المحرر موضوع: على درب الحياة والقرآن مشكاتي(سورة الطارق)  (زيارة 315 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
سورة الطارق


سورة الطارق... قليل في حقّها كلّ مدح ... مقصّر بحقّ جمالها وجلالها وعظمتها كلّ وصف ....
انسجام غريب عجيب بين ألفاظها على اختلاف السياق المنتَقَل إليه من السّياق، وانسجام غريب بين إيحاءاتها من بدايتها إلى نهايتها ...

إنها لتُحقّق بجدارة معنى جوامع الكلم، كما تجسّد تكامل أطراف الصورة، حتى لكأنها القطعة تركّب إلى القطعة لترسم المنظر الكليّ المتناسق كل التناسق، المتّسق كل الاتساق...

فلنتأمل ...

يُقسم سبحانه بالسماء العظيمة الرّحيبة ...مقرونة بـ : "الطارق"، ويعقب القسمَ سؤالُ إكبار وإعظام لهذا المسمّى بـ: "الطارق": " وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ" . ليأتي الجواب كعادة هذا السؤال في مواقع من القرآن، يتلوه التعريف بما أُكبِر مَقامُه، وأُعلِي شأنُه حتى كان مُقسَما به : " النَّجْمُ الثَّاقِبُ"

إنه النجم الذي يخترق بضوئه ظلمة الليل، ويطرق هَدْأته، فُيبرز في غمرة العتمة والسواد الغاشي... حتى كان وصفه بالثاقب...
فكأنما قد ثقب بالضوء السوادَ، كشأن الشيء المخترِق صلابة أو سماكة، لتستشعر فيه القوة، والقدرة على النفاذ...
أقسَمَ سبحانه بالطارق الثاقب أنّ كل نفس مخلوقة عليها حافظ يحفظ أعمالها ...

وهنا يجدر بنا التأمل ...
فأما المُقسَم به فهو الطارق الثاقب ظلمة الليل بضوئه، وأما المقسَم عليه فالحافظ لعمل كل نفس ... وما يحفظ وما يعدّد وما يسجّل إلا وقد خصّه الله تعالى بالعلم... العلم بكل ما يعمل الإنسان، بما يُسرّ، وبما يُعلن، بما يُكنّ وبما يُظهِر ...

أليست هي عتمة النفس، وأغوارها السميكة، ودخائلها البهيمة، ونواياها... وحقائقها...وما يخفى منها، ولا يعلمه غير الله الذي وكل بها حَفَظَة يعدّدون عليها عملها ...؟!

أليس هو ذلك الاختراق، والنفاذ إلى الأعماق العصيّة على البشر... ؟!

أليس هو الحافظ الذي يُخالط الأنفاس، والفِكرة والخَطْرة، والحركة والسكنة والنّأمة، فيخترق الطبقة من النّفس من ورائها الطّبَقة ... وهو ينفذ وينفذ، فيبلغ الأعماق السحيقة، وهو يكتب ويسجّل ويحفظ ...

سبحان الله ... !

إنّ المُقسَم به والمُقسَم عليه لا تبعد صفة الواحد منهما عن صفة الآخر، وإن كان الأول زائر السماء العليّة، والثاني مُخالط أغوار النفس البشريّة، الموغِل بعلمه في أعماقها، كما أوغل النجم بضوئه في عتمة السماء...! فطارق في السماء ثاقب، وطارق في ظلمات النفس ثاقب، يخترق خفيّها المعتم بضوء من علم خصّه الله به، ومن عمل أوكَلَهُ له...
بل إنّ عقلي ليلمح الثَّقب، ولَيسمع الطرق في هذه السورة لا على مستوى معانيها وسياقها وحسب، بل على مستوى اللفظ وموحياته ...

تأمل ... تأمل قوله سبحانه :"والسماء والطارق" ...

وصفحة السماء يتداول عليها الضوء والظلام ... يتعاقبان، فساعات هي الصفحة المضيئة إيذانا بالنهار، وساعات هي الصفحة المعتمة إيذانا بالليل ..
فما أروع قرن السماء باسم "الطارق" ...

هذا اللفظ الذي يفعل هو ذاتُه -كلفظ بين الألفاظ- فِعْل الطارق الثاقب ... وهو يطرق مجال التصور العقلي لينفذ إلى العقل فيضيئ أنه أوان الليل لا من لفظ "الليل" بل من لفظ السماء المقرون بالطارق... ! عندها يستقرّ فهمنا على الليل دونما شكّ أو ريب.

وتالله مازالت سياحتي في عالم سورة الطارق مستمرة...!
في جمالاتها ...في رونق إيحاءاتها، وتناسب وتناسق سياقاتها المتلاحمة باللفظ كما بالمعنى ...

