ثم ها نحن نبلغ من تجوالنا النعيميّ في هذه السورة المُنعِمة المنعَّمة، مبلغا نريد أن نتبيّن وصلَه ...
"
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) "
انتهى الحديث عن ألوان نعيم الجنّة المُعدّ للأبرار... ويُعقَبُ مباشرة بهذا الخطاب الموجَّه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مبلّغ هذا الهُدى للإنسان ... صلى الله عليه وسلم الذي بُعِث رحمة للعالمين... رحمة للإنسان أينما كان وفي أي زمان كان ... بُعِث بالهُدى الذي يجعل الإنسانَ شاكرا على أن هُدِي السبيل ... على أن لم يُترَك للأهواء تتقاذفه ذات اليمين وذات الشمال ... بُعِث حلقة خاتِمة متمّمة للسلسلة النبوية الدُريّة التي بدأت منذ بدأ خلق الإنسان، بدأت من سيدنا آدم عليه السلام أبي البشرية، الإنسان الأول...والنبيّ الأول ... وانتهت برسول الله صلى الله عليه وسلم ...
اقترنت بداية الإنسانية بالنبوّة، كما اقترنت كلمة خلق الإنسان من نطفة أمشاج بـ "نبتليه" ... هداية للإنسان مذ صار شيئا مذكورا ...! وكذلك لو تأمّلْنا فإنّ "مِن نُطفَة أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيه" اقترنت هي الأخرى بـ : "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ ...."
نبتليه... فنهديه ... ! وما تبلغ هدايتُه سبحانه إلا عبرَ رُسُلِه، وعبرَ كُتُبه...
وهذا ختام السلسلة النورانية الهادية محمد صلى الله عليه وسلم ...
"
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)"
"إنّا" و"نحن" و"تنزيلا" كلها تأكيد عليه تأكيد، أنّه من عنده لا مِن غيرِه...وأنّه نزّله على صفيّه صلى الله عليه وسلم تنزيلا، أنزله منجَّما ، مفرّقا، لحكمة عنده سبحانه، كانت الآيات تنزل ولها سبب نزول من حدث بين الأحداث التي كان يعايشها الناس...
ولقد لاجَّ الكفار في نزوله منجّما: "
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا"-الفرقان:32-
فكان نزوله منجَّما أمرَ الله تعالى وحُكمَه، وهذه دعوة منه سبحانه لنبيّه أن يصبر على حكم ربّه، وهو المقضيّ، وهو الذي يكون، فالله لا يسترضي أحدا، بل يقضي بما يحكُم ...! فهم قد لاجّوا في كثير من شؤون الرسول والرسالة، والله سبحانه في كل مرة يبيّن أنّ إرادتَه وحكمَه هوالماضي، شاء منهم من شاء وأبى منهم مَن أبى ...!
هذا من جهة ... ومن جهة أخرى، فهو بيانٌ له أن استعجالَهم نزوله جملة واحدة، ليس محلَّ شيء في ميزان الحكمة، ونحن مع لاحِق آيات السورة سنجد وصفَهم بمحبيّ "العاجلة" ... فشأنُه هو صلى الله عليه وسلم في هذا المقام التربّص، والتريّث، والثقة في أمر الله وحُكمِه ... وأستحضر هنا الأمرَ له في سورة القيامة بألا يحرّك لسانه بالقرآن ليعجَل به، لأنّ الله تعالى تكفّل بجمعه في صدره على تفرّق نزوله آيات آيات، إذ لم تكن آيات السورة الواحدة تتتابع نزولا، بل كانت تنزل آيات من سورة، وتنزل عليه بعدها آيات من سورة أخرى، ثم آيات من سورة ثالثة، وهكذا .... كان يُؤمَر صلى الله عليه وسلم في كل مرة أن يُلحِق ما نزل عليه جديدا بسورة كذا ... هذا ما تكفّل الله تعالى بجمعه له في صدره فأمره ألا يحرّك لسانه خلف جبريل عجلةً منه وخوفا أن يضيع منه شيء ...
