المحرر موضوع: الرأي و الرأي الآخر..  (زيارة 12036 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
الرأي و الرأي الآخر..
« في: 2016-04-26, 04:22:49 »
لنناقش فكرة ما اختلفت الآراء فيها..نحاول أن نضع رأيين مثلا ثم نناقشهما أو نبدي رأيا ثالثا  مخالفا لما جاء به الناشر.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #1 في: 2016-04-26, 04:28:05 »
نقلا عن صفحة  المفكرة والباحثة الاجتماعية الأستاذة عابدة المؤيد (حفيدة الشيخ الطنطاوي).. ترشد لقراءة كتاب (نقد العقل المسلم)..

نقد العقل المسلم
كتاب فيه إبداع، وفيه ومضات فكرية عميقة، ومؤلفه ـ لم يَغفل عن تيار التغريب- إلا أن انشغاله الأساسي كان بهموم العقل المسلم واليقظة الدينية، وتقديم الحلول
وبدأ بقوله: العقل نعمة كبرى ومن دونها لا يستقيم الإيمان. والدين جاء ليحرره، وإذا كُبل وسُلب حريته أصبح معوقاُ ناقصاً، وسقط التكليف. ولكن ورثة الدين قد يحجرون عليه ويذلونه بما يلي:
ـ بتضييق نطاق عمله وحصره في حفظ المتون
ـ بحجبه عن الرأي المخالف! 
ـ بتقديس السابقين؛ وإدعاء الإجماع (في مسائل لم يثبت الاتفاق عليها)، وإهمال الرأي الذي لم يسبق أن قال به أحد القدامى (خاصة المذاهب الأربعة)
فامتنع كثير من العلماء عن إبداء رأيهم ضناً بسمعتهم... مما أدى للعزوف عن الإبداع والأصالة، والاحتراز من الاجتهاد خوف الوقوع في الخطأ! أو خوف تجاوز علم السابقين، وبالتالي الركون إلى التقليد والتبعية (وتقديس عقل الغير يعني حتماً إلغاء عقلك أنت). وهذا خَوَّف العامة من الفتاوى الجديدة (ولو كانت متوافقة مع القرآن والسنة)
ويتبع كل هذا نفور واتهام للمخالف الذي يناقش بالعقل... فيظن الناس منه أن حياتنا وديننا يستغنيان عن التفكير، وهذا مزلق كبير لأن العقل هو الأداة التي أخرجت -من النصوص- الأحكام والتشريعات
- تقديس القديم أغفل مراعاة الأولويات وصرف بعض المفتين عن مراعاة الواقع ودرجات المصلحة والمفسدة، وأوهم بعض الناس أن الدين في صدام مع العصر!
 ـ توسيع قاعدة سد الذرائع، وتحريم المشتبهات، والغلو في الاحتياط.. والذين يفتون وكأن في المسألة فتوى واحدة!؟ ويغفلون "التعدد والتنوع"... كل ذلك تسبب برد فعل سيء (ظهر في التفلت والفساد الذي نراه)
ـ اعتبار الحديث الواحد (أو الآية) مصدرا للتشريع؛ في الوقت الذي تتوافر فيه أحاديث أخرى ناسخة أو مخصصة
- اعتبار الدين وكأنه عبادات ونزل للآخرة فقط، ولا نصيب للدنيا
 ويقترح للحل فكرة مهمة "الله فرض تقديسه هو، لا تقديس فتاوى الرجال، ومن الخطأ الخلط بين ما هو دين منزلي من عند الله وبين ما هو بشري"، مما يستدعي:
- التمييز بين الثوابت والمتغيرات
- الانشغال بالكليات عن الجزئيات
- متابعة الفتوى جيلا بعد جيل وتجديدها وصحيح فتاوى السابقين
(هذا جزء مما جاء بالكتاب، وليت كل مسلم يقرؤه)


الرأي الآخر كان تعليقا لأحد  المعلقين قائلا:

وددت لو أفهم أي تراث هاذا الذي تحذرون الناس من تقديسه وهم ما قرأوا منه حرفا ! عموم الناس بالكاد تقرأ القرآن في رمضان وأنتم تكلمونهم كما تكلّمون أصحاب الاختصاص 
تكتبون في الفيس بوك وتنسون أن الآلاف من متابعيكم يجهلون أبجديات الدين وكثير منهم لا يقيم لسانه بالعربية الفصحى ... وكل ما يفعله كلام كهذا تشكيكهم وإثارة ريبتهم من كل شيء عرفوه سابقا, وهذا أمر مخيف يصل بصاحبه لأبعد بكثير مما قصدتم إيصاله. فأنتم تتوقفون في الكلام عند حد ولكنّ ابليس يستمرّ
أنتم تخرجونهم من دفء طمأنينتهم لتحشروهم في زاوية الشك والريبة والانتقاد لكل ما عرفوه وهم لا يملكون آلة تقييمه, كلامكم يشككهم ولا يقدم لهم بديلا ذا بال عن (السابقين) وتراثهم الذين تحذرون من تقديسه ! 
فمعظم كلامكم عامّ ومجمل ... ومن يترك تقليد أهل العلم الأوائل تأثرا بدعوتكم لن يفعل إلا تقليدكم وتقليد المحدثين, لأنه ببساطة لا يصلح إلا مقلدا وهو في حالته الراهنة
علماء الصدرالأول لم ينقلوا لنا فقط آراءا فقهية واجتهادية, لقد نقلوا لنا السنة الصحيحة والقرآن الكريم أيضا ... وقد وصل البلّ الآن للطعن بالسنة الصحيحة وقريبا سيتبعه الشك بالقرآن كما أتوقع (لا قدر الله )
في رأيي المتواضع - ولتعذرني صاحبة الصفحة على صراحتي: هذه النوعية من الدعاة التي ازدادت كثافة مؤخرا ما هي إلا معاول لهدم بقية الدين عند عموم الناس
ورأيي هذا ناتج عن حسبة عقلية بسيطة مادتها الواقع الذي أشاهده, فلم يعودني مشايخي ولله الحمد الحجر على عقلي مذ كنت صغيرا
نفس المشايخ الذين علموني أن من العبث الاشتغال بنقد مدارس علمية عريقة قبل أن أمتلك الآلة التي امتلكوا والخبرة الكافية التي تجعلني لهم ندّا
والله المستعان.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل أم مريم

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 154
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #2 في: 2016-04-26, 09:14:03 »
كللم المعلق ممتاز وحكيم.

 نحن في زمن فتن كقطع الليل المظلم ، يمسي المؤمن كافرا ويصبح الكافر مؤمنا.. والمفاضلة من وجهة نظري فيما ندعو عامة الناس الحاهلين بأبجديات دينهم إليه هي مفاضلة بين خير وفيه دخن،  وبين شر يتصدر له دعاة على أبواب جهنم (مآله إنكار السنة ووحدة الأديان واتباع الدجال) من أجابهم لدعوتهم فقد دينه .. وقذفوه في النار.