لأرقب السماء البعيدة عن ملمسي والنفس التي هي بين جنبيّ ...
أرقب فعل الطارق في البعيدة وفعل الحافظ في القريبة ...
وأتأمل غياب لفظ "الليل" عن سياقٍ حاملٍ لمعنى الليل وما يدور فيه ... لأكتشف بعد نظر أن مجيئ "السماء" أشمل وأعمّ وأليق بكثير بما يُراد من معنى ..

وأنت إذا قابلتَ النفس التي يعمل معها الحافظ عمله، وجدتَها كالسماء... منها الظاهر المضيئ المؤذن بنهارها، وهو ما بدا للناس منها فعلموه، ومنها المُعتِم الذي خفي منها عنهم فجهلوه ... فكان للحافظ عمله بحفظ الأعمال ما بدا منها وما خفي، كما يليق بلفظ "السماء" وهي توحي بالحالين الضوء والعتمة... النهار والليل ...

وَيْكأنّ نفسي المنطوية على سرّها ليلٌ خِلْتُه البهيم حتى طرق الطارق سكونه، وثقب عتمتَه...!

وَيْكأنّني وأنا أرقب السماء أرقب صفحة نفسي، وكأنني وأنا أرقب نفسي أرقب صفحة السماء...!!

ويُشدَهُ عقلي حيال هذا الحُسن وهذا البهاء..! حيال هذه الروعة في تركيب اللفظ للفظ، ومقابلة اللفظ للفظ في تقلب بين معنى ومعنى، ومُراد ومُراد غيره... ولكنّ الاتساق والتناسق لا ينفكان قائميْن ...

ولكأنّ كل خيط فيها يُشدّ إلى الخيط، لا تتقطّع بالخيط منها سبيل ... بل كلّ فيها ميسّر لما جُعِل ...منظم مرتّب... مهتد غير ضال ولا مُضلّ... !!!

ونمضي ... فإذا قوله تعالى : " فلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ"...
ويسبقني النظر في موقع هذا الأمر بالنظر..

يسبق نظري في نفسي مِمَّ خُلِقَتْ نظري في موقع الآية من السورة، موقعها من حديث الحافظ وما يحفظ من عمل ... ما العلاقة ؟؟ ما وجه الارتباط ؟ لمَ الأمر بالنظر والتوجيه إلى النظر تِلْوَ حديث الحافظ ؟
لأجد عقلي يستدلّ ليجيب ... ويالروعة هذا الحثّ والدفع لآلة العقل أن تعمل ... ! وهذا دَيْدنٌ في القرآن لا يُستهجَن فيه ولا يُستغرَب ...

أوَليس الحافظ هو الذي يسجّل على النفس أعمالها كلها ؟
وَلِمَ هذا التسجيل ؟ أليس ليكون مادة العرض يوم العرض بين يدي ربّ العالمين ؟ أليس هو مادة الكتاب الذي ستقرأه كلّ نفس، لتعلم ما أحضرت، لتعلم ما قدّمت وأخّرت ؟! أليس هو محور الحساب يوم البعث ؟
بلى ... بلى ... وما حِفْظُ الحافظ لعمل النفس إلا لهذا ...

وهكذا يستدلّ العقل باللفظ الواحد: "حافظ" على يوم البعث ...

أليس هذا ثقبا جديدا في عالم العقل واستدلالاته وتصوّراته، وما يُراد له أن يبلغه من معنى ؟ أليس اللفظ البعيد المغاير قد طرق وثقب طبقات العقل، وغُرَفَ الذّهن ليَعِي المطروقُ عقلُه أنّ "الحافظ" نجمٌ طارق في عتمة العقل يضيء بمعنى البعث ؟
ولا تنفكّ سورة الطارق طارقة ثاقبة...! في صفحة الكون تارة، وفي صفحة النفوس تارة أخرى، في أُولانا تارة، وفي أُخْرانا تارة أخرى ...

ولأنه الإيحاء بالبعث، ولأن المكذّبين بالبعث في كل زمان... فهذا توجيه الله الإنسان لينظر... لينظر ممَّ خُلِق... وأنّ الذي خلقه على ذلك النحو، وبتلك العظمة والقدرة والتقدير أقدر على بعثه : "خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ(6)يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ(7)"

وإنني أسترسل مع السورة لا كشأن الذي يسترسل مع الآيات مفسّرا، بل لأنّ الطارق بشكل خاص تنبض بنبض واحد، وتتوحد أطرافها تحت سَمْتٍ واحد، وتتشارك أجزاؤها الصورة الواحدة... الصورة الواحدة التي تتقلب بين المعاني المختلفة لتبقى بميزتها ذاتها ..."الطارق" "الثاقب"

خَلْقُ الإنسان من أخلاط ماء الرجل والمرأة(الأمشاج)، ذلك الماء الذي صِفَتُه الدّفق، وفي الدفق قوة، وفي الدفق قدرة على النفاذ، وعلى الاختراق، ويزيد تأكيد هذا قوله سبحانه : " يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ "...