وعرفنا أنّ سورة القيامة كانت صبغتُها العجلة في تتالي الصُّور تدليلا على سرعة هذه الدنيا، وسرعة موعد يوم القيامة ...
وكذلك هنا ... عرفنا أصل الإنسان، ثم زادَه في طريق الابتلاء التي خُلق لها، ثمّ مآله عند رجوعه إلى الله ...مآل الكافر ومآل الشاكر...كلّ ذلك كان في ومضات متسارعة متلاحقة، تصوّر عَجلة الدنيا ...عجلة العاجلة ...
ورغم ذلك نجد استثناء ما لا يستدعي العجلة، وما يجب معه الصبر، والتؤُدة، والتريّث ... في موازنة بين أمر وأمر... ذلك أنّ حكمَ الله كما حكم وكما شاء، وكما أرادت حكمته، هو ما يستدعي الإذعان له، والصبر له، والثقة بالحكمة من ورائه ... كذلك جاء هنا الأمر له صلى الله عليه وسلم أن يصبر لحكم ربّه ... وألا يلتفت لملاجّتهم في نزوله منجّما، وقولهم لولا أنزِل جملة واحدة ...
إذن فهي المُوازنة بين حقيقة عجلة الدنيا، وبين ضرورة الإذعان لأمر الله تعالى وحُكمِه، وعدم المَيْل إلى ما يُمليه البشر من نظرات مستعجلة، متسرّعة، لا حكمة فيها ولا رَشَد في تقديرها ...
"
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا"
فهذا تثبيت له صلى الله عليه وسلم على طريق الدعوة الشاق المُضني، المليئ بالمُلاجّات والتجرؤات من أهل الكفر والتكذيب ...دعوة للصبر رغم كلّ ما يراه من عتوّهم، وغلبَتهم... لا تطع منهم كثير الإثم، ولا الكافر المتعنّت الذي لا يُظهر من نفسه فُرجة يبصر منها نورا، ولا مندوحة يسمع بها حقا ...
وها هنا تصديق لما جاء في سورة القلم من أمر له أيضا بألا يطيع المكذبين، وألا يطيع الحلاف المهين، العتلّ الزنيم :"
فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ(08) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ(09) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ(10)..."-القلم-
كلُّه أمر له بألا يسمع لشيء من إملاءاتهم، بل وبيّن له سبحانه أنّهم يُملون حتى بغلاف المُلاينة والمداهنة، وأنّ هذا الدين لا مُداهنة فيه ..."
وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا".
إنه الخطاب الإلهيّ للنبيّ صلى الله عليه وسلم لتثبيته على درب هداية الإنسان، فالأمرُ والحُكم للربّ الخالق لهذا الإنسان، أما مَن أعرض عن هُداه من عباده، وكفر وعتا وأثِم، فإنه لا طاعة لأمره...
في سورة الإنسان... الأمرُ والحُكمُ لله، عَبْرَ القرآن ... لا للإنسان ...
وفي سياق سورة الإنسان، وعظمة سورة الإنسان في شأن أصلِه، وعَدمِيّتِه من قبل أن يجعله الله شيئا مذكورا، ثم هدايته بوسائل الهداية المختلفة... جاء القرآن ... القرآن الذي هو قِيادُه في هذه الدُّنيا، وهو الروح للروح، كما أنّه مَنجاتُه يوم القيامة ... فلا قِيام للإنسان، ولا معنى لذِكرِه بعد أن لم يكن شيئا مذكورا من غير القرآن ...!
أنتَ يا محمّد ... يا مَن بُعِثتَ إنسانا تبلّغ الإنسان في كل زمان وفي كل مكان، يا مَن أنت الحلقة الخاتِمة في سلسلة الهداية الربانيّة عبْرَ الإنسان إلى أخيه الإنسان ... ! إنّ زادَكَ على هذا الدرب الشاقّ، على هذا القول الثقيل... على تبليغ الرسالة وأداء الأمانة العظيمة للإنسانية قاطبة ... الممتدّة عبر الزمان ببقاء هذا القرآن، وبما يحمل من دواء للإنسانية من عِللها التي تفتِك بها :
"
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)"
أن تذكر الله أناء الليل وأطراف النّهار، ذلك زادُك وزُوّادُك على درب تبليغ الإنسانية هِداية ربّك ... وقد سبق وأن عرفنا في سورتَي المزمّل والمدّثّر هذه التربية الربّانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الزاد العظيم له على درب الدعوة... فعرفناه قائما لربه، قائما بالدعوة ليلا ونهارا...