التقليد الأعمى لعامة الناس على علاته أسلم بلا شك.
والله أعلم والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل.
« آخر تحرير: 2016-04-26, 09:39:58 بواسطة أم مريم »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #3 في: 2016-04-26, 10:18:42 »
موضوع بالغ الأهمية، بهي، شكرا على إثارته...
قبل كل شيءن ربما أحاول قراءة الكتاب... ودعوى تقديس القديم هذه لم تعد جديدة... ولكن رغم ذلك أرى أن النبذة التي وضعت عن الكتاب تنمّ عن أن صاحب الكتاب يتحدث عن الاجتهادات المختلفة، وهذه غير الدعوة لنبذ القديم والتشكيك فيه، وهي دعوة مضرة بمن لم يعرف عن القديم إلا عنوانه، ولكن المجتهد يعلم عن القديم، ولا أرى ضيرا من الاجتهاد.... ولمحمد الغزالي رحمه الله في هذا قول جميل جدا، يوم أمس كنت أحوم حوله...

لي عودة بإذن الله .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم مريم

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 154
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #4 في: 2016-04-26, 10:36:18 »
نعم دعواه ليست النبذ ولا التشكيك في السنة هذا واضح تماما.. ولكن هذه الدعوة لا تصلح مطلقا أن توجه لعامة الناس من غير أهل الاختصاص، حيث تضعهم في حيرة من أمر دينهم، وماذا يتبعون، فيتبعوا بداية ما يوافق أهواءهم إلى أن ينتهي بهم الأمر أمام حلقة من حلقات إسلام البحيري أو عدنان ابراهيم.. أو أي مشكك من دعاة تحرر العقل المسلم ونبذ التراث.. و.. الباقي عندك  emo (30):

غير متصل أم مريم

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 154
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #5 في: 2016-04-26, 10:46:29 »
أقصد دعواها هي .

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #6 في: 2016-04-26, 10:47:48 »
سلام عليكم
متابعة معكم
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #7 في: 2016-04-26, 11:29:50 »
اتمنى ان اكتب الكثير تعليقا على ما نشر

لكنني لا أملك حاليا الوقت
فأكتفي بأن أؤيد رأي المعلق، وأسجل اعتراضي على ما نشرته عابدة
وبالعموم فكثير مما تنشره على صفحتها -مما يتعلق بأمور الفقه والفتوى- لا يعجبني

وعلينا ان نغض الطرف عن كونها حفيدة عالم جليل عبقري هو الشيخ علي الطنطاوي، لأن العلم يرثه التلاميذ لا الابناء والاحفاد . فعلينا ان نتعامل معها كشخص، بغض النظر عن مكانة جدها الكبيرة..
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #8 في: 2016-04-26, 20:15:39 »
ورأيي هذا ناتج عن حسبة عقلية بسيطة مادتها الواقع الذي أشاهده, فلم يعودني مشايخي ولله الحمد الحجر على عقلي مذ كنت صغيرا
نفس المشايخ الذين علموني أن من العبث الاشتغال بنقد مدارس علمية عريقة قبل أن أمتلك الآلة التي امتلكوا والخبرة الكافية التي تجعلني لهم ندّا
والله المستعان.

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #9 في: 2016-05-02, 06:30:28 »
الرأي والرأي الآخر...

مهما يبدو على رأينا من قوة ومن سند دليل ومن حجة، القوة الحقيقية تكمن في تقبل الرأي الآخر وإن بدا أوهن وأضعف دليلا...

 تقبّله ونقاشه بهدوء، لأن النفسية المتأججة غضبا من الرأي الآخر لا تستطيع بحال من الأحوال أن تصل بقارب الحوار إلى شاطئ أمان، وإلى نقطة مشتركة تتقاطع فيها الأفهام فيتعاضد الطرفان حتى يتبينا الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتلوح في أفقهما رفرفة راية الحقيقة...

ومهما كان رأينا قويا، فلربما عُمّي علينا الحق ونحن نحسب أننا نحسن صنعا، ولعل الرأي الآخر البادي لنا هراء قد قصر نظرنا عن حق هو فيه...

فعلينا أن نتحلى بالصبر، وبالتواضع وبحب الوصول إلى الحق لا الوصول إلى تعظيم "الأنا" ومِعْزَتِها وإن طارت...

بهذا تجري رياح حميدة يستطيبها قارب الحوار وتساعده على التقدّم نحو مقصده، وإلا جرت ريح قلبت القارب بأصحابه، وأغرقت الفكر والأفكار وتاهت عن أصحابها الغاية والحقيقة، فإن نجت "الأنا" كانت كنجاة لوح بلا صاحب ولا دُسُر...

الباحث عن الحق كالباحث عن ضالة له، لا يهمه من وجدها أولا، أو أن يجدها بنفسه، بل يهمه أن توجَد...
بقلم  : أسماء بنت عبد المجيد
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #10 في: 2016-05-02, 06:57:29 »
الفكرة المختلفة قد نعارضها بشدة اليوم، ثم تستجد احداث، او نزداد علما، او نمر بتجارب تثبت لنا خطأ رأينا، وصحة الفكرة التي كنا نعارضها
لهذا فحرية الفكر يجب ان تحترم
والقدسية للنص.. لا لمفهوم البشر للنصوص

وكما قال الإمام أبو حنيفة: قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاء برأي أفضل منه تبعناه
ومع أن رأيه مستنبط من الكتاب والسنة، إلا أنه لم يقل عنه أنه مقدس، وأن من يخالفه يكون قد رمى بكلام الله وسنة نبيه عرض الحائط.

بقلم : ماما هادية .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #11 في: 2016-05-02, 23:19:59 »
الفكرة المختلفة قد نعارضها بشدة اليوم، ثم تستجد احداث، او نزداد علما، او نمر بتجارب تثبت لنا خطأ رأينا، وصحة الفكرة التي كنا نعارضها