و"الصُّلْب" وحدها تشي بالصلابة والقوة، وهو في الإنسان ذلك العمود الذي تتوضع عليه الفقرات الواحدة فوق الأخرى، و"الترائب" هي مجموع عظام الصدر التي تلتقي لتشكل القفص عظمةً بمقابل عظمة، تُماثِل الواحدة منها نظيرتها كل المماثلة، حتى سميت ترائب، جمع "تريبة"...

وإني لست ممن يتكلفون الإعجاز العلمي في القرآن حتى يبدو إسقاط نصّه على الحقيقة العلمية افتعالا، ولكن بالمقابل لا ننكر ما كان من الحقائق العلمية صادعا بمعنى النص القرآني .... إذ إنّ الدعوة للفصل الكليّ لنصوص من القرآن تحدّث عن الكون أو عن الإنسان وخلقه عمّا يقرره العلم دعوة مُجحفة تقارب القول بأن القرآن لا شأن له بوصف المخلوقات سواء منها الكون أو الإنسان.

إن علم الأجنة Embryology الذي هو علم دراسة تنامي الجنين، وآليات تشكّل أعضائه وتطوّرها من طور له إلى طور، يؤكّد أن الجهاز التناسلي عند الجنين لا يأخذ مكانه المعروف إلا بعد أشهر من الحمل تقارب الأربعة أشهر، إذ إنّ لهذا الجهاز على وجه الخصوص منشأ، موقعه بين العمود الفقري والترائب الأخيرة من القفص الصدري، يكون فيه الجهاز في طوره الأول، ثم ينحدر وينزل منه إلى مستقرّه الأخير، ففي الذَّكَر كيس الصّفن حيث تتموضع الخصيتان، وفي الأنثى المِبْيضان...

وعلى هذا فإنّ أول منشأ الجهاز التناسلي هو هذا الموقع الذي هو بين الصلب والترائب ... فكان الوصف القرآني بأن الماء يخرج "من بين" وليس "من" ...
ذلك هو المنشأ الذي يخرج منه الجهاز، ليُزوَّدَ في آخر مرحلة من تموقعه النهائي في مكانه المعهود المناسب بشريان مغذٍّ يغذي الخصية وهي مصنع الماء في الرجل، ويغذّي المبيض سواء بسواء ...

فكان الوصف بـ: "يخرج" وصفا للخروج الأول، أي وصفا لمنشأ الجهاز ومصدر غذاء الماء المكوَّن فيه...
وهذه لمحةٌ علمية لم أجد بُدّا من ذكرها، حتى لا يبقى العقل متعلقا بتلك الالتباسات والأقاويل التي تجعل من هذه الآية دليلا عند المتقوّلين على مخالفة القرآن لصريح العلم ...
ثم أمضي من بعدها ... لأرى أنّ الطرق والثقب ممتثل من جديد، كما عرفناه في المعاني السابقة، مرة في صفحة السماء المعتمة، ومرة في صفحة النفس المعتمة ...

إنه ماء دافق ... يخترق الحُجُب ... يخترق الصلب، والصعب، من بين العظام القاسية الصلبة يسافر لينفجر ماء .... ولكأني به الماء المنفجر من الحجارة الصلبة الصلدة : " وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ "

إنها الحياة تتفجر من الصلابة ... الماء ... الحياة ..

الضوء يطرق ويبرز ويلمع في عتمة الليل، والحافظ يعلم في عتمة السرّ والطيّ والكتمان ... والماء يتدفق من بين الصلب والصلد وتنبثق الحياة من ظلمة الرَّحِم ...
سبحانه الذي قدّر أن تخرج الحياة من هذا العالم المظلم ... وهو سبحانه الذي وصفه بالظلمات في قوله :"... يخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ..." –الزمر:من الآية06-
سبحانه الذي هذا تقديره لخلقه الإنسان هو على رجعه أقدر : " إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ(9) فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ "

ونمضي قُدُما مع هذه السورة العظيمة ... ومرة أخرى لست أسترسل لأعيد فيها ما قال به المفسرون ... بل إنني لأجدُني معها من كمال إلى كمال ... من معنى إلى معنى آخر ولكن تحت لواء واحد ... أسمع النبض ذاتَه، أتبيّن الأوصاف ذاتها ...
فلنتأمّل مجدّدا : "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ(11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ(12)"

وآية قبلها جاء فيها : " إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ " ...
فانظر .... انظر إلى الاتساق، والموافقة، والمناسبة ... انظر إلى اللفظ وهو يعقبه ما هو من جنسه : "رجعِهِ" و "الرّجع"...
السماء ذات الرجع .... والرجع عند العرب "المطر" ...

