تلك التي تكون بين أفراد (الفريق الواحد) !
فرقة نفسية وفرقة فكرية وفرقة عملية.

الفرقة النفسية هي بناء الحواجز وهدم الجسور بعد المشاحنات والاختلاف. فينغلق كل شخص على نفسه وقد أقام المذبحة للآخر وأغلق كل أبواب العودة والرجوع.
هي حالة يعظم فيها الإنسان من نفسه فيجعل أخطاء الغير لا تغتفر، ويحكم عليه حكما نهائيا لا رجعة فيه.
ولا أقصد هنا تغير القلب، فبعض جراح القلب قد لا تشفى أبدا، وإنما أقصد التعامل والتعاون في ظاهر الأمور والمصالح المشتركة.

أما الفرقة الفكرية فهي عدم قدرة مجموعة من الأفراد على الاتفاق على هدف واحد يعملون جميعا من أجله، وهي من أكثر الأمور تعقيدا وأسهلها خداعا!
وجرت العادة أن يظن الأفراد الذين يعلنون أن قضيتهم خدمة الإسلام أنهم جميعا في قارب واحد، وأن التعاون بينهم أكيد، وهو نقيض ما رأيناه على أرض الواقع.
فغالبا ما يكون لكل فرد رؤيته الخاصة للإسلام نفسه !
هناك من يرى الإسلام دين فضائل وشعائر روحانية يهدف إلى رفاهية الإنسان في الدنيا والاخرة،
وهناك من يرى الإسلام قوة حاكمة للأرض كلها تفرض سلطانها على كل المخلوقات.
وهناك من يرى أن الإسلام دين فردي، ذروة نجاح الفرد فيه أن يكون خلوقا يقيم العبادات بارعا في صنعته التي يقيم عليها حياته.
وهناك من يرى أن الإسلام دين وعظي، يفوز فيه من يتعلم أمور الدين ويتفقه في علومه ويعلمها للناس.

هذه الرؤى المتعددة ليست تخصصا فرديا، إنما هي في غالب الأمر تصورات حصرية لأصحابها عن الإسلام.

فإذا ما وقع الإنسان في فرقة نفسية أو فكرية أو في كلاهما، فالنتيجة المتوقعة هي الفرقة العملية.

والفرقة العملية هي عزلة فردية يعمل فيها الإنسان على ما يراه كافيا لنفسه وفقط، سواء كان ذلك منفعة شخصية أو دعوية أو حتى قضية للأمة!
كالجزر المنعزلة، قد تكون عامرة بالمجهود والأعمال، لكنها منفصلة عما سواها من الجزر الأخرى، كل لا يرى إلا نفسه وعمله.
الفرقة العملية هي فقدان للثقة، وعزوف كبير عن أي تعاون أو مشاركة، وعدم قدرة على تحمل صعوبات العمل الجماعي، فيرفع كل فرد شعار سأعمل وحدي وأنجو بنفسي.

هذه الفرقة الشديدة والثقة المفقودة حتى بين أقرب الأقربين تبدد الجهود وتجعلنا دوما لقمة سائغة بين أنياب أعدائنا.
ولا بديل عن الطريق الصعب والمحاولة المستمرة لإقامة رباط الأخوة الذي اجتمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم، يتآزرون فيما بينهم، يعملون سويا لقضية واحدة وهم واحد وفي طريق واحد.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #26 في: 2020-11-24, 18:48:23 »
غثاء

قرأت بالأمس عنوانا دعائيا لمدينة في إحدى بلاد المسلمين يقول "أنهم شباب يحبون الحياة والفرح ويبغضون ثقافة الموت والإرهاب"
الإعلان عبارة عن رقص مجموعة من الشباب والفتيات في الأماكن السياحية لمدينتهم، كنوع من الترويج لها.
وعلى الرغم أن هذا ليس بجديد مع الأسف، إلا أن صيغة العبارة استوقفتني.
وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن أبي عبد السلام، عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»،
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»،
فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».

واليوم جال بخاطري أن الحديث متمثل في كل حياتنا الحالية بالفعل، ولا يتوقف أبدا عند تصريح مجموعة من الشباب والفتيات الغارقين في الرقص.

حاولت أن أسترجع كل ما بذاكرتي عن تاريخ العرب قبل الإسلام، فلم أجد لهم أي قضية كبيرة أو طموح بفرض السيطرة على مساحات الأرض كما كان يفعل الروم أو الفرس مثلا.
مجرد اقتتال داخلي هزيل لا يرقى لتسمية "معركة" في ميزان القوة في ذلك الوقت. وهو ما يفسر كذلك عدم اكتراث الفرس أو الروم بالعرب الذين يتفاخرون بجيش قوامه ألف رجل!