وقد حدث، في أحيان كثيرة

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #12 في: 2016-06-01, 07:24:27 »
ما حكم "نشر صورة الفتاة على وسائل التواصل والمنتديات"
سؤال يصلني منذ دخلت الفيس؛ إما (1) لمعرفة الحكم حقاً، أو (2) للتعريض بي؛ لأني أضع صورتي على صفحتي وهنا وهناك
واليوم تكاثرت علي الفتيات، وها أنا أنشر الفتوى ومعها الرد:
حكم وضع الفتاة صورتها -في أي مكان- حرام !؟
وأبدأ بالاستنكار، فأين الدليل وأين النص القطعي؟! فهلا قلتم "يجوز بشروط"؟
ويحتجون بأنه حرام لأمور عدة :
أولاً-  لو قبلنا بفتوى كشف الوجه (واعترفوا بأنها فتوى صحيحة)، فإن نشر الفتاة لصورتها يبقى محرماً!؟ لأنه -برأيهم- يجعل صورتها متاحة للجميع ينظرون اليها متى شاءوا (في حين المرأة في الشارع او السوق تُرى لبضع ثوان)
والجواب: والصورة –أيضاً- جامدة وثابتة على هيئة واحد، فهي أقل فتنة وأقل وضوحاً من الحقيقة، وكم من مرة فوجئنا وانحرجنا لما قابلنا أصدقاءنا على الفيس (وجهاً لوجه لأول مرة)، ولم نعرفهم
ثانياً- ليس هناك أي ضرورة، ومن شأن المرأة المسلمة الحياء
والجواب: لا ينافي الحياء نشر صورة (والفتاة محتشمة ومحجبة)، ولا بد أن لوضع الصورة إيجابيات! فعلام يستغربون؟ وصاحب الشأن يقدر الضرورة
ثالثاً- أن ذلك مناف للستر الذي أمرت به المرأة؛ ثم يضعون فتوى خاصة لنساء النبي!؟ "فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ" ويعقبون بآية لا علاقة لها بالصورة على الإطلاق: "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ"
والجواب: لا أدري ما دخل الصوت بالصورة، وبالخضوع بالقول!؟ مما يدلل على أنهم يريدون تعزيز فكرتهم بأي وسيلة، ولو كانت لا تناسب المقام
رابعاً- صورتها يراها البر والفاجر في مثل هذه المواقع
وما المانع أن يراها البر، ولعله يريد العفة؟ أو لعل رفيقتها تريد الاطمئنان إليها وأنها امرأة فعلاً ولا تتخفى، وأن حسابها فعلاً هو لها وغير مهكر؟!
يا جماعة ألا يخطر ببالكم أيضاً أن الصورة تعريف عن الشخصية، فتسهل الرؤية الأولية للخاطب، أو تراها أمه أو محارمه، لماذا تذهبون دائماً لسوء الظن وللأفكار المنحرفة؟!
هل مجتمعاتنا مريضة لهذه الدرجة؟ وهل شبابنا بهذا السوء؟! أم نحن نوحي لهم بذلك؟!
خامساً- كم من فاجر تلاعب بتلك الصور ودبلجها
والجواب: هذه الحيلة عمرها أكثر من خمسين سنة، وأصبحت معروفة، وكثير من المحترفين يؤكدون أن المسألة ليست سهلة، والموبايلات اليوم في كل مكان ومع كل شخص وما يدرينا أن تصورنا امرأة خفية وتعطيها لأخيها؟! فهل نقضي حياتنا ونحن نغطي وجهنا خوفاً من رجل فاسق قد -وأكرر قد، وأكرر قد- يتصرف بالصورة؟!
وبالمناسبة وفي اللغة العربية "قد" تستعمل للتقليل مع الفعل المضارع، فالأمر نادر، وإلى متى نقيد النساء ونخرجهن من أجل احتمالات لا تقع؟
ولا تنسوا أن صور الجميلات من الفاسقات والفنانات تملأ الدنيا والمواقع، فعلام يبحث الشاب  في الصفحات المغمورة عن صور الفتيات؟!
سادساً- بعضهن يعتقدن أن وضع صورهن بالحجاب غير ممنوع شرعاً
والجواب: واعتقادهن هو الصواب، وإن المرأة تتكبد عناء الحجاب لتخفي جمالها، وبالتالي تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي... فإذا كانت فتنة في كل حال! فهذه مصيبة قد تدفعها بالتفكير بما لا تحمد عقباه
سابعاً- بعضهم حرم نشر الصور من باب سد الذريعة
والجواب: لماذا سد الذريعة على النساء دائماً؟!
ولا أنكرالمرأة عليها مساعدة الشاب على العفة ولكن إلى حد، وهو عليه لجم نفسه وكف بصره
وهنا لي ملاحظة مهمة: إذا كان الرجل يدرك فتنة المرأة (والنساء تعجز عن فهم هذه النقطة)، فإن المرأة تدرك "فتنة الرجل لها"، وكم من امرأة فتنها بعض الفقهاء المعاصرين لجمالهم وحلاوة حديثهم، فهل يقبلون أن يحتجبوا ونكتفي بأصواتهم وكلامهم؟! لماذا يظهرون لنا؟ ولماذا ينشرون صورهم؟!
ياناس:
الفتنة من الطرفين والرجل يَفتن المرأة ويسحرها فلا تنام ليلها، ولقد أصبح الجمال من مقومات الشاب وهو يعتني به ليلفت النساء (وكم كثرت عمليات التجميل لهم! مما أثار استغراب الأطباء والعقلاء)، فأينكم من هذا؟
ولماذا تجعلون الفتنة بالنساء فقط، خاصة مع انتشار العنوسة، وكثرة الطلاق؟!
وإن قصة الفتنة الوحيدة التي جاءت بالقرآن كانت من (1) امرأة (2) متزوجة (3) فُتنت برجل تظنه أقل بالمرتبة الاجتماعية (وهو النبي الكريم يوسف عليه السلام)؟! ورغم ذلك فتنت به، بل راودته عن نفسه بكل جرأة! فتأملوا
بل إنهم يمنعون التصوير على النساء نهائياً، وكم تمنيت صورة مع طالباتي أحتفظ بها لنفسي، ولا أريها لأحد قط، فخافت الطالبات ورفضن، أو منعهن أهلهن
وهكذا نُحرم نحن النساء من تخليد ذكرياتنا، أو كلماتنا أو حفلاتنا أو تكريمنا (ونحن نفعله بحجابنا)، والعلة فقط أننا نساء، وقد يرى أحدهم صورنا ونحن بلباسنا الساتر!؟
وليس يعني هذا أن نملأ الصفحات بصورنا، ولكني أعتقد وبقوة أن نشر صورة لفتاة بشروط الحجاب الشرعي المعروفة، أمر مقبول ولن يخرب البسيطة
عابدة المؤيد العظم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #13 في: 2016-06-01, 09:32:34 »
السلام عليكم ورحمة الله،

لا أتفق أختي الكريمة مع هذا الطرح الخاص بنشر صورة الفتاة على وسائل التواصل والمنتديات، وأرى أن فيه تدليسا كبيرا.

هدانا الله إلى ما يحب ويرضى.

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #14 في: 2016-06-06, 09:28:20 »



الرأي الآخر كان تعليقا لأحد  المعلقين قائلا:

وددت لو أفهم أي تراث هاذا الذي تحذرون الناس من تقديسه وهم ما قرأوا منه حرفا ! عموم الناس بالكاد تقرأ القرآن في رمضان وأنتم تكلمونهم كما تكلّمون أصحاب الاختصاص 
تكتبون في الفيس بوك وتنسون أن الآلاف من متابعيكم يجهلون أبجديات الدين وكثير منهم لا يقيم لسانه بالعربية الفصحى ... وكل ما يفعله كلام كهذا تشكيكهم وإثارة ريبتهم من كل شيء عرفوه سابقا, وهذا أمر مخيف يصل بصاحبه لأبعد بكثير مما قصدتم إيصاله. فأنتم تتوقفون في الكلام عند حد ولكنّ ابليس يستمرّ
أنتم تخرجونهم من دفء طمأنينتهم لتحشروهم في زاوية الشك والريبة والانتقاد لكل ما عرفوه وهم لا يملكون آلة تقييمه, كلامكم يشككهم ولا يقدم لهم بديلا ذا بال عن (السابقين) وتراثهم الذين تحذرون من تقديسه !
فمعظم كلامكم عامّ ومجمل ... ومن يترك تقليد أهل العلم الأوائل تأثرا بدعوتكم لن يفعل إلا تقليدكم وتقليد المحدثين, لأنه ببساطة لا يصلح إلا مقلدا وهو في حالته الراهنة
علماء الصدرالأول لم ينقلوا لنا فقط آراءا فقهية واجتهادية, لقد نقلوا لنا السنة الصحيحة والقرآن الكريم أيضا ... وقد وصل البلّ الآن للطعن بالسنة الصحيحة وقريبا سيتبعه الشك بالقرآن كما أتوقع (لا قدر الله )

ورأيي هذا ناتج عن حسبة عقلية بسيطة مادتها الواقع الذي أشاهده, فلم يعودني مشايخي ولله الحمد الحجر على عقلي مذ كنت صغيرا
نفس المشايخ الذين علموني أن من العبث الاشتغال بنقد مدارس علمية عريقة قبل أن أمتلك الآلة التي امتلكوا والخبرة الكافية التي تجعلني لهم ندّا
والله المستعان.