وهذا قَسَمٌ ثانٍ في السورة بالسماء أيضا، ولكن هذه المرة برجعِها ... وقد جاء المطر هنا بهذا الاسم تحديدا، مناسبة لما قبله من حديث عن الرجع والبعث وقدرة الله عليه من بعد ما بيّن كمال قدرته في خلقه الأول...

وما المطر في أصله ؟ أليس ماء الأرض المتبخّر الصاعد إلى السماء، المتكثف ليعود فيتشكل مرة أخرى ماء ينزل من السماء ؟
أليس رجعا ؟؟ أليس بعثا جديدا لذلك الماء المتبخر من الأرض،ليعود للأرض ... ؟!
أليس هو البعث في صورة حسية ؟!

ثم الأرض ... وصفتها "الصدع"
والصدع هو الشقّ ، وهو مصدر بمعنى المفعول ، أي المصدوع عنه ، وهو النبات الذي يخرج من شقوق الأرض ...
ولنتأمل هذه الصورة مع الصورة السابقة، مع الماء الدافق، والحياة المنبثقة من بين الصلب، وفي عتمة الظُّلَم ...

الإنسان وهو يخرج للدنيا، وأصله ماء، ماء أنتج نبتة حية، ماء سقى أرضا، وما تلك الأرض إلا المرأة الحامل ...

أوَلَمْ يصف الله سبحانه الزوجة بالحرث حين قال: " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ..." –البقرة: من الآية223-
فهي الحرث، وماء الرجل السُّقيَا، ذلك الماء الدافق...والمولود هو ذاك النبات المصدوعة عنه تلك الأرض المحروثة ... !

بل وأكثر .... بل وآكَد، بل وأعظم دلالة وأسطع بيانا وهو سبحانه القائل : " وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا " –نوح:17-
نعم يا رب... من الأرض... !
فأُمُّه التي تحمله بين أحشائها وضلوعها، ليس أصلها إلا ترابا، وأبوه الذي سقى الزرع بمائه، ليس إلا ترابا ... يُحرث الحرث، ويُسقى التّراب ليُنبت ... !!

هذا القسم العظيم على : " إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ " ... القول في البعث، في الرجع، كرجع السماء للماء ... بعث الماء المتبخّر من الأرض ماء يرجع إليها من جديد حياة جديدة ...
كخروج تلك الحياة من تلك الظلمات بتدفق الماء من بين صلب أجزائها...

كاختراق الحافظ لحُجُب النفس وهو يسجّل أعمالها لتُعرض من جديد في يوم فيه الحياة منبعثة بعد الموت ...
كاختراق ذلك الطارق لأستار الليل البهيم بنور لا يلبث إلا يسيرا لينبعث ضوء النهار من جديد ... حياة وحركة من بعد سكون وهمود....

يا ما أروع الطارق الثاقب في قلب الظلمات ليؤذن ويُعدّ لانبعاث الحياة من جديد ... في السماء، وفي النفوس، وفي ظلمات الرَّحِم...

ويا ما أروع البعث والرجع بين يدي ربّ العالمين، والحياةُ بأطرافها وحركتها تحاكيه في كل حين ... من بعد مرحلة الإيذان بالطارق ...

ولادة جديدة في كل لحظة، من قلب الظلمات ... نهار منبعث منفلق من قلب الظلام وأوج اسوداده... ماء منبعث من السماء من بعد ذهابه من الأرض ...

إنها سورة "الطارق".....
تلك التي لا يسع المؤمنَ بعد تأمّل آياتها، وسياقاتها، واتساقاتها، إلا أن يوقن بأنّ كيد كل كائد لهذا الدين، إنما هو الهَمَل والهباء، والجُفاء والغُثاء... !!
كيف لا ؟... والقادر سبحانه، والباعث سبحانه يُمهله ويمهِّلُه ... وليس بمُهمِله وهو يحصي عليه كيده حبة بحبة وقطرة بقطرة ... ليلقاه يوم البعث، يوم يُرجع إلى ربه ... يوم يرى البعث الذي كذّب به بأمّ عينه ...!! " فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا " ...
« آخر تحرير: 2019-10-19, 10:34:13 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب