المحرر موضوع: في ظلال القرآن  (زيارة 134952 مرات)

0 الأعضاء و 5 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #160 في: 2013-05-05, 20:59:05 »
 ::roses2::

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #161 في: 2013-05-13, 17:16:17 »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #162 في: 2013-05-13, 17:16:35 »
النهفة العاشرة

تفسير: "ألقى الشيطان في أمنيته"

بصراحة وجدت شيئا جميلا.. بل راااائعا بالأمس.. فأحببت مشاركة اهل المنتدى به.. وخاصة اختي الحبيبة اسماء، المهتمة بالتفسير، لعله يفيدها يوما ما

النهفة هو أنني كثيرا ما كنت أحتار في تفسير الآيات التالية من سورة الحج:


{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

خاصة انني قرأت بعض الشبهات حولها.. وكنت ارى كتب التفسير، تذكر الشبهة، وتبين انها شبهة، لكن لا تأتي بتفسير قوي يدحضها.. أو يثلج الصدر
وكان أفضل ما قرأت في تفسيرها هو ما ذكره سيد قطب حمه الله في ظلاله
لكنني بالأمس.. وبتوفيق الله تعالى، عثرت على تفسير رائع لها، شفى صدري تماما، في كتاب الشيخ سعيد حوى الجميل: "تربيتنا الروحية"
فأحببت ان أشارككم به .. فإليكموه:


-------------------------------------

هذه الآيات من الآيات التي يكثر الأخذ والرد حول معناها ونحن في هذه السطور القليلة سنقدم خلاصة في شأنها لا يعثر عليها الإنسان إلا بمشقة.
{وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى}:
ماذا يتمنى الرسول أو النبي؟
إن أمنية الرسول أو النبي إنما هي في قومه وأتباعه، أن يرتفع بهم إلى مقام العبودية الكاملة، إلى مقام الصديقية الكبرى.
إن مثل هذا هو أمنية الرسول والنبي عليهم الصلاة والسلام جميعاً.
 فماذا يفعل الشيطان؟
إن الشيطان في مثل هذه الحالة، يحاول أن يقطع الطريق على أمنية الرسول والنبي، بإلقاءاته الإلقاءات الخبيثة، في قلوب محل أمنية الرسول.
 قال تعالى: {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}: أي في قلوب محل أمنيته، وهم قومه وأتباعه، وهذا الذي يدل عليه السياق.
 فإذا ألقى الشيطان إلقاءاته، فإن من سنة الله عز وجل: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم} إن من سنة الله عز وجل إبطال إلقاءات الشيطان، وإحكام الآيات في القلوب، على مقتضى العلم والحكمة.
 وقد بين الله عز وجل سنته هذه بالآيتين التاليتين فقال: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}، أي المنافقين، {والقاسية قلوبهم} أي المشركين أو المرضى بقسوة القلب ولو لم يكن شركاً، فهؤلاء وهؤلاء هم الذين يقبلون إلقاءات الشيطان فيفتنون بها.
ثم قال تعالى: {وإن الظالمين لفي شقاق بعيد}، دلت الآية على أن مرضى القلوب وقساتها ظالمون، وأنهم في خلاف بعيد عن الحق. إن هؤلاء هم الذين يقبلون إلقاءات الشيطان.
 ثم قال تعالى: {وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم}، أي إن إلقاءات الشيطان في قلوب أهل العلم، لا يترتب عليها إلا زيادة إيمان بالقرآن، وزيادة خشوع للقرآن، واطمئناناً به.
 ثم قال تعالى: {وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم}، أي في الفهم والسلوك.
إن القلب البشري إذا قبل الحق اندفع فيه، ثم تأتيه هجمة معاكسة من الشيطان، هذه الهجمة إما أن يسقط فيها إنسان، أو يرتفع بسببها إنسان.
 يسقط مرضى القلوب وقساتها، وينجح أصحاب العلم، وأصحاب القلوب السليمة.
 والمربي الذي لا يدرك أبعاد هذه الأمور، فيلاحظها، ويعرف كيف يتوقعها، ويتصرف أمامها، مرب فاشل.