حياة العرب وقتها كانت منحصرة في جمع المال والتنافس فيما بينهم على الفخر والشهرة. لا قضية يقاتلون من أجلها ولا أفكار يروجون لها ولا دين يريدون له الانتشار في ربوع الأرض.
وهو حالنا الآن تماما .
ولا أرى غثائية أكبر من ذلك.

عافانا الله وإياكم.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #27 في: 2020-11-29, 11:56:01 »
على الجانب الآخر
https://youtu.be/kYfNvmF0Bqw

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #28 في: 2020-12-01, 18:05:50 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت يا جواد موضوعك حتى ( المصيبة)
جميل جدا جدا
اعجبني تحليلك.
واتفق مع اسماء في اهمية الكتابة. لا عوضا عن العمل، ولكن معه.

وسأتابع القراءة الان ان شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي.
« رد #29 في: 2020-12-01, 19:08:14 »
تابعت القراءة لنهاية الموضوع
وايقظت في قلبي الآلام والاوجاع.
ومازال سيل الألم متدفقا في مصر والشام وغيرها والى الله المشتكى.

اظن ان الفكرة المحورية للموضوع هي ان الخطأ كان في تربية الاجيال الاسلامية تربية لا تتضح فيها الغاية الحقيقية وتختلط فيها الغاية بالوسيلة، الى ان نصل لمرحلة تنقلب فيها الوسائل الى غايات بذاتها، وربما نضحي بالغاية نفسها لتحقيق الوسيلة.

لهذا فأول درس ينبغي ان يقدم للناس ولصغارنا هو: لماذا خُلقنا وما هدف الحياة.

الفكرة الثانية المهمة في الموضوع هي انه بعد تحديد الغاية الصحيحة ووضوح الهدف والوجهة لابد ايضا من فرز الوسائل واختيار الأفضل والأصوب وان كان كريها على النفس وطريقه اصعب.
وهذا ما يوضحه الحديث الشريف  ( ما ترك قوم الجهاد الا ذلوا). وحديث ( اذا تبايعتم بالعينة...)
وقد جرى في عصرنا صرف معنى الجهاد الى جهاد النفس وجهاد القلم وجهاد الدعوة الخ الخ.  وكله ضروري، ولكن يجري عمدا اغفال جهاد القتال لان غير ذات الشوكة احب لنا، ولهذا فالقرآن الكريم لم يقل كتب عليكم الجهاد بل كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وايات القتال فيه أكثر من ان تعد..
وكل الدعوات اليوم تتهرب من هذا العبء ولا تضعه في حسبانها. ولهذا فلا تمكين ولا نصر.

اذن، فلابد عند دراسة الوسائل وتقييمها من دراستها بعين واعية للسنة والسيرة النبوية المطهرة، التي جاءت تبيانا لكل شيء.

واحب ان اضيف فكرة ثالثة هنا: هو ان الانسان في النهاية محاسب عن نفسه لا عن أمته ولا عن عصره، لهذا فلا نيأس ان لم يبد لنا تحقق انتاج او انجاز على المستوى الجماعي او مستوى الأمة، مادمنا نجونا بأنفسنا وبمن نعول، وبذلنا جهدنا في الطريق الصحيح، فمن ثبت على الدرب ومات عليه فاز وان لم يصل للغاية المرجوة، لأن الله تعالى يحاسبنا على النية والعمل لا على النتيجة
ولو فقهت الاجيال هذا فلن تتشتت اثر الهزائم والانتكاسات ولن تتبعثر ولن تفقد ايمانها.
ومن كانت في يده فسيلة فليغرسها.
والله متم نوره ولو كره الكافرون.

جزاك الله كل خير.
موضوع نفيس
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #30 في: 2020-12-02, 17:29:26 »
تابعت القراءة لنهاية الموضوع
وايقظت في قلبي الآلام والاوجاع.
ومازال سيل الألم متدفقا في مصر والشام وغيرها والى الله المشتكى.

اظن ان الفكرة المحورية للموضوع هي ان الخطأ كان في تربية الاجيال الاسلامية تربية لا تتضح فيها الغاية الحقيقية وتختلط فيها الغاية بالوسيلة، الى ان نصل لمرحلة تنقلب فيها الوسائل الى غايات بذاتها، وربما نضحي بالغاية نفسها لتحقيق الوسيلة.

لهذا فأول درس ينبغي ان يقدم للناس ولصغارنا هو: لماذا خُلقنا وما هدف الحياة.