كلامه حكيم وثاقب، أعجبني
خصوصا تلك الجمل باللون الأحمر

بخصوص المدارس العتيقة، عندما يدرس أحد الطب أو علم الاجتماع أو أي شيء... هل أول ما يعلمونه هو الانتقاد والتمرد والثورة على المنظرين ؟! :)
لا أبدا فحقا ذلك من العبث في العملية التعلّمية
ولعل ما يهوّن على الناس ويجعلهم أكثر جرأة على انتقاد الفكر الدينيّ هو كونهم معنيين بأمور وتكاليف أحبّوا لو أنهم تخلصوا منها أو تغيرت قليلا

وهذا حق في حدود معينة إن كانت الأفكار السائدة ولو على لسان الدعاة والعلماء خاطئة، ولكن ماذا لو كان ذلك هو الحق الذي اترضاه الله في دينه ؟
« آخر تحرير: 2016-06-06, 09:35:05 بواسطة حسن »
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #15 في: 2016-08-21, 15:34:52 »
( ولعل ما يهوّن على الناس ويجعلهم أكثر جرأة على انتقاد الفكر الدينيّ هو كونهم معنيين بأمور وتكاليف أحبّوا لو أنهم تخلصوا منها أو تغيرت قليلا )
[لدوافع النفسية  :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #16 في: 2016-09-10, 15:11:28 »
( ولعل ما يهوّن على الناس ويجعلهم أكثر جرأة على انتقاد الفكر الدينيّ هو كونهم معنيين بأمور وتكاليف أحبّوا لو أنهم تخلصوا منها أو تغيرت قليلا )
[لدوافع النفسية  :)

إيه نعم لا بدّ من وراء كل عمل دوافع نفسيّة، عرفها من عرفها وغابت عمّن غابت :)
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #17 في: 2018-01-14, 19:35:54 »
كتبت ديمة مصطفى سكران  بعنوان :
تعدد الزوجات تحت المجهر

(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى
فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)
تحذير قبل القراءة:
سأستعرض في هذا المقال المطول بعض الأفكار عن مسألة تعدد الزوجات في إحدى عشر نقطة. ولأن الأمر معقد ومتشابك وكثير التفرعات سيكون المقال طويلا نسبيا، وربما من أطول المنشورات التي كتبتها، وهذا تحذير لمن يمل القراءة سريعا، أما من يجد الأمر يستحق بعض الوقت، فعليه بفنجان قهوة أو كأس شاي قبل أن يباشر القراءة.
مقدمة:
دعونا نتفق أولا على بضعة أمور:
لن أكون في مقالي هذا بصدد استعراض التفاسير المختلفة لآيات التعدد المذكورة في القرآن الكريم، وعلاقة ذلك بالإقساط في اليتامى أو بالعدل أو غير ذلك، فـ (غوغل) لمن أراد الاستزادة بحر واسع للكثير من وجهات النظر والتفاسير، ولست فقيهة حتى أفتي في هذا الأمر. ولن أتحدث عن تعدد الزوجات في حال الزواج من أرملة ذات أولاد لكفالتهم ورعايتهم أبدا فهذه حالة لم أرها إطلاقا رغم أنها واحدة من أهم مقاصد هذا التشريع الحنيف. ولكنني سأتحدث عن التعدد الذي لم أعرف له إلا وجها واحدا للأسف، وهو الوجه الذي تروج له ثقافة المجتمع ويغيظ به الرجال النساء كحق للرجل في التمتع بامرأة أخرى وليس كحق عليه في كفالة ورعاية الأيتام والمحتاجين بالتزوج من أمهم، ولو طبق هذا الأمر على نحوه الصحيح لما رأيتم هذا الرفض الشديد للمرأة لفكرة التعدد.
إذاً سأتناول هذا الأمر من جانب أخلاقي اجتماعي إنساني ومن وجهة نظر (امرأة مسلمة) من حقها التعبير عن وجهة نظرها في هذا الأمر، وللمختصين الرد والتصحيح. هو محض دردشة معكم، ولكم أن تخالفوني كما شئتم ولكن أرجوكم افتحوا عقولكم وقلوبكم لكلامي، فأنا لا أهدف إلا لأن يفهم الإنسان الأمر من زاوية جديدة حتى لو لم يقر به، وأبواب التعليق مفتوحة للجميع، وستكون الفقرات مرقمة لترتيب الأفكار وتسهيل النقاش.
1- الغلبة العددية للرجال على النساء
يتذرع البعض للتشجيع على التعدد بغلبة أعداد النساء على الرجال ،الأمر الذي لا تؤيده الاحصائيات، بل تنفيه بفارق بسيط لحساب الرجال. المصدر:
https://www.ined.fr/en/everything_about_population/demographic-facts-sheets/faq/more-men-or-more-women-in-the-world/
وفي بعض الدول يفوق عدد الرجال النساء بفارق كبير، وفي بعض الدول الأخرى تعمر النساء أكثر بكثير من الرجال، وفي بعض البلدان تموت الرضيعات بنسبة أعلى بكثير من الرضع فتكون الفروقات غير ذات قيمة إحصائية في هذا الشأن، ويجب الاعتماد على احصائيات توضح أعداد النساء والرجال في عمر الزواج لتكون المعطيات دقيقة.
وحجة كثرة عدد المتأخرات عن الزواج من النساء لتبرير التعدد بهدف (الستر) على العوانس، هي ليست إلا جزءا من حقيقة كثرة عدد المتأخرين عن الزواج رجالا ونساء في مجتمع نسبة الرجل إلى المرأة فيه هي تقريبا 1:1، ولكننا نرى الأمر عند النساء ونتغاضى عنه عند الرجال. فليست إلا نسبة قليلة من النساء يصلن إلى ما فوق الثلاثين وهن عزباوات، ولكن معظم الرجال في أيامنا هذه يتزوجون ما بعد الثلاثين من عمرهم، ولكنهم يختارون الصغيرة، فلم نسمي النساء ههنا عوانس ونطالب بتفعيل تعدد الزوجات لحل هذه المشكلة الفرعية، بينما نترك الكثير من الرجال يتأخرون في الزواج ولا نقيم لهذا الأمر وزنا. والأولى هو حل مشكلة تأخير الزواج لكلا الجنسين لما تورثه من مشاكل في المجتمع وعلاقات زوجية مضطربة جدا، وميول غير سوية في العلاقات الجنسية بسبب الإدمان على الأفلام الإباحية، تصل حد العزوف عن الزوجة في كثير من الحالات. فالمسألة ليست بسيطة ومجرد (تأخر في الزواج) وحسب، بل هي تدمير لشخصية الرجل والمرأة معا في المجتمع المسلم نتيجة الكبت الجنسي والعاطفي. والأولى حل المشكلة للجنسين معا، علما أن المتضررين منها هم الرجال أكثر من النساء، وذلك بتيسير الزواج وتمويله للشباب الصغار العاجزين عنه وبتغيير مفهومه وبتصحيح مفاهيم المهر ومعايير الاختيار للزوج والزوجة، وليس بهدم بيت لبناء آخر فلا يمكن بحال طلب مصلحة واحدة في أمر تغلب عليه مفاسده، ولا يمكننا أن نعالج العرض ونهمل المرض الأساسي.
2- الزواج الثاني ليس حلا لسوء خلق الزوجة
ويتذرع آخرون بسوء خلق الزوجة في البيت ويجعلون من ذلك ذريعة للزواج الثاني، فهل إذا تزوج الزوج على زوجته سيئة الخلق انحلت المشكلة أو تحسن خلقها؟ بل لعله سيسوء أكثر وأكثر، ولعله أصلا ناتج عن خلل في أصل العلاقة بينهما يحتاج إلى إصلاح، فهل يكون الإصلاح بالهرب إلى امرأة أخرى وترك العلاقة الأولى على حالها؟ هل يكون الحل بالهرب إلى ملاذ زواج جديد وترك المرأة تعاني فوق بؤس زواجها بؤس تزوج زوجها عليها؟ أم أن العشرة بالمعروف والحكمة وتأمين جو صالح لتربية الأولاد هو الواجب الأولى على الأب المسلم؟ أوليس هو من اختارها زوجة له منذ البداية وعليه بالتالي تحمل مسؤولية قراره هذا حتى النهاية؟
وماذا تفعل الزوجة إذا كان زوجها سيء الخلق؟ ألا تؤمر بالصبر والتحمل ومحاولة الإصلاح؟ أم أن عليها هي الأخرى الهرب من علاقتها الزوجية الصعبة؟
الزواج الثاني لا يمكن أبدا أن يكون حلا لمشاكل الزواج الأول، بل هو هروب جبان عاجز عن حل المشكلة بدل مواجهتها.
3- تعدد زوجات أيام النبي وفي القرآن الكريم
ويتذرع آخرون بالتعدد الذي كان شائعا في مجتمع الصحابة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وهو كان شائعا قبل الإسلام أيضا كما كان الرق أيضا شائعا، وهذه المظاهر الاجتماعية كانت من سمات ذلك المجتمع القبلي. وكما أنك لن تجد آية في القرآن الكريم تحرم الرق فإنك لن تجد آية مشجعة عليه، وكذلك الأمر مع التعدد، جاءت الآيات لتقيد مسألة التعدد في مجتمع يتزوج فيه الرجل عدد لا محدود من النساء. ولم يشجع القرآن على التعدد أبدا، بل كان مقرونا في الآيتين اللتين ذكر فيهما بالتحذير من عدم العدل والظلم وعدم الإقساط (سواء بين اليتامى أو بين الزوجات)، وذكر سبحانه وتعالى في العديد من الآيات الأخرى أحكام العلاقة الزوجية من خطوبة وخلاف ومصالحة وطلاق وعشرة بالمعروف ووو.. دون ذكر التعدد أو التلميح له حتى!
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
زوجها وليس أزواجها! وهناك الكثير من الآيات الأخرى التي جاءت بنفس المعنى، وهو سبحانه خلق لأبينا آدم أمنا حواء، ولم يخلق له أكثر من امرأة.
إذا التعدد مباح بالتأكيد، ولكن ليس كل مباح مأتي، بل يجب وزنه بميزان المصالح والمفاسد وإلا تحول الحلال إلى حرام إذا غلبت مفاسده على مصالحه.
4- هل الرجل مفطور على التعدد حقا؟
خلق سبحانه وتعالى لأبينا آدم أمنا حواء فقط، ولم يخلق له أكثر من امرأة، رغم أن هذا كان ليجعل أمر تزاوج الأبناء أسهل وأيسر، ولكنها الفطرة التي فطر الله كلا من الرجل والمرأة عليها، أن يكتفيا ببعضهما البعض.
ويتذرع آخرون بميل الرجل الفطري إلى النساء، وبأنه قادر على حب أكثر من امرأة في نفس الوقت، بل وهو محتاج إلى ذلك. وأعتقد أن المسألة هنا مسألة ثقافية بحتة متعلقة بالبيئة التي تربى فيها هذا الرجل ، وبالأفكار التي زرعت في وعيه ولا وعيه. فمن الملفت للنظر فعلا أنه في مجتمعاتنا المسلمة تسود مفاهيم مثل (جهلة الأربعين) و(الرجل قادر على حب أكثر من امرأة) أو (النساء مخلصات أكثر من الرجال) بينما لا تسود مفاهيم مماثلة في كثير من المجتمعات الأخرى، جهلة الأربعين مثلا مسألة لا وجود لها إطلاقا في المجتمع الألماني، كما أن الخوف في هذه المجتمعات من الخيانة قائم لدى الزوجين بنفس الدرجة، فالمرأة تتخوف من خيانة زوجها لها مع أخرى، تماما مثلما يتخوف الرجل من خيانة زوجته له مع آخر، ولا يوجد جنس يخون أكثر من جنس أو جنس مخلص أكثر من جنس (والشاهد هنا أن الخيانة هي الميل للجنس الآخر لدى الشخص المتزوج والذي يتذرع به البعض كـ "حكمة" لتشريع التعدد)
وحتى في مجتمعاتنا، فإن معظم الخيانات الزوجية تحدث في أوساط المتزوجين بين رجل متزوج وامرأة متزوجة، ولو كان أمر الخيانة في الرجل فطرة مبررة، فما هو حاله في المرأة التي تخون، هل هو شذوذ وانحراف غير مبرر أو أنه هو الآخر جزء من طبيعة الإنسان الأصيلة في الطمع بما لا يملك والميل إلى الجنس الآخر في مواضع الاختلاط غير المضبوط؟
إذا المسألة ثقافية اجتماعية بحتة، ولا علاقة لها كما يدعي البعض ب (فطرة الرجل)، بل إن فطرة الإنسان رجلا كان أو امرأة هي الميل إلى الجنس الآخر حتى لو كان هذا الإنسان متزوجا، ويبدو هذا الميل على أشده في الرجال في مجتمعاتنا حين يبرره هذا المجتمع ويزرعه في عقول أبنائه منذ نعومة أظفارهم بل ويباركه في أحيان كثيرة، ويتعامل معه على أنه من مزايا الرجولة ومحامدها لا من نقائصها في عدم القدرة على ضبط النفس عند الميل للشهوات.
وصف الحسن البصري الرجل مكتمل الرجولة بهذه العبارات " هو من يمتلك نفسه عند الرهبة و الرغبة وعند الشهوة و الغضب "
نعم، المجتمع يلعب دورا كبيرا في إظهار بعض الحقائق حول طبيعة البشر وإخفاء بعضها الآخر. وكمثال علي ذلك خذ العرب هنا في أوروبا، فبينما يشهق الرجال العرب انبهارا بحسن الأوروبيات وجمالهن، وهم مطمئني القلوب إلى أن نساءهن مكتفيات بهن، تتنهد النساء حسرة بين بعضهن البعض سرا حين يرين من جمال الرجال الأوروبيين ما هو جديد على عيونهن. المجتمع يسمح بالحالة الأولى ويتفهمها ويبررها فتظهر واضحة جدا في كثير من النكات والقصص والتعليقات والسلوكيات الصريحة، بينما يجرم الحالة الثانية ويستنكرها فتبقى طي الخفاء محصورة بهمسات النساء وغمزاتهن وضحكاتهن الخافتة.
5- الحب لغير الزوج/الزوجة في القرآن الكريم
إن أفقع مثال على ميل الشخص المتزوج لغير زوجه ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف حين قص سبحانه وتعالى قصة امرأة العزيز التي أغرمت بسيدنا يوسف (شغفا، وحبا، وتعلقا عاطفيا شديدا).
وبينما أنكر القرآن الكريم التجاوب مع هذا الميل بارتكاب المعصية، إلا أنه لم يجرم هذا الشعور العاطفي، بل عبر عنه بلفظ غاية في الجمال "قد شغفها حبا" ولم يسمّ الأمر رذيلة أو فجورا أو انحطاطا، في إشارة لطيفة منه سبحانه إلى حالة طبيعية تمر بالإنسان رجلا كان أو امرأة، بل لعل الميل القلبي هو عند النساء أشد قوة وأعتى تأثيرا لطبيعتهن العاطفية المتحكمة، فيكون تعلق قلوبهن بغير أزواجهن أمرا أكثر ورودا - منطقيا- من انجذاب الرجل المتزوج لغير زوجته، والذي يكون غالبا انجذابا جنسيا ماديا، بسبب تأثر الرجل بالغريزة أكثر من تأثره بالعاطفة، وأما الغريزة الجنسية فهي غريزة قابلة للكبح والفرملة وخاصة عند الرجل المتزوج الذي سيجد قنوات مباحة لتصريفها، وأما الميل العاطفي عند المرأة فهو سيل جارف يصعب عليها جدا إيقافه حتى لو كانت متزوجة، لأن القلب على عكس الجسد لا يرضى إذا عشق إلا بالمحبوب.
إذاً ورد عشق المتزوج لغير زوجه في القرآن في سورة كاملة بطلتها امرأة، أما ورود تعدد الزوجات في ذات الكتاب الحكيم فلم يرد صراحة إلا في آية واحدة في سورة النساء ولم يكن مقرونا لا بالعاطفة ولا حتى بالشهوة الجنسية بل كان مقرونا بحفظ حقوق اليتامى وبطمع الرجال في المال.
ويعيبون على المرأة عاطفيتها ويصفونها بـ "نقص العقل" ويستأثرون لأنفسهم بـ "القوامة" ومزاياها (على كل ما في هذه الأمور من فهم مغلوط للمصطلحات)، ثم يأمرون هذه المرأة بكبح جماح عاطفتها الجبارة في حال تملكها العشق وهي متزوجة، وهذا ما تفعله النساء، لأنه ما تربين عليه، ثم يتعاطفون مع الرجل الحكيم العاقل القوّام الذي تعلق بامرأة، ويقولون (شهوته غلبته وفطرته حكمته!) فقط لأن المجتمع سهل وبرر وبارك.
6- هل النساء أكثر مروءة من الرجال؟
ومن الحجج التي يوردها البعض لتبرير الزواج الثاني مرض الزوجة مرضا مستعصيا أو عجزها عن إنجاب الأطفال. وماذا تفعل الزوجة إذا لو مرض زوجها مرضا مستعصيا؟ أفلا تصبر مروءة وكرم أخلاق وطمعا في الأجر والثواب متغاضية عن كل احتياجاتها العاطفية والجسدية والنفسية وربما المادية، وهي "ناقصة العقل العاطفية"؟!! أفلا تصبر إذا عجز زوجها عن الإنجاب في غالب الحالات فتحرم نفسها من التمتع بأقوى غريزة وضعها الله فيها؟! أفتكون وهي "ناقصة العقل والدين" أكثر مروءة وأكرم خلقا من كثير من الرجال الذين يسارعون في هذه الحالات للزواج بأخرى؟! أسئلة مشروعة تنتظر إجابات!
7- التعدد في حالات السفر وتفوق رغبة الرجل الجنسية على المرأة
ويتذرع البعض لتبرير التعدد بحجة السفر ومفارقة الزوجة لأوقات طويلة. أفيفارقها طويلا فتصبر على فراقه متحملة القيام بأعباء بيته وأولاده كابتة مشاعرها واحتياجاتها وأشواق نفسها وهي المرأة العاطفية ، ثم يفارقها هو فلا يقدر، وهو رب الأسرة وقائدها، على التصبر والتحمل؟
فإذا لم يكن على ذلك قادرا، فالأولى لها ألا تقدر. ومن منا ينسى الحادثة الشهيرة التي سمع فيها سيدنا عمر زوجة شابة تصوغ أشواق نفسها شعرا لزوجها في الليل، فيأمر رضي الله عنه بألا يترك الجندي زوجته أكثر من أربعة أشهر، رأفة بقلوب النساء وأشواق نفوسهن.
وأما شدة الرغبة الجنسية وتفوقها لدى الرجل فأظن أنها معتقدات سادت في أيام كان الصمت فيه غالبا على تناول هذا الأمور علميا وطبيا، ولكن دراسات اليوم تنفي هذه الحقيقة، بل لعلها تتحدث عن سطحية الرغبة الجنسية لدى الرجل وارتباطها بمعايير فيزيائية بحتة، بينما تتعقد الرغبة الجنسية لدى المرأة لترتبط بمستويات نفسية وعاطفية عميقة في داخلها، ولذا يسهل إشباع رغبة الرجل بينما يصعب إرضاء المرأة جنسيا. وإذا كان الرجل قادرا على التمتع جنسيا بزوجتين أو أكثر، وإذا كان قادرا على التمتع حتى مع امرأة لا يحبها، فإن المرأة إذا أصابها من زوجها جرح نفسي فسيكون من المحال عليها التمتع بالعلاقة الحميمة بأي حال من الأحوال، وسيحرمها هذا الجرح من الوفاء باحتياجاتها العاطفية والجسدية. فكيف إذا يستخدم هذا الأمر حجة لتعدد الزيجات؟ أليس فيه ظلم كبير؟
8- البحث عن حب جديد كذريعة للزواج الثاني!
وأما الحجة الأكثر إثارة للعجب والتي يتذرع بها البعض فهي خفوت لهيب الحب للزوجة الأولى، وبالتالي الحق بالتمتع بحالة عاطفية جديدة تحيي ما مات في القلب، وتجدد الشباب وتنعش الفؤاد طالما أن الأمر مباح ومحلل.
وأنا أقول أن هذه هي الأنانية الصرفة، فالحب إذا خفت لهيبه لدى الرجل فهو أولى بالخفوت لدى المرأة أيضا لما تقاسيه مع زوجها من شقاء الخدمة وتعب الحمل والوضع وتربية الأولاد والبقاء في المنزل، وهي الأحق بالبحث عن هذا الحب الجديد مع رجل آخر كونها الإنسان العاطفي ذو المشاعر الفياضة. فبعد أن رأت من زوجها ما رأت من مساوئ ومناتن لن يعود في نظرها ذلك الرجل الجذاب الذي تزوجته، ومن المنطقي أن تتمنى هي الأخرى في سرها حبا جديدا ولكنها لا تفعل، وإذا فعلت فلا تصرح، لأن المجتمع لم يعلمها أن ذلك مفهوم ومباح ومبرر كما علم الرجل!
إن أزهد الناس بالنعمة هو صاحبها. ومن الطبيعي أن يزهد المرء مهما حسن خلقه بزوجه أو بزوجته، فهذا من طبيعة البشر، وسيمر به أي رجل وأي امرأة في كل زواج. وعوضا عن الاستسلام لهذا الجحود للنعمة يجب مقارعته بتذكر المزايا لدى الشريك وتذكير النفس بعيوبها ومساوئها، فهذا من خلق الكرام.
9- خاص للرجل: كيف يطاوعك قلبك؟
نعم كان التعدد شائعا في وقت سابق، وكان أمرا مقبولا لا تستنكره النساء، وكان له غايات كثيرة ليست الرغبة الجنسية إلا أقلها طرقا، كالتأليف في حالات النزاع وخطب ود الملوك وزعماء القبائل والطمع بالمال ورعاية اليتامى وغير ذلك، ولكنه الآن أصبح مقصودا بذاته لغايات تمتع الرجل بامرأة أخرى دون زوجته. وهو الآن في وقتنا ومجتمعاتنا هذه يعد إهانة عظيمة للمرأة وسفحا لكرامتها وانتقاصا لقدرها وقيمتها بين أهلها وأقرانها، وهو مدعاة لشماتة أعدائها بها ومدعاة لشفقة القريب والبعيد عليها، وهو فاطر لقلبها وكاسر لخاطرها ومورثها لأمراض النفس والجسد، فأي ظلم عظيم هذا الذي قد يقترفه الرجل بحق زوجته ليرضي نزوة عابرة أو ليجدد شباب قلب قد مضى؟ أي ظلم عظيم لا يرضاه الله لهذه المخلوقة التي تكون، إذا سكتت عنه، مقهورة عليه بسيف الدين وبسيف رضا الزوج وبسيف الطلاق والأولاد؟!
هذا ليس من العشرة بالمعروف في شيء، فـ (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ).
فأي قسوة في القلب يمكن أن تصل برجل لأن يغدر بشريكة حياته التي آمنته على نفسها وقلبها وعمرها ووهبته كل شيء لتنال رضاه؟ وهي التي أعطته زهرة قلبها وعمرها وهي التي تحملته في كل حالاته وتقلباته متعرقا منتنا وغاضبا متأففا ومتدللا ومفلسا وفاغر الفم غافيا على أريكة أو أشعث الشعر خارجا من دورة المياه صباحا، فيأتي الآن ليعيد ثقته بنفسه على حسابها في علاقة جديدة مع امرأة تراه الفارس المنتظر وترضي له غرور نفسه بالمديح والغزل؟
وحين يتزوج من جديد ستنكشف أستار الجاذبية بعد فترة وسيعود في نظر زوجته الجديدة ذلك الرجل الذي له من المساوئ والمناتن ما له وستعود هي في نظره امرأة عادية منطفئة الفتنة، وسيزول الحب الثاني من جديد. أفيعود حينها ليفكر بالثالثة؟ أوليس هذا بطمع وأنانية ليس لهما حد؟!
وحين يخطو هذه الخطوة، هل سيصفو له قلب زوجته الأولى يا ترى بعدما انفطر حزنا وهي جالسة تبكي على سريرهما في أول ليلة تنامها وحدها، بينما هو نائم في حضن أخرى؟! لا والله، ما ينكسر من القلوب لا يعود أبدا كما كان. وما من امرأة ترضى بهذا الأمر إلا وتكون قد قررت إخراج زوجها من قلبها تماما، فهذا أمر لا ترضى به عاشقة، بل امرأة مجبورة مقهورة، ونعوذ بالله من قهر الرجال.
وهل تزوج عليه الصلاة والسلام على محبوبته خديجة وهو الشاب الفتي وهي العاشقة له التي تكبره بخمسة عشر عاما؟ هل رضي لها ولنفسه بذلك؟ بل عدد عليه الصلاة والسلام بعد وفاتها تعدد قائد الدولة والنبي، وكان لكل زيجة من زيجاته حكمة جلية بعيدة كل البعد عن مطاوعة هوى النفس وكسر قلوب النساء.
لا، ليس بذي مروءة أبدا من يقدم على ذلك بحق زوجته التي تحبه.
وليست بذات مروءة أبدا تلك التي تقبل ببناء حياتها على أنقاض امرأة أخرى من بنات جنسها.
ولكن لكل قاعدة استثناءات بالتأكيد، وأنا لا أنكر أن هناك حالات يكون فيها التعدد حلا مثاليا، ولكنني أصر دوما على أن يكون برضا جميع الأطراف وهم متمتعين بحرية القرار بدون أي ضغط أو ابتزاز، وإلا لوقع في الأمر ظلم، وأنا متأكدة لو أن التعدد عاد مقبولا في المجتمع ولم يَعُد يُعَدّ إهانة وانتقاصا للمرأة لطالبت به كثيرات من النساء اللواتي لا يعشقن أزواجهن، تحررا من ثقل مسؤوليات الزوجة عليهن، وتحررا من ثقل تطلب الأزواج وتدللهم وتكبرهم.
10- خاص للمرأة: الله يا عزيزتي لا يرضى لك بالحزن
تأملوا معي أصدقائي هذه الآيات القرآنية:
( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ )
(فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
(فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ)
لقد ورد فيها جميعها عدم رضاه سبحانه وتعالى عن حزن النساء في مواضع عديدة لم يرد مثيل لها بهذا الخطاب الرقيق وهذا التخصيص لإنسان بعينه إلا في خطاب الله لنبيه الكريم في آيات أخرى، وكأنه يريد سبحانه أن يخبرنا أن حزن المرأة شيء عظيم عنده جل جلاله، لأن قلبها الرقيق إذا فطره الحزن تستحيل حياتها كلها بنهاراتها ولياليها سوادا وكآبة لرقة مشاعرها ورهافة حسها. ولأنها إذا حزنت حزن معها البيت كله فلا ترى له بهجة أبدا. وهو سبحانه أرحم بها من نفسها، أبى لها الحزن وأراد لها دائما الرضا والسرور. ونبيه رضي الله عنه كان آخر كلامه: استوصوا بالنساء خيرا، وكانت آخر تحذيراته الخشية على الرجال من فتنة النساء، لا من فتنة جمالهن فقط، بل من أن تفتنهم قوتهم وبأسهم وتفوقهم على النساء وأن يفتنهم ضعفهن وعجزهن واحتياجهن لهم فيظلمونهن ويكسرون قلوبهن ويأكلون حقوقهن كما نرى في أيامنا هذه بأم أعيننا.
فهل تصدقين عزيزتي أن الله سبحانه يرضى بأي ظلم يقع عليك كما يريد البعض إفهامك؟ وكيف يعطي سبحانه للرجل الذي قد يكون (كل ما في حياة هذه المرأة وقلبها) الرخصة بأن يفطر فؤادها حزنا بالزواج عليها؟ وكيف إذا كره سبحانه حزنها تأتي أنت أيها الرجل لترضاه لها فتفطر قلبها بما تكره؟! وهل تستنكر مشاهد التعذيب الجسدي في السجون ثم تستهين بالتعذيب النفسي الذي يورث آلاما نفسية عظيمة في شعور المرأة، قد تكون أقوى من الآلام الجسدية، لمجرد أنك لا تستطيع رؤية هذه الجروح بأم عينيك؟ وهل نزعت الرحمة من قلبك حتى تفعل ما تفعل؟ ولكنه ربي الرحمن الرحيم جبار الخواطر والقلوب.
11- أهم من كل ما قيل: لا تفتنوا النساء في دينهن!
كلمة أخيرة: تستطيع عزيزي القارئ أن تنس كل ما قيل وأن تنكره وأن تخالفني فيه كما تريد، لكن أرجوك تذكر هذه النقطة الأخيرة فقط، وأنا راضية بذلك.
التشجيع على تعدد الزوجات بهذه الحجج الواهية، واختصار هذه الرخصة الإلهية التي أقرها القرآن لعلاج بعض الحالات الإسعافية في المجتمع، ولرأب صدعه برعاية الأيتام والثكالى وضحايا الحروب، أصبح بالفهم الذي يروج له الآن فتنة للمسلمات في دينهن!
نعم، تعتقد كثير من النساء في قرارتهن أن الله متحيز للرجال، وحاشاه سبحانه وتعالى عما يصفون، وذلك بسبب الإجحاف في تفسير النصوص لصالح الرجل. ولذا لم يعد الحديث عن التعدد (كما في كل مسائل المرأة الأخرى) ترفا فكريا يؤخذ ويرد فيه في المنتديات والملتقيات، ثم يأوي المختلفون إلى بيوتهم كل على ما آمن به، بل أصبح مسألة تستوجب البت والتقنين العاجل وفق مقاصد الشريعة وروحها السمحة العادلة بما يرفع الظلم عن النساء ويضع التشريع في سياقه الصحيح السليم الذي أراده الله له أن يكون. فبعد كل هذه التغيرات التي ألمت بمجتمعاتنا من ظروف الهجرة واللجوء والاحتكاك بالحضارات الأخرى، أصبحت مسألة التعدد وما يرافقها من تعنت وتكبر ذكوري مقيت في التفسير وسحب لحاف المصالح لطرف الرجال فتنة كبيرة للنساء، بالذات الشابات منهن، في دينهن، أصبح بوابة واسعة للتشكيك والخروج عن الملة لكثرة ما أحاط بهذا التشريع من سوء فهم وتفسيرات ذكورية لم ترد في القرآن أبدا وتطبيق مجحف وظالم (لا يمكن لأحد إنكاره) بحق النساء.
فهل يرضى أي رجل مسلم صادق أن يفتن امرأة مسلمة عن دينها حين يريد المدافعة عن هذه الفكرة من وجهة نظر ذكورية متعنتة أنانية بحتة بعيدا عن هديه سبحانه الرحمن الرحيم العادل الودود؟؟!! هل يرضى أن يحمل أمام الله سبحانه مسؤولية هذه الصورة المغلوطة التي يصدرها للنساء مسلمات وغير مسلمات عن إلهنا الرحيم العادل ودينه الحق؟ هل هو قادر على الوقوف بين يدي الله ليقر له أنه جعل فلانة وفلانة من المسلمات وغير المسلمات تفهم شرعه سبحانه وفق ما يشتبه بأنه صادر عن حكم أهواء الرجال وما يتفق مع مصالحهم ورغباتهم؟ ألا يستحق استشعار هذه المسؤولية الثقيلة وهذه الأمانة العظيمة وقفة جديدة لإعادة النظر في الأحكام الفقهية وتفاسير النصوص ومحاولة فهمها وفق روح الإسلام الحقيقية؟
نعم، أظن ذلك،ولكن السؤال برسم المختصين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #18 في: 2018-01-15, 01:57:04 »
عودة طيبة أختي الكريمة ابنة جبل النار،