 


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #163 في: 2013-05-13, 19:52:40 »
الفرق بين الغفلة والنسيان : أن الغفلة ترك باختيار الغافل ، والنسيان ترك بغير اختياره ، ولهذا قال تعالى : ولا تكن من الغافلين ولم يقل : ولا تكن من الناسين ، فإن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه .

ابن القيم مدارج السالكين

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #164 في: 2013-05-14, 09:12:45 »
الفرق بين الغفلة والنسيان : أن الغفلة ترك باختيار الغافل ، والنسيان ترك بغير اختياره ، ولهذا قال تعالى : ولا تكن من الغافلين ولم يقل : ولا تكن من الناسين ، فإن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه .

ابن القيم مدارج السالكين

جميل جدا يا زينب، بوركت emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #165 في: 2013-05-14, 10:21:02 »
الفرق بين الغفلة والنسيان : أن الغفلة ترك باختيار الغافل ، والنسيان ترك بغير اختياره ، ولهذا قال تعالى : ولا تكن من الغافلين ولم يقل : ولا تكن من الناسين ، فإن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه .

ابن القيم مدارج السالكين

لا أظن هذا الكلام دقيقاً.. لأن النسيان نوعان: منه ما هو عرضي وجزئي، وهذا مما لا يؤاخذ الله تعالى فيه المكلف، بفضله وكرمه، كمن نسي الصلاة حتى خرج وقتها، او نسي وهو صائم فأكل او شرب.. او ما شابه هذا.. وهو ما يشمله حديث: "رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" وهو ما أرشد الله تعالى الإنسان إلى معالجته بذكر الله عز وجل.. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } (الأعراف: 201)

لكن من النسيان ما هو نتيجة الإهمال والتجاهل، وعدم الاكتراث، وهو نسيان كلي، وهذا ندد الله تعالى به، وتوعد عليه بالعذاب الشديد

قال تعالى:
 عن نسيان اليوم الآخر: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: 14)
وعن نسيان أوامر الله : {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } (الاعراف)

وعن نسيان شيء من كتاب الله او تكاليفه: {إنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظاًّ مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } (المائدة: 14)

وكما قال تعالى "ولا تكن من الغافلين" قال "ولا تكونوا كالذين نسوا الله" وذلك في قوله تعالى:
{وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ } (الحشر:19)
والآيات في هذا كثيرة.. وأكتفي بهذه الأمثلة
والله أعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #166 في: 2013-05-14, 11:04:48 »
لفتة مهمة يا هادية بارك الله فيك
ولو أننا نجد أيضا "الغفلة" بمعنى عدم العلم بالخبر،وهي ليست في مقام الذمّ على أنها إثم، وذلك يتجلى في قوله سبحانه مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم :

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ(3) -يوسف-
فهنا نجدها بمعنى عدم العلم بالخبر .

كما وجدت المعنى اللغوي لفعل "غفَلَ"

غَفَلَ :
غَفَلَ عن الشيء غَفَلَ ُ غُفُولا ، وغَفْلَة : سَهَا من قِلَّة التحفُّظ والتيقُّظ .
و غَفَلَ الشَّيْء : تركه إهمالا من غير نسيان .

وهنا نرى وكأن الغفلة هي الترك باختيار فعلا، أي أنها الترك والإهمال من غير نسيانن وربما كان النسيان قسمين، نسيان يتذكر المرء بعده وهو عادة في البشر كلهم، ولذلك لا يؤاخذ الله عليه العبد من رحمته سبحانه،ويتحسر الإنسان على نسيانه، ونسيان هو نتيجة تراكمية للغفلة والغفلة حتى نسوا الله فأنساهم أنفسهم. جعلنا الهل من الذاكرين الشاكرين.
والله أعلم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #167 في: 2013-05-14, 15:16:10 »
أها بارك الله فيكما على التوضيح

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #168 في: 2013-05-16, 14:48:01 »
يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا۟ لَا عِلْمَ لَنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾ -المائدة-

ماذا أجِبْتُم ؟ يسأل سبحانه رسله، فهم أولاء رسل الله تعالى يُسألون عن غيرهم، بينما يُسأل الإنسان عن نفسه...، وبمَ تراهم قد أجابوا ربهم سبحانه ومصطفيهم من كل خلقه، وباعثهم للناس أئمة وهُداة وحَمَلة رسالاته إلى خلقه .