الفكرة الثانية المهمة في الموضوع هي انه بعد تحديد الغاية الصحيحة ووضوح الهدف والوجهة لابد ايضا من فرز الوسائل واختيار الأفضل والأصوب وان كان كريها على النفس وطريقه اصعب.
وهذا ما يوضحه الحديث الشريف  ( ما ترك قوم الجهاد الا ذلوا). وحديث ( اذا تبايعتم بالعينة...)
وقد جرى في عصرنا صرف معنى الجهاد الى جهاد النفس وجهاد القلم وجهاد الدعوة الخ الخ.  وكله ضروري، ولكن يجري عمدا اغفال جهاد القتال لان غير ذات الشوكة احب لنا، ولهذا فالقرآن الكريم لم يقل كتب عليكم الجهاد بل كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وايات القتال فيه أكثر من ان تعد..
وكل الدعوات اليوم تتهرب من هذا العبء ولا تضعه في حسبانها. ولهذا فلا تمكين ولا نصر.

اذن، فلابد عند دراسة الوسائل وتقييمها من دراستها بعين واعية للسنة والسيرة النبوية المطهرة، التي جاءت تبيانا لكل شيء.

واحب ان اضيف فكرة ثالثة هنا: هو ان الانسان في النهاية محاسب عن نفسه لا عن أمته ولا عن عصره، لهذا فلا نيأس ان لم يبد لنا تحقق انتاج او انجاز على المستوى الجماعي او مستوى الأمة، مادمنا نجونا بأنفسنا وبمن نعول، وبذلنا جهدنا في الطريق الصحيح، فمن ثبت على الدرب ومات عليه فاز وان لم يصل للغاية المرجوة، لأن الله تعالى يحاسبنا على النية والعمل لا على النتيجة
ولو فقهت الاجيال هذا فلن تتشتت اثر الهزائم والانتكاسات ولن تتبعثر ولن تفقد ايمانها.
ومن كانت في يده فسيلة فليغرسها.
والله متم نوره ولو كره الكافرون.

جزاك الله كل خير.
موضوع نفيس


جزاكم الله خيرا كثيرا، ونسأل الله أن يستعملنا فيما يرضيه عنا، وأن يكشف الغمة عن الأمة ويحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الإنسان محاسب عن نفسه نعم، ومن رحمة الله بنا أنه يكافئنا على العمل لا على النتيجة.
ولكن هذا المعنى فيه سؤال طالما حيرني وأتعبني، وهو ما مقياس النجاة بالنفس؟
وفي زمن كزماننا ما واجب الفرد فيه تجاه أمته؟ وهل هذا الواجب مرتبط بالنجاة بالنفس أم لا؟

هل ينجو الإنسان بالحفاظ على العبادات والرزق الحلال وتجنب المعاصي والمنكرات، ويعتزل أي شيء آخر يحدث حوله؟
هل ينجو الإنسان وهو يترك أمور المجتمع والأمة في يد من لا يخاف الله ويحارب دينه في كل مكان؟
وكيف لنا أن نتكلم مع أبنائنا مثلا عن الجهاد والغاية من الخلق وأهداف الحياة ونحن مجرد مستقبلين لكل ما يشكل الحياة حولنا. كيف نقنع أطفالنا بهذه المعاني وكل شيء حولهم خلاف ذلك؟

فإذا كان الباطل يتحكم في كل حياتنا وتشتد قبضته يوما بعد يوم، فأين الدرب وكيف الثبات عليه؟

هذا ما يصدني دوما عن الكتابة..
فكلما كتبت عن تلك المعاني العظيمة ثم انصرفت إلى حالي وجدتني بالكاد أستطيع العيش في هذا الزمان، فمثلا المال الذي نتعامل به يوميا منبته الربا، واقتصاد دولنا كلها بلا استثناء قائم في صلبه وأساسه على الربا.
مجتمعاتنا تزداد بعدا عن الدين يوما بعد يوم، وأطفالنا محاطون بكل ما هو مخالف للدين والشرع، وكل ما نستطيع فعله أن نظل سلبيين تجاه كل ذلك. نحاول أن ننتقي الحلال قدر المستطاع، وهو يتضاءل يوما بعد يوم.

نحاذر في كلامنا وأفعالنا لأننا نخشى بطش الأنظمة، نتحرك فقط في المساحة التي يسمحون لنا بها، ونلهث وراء لقمة العيش طوال الوقت ، وكل ما نستطيع فعله أن ننكر بقلوبنا.

فهل سيتغير الواقع من تلقاء نفسه؟

لطالما تساءلت دوما عما بعد كل الدروس والمحاضرات والكتب والمقالات ، نتعلمها وكأنها من رفاهية الفكر والثقافة، أما الحياة نفسها فنسير فيها على هوى أعداء الله وما وضعوه لنا من قواعد وقوانين.
هذه المفارقة تقتل الإيمان في النفس، وتحول الدعوة بهذا الحال إلى مسكنات روحية، فنحن في نهاية الأمر مجرد مفعول به.
« آخر تحرير: 2020-12-02, 17:32:16 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #31 في: 2020-12-08, 17:13:34 »
واجب الوقت

ومازلت مع أخبار تونس، وهي من أكثر البلاد التي تأثرت بها وبأهلها بعدما زرتها مرتين قبل أن يقطع داء كورونا السفر ويغلق المطارات.

الخبر هذه المرة على نقيض سابقه، حيث قام أحد نواب ائتلاف الكرامة في معرض انتقاده لقانون الأحوال الشخصية ووضع المرأة الحالي في تونس بتوضيح خبث المتاجرين بقضايا المرأة.
ولمن لا يعلم، فقوانين الأحوال الشخصية في دول مسلمة مثل تونس وتركيا، تقر الإنجاب خارج الزواج وتجرم تعدد الزوجات وتعترف بالزواج المدني دون ضوابط شرعية.

وقامت الدنيا ولم تقعد في تونس، فإقرار حرية ممارسة الرذيلة وحرية التعري هو معبد الليبراليين والعلمانيين وناشطي حقوق المرأة على الطريقة الغربية.
وفي بلد مثل تونس، يعاني عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، فقد تحول الاهتمام كله فجأة إلى هذا النائب الذي تجرأ وتكلم بالدين في البرلمان!
بل وصل الأمر إلى العراك بالأيدي وتبادل أسوأ الشتائم والإهانات علانية في البرلمان.

المفاجئ بالنسبة لي أن تصرح إحدى قيادات حركة النهضة المحسوبة على التوجه الإسلامي، برفضها دعم كلام النائب المحترم، وتصرح بأن البرلمان ليس مسجد !

وهنا نعود إلى تلك المعضلة الكبيرة والمتعلقة بالتنازلات التي يقدمها من يرفع راية الفكر الإسلامي من أجل المشاركة في سياسة الدولة.

البعض يعتبر أن الانخراط في العمل السياسي على كل مشاكله الحالية يعتبر من واجبات الوقت، ويرى التنازلات التي يتم تقديمها هي من أجل أولويات أكبر منها.
ثم هناك فريق يرفض كل هذا ويدعو لاعتزال كل هذه الأمور، والاهتمام فقط بأمور النفس، والدعوة بما هو متاح وفي النطاق الذي لا يزعج أصحاب القوة والسلطان.

واجب الوقت إذن يختلف من فكر لاخر، وكل يراه من منظور النجاة الخاص به.

فأين الطريق إذن؟!


https://www.facebook.com/Dr.MohamedAffes/videos/239671020913004/
« آخر تحرير: 2020-12-08, 17:17:33 بواسطة جواد »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #32 في: 2020-12-10, 09:22:42 »
أنهيت قراءة ما تبقى مما كتبت أخي إسلام .
بارك الله فيك .. ولقد وقعت على واحد من أهم الأسباب التي تجعلك تعرض عن الكتابة، وهو ما عبرت عنه بقولك :
اقتباس
هذا ما يصدني دوما عن الكتابة..
فكلما كتبت عن تلك المعاني العظيمة ثم انصرفت إلى حالي وجدتني بالكاد أستطيع العيش في هذا الزمان

معك حق من ناحية، فهذا ليس أنت وحدك، بل كلّنا حينما نصارح أنفسنا، فنجدنا نحبّ أن نعمل أكثر، ولكن لا نجدنا قادرين ...
ولكن رغم ذلك، ففي الكتابة التي لا يُحجَر عليها، والتي تمرّ وتُقرَأ قولة حق، وكلمة حق، يقرأها من قد يقيض الله لهم ما لم يقيض لنا من أسباب العمل.
 

اقتباس
حكي لي أحد الأصدقاء المقربين الذي كان حاضرا في رابعة ليلة المذبحة، أن قيادات الإخوان كانت على علم بما سيحدث بعد ساعات وأنهم بالفعل بدأوا يدربون بعض على الأفراد على كيفية احصاء أعداد القتلى.

لكم أوجعني هذا !! مؤخرا كانت مناسبة لأن أقرأ لأحد الأزهريين، لا أعرفه ولكنه يضع على واجهة صفحته أنه أزهري، قرأت له في صفحة عامة تدعو لمقاطعة المنتجات الفرنسية، يدافع عن أمر يتعلق بالنظام المصري، فما وجدتني إلا منفجرة بوجهه وأنا متحيرة من تلميعه لصورة النظام، وذكرت له رابعة، ففوجئت بأنه برز لي كمثال عن مجموعة من أصحاب العلم الديني اليوم في مصر الذين جرت عليهم عملية غسل دماغ عجيبة !! حتى باتوا يكفرون بشيء اسمه "إخوان"، ويمجّد النظام الذي أنقذ مصر ! بل وتجرأ على صلاح أبو إسماعيل وعلى رموز كثيرة ..
المهم ذكرته هنا على سبيل تبيان الصورة التي خلّفها الغسيل الذي يعمل عليه النظام في مصر لشباب ناشئ جديد ..

اقتباس
نحاذر في كلامنا وأفعالنا لأننا نخشى بطش الأنظمة، نتحرك فقط في المساحة التي يسمحون لنا بها، ونلهث وراء لقمة العيش طوال الوقت ، وكل ما نستطيع فعله أن ننكر بقلوبنا.

في تدبراتي القرآنية، وجدتني أتكلم بما يمليه عليّ القرآن،هو القرآن، لا أستطيع أن أتدبر حقيقة معانيه، ومراده منا بخلاف ما يملي هو، وهو الأعلى، وهو الآمر ...  وضعت حسب إملاءات القرآن، وسنرى emo (30):

أؤيدك فيما ذهبت إليه بخصوص معايير النجاة بالنفس، وحدودها ! أرى أنّنا نحتاج للتفكير بالأمة، نحتاج للتفكير بالهمّ الجماعي، بل نحتاج للإحساس بضرورة العمل لها، فالنجاة بالنفس قد تصل حدّ الانكفاء، فالإعراض عن الجهاد الذي تحدثت عنه هادية جزء منه الانكفاء على النفس.


أيضا بالنسبة لتونس، هي  من أهم البلاد الإسلامية الت أتابع أخبارها وتفاصيلها، ربما لقربها منا. تونس مثال بارز على محاربة الدين بكل الوسائل ! مخلفات بورقيبة وزين العابدين في تونس مخلفات كاااارثية بأتم معنى الكلمة، هؤلاء من حزب الكرامة، من مثل  المتحدث، وأيضا سيف الدين مخلوف، أراهم مجاهدين، مهددين في حياتهم أصلا في مجتمع صدقني إن أخبرتك أنه أصبح يفتقر لأبجديات المعرفة بدينهم ! البرلمان التونسي لو ترى "عبير موسي" فيه وما تقول لكفاك أن تعرف عن الحرب على الإسلام باستخدام بني الجلدة أوضح مثال ! "النهضة"  حدث ولا حرج عن زلاتها الخطيرة، ووقعاتها، وانبطاحها، ومسايرتها للتيار.

سأكرر عليك لازمتي  emo (30):   اكتب أخي إسلام فلربما يأتي من يقرأ لنا، وهو بأدوات متاحة أكثر مما بين أيدينا .. الأمل قائم لا لأننا نحلم، بل لأن الله قد وعد .
موضوع رائع، وفي الصميم، ويعرّي الحقائق، كما يضعنا أمام مرآة صادقة لا تغطي عَوارَنا . بارك الله بما تكتب
« آخر تحرير: 2020-12-10, 09:58:36 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #33 في: 2020-12-10, 17:12:08 »
جزاكم الله خيرا كثيرا أختي أسماء وبارك بكم.

أود أن أعقب على نقطتين في مداخلتكم،
الأولى: بخصوص الشاب الأزهري الذي يلمع النظام المصري الحالي على الفيسبوك كما ذكرتم.
الحقيقة لا أجد أي مبرر ولا أي منطق يمكن أن يقبل الإقرار بالظلم والطغيان وسفك الدماء الذي يمارسه النظام الحالي في مصر، ولا حتى من باب التشفي في جماعة ما أو من سبيل "يستاهلوا".

هناك اختلاف ضخم بين توضيح الخطأ والانتكاسات وبين اقامة المشانق لفكر كامل لأن مجموعة من أفراده ارتكبوا عدة مصائب كبيرة.
ولا أدري بأي دين يتحدث من تسول له نفسه تبرير سفك دماء بغير حق أو المعاقبة على جريرة دون محاكمة عادلة وبما يناسب تلك الجريرة ويخص مرتكبيها فقط عن غيرهم.
وحتى لو كان بعض قيادات الإخوان قد تعمدوا إثارة الفتنة لمصلحة شخصية أو استهانة بالدماء، فإنهم هم وحدهم من يستحقون محاكمة عادلة.
أما أخذ الثأر والتشفي في جماعة بكاملها وفكر من أكثر الأفكار وسطية، فهذا ليس من الدين في شيء.

حقيقة الأمر، أن ما ذكرتموه عن "غسل دماغ بعض أصحاب العلم الديني" ليس جديدا أبدا، ولا أحسبه غسلا للدماغ بقدر ما هي فتنة صادفت هوى في النفس، نسأل الله العفو والعافية.

النقطة الثانية: وهي القدرة على التغيير.
وما أرجوه هنا أن يستعملنا الله لنصرة دينه، فهو وحده من يملك القدرة والنتائج. وما قصدته فقط هو السعي ومجال العمل.
والحقيقة هنا أنه بعد خبرات مختلفة ومغامرات كثيرة في حياتي الماضية، عرفت أن المتاح كثير جدا، ولكن المشكلة في الفرقة والخوف من خسارة ما بأيدينا.

ربما يجدر بي هنا أن أوضح أنني أقصد دنيا الرجال، فهم من يقع على عاتقهم فرض الجهاد، وهم من يؤثرون غير ذات الشوكة.
وما أصعب الجهاد بالمال في زماننا، بل إن الرجل قد يستهين بحياته من أجل ماله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

منذ عام تقريبا اشتركت بدورة مقدمة من صندوق النقد الدولي حول التنمية الاقتصادية في المجتمعات، وفزعت من هول الحقائق التي عرفتها.
تذكرت كيف كان من أول ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بعد بناء المسجد، كان السوق.
رأيت في حياتي كيف ينهار الناس تحت وطأة الحاجة أو كنز المال فتتغير أفكارهم وتتبدل أحوالهم بالكلية.
عرفت بالتجربة كيف ينهش الناس في بعضهم البعض حين يعرض المال، وكيف تتساقط الأقنعة حين يكون للمال قيمة وحاجة.

كلا، هناك الكثير جدا لفعله وبأقل مخاطرة، ولكن المشكلة في العزم والنية. أصلح الله لنا أمورنا كلها بما يرضيه عنا.
« آخر تحرير: 2020-12-10, 17:14:51 بواسطة جواد »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #34 في: 2020-12-11, 09:42:21 »
أخي إسلام ...
نعم أنا أيضا لم أيأس من أن الله تعالى متى شاء، وكيف شاء ييسر لعبده الصادق المخلص عملا للأمة، ولمَ لا ...
وسأصارحك بأمر ... يكاد لا يأتيني خاطر أنني امرأة، وأنّ الحمل الأكبر يقع عى الرجال  في العمل للأمة، أعلم أنني هباءة في حقيقة العمل للأمة، وللدين، ولكنني أعيش حياة الأسف والألم على العمل الأوسع والأكبر والأجدى، ولكن لا يعتريني اليأس من ذلك، لأنني أعلم أن لله أمرا وحكمة وتدبيرا وهو على كل شيء قدير ... أساله أن ييسر لنا العمل له بإخلاص، وألا نيأس من ذلك حتى آخر رمق لنا ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #35 في: 2020-12-11, 11:31:40 »
أخي إسلام ...
نعم أنا أيضا لم أيأس من أن الله تعالى متى شاء، وكيف شاء ييسر لعبده الصادق المخلص عملا للأمة، ولمَ لا ...
وسأصارحك بأمر ... يكاد لا يأتيني خاطر أنني امرأة، وأنّ الحمل الأكبر يقع عى الرجال  في العمل للأمة، أعلم أنني هباءة في حقيقة العمل للأمة، وللدين، ولكنني أعيش حياة الأسف والألم على العمل الأوسع والأكبر والأجدى، ولكن لا يعتريني اليأس من ذلك، لأنني أعلم أن لله أمرا وحكمة وتدبيرا وهو على كل شيء قدير ... أساله أن ييسر لنا العمل له بإخلاص، وألا نيأس من ذلك حتى آخر رمق لنا ...

بارك الله بكم أختي أسماء وفتح عليكم من واسع فضله وكرمه.

لم أقصد قصر حمل هم الأمة على الرجال دون النساء، فلا يستقيم الأمر إلا بكلاهما، وهي مسؤولية مشتركة بينهما.
ما قصدته هو أنه في حين قد تقوم النساء بمجهود كبير في التربية مثلا، فإن هذا وحده لا يكفي لأن الأنظمة السياسية والقوانين الحاكمة والاليات الاقتصادية يتم صياغتها من أعداء الدين وعبدة الدنيا.
وهذا ما عنيته بمجال الرجال.

بل إن الواقع يقول أنه كلما اشتد انحراف المال والسلطان عن الإسلام، كلما صارت التربية نفسها أكثر صعوبة، حتى ليجد المعلم أن الفجوة تزداد اتساعا بين المنهاج الذي يدرسه، وبين الواقع الذي نعيشه.

نسأل الله أن يلهمنا رشدنا وييسرنا لما يحب ويرضى.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الماضي.
« رد #36 في: 2020-12-11, 19:54:02 »
أخي إسلام لم أكتب ما كتبت من باب التذمر مما قلتَ،  بل كان ما قلته دافعا لأن أكتب عن شيء من حالي مع العمل..  بمناسبة حديثنا عن التفكير في الأمة والعمل لها.

تابع كتابتك،  فهي في الصميم. متابعة. أعانك الله وبارك لك.
« آخر تحرير: 2020-12-11, 19:57:01 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #37 في: 2020-12-13, 10:02:15 »
ماذا بعد

بقدر ما حث الإسلام على النصح بالقول وعلى نشر الكلمة الصالحة، بقدر ما حذر من مغبة ترك العمل بما علمنا. وهذه خصيصة أساسية لهذا الدين.
فالإسلام دين عمل وسعي وجهاد، على اختلاف أنواع الجهاد وحالاته. وما ابتلينا بشيء في زماننا أسوأ من وهن العزيمة إلا كبر النفس.

لكن أي عمل؟

لا شك أنه لا يوجد عمل واحد، وأن الأعمال مختلفة ومتنوعة، والثغور كثيرة، ومن السهل أن يختار كل شخص الثغر الذي يراه أقرب إليه.
لكن ماذا لو تجمع غالب الناس لسد ثغر واحد وتركت الثغور الأخرى تزداد اتساعا؟
هذا برأيي ما حدث في الخمسين عاما الماضية على الأقل.

كان كثير من المسلمين يعاني الجهل بأبسط أساسيات العقيدة، في وقت اشتدت هجمة (التنوير الغربي) لتعمل عملها في نسيج المجتمع اللاهث وراء الدنيا.
ثم حدث هذه الانفراجة في السماح النسبي للخطاب الديني، وظهر كثير من (الدعاة) من كل توجه وفكر.
وتحول الدعاة إلى نجوم لامعة في وسائل الإعلام، وصار الأمر كذلك مرتبط بربح مادي كبير، وشهرة نافست نجوم السينما والفنون.

وتحولت دراسة العلم الشرعي إلى غاية في نفسها، وصارت ألقاب المشايخ والعلماء مجالا كبيرا للتنافس، وتحولت في كثير من الأحيان إلى وظائف أكاديمية، لا تختلف عن أي وظيفة أخرى.
وفقد وصف (العالم) معناه الذي عرفناه في السيرة النبوية، ولم يعد العالم يقاس بأفعاله ومواقفه، وإنما بقدر معرفته وتحصيله للعلوم الشرعية.

وحين احتاجت الأمة إلى من يرشدها ويثبت أقدامها على الوجهة الصحيحة في وقت الخريف العربي، تهاوت صور الكثير ممن يتمتعون بثروات الدروس والمحاضرات الدعوية.
فإما متبع لرأي السلطة والمال على مختلف توجهاتهم، وإما من آثر الصمت والاختفاء، وقلة جدا هم من أفصحوا، وندرة من أخذ طريق القدوة بالفعل.
وبالطبع في مثل هذه البيئة الواهنة لم يظهر أثر الالاف من الدروس والمحاضرات، وكأنها لم تكن موجودة من الأساس.
بل حدثت فتنة عظيمة في قلوب الشباب المنخدع بمواقف من ظنهم القدوة من الشيوخ والعلماء..

وهو درس قاس يحتاج التوقف عنده والتفكر فيه كثيرا..

وما يهمني الآن، هل حقا نريد أن نكمل في ذات المسار؟ وما الذي تغير عن ذي قبل حتى نتوقع نتيجة مختلفة؟

برأيي أن أكثر ما نحتاجه بعد هذه السلسلة الطويلة من المصائب والفتن، هو التعاضد والتركيز على العمل.

التعاضد لأن الطريق موحش، تكثر فيه الأخطاء وتشتد الصعوبات، والإنسان وحده قد يصيبه اليأس أو الضعف، وما إن يداخله سوء الظن، إلا خارت عزيمته.
ولكن كيف التعاضد والنفوس ممزقة، وكيف التعاضد ولا أخوة حقيقية في الله ولا قلوب اجتمعت عليه، ولا مشاركة وجدانية حقيقية لذات الهم.

أما التركيز على العمل، فهو يعنى أولا بجعل الأولوية للكيف لا للكم، وللتطبيق الواقعي لجزء بسيط مما يتعلمه الإنسان، بدلا من الاهتمام بمقدار ما حصله من علم.
وثانيا، تركيز الجهود بين المجموعة من الناس على عمل واحد ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فمشروع واحد ناجح خير من أفكار كثيرة متفرقة.