وعَوْداً على بدء، يعود بنا سبحانه إلى حال الكَفُور، الذي حادَ عن السبيل، وأعرض عن هداية الله تعالى، ذلك أنّه في بدايات السورة، بيّن لنا الله سوء مآلَه...أما هنا فهي العلّة الكامنة خلفَ إعراضه وكفره ...
"
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)"
يحبون العاجلة حبّا تركوا معه يوما ثقيلا...يحبّون العاجلة وزُخرُفَها المتمثّل لأعينهم، ويتخذون وعدَ القرآن بالجِنان والنعيم ظهريّا، ولقد سألوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في معرض لجاجهم أن يجعل لهم الصفا والمروة ذهبا، وأن يحقق لهم الخوارق ليؤمنوا بزعمهم...بل وعرفنا في سورة المدّثر أنّه يودّ كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة ليؤمن...ينكرون الغيبيات، ويستمسكون بما تلمسه أيديهم، بالعاجل الذي يعضون عليه بالنواجذ حبّا وتعلّقا... وحالهم هذه على خلاف "الشاكر" الذي عرفناه من تصديقه وإيمانه بوعد القرآن ووعيده، رغم توفيته يخاف يوما كان شرّه مستطيرا، يخاف يوما عبوسا قمطريرا، فما كان إلا أن وقاه الله شرّ ذلك اليوم ...
"
نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا"
وحديث عن الخلق مع أواخر سورة الإنسان، كما كانت بداياتها كذلك حديثا عن الخلق ..."وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ " أي أحكمنا خلقَهم وأتقنّاه. والأسر مشتق من الإسار وهو الحبل الذي تُشَدُّ به الأحمال، ومنه الأسير أي الذي يُقيّد ويُربَط بالإسار.
سبحانه الذي خلق فأحسنَ الخلق، وأتقنه، وأتمّه على أكمل وجه : "
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ"-التغابن:03-
هو القادر سبحانه على تبديلهم، سواء في ذلك معنى تبديلهم بإعادة بعثهم بعد الموت وهو ما أنكروه حتى تركوا وراءهم يوما ثقيلا، أو تبديلهم بآخرين، مطيعين منيبين ... هو تذكير لهم بهوانهم على الله، وهم الذين لم يكونوا شيئا مذكورا، فخلقهم وسوّاهم وعدّلهم ...وهو القادر على تبديلهم...
وإنّ هذا لهم لتذكرة ... ودعوة تتوجّه لهم ليرعووا ...لذلك تأتي الآية الموالية :
"
إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (29)"
الاختيار الذي ذُكِر في أول السورة : "
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا "... فمن شاء اتّخذ إلى ربه سبيلا ...ذاك السبيل الذي هداه الله إليه... فمن شاء كان شاكرا لله على أنعُمِه المديدة...
وعليه، يقرّر سبحانه حقيقة طلاقة مشيئته في شأن الإنسان الذي خلقه، وشدّ أسرَه، وجعله سميعا بصيرا، وهداه السبيل، وجعله مخيّرا، ولما أن أراد له الخيرَ وعاقبة الخير زوّده بوسائل الإدراك السليم وبلوغ الحقّ والتبصّر بسبيله... إنها طلاقة مشيئته الماضية في كل ما خلق :
"
وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)"
سبحانه، علمه محيط بكل دقيقة وجليلة، حكمته تامّة، هو سبحانه الذي يُلجَأ إليه... هو الذي خلق، وهو يعلم من خلق، وما يوائم مَن خلق : "
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"-الملك:14-
هو سبحانه الذي شاء أن يكون للإنسان اختيار وإرادة حرّة، ولو لم يشأ لم يكن، هو سبحانه الذي تحيط مشيئته بكل شيء، فلا يكون إلا إرادتُه ... وهو الملاذ وهو العِياذ، وهو الذي يُستخار، وهو الذي يُسأَل ويُستهدى...فلا يذكر الإنسان ولا يهتدي، ولا يشكر، إلا بفضل من الله وهداية منه سبحانه، ولا يستمرّ ذاكرا شاكرا إلا بسؤال الله أن يجعله ذاكرا، شاكرا...