الإنسان يسأل عن نفسه، ويُحاسب فردا، وكل يحاسب بما فعل، وعما فعل،وكما كان من الإنسان في الدنيا يلاقي في الآخرة الجزاء من جنس اعتقاده وعمله .

فلننظر بماذا يجيب الكافرون في الدنيا إذا ما سُئلوا ماذا أنزل الله:"وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ(24)"-النحل-

ولكنّهم يوم القيامة ينكرون، ينكرون ما قالوه وأجابوا به في الدنيا، ينكرون كفرَهم وتكبرهم على آيات الله،ينكرون سوءَهم،ولأنّ الله هو العليم الخبير، فهو سبحانه يفضح إنكارهم وكذبهم يوم القيامة.

ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ(27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(28)-النحل-

إن الله عليم بما كنتم تعملون، فلا مجال للإنكار، ولا مجال للكذب...
أما الذين اتقوا فهم حينما سئلوا في الدنيا عن هذا الذي أنزله ربهم، قالوا : "خيرا"....

وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ(30)
-النحل-

فيكون جزاؤهم يوم القيامة بما وعدهم ربهم الذي آمنوا به وبما أنزل ولم يستكبروا عن آياته سبحانه:
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ(31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(32) -النحل-

وعلى هذا كان سؤال الرسل عن غيرهم وليس عن أنفسهم، إنهم أقوى خلق الله إيمانا، وأكثرهم قربا منه، وأشدّهم ابتلاء، وأدأبهم عملا على دعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته، وطاعة أمره، وأكثرهم صبرا على التكذيب والصدّ والتعذيب... فهُم أولاء يوم القيامة سالمون من جهة ذواتهم، وهم يُسألون يومها عن أقوامهم، ماذا كان من استجابة أقوامهم لهم ؟

فكيف يجيبون الله على سؤاله هذا؟ الله العليم الخبير، الله علام الغيوب...
ولنُمْعِن النظر في "علام الغيوب" وورودها بصفة خاصة هنا في جوابهم، جوابهم المؤدّب الذي يليق بعظمة الله تعالى وبإجلاله حق إجلاله، وبتقديره حق تقديره، ومَن ذا يقدر الله سبحانه ويعرف عظمته مثلما يعرفها رسله صلوات الله وسلامه عليهم جميعا؟!

فها هُم من معرفتهم بعظمته وجلاله، وقدره، وعلمه، يجيبون بهذا الأدب، أنهم وإن كانوا قد عرفوا وهُم بين أقوامهم، أن منهم من تبعهم ومنهم من تولى عنهم، وصدّ عنهم،وكل ما علموا كان من الذي ظهر لهم وليس الذي خفِي عنهم في الصدور فلم يتبيّن لهم، وإن علموا فهم قد علموا أمر من عايشوهم ، ولم يدروا ما فعل الناس من بعدهم وقد غابوا عنهم، إلا أن العلم الدقيق، وعلم الغيب ، وعلم الصدور، وعلم النوايا، وعلم الماضي والحاضر والمستقبل يختص به علّام الغيوب الله سبحانه وتعالى، فهم وإن علموا لهم تابعين وموالين ومصدقين ومؤمنين، فإن علم نواياهم صدقها من كذبها ليس إليهم، وليس إلى أحد غيره سبحانه وتعالى وهو علام الغيوب، وليس جوابهم له سبحانه وتعالى مما سيزيد في علمه بما غاب عنه، تعالى سبحانه عن ذلك، بل إنه علام الغيوب، يعلم دقّ الأمور وجلّها لا تخفى عليه خافية وما يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض .

وكما رأينا أعلاه والله سبحانه ينكر عليهم إنكارهم ويقرّ عملهم للسوء وكفرهم"بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون". فبهذا الذي يعلمه رسله عنه سبحانه حقّ العلم، يجيبون الله تعالى، فينفون العلم عن أنفسهم في حضرة علم علام الغيوب .


« آخر تحرير: 2013-05-16, 14:56:58 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #169 في: 2013-05-16, 14:52:50 »
سبحان علام الغيوب  emo (30):

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #170 في: 2013-05-17, 10:47:30 »
أعجبني هذا لابن عاشور وهو يرى علاقة ما جاء في الآية 108 من سورة المائدة وما قبلها  عن الوصية وعن دقة القرآن في معالجة حالات الوصية حتى اهتمامه بالمؤمن وهو ضارب في الأرض أي مسافر وتحضره الموت كيف يعلّمه أن يوصي ولا يغفل عن الوصية لمَن بعده، لورثته بأن يستأمن حتى مَن ليسوا على دينه لينقل لورثته وصيته، يستنتج ابن عاشور العلاقة بين هذه الآيات وبين الآية 109 من المائدة والتي جاء فيها :

يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا۟ لَا عِلْمَ لَنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ ﴿١٠٩﴾ -المائدة-

فلننظر ما يقول :

ولمناسبة هذا المقام التزم وصف عيسى بابن مريم كلّما تكرّر ذكره في هذه الآيات أربع مرات تعريضاً بإبطال دعوى أنّه ابن لله تعالى . ولأنّه لمّا تمّ الكلام على الاستشهاد على وصايا المخلوقين ناسب الانتقال إلى شهادة الرسل على وصايا الخالق تعالى ، فإنّ الأديان وصايا الله إلى خلقه . قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى } [ الشورى : 13 ] . وقد سمّاهم الله تعالى شهداء في قوله : { فكيف إذا جئنا من كلّ أمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } [ النساء : 41 ] .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #171 في: 2013-05-18, 10:50:18 »
ونبقى مع الآيات الرائعات من سورة المائدة، وشخصيا أحب بشكل خاص جدا، وبشكل كبير جدا جدا هذه الآيات إلى نهاية المائدة، أشعر فيها بجو من جلال الله تعالى ومن صدق أنبيائه، ومن الأدب والإيمان واليقين في أنبياء الله تعالى والذي لا يُضاهى، وأشعر فيها كم أنّ قول سيدنا عيسى وردّه على الله سبحانه وتعالى وعلى سؤاله فيه من التعليم والترسيخ والتأكيد على أن عيسى عليه السلام عبد من عباد الله تعالى، عبد آتاه الله الكتاب وجعله نبيا كما جعلها الله سبحانه وتعالى على لسانه وهو في المهد صبيّ .....

نبقى مع جو هذه الآيات :

إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ(110)


فلنتأمل هذه الكلمات وهذه العبارات المتتالية :

**يا عيسى ابن مريم
**نعمتي عليك
**أيدتك-------------------لتكلم الناس في المهد وكهلا
**علمتك
**تخلق-------------بإذني(إذن الله تعالى)
**تنفخ، فتكون-------بإذني
**تبرئ---------------بإذني
**تخرج الموتى-------بإذني
**كففت بني إسرائيل عنك
**جئتهم بالبينات--------من عند الله .


أي كلمة من هذه الكلمات، وأي فعل فيها ليس مصدره الله سبحانه ....؟؟
أيده وعلمه وأجرى على يديه الخوارق من خلق ونفخ وإبراء وإخراج للموتى بإذن الله تعالى، فهو سبحانه زيادة على نعمه عليه  من اصطفاء وتعليم وتأييد، والتي هي فضل من الله عليه عظيم، يختصه الله سبحانه بأن يجري على يديه ما هو من شأن الله تعالى من إحياء  وخلق ونفخ، ولكن بماذا؟؟؟ بإذن الله تعالى الفعال لما يريد والذي شاء وأراد فكانت مشيئته، وكانت إرادته،وكان اختباره لعباده بهذه المعجزات،فآمن من آمن أنه عليه السلام فعل ما فعل بإذن من الله تعالى، وكفر من كفر وقال أنما ذلك منه سحر مبين، وغالى مَن غالى فألّه عيسى عليه السلام وافترى في ذاته الأباطيل الشنيعة....