سيظل موضوع التعدد ساخنا ما وجد الرجل والمرأة، وسيظل كلاهما مختلفين حوله لاختلاف طبائعهما وباختلاف الزمان والمكان والثقافات.

وقد كان التعدد من أول المواضيع التي طرحت في منتدانا هذا، بل في كل منتدى اشتركت فيه سابقا تقريبا !!
وكانت تلك المواضيع غالبا ما تتحول لساحة نزال لا تهدأ أبدا، وكانت تأكل من الأوقات والمجهود الكثير والكثير.
وكنت أحد المشاركين بالطبع في تلك المواضيع، فالنقاش فيها لا يخلوا من إثارة جاذبة للكثير من الاختلاف.

قد مر على زواجي الآن بضعة أعوام، وصرت صراحة أشعر بالملل من النقاش في موضوع التعدد هذا ! وأشعر أنه -معذرة- مضيعة للوقت!
فقد أدركت التباين الكبير في النفسيات والأفكار بين الرجل والمرأة، ورأيت حكمة الله الجليلة في هذا الأمر بعدما رزقت بابني، فكم لهذا الاختلاف بين الرجل والمرأة من فائدة تربوية عظيمة.

ولهذا، فلا أحسب أنه من الممكن أبدا أن يشعر الرجل بما تشعر به المرأة، ولا أن تتفهم المرأة اسلوب تفكير الرجل، وليس من الممكن أن يصلا لتصور مشترك حول موضوع التعدد إلا بمراعاة أحدهما للآخر. أما أن يتفقا على صيغة ترضيهما تماما دون أن يشعر أحدهما أنه يتنازل من أجل الآخر، فلا أعتقد أن هذا ممكن.

وخلاصة ما وصلت إليه في موضوع التعدد، أن الله قد شرعه لحكمة، وأنه لا يجب على أحد الطرفين أن يضغط ليسوق هذا التشريع إلى جانبه أكثر من الآخر، وأي محاولة لجعل التعدد هو الأصل والأوجب أو الوصول به لدرجة الكراهة ومحاولة حصره في حالات معينة فقط، فمصير هذه المحاولات الفشل.

التعدد ببساطة يحتاج إلى تفعيل قاعدة المودة بين الزوجين، فيحرص الزوج على عدم إرهاق مشاعر زوجته ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويكون هذا من حسن العشرة والحرص على الأسرة.
وكذا إذا ما حصل وأخذ الزوج قرار التعدد بسبب أو بدون سبب، فتحرص الزوجة على احتساب الأمر لله ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ويكون هذا من حسن العشرة والحرص على الأسرة، فإن لم تطيق، طلبت الانفصال بهدوء ودون اهانة أو اتهام لزوجها، وليس على زوجها أن يتهمها كذلك.

ويساعد على ذلك وجود قضية مشتركة أسمى من ضغوط النفس في الدنيا، وإدراك كلا الزوجين أنهما في هذه الحياة لأداء الأمانة التي كلفهما الله بها.
فأسوأ ما ابتلينا به أفكار العيش للدنيا، حتى صار (المتدينون) يتسابقون على الدنيا أكثر من غيرهم، والفارق فقط أنها حلال !

وحسن اختيار الزوج أو الزوجة هنا من أهم الأمور التي تجعل موضوع التعدد أو غيره مفهوما من الطرفين، وليس قنبلة موقوته أو آتون ملتهب لا يكل البعض ولا يمل من ابقاء النار متأججة فيه، حتى أن بعضهم صار يستخدم مثل هذه المواضيع للشهرة !

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الرأي و الرأي الآخر..
« رد #19 في: 2018-01-15, 05:46:59 »
أهلا ومرحبا بك يا بهي
وعودا حميدا

بالنسبة للمقال الطويل فتقريبا ناقشنا جميع أفكاره سابقا على موضوع: لماذا تكره النساء التعدد

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=997.0

ثم قمت بتجريد مداخلاتي في ذلك الموضوع، ليتسنى لي نشرها على صفحتي على الفايسبوك، ونشرتها في موضوع مستقل على الرابط التالي

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=6793.0
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*