وفي سورة الإنسان تحديدا، نجد هذه الآية التي تبيّن خضوع مخلوقات الله تعالى لمشيئته سبحانه... تبيّن خضوع الإنسان لمشيئته التي هي مشيئة علم وحكمة ... وليس هذا معناه شَلّ إرادة الإنسان، بل على العكس هي تعني أنّ الله سبحانه هو الذي شاء أن يكون للإنسان مشيئة وإرادة ... وعلى هذا يصحّ معنى الابتلاء الذي يكون وفيه مَن ينجح ومَن لا ينجَح وِفق اختياره الذي كان ... وعلى هذا فهو سبحانه عليم بمَن يستحقّ الجزاء الحَسَن، وبمَن يستحقّ العقاب :
"
يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)"
مشيئة علم وحكمة وعدل، فيُدخل في رحمته سبحانه مَن يشاء، والظالمون بما قدّمت أيديهم، وبإيثارهم الباطل على الحق، والضلال على الهُدى، قد أعدّ لهم سبحانه عذابا أليما.
وهكذا قد عرض سبحانه في سورة الإنسان رحمتَه بالإنسان مُذ أن جعله شيئا مذكورا...فخلقه ليبتليه، وما ابتلاه إلا وقد كرّمه بالعقل وبالفطرة السليمة النقيّة، وهداه سبيل الحقّ عبْرَ كُتُبِه ورُسُله، وجعله مخيّرا وذا إرادة حرّة ، ثمّ أعدّ له نعيما وملكا كبيرا في الآخرة إن هو أحسن الاختيار...
رحمة بالإنسان تتبعُه من بدايته، إلى نهايته، إلى مآله ...
سورة الإنسان فيها حبّ الله الخيرَ كل الخير لعبده...يمهّد له سبيل الفوز والفلاح، وييسّره له، ولا يدع شيئا يبلّغه إياه إلا وأكرمَه به ... حتى أنّ الإجمالَ في مآل الكافر وما يقابله من إسهاب في مآل المؤمنفي سورتنا، ينقل لنا مُراد الله بخلقه لعبده، صورة من صوَر ما يريد بعبده من خير...
ويتبجّح الإنسانُ، ويتعجرف في صِلف وهو يتذمّر تذمُرَه الكاذب ، من إله يترك المظلومين والمشرّدين في الدنيا بلا نصر ولا عون، ولا يمنع الظالم عن ظلمه، ويُجري على الناس الأوبئة والأمراض وعصيبَ الابتلاءات، ويعذّب بالنار... ! يقول هذا وكثيرا من قبيله، وهو الذي ما آمَن أنه مخلوق ليُبتَلى، مخلوق ليرى منه الله ما يعمل، وهو الذي جعله في الأرض خليفة ... وهو الذي وكّله بالعدل فيها، والرحمة والإخاء، والبذل والعطاء... خلقه ليختبرَه، وجعل بعض الناس لبعضهم فتنة... وهذه هي سنّة الخلق ... فمن أعرض عنها، ولم يؤمن بها ظلّ على طوى من معنى الحياة وظمئ، لا يشبع ولا يرتوي، ويختلق بهواه قشّات الحُجج وما من منقذ له ولا مُغيث من تَيْهِه وضياعه ...!
فاللهمّ يا مُكرِم الإنسان ويا راحمه، ثبتنا على الحق وعلى الهُدى، ولا تُمتنا إلا ونحن مؤمنون مسلمون، مطيعون ...