وعبارة "نعمتي عليك" في قرآننا العظيم كفيلة بأن تلقي في روعنا الإيمان والتسليم أن سيدنا عيسى عليه السلام هو عبد الله المنعَم عليه من الله، وعبارة "ابن مريم" أيضا تلقي ظلال أن سيدنا عيسى ابن مريم وينسب إليها وهي أمه بمشيئة الله تعالى بلا أب وأنه عبد من عباد الله خلقه الله تعالى بإرادته ومشيئته أن يكون من أم هي أمة من إماء الله بلا أب فكان .

وهذا ليس تذكيرا لعيسى عليه السلام بالنعم، إذ أن أنبياء الله تعالى أكثر الناس ذكرا لنعمه، ولكنها تقريع لقوم كفروا وغالَوا ...

ولنتتبع ذكر فساد اعتقاد النصارى في عيسى عليه السلام في هذه السورة :

لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)

ثم قوله سبحانه:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(72)

ثم قوله سبحانه:
مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(75)

ففي الأولى تبيان إلى أنّه سبحانه مالك أمر عيسى عليه السلام وأمر أمه معه،وأمر كل من في الأرض، وأن السماوات والأرض لا تقوم إلا بأمره وحده، ومن ذا الذي يقوم بها من دونه سبحانه الحي الذي لا يموت القيوم وعيسى عبد يموت ومريم أمه أمةٌ تموت.

وفي الثانية ذكر لبراءة عيسى عليه السلام مما اعتقد قومه باطلا، ومما ادعوا فيه وغالوا فيه بجعله إلها وأنه الذي أقر أنه عبد لله الذي هو رب قومه وربه معهم.

وفي الثالثة قصر بحرف "ما" قصر لصفة عيسى عليه السلام أنه ما هو إلا رسول قد كانت من قبله رسل، وأن أمه أمة من إماء الله تميزت بتصديقها لأمر الله تعالى فيها.

ثم في هذه الآيات الأخيرة من سورة المائدة والتي هي بين أيدينا يُجمل الله سبحانه وتعالى هذه الأمور كلها فيها زيادة في التأكيد على كفر من ادّعى في عيسى عليه السلام غير أنه عبد من عباد الله ورسول من رسله .ففيها ذكر لقيامة الله تعالى بكل الأمر بذكر إنعامه على عبده في كل ما فعل وكل ما جرى على يديه، وهي فيها كون عيسى المسؤول والمنادَى والموجّه له الخطاب يوم القيامة ،والله سبحانه ربه هو السائل والمسؤول من السائل عبد بين يدي إله ورب معبود .وفيها الإقرار بأن كل نعمة على عيسى عليه السلام هي من الله، وبالتالي فهو عبد المصطفى الذي أرسله واجتباه بهذه المعجزات، أي أن فيها إجمالا لكل ما ورد عن عيسى عليه السلام في هذه السورة وهذه الآيات .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #172 في: 2013-05-18, 12:28:12 »
جميل :)

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
رد: في ظلال القرآن
« رد #173 في: 2013-05-18, 13:30:14 »
سبحان الله!
ما قدرنا الله حق قدره



 

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #174 في: 2013-05-19, 09:39:42 »
نعم يا زينب ولا أجمل من قرآننا، ونعم يا أم عبد الله ما قدرنا العلي القدير العظيم حق قدره...نسأله سبحانه أن يعرّفنا بقدره كما ينبغي لعظيم سلطانه وجلال قدره .