وقد علمت كذلك أن الخدعة الجديدة في زماننا هي التركيز على (نشر الوعي)، حيث يصبح المجال الجديد للمنافسة والربح، ويتحول إلى مسكنات عقلية مع مرور الوقت.
فنشر الوعي وترك مجال العمل على الأرض لأعداء الله، هو أكبر خدمة لهم.
وإذا كان لنشر الوعي فائدة ما، فقد قام بها الكثيرون، في حين تخلو ساحة العمل على الأرض خاصة في المجال الاقتصادي من الجهود الهادفة للتغيير الحقيقي.
« آخر تحرير: 2020-12-13, 13:24:09 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #38 في: 2021-01-02, 05:54:42 »
عبرة

لوقت طويل كنت أظن أن الظروف القاهرة التي فرضتها الأنظمة الدكتاتورية ومصاعب الحياة ولقمة العيش هي العائق أمام المصلحين لتبني التغيير الإسلامي في جوانب حساسة كالاقتصاد.

لكني كنت مخطئا جدا..

حقيقة الأمر أنه لا رغبة حقيقية في شيء كهذا، وأن هذا كلام للاستهلاك العام ولتخدير الضمائر التي ربما قد تتأرق.

أما عموم الواقع، فمن لديه وسائل القوة والعلم لبناء حلول اقتصادية إسلامية لا يريد المخاطرة بأي شيء. فتبقى قواعد المكسب الشخصي هي السائدة ولكن فقط ربما يتم تحري الطريق الحلال.

كنت كثيرا ما أتعجب لماذا يصر أساتذة الاقتصاد الإسلامي على استنساخ النظم الاقتصادية الرأسمالية ومحاولة لي عنقها لتجنب صريح المعاملات المحرمة في الإسلام.
لماذا مع مئات المليارات في البنوك الإسلامية لم يتحرك أحد لتوفير نواة نظام اقتصادي إسلامي حقيقي؟
كان هذا لغزا كبيرا، حتى بضعة أشهر مضت.

واكتشفت أن هذا ليس السؤال الذي يشغل بال العاملين بالاقتصاد الإسلامي، وإنما يشغلهم فقط كيف يمكنهم زيادة مكاسبهم وتوسعة سوقهم بأكبر قدر!
وقد كنت أظن أن هذا مهم لتوسع اعتماد الحلول الإسلامية في الإقتصاد، وهذا ما صدره الكثيرون في رسالتهم التسويقية للبنوك الإسلامية مثلا.

لكن حقيقة الأمر أن كل هذا لا يعدوا مجرد نموذج ربح لا أكثر.. ولأن هناك سوق لهذا التوجه ، فهناك من يستفيد من هذا السوق.
ولهذا تأتي الحلول الإقتصادية الإسلامية في زماننا مجردة من مقاصد الشريعة، وتسير على نفس مبادئ الرأسمالية بحذافيرها،
وأن وظيفة اللجان الشرعية في البنوك مثلا هي إيجاد مخارج شرعية تخدم أهداف هذه المؤسسات وزيادة أرباحها بالمناورة بين الاراء الفقهية المختلفة.

هذا أيضا ينطبق على كثير من عموم الناس أيضا، ممن يهمهم أن يكون مالهم حلالا، ولا يلقون بالا لأي تأثير اقتصادي على مستوى الأمة.
وبالتالي فهم كذلك يبحثون فقط عن الربح الأكبر والأكثر ضمانا، دون النظر لأي اعتبارات أخرى قد تكون متعلقة بقوة الأمة اقتصاديا.

وكما قال صديقي، ليست المشكلة في عدم القدرة على تقديم حلول ذات جوهر إسلامي حقيقي، وإنما عدم الرغبة في ذلك.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #39 في: 2021-01-06, 08:38:36 »
التاريخ

واحدة من الأمور التي غيرت مجرى حياتي هي الاستماع للتاريخ من جانب عملي.

حين بدأت الاستماع لدروس التاريخ المختلفة التي قدمها د. راغب السرجاني تغيرت نظرتي لكثير من أمور الحياة، وكثير من الأمور من حولي.

لكن المشكلة التي عانيت منها بعد ذلك هي أنني لم أعرف كيف أنطلق وكيف يجب أن تكون حياتي بعد تلك المعارف التي حصلتها.

هذه برأيي مسألة كبيرة يجب أن تشغل بال المشتغلين بالدروس والمحاضرات على اختلاف أنواعها وأشكالها.

وهي الخيط الرفيع الذي يفصل بين كون "نشر الوعي" مسكن يصيب الإنسان بمزيد من الاستسلام والإحباط، وبين كونه محرك للتغيير والعمل.

ما أشد حاجتنا لمرشدين مخلصين في هذا الزمان.