بالأمس كنت مع الأخوات مع هذه الآيات من المائدة، وكنا مع آية:

وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ(111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ(113)

تدارسنا هذه الآيات، وقد قال فيها علماء التفسير ما قالوا، فمنهم من قال أنّ الله سبحانه قد أورد قول الحواريين عن أنفسهم أنهم آمنوا وأنهم مسلمون، ولكنّ حقيقتهم وسرسرتهم إلى الله، وإلا فكيف يكون هذا السؤال منهم، والذي استنكره سيدنا عيسى عليه السلام وأمرهم بالتقوى إن كانوا مؤمنين، أي أن الإيمان الحق الذي يملأ القلب حقا يدفع بصاحبه إلى التصديق الكامل والتسليم الذي ليس معه طلبات ولا طلب رؤية معجزات عينية، وندقق مع ردهم فإذا حتى ردهم وأسباب طلبهم لنزول المائدة ليست بالتي تكون معذرة لهم في طلبهم، ليأكلوا منها، وتطمئن قلوبهم، وكأن قلوبهم ينقصها الاطمئنان، وليعلموا أن عيسى عليه السلام قد صدقهم، وكأن كل تلك المعجزات التي أيده بها الله سبحانه، من خلق ونفخ وإحياء بإذن الله لم تكفِهم ولم تملأ قلوبهم طمأنينة ولم تكفِهم ليصدقوا، فطلبوا المزيد، وليكونوا عليها من الشاهدين، أي ليشهدوا أمام من غاب من قومهم أن أعينهم قد رأت تلك المعجزة أي نزول المائدة ....

وقولهم "هل يستطيع"، وقولهم "ربك".

وهنا في طلبهم هذا مثلا سيد قطب رحمه الله يورد في هذا مقارنة بين حواريي عيسى عليه السلام وبين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا الفرق كبير كبير جدا، كيف أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتورهم شك ولم يجرؤوا على طلب ، بل سلّموا كل التسليم وعملوا وفق تربية قرآنية كانت تُملى عليهم من القرآن عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن العلماء من يقول أنه كان فيهم شيء من الشك، ومنهم من يقول أنما طلبهم كان الغرض منه الاطمئنان في شكل من أشكال إيجاد العذر ...

في الحقيقة أمس وأنا أقرأ هذه الآيات، تركت للأخوات مندوحة أن تقول كل واحدة ما تستشعر وما ترى من موقف الحواريين ثم من رد عيسى عليه السلام عليهمن ثم من ردهم هُم عليه من بعد ذلك ... فوجدت الأخوات ورؤاهنّ بين هذا وذاك كما قرأت من رؤى التفاسير من يدافع عنهم، وبين من يتحير من طلبهم ذلك وهم المؤمنون الأنصار، وبين من يقارن فيجد البَون شاعا بينهم وبين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ....

ثم تكلمت أخت لنا فقالت  أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتنزّل عليهم القرآن وفيه من هذه الأخبار، وكانوا يتعلمون من هذه القَصص كيف يكونون الأخيَرَ والأحسن، فرباهم القرآن ورباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأتْ من القرآن قوله سبحانه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ(14) -الصف-

ترى ما الشاهد هنا؟ هل أنهم كانوا على درب الحواريين ولكنهم كانوا خيرا منهم فسمعوا وأطاعوا بلا محاججة ولا مداججة وبتسليم تام،وبلا طلبات؟وبإيمان قلبي حقيقي وليس مجرد قول كما نجد في القرآن عن الحواريين قولهم لا حقيقة يقرّها الله عن قلوبهم، ولو أنه سبحانه أورد أنه أوحى إليهم أن يؤمنوا به وبرسوله أي بمعنى ألهمهم الإيمان به، أي ألقى في قلوبهم الإيمان به؟ هل طلبهم هذا شيء من طباع بني إسرائيل يظهر وإن في الخيرة من بينهم؟

ماذا ترون ؟
« آخر تحرير: 2013-05-19, 09:43:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: في ظلال القرآن
« رد #175 في: 2013-05-19, 09:49:10 »
الله أعلم يا أسماء

ولكن تكفيني الآية الأخيرة والتي يطلب الله سبحانه وتعالى من المؤمنين أن يكونوا كما  كان الحواريون بصدق إيمانهم و حكاية اطمئنان القلب هذه لا تنفي الإيمان فسيدنا إبراهيم طلب اطمئنان قلبه من الله عز وجل وهو من هو إنه أمة وحده.

إنما هذا لا ينفي أيضا فضل الصحابة عليهم وتعلمهم بأن يكونوا أفضل بمعنى أني أرى الخير في الطائفتين والأمر بين فضل وأفضل والله أعلم
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #176 في: 2013-05-19, 14:11:22 »
يعني هناك الفاضل وهناك الافضل
ولا شك انه كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم خير الانبياء والمرسلين
فقد اختار له الله سبحانه تعالى صحبا هم خير القرون السابقة واللاحقة
دون ان ينفي هذا افضلية اصحاب الانبياء السابقين، ومنهم الحواريون
والله أعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: في ظلال القرآن
« رد #177 في: 2013-05-19, 18:39:40 »
 :emoti_133:
يقول ابن عاشور في تفسير قوله تعالى:
{وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين}.
"قرأ الجمهور: {وأحل لكم} بالبناء للفاعل، والضمير المستتر عائد إلى اسم الجلالة من قوله {كتاب الله عليكم} .
وأسند التحليل إلى الله تعالى إظهارا للمنة، ولذلك خالف طريقة إسناد التحريم إلى المجهول في قوله {حرمت عليكم أمهاتكم} لأن التحريم مشقة فليس المقام فيه مقام منة."

أعجبتني.. فنقلتها لكم .. من التحرير والتنوير
لكن لاحظوا ان قراءتنا برواية حفص عن عاصم تكون فيها (وأحل) بالبناء للمجهول، بضم الهمزة وكسر الحاء.. فلا تحتمل هذه اللفتة التي ذكرها ابن عاشور
« آخر تحرير: 2013-05-19, 18:43:40 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: في ظلال القرآن
« رد #178 في: 2013-05-21, 12:24:26 »
سيفتاب وهادية بارك الله فيكما، نعم هذا هو الوسط الذي علينا أن نأخذ به بإذن الله تعالى في شأن الحواريين .جزاكما الله خيرا  emo (30):

:emoti_133:
يقول ابن عاشور في تفسير قوله تعالى:
{وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين}.
"قرأ الجمهور: {وأحل لكم} بالبناء للفاعل، والضمير المستتر عائد إلى اسم الجلالة من قوله {كتاب الله عليكم} .
وأسند التحليل إلى الله تعالى إظهارا للمنة، ولذلك خالف طريقة إسناد التحريم إلى المجهول في قوله {حرمت عليكم أمهاتكم} لأن التحريم مشقة فليس المقام فيه مقام منة."

أعجبتني.. فنقلتها لكم .. من التحرير والتنوير
لكن لاحظوا ان قراءتنا برواية حفص عن عاصم تكون فيها (وأحل) بالبناء للمجهول، بضم الهمزة وكسر الحاء.. فلا تحتمل هذه اللفتة التي ذكرها ابن عاشور


بارك الله فيك، أما عندنا في قراءة ورش يا هادية فتنطبق هذه الملاحظة لابن عاشور، لأنها تبني للفاعل أَحَلَّ، كما هو في الصورة:


« آخر تحرير: 2013-05-21, 12:26:26 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: في ظلال القرآن
« رد #179 في: 2013-05-21, 13:57:01 »
:emoti_133:
يقول ابن عاشور في تفسير قوله تعالى:
{وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين}.
"قرأ الجمهور: {وأحل لكم} بالبناء للفاعل، والضمير المستتر عائد إلى اسم الجلالة من قوله {كتاب الله عليكم} .
وأسند التحليل إلى الله تعالى إظهارا للمنة، ولذلك خالف طريقة إسناد التحريم إلى المجهول في قوله {حرمت عليكم أمهاتكم} لأن التحريم مشقة فليس المقام فيه مقام منة."

أعجبتني.. فنقلتها لكم .. من التحرير والتنوير
لكن لاحظوا ان قراءتنا برواية حفص عن عاصم تكون فيها (وأحل) بالبناء للمجهول، بضم الهمزة وكسر الحاء.. فلا تحتمل هذه اللفتة التي ذكرها ابن عاشور


لم أفهم  :blush::

يعني القراءة الأولى هي أحَلَ لكم؟؟؟