وقفنا جميعنا بانتظار الفرج...بانتظار غيث من السماء...بانتظار وسيلة مواصلات يتيمة لتقل ثلاثتنا
كانت الساعة تقارب السابعة والثلث ....لا ادري حقا ما الذي جعلنا نستعجل الذهاب الي المدرسة اليوم..
في حين ان معاد بداية الحصة الاولى هي الساعة الـ8 تماما
كنا غارقات في المزاح ...و الاستئناس ..و البرد....والنوم
انا لم انم سوى ساعتين فقط...والاخرتان لم تكونا افضل مني حالا
وبعد طول انتظار..جاء الفرج متبخترا و بطيئا ذا بابين و سبعة مقاعد...لكنه كان علي كل حال فرجا متبخترا بطيئا قادرا علي حمل ثلاثة مراهقات غارقات في المزاح والاستئناس و النوم..!!!
ركب ثلاثتنا ...وهمت كل واحده لتدفع اجرتها لنفسها...لا مجال للعزومات هاهنا..والا فعلي المسكينة المجامٍلة ان تدفع ما يقارب الخمس جنيهات ..
وهذه مشكلة اقتصادية ....وان كانت ستكمل واجبها وتجامل في حين عودتنا فتلك مصيبة حقيقية ...وان كان انا تلك المسكينة فتلك كارثة عظيمة !!
قطعنا اغلب الطريق في صمت .... لا ادري لم ...لكن كان هذا جيدا ...لانني كنت في حاجة ماسة للاسترخاء والدفء ...كدت لا اشعر باطرافي البائسة.
وصلنا في سلام...ارى شوقكم لمعرفة وصف مدرستي الغالية في عيونكم ..حسنا
دعوني اصف لكم صورة مكبرة اعتدتها عن مدرستي العزيزة..
هي مدرسة فتيات ......بها فتيات ومعلمات وكفى..!! هذا يكفي
هذا يكفي لاني اكون اهينك عندما اصف لك مدرسة فتيات ثانوية وبجوارها مدرسة صبيه او بتعبير ادق وكر للصبية ...انهم اوغاد..
وستكون الاهانة اشد عندما اصف لك مشاهد الوحدة الوطنية فيما بينهم...انهم يبذلون اقصى ما في وسعهم لتوطيد العلاقات .. مساكين!!
ترى طالبات المدرسة يتجمهرون خارجها لسبب لا افهمه ..ربما هربا من التعذيب اليومي الصباحي المدرسي...فيما يضعونه تحت شعار " الطابو المدرسي والاذاعة المدرسية والتحية الوطنية ",,,,ومع كل تلك النشاطات الصباحية تحاول جاهدا اقناع منظمة الاذاعة بان ( المايك ) لا يعمل...انهم يتحدثون لبعضهم البعض ونحن مهمتنا الاسمى هي مراقبة حركة شفاههم الجليلة...آآآآآآآآه املك الكثير من الخواطر لكن هذا ليس وقتها ...فيما بعد فيما بعد.!!
واخيرا انتهت المعاناة ...صعدنا للفصول ...وضرب الجرس معلنا عن بدء يوم ممل اخر ..
دخلت مدرسة مادة الفلسفة وظلت تتحدث وتتحدث وتتحدث وانا أتأمل وجهها الهادئ الذي اصخبته باطنان من ادوات التجميل.. مسكين ذلك المسكين..
سمعت باذني (طراطيش كلام) عن محتوى الدرس اي وهو العقل واستدلاله...لكنني عرفت متأخرا ,,,عرفت عندما ضربت المقعد الدراسي بيدها الحديديه...صارخة في وجههي ...طاردة اجمل الخواطر والافكار والذكريات التي تكبدت عناءا هائلا في استجماعها,,,
هي :" عفوا ,سأضطر آسفة لقطع خيوط افكارك .وان اتطاول بصفتي معلمتك التي تقف وتكدح وترهق احبالها الصوتيه في محاولات بائسة لتعليمكن ..انتن مستهترات ...والان قولي لي يا انتٍ...فيم كنت اتحدث ؟؟"
أنا مستغربة ومن الواضح انني لم امتص الصدمة بعد :" عن الــ...أ ...الارهاق الذي..تعاني منه ..اوتارك الصوتية ...أأ...صحيح؟؟"
رأيت الشرر يتطاير من عينيها ...وكاد يحرق غطاء رأسي لكنني انجدته....ولم تعطني فرصة اكبر لتصحيح خطأي..فاقترحت ان اكمل باقي الحصة في الهواء الطلق...كان هذا جيدا...لا بأس بذلك ...ليس سيئا كما يبدو...
تظاهرت بالحزن والندم...فما ذنبي انا ...انها تكثر الكلام وكلما قررت ان انتبه لما تقول ...وامسك بخيط الكلام..( اتكعبل فيه) واضل الطريق مجداا...هذا مرهق كثير لخلاياي العصبية ...هذا ظلم...الا ترون هذا معي؟؟
ولكني برغم كل شيء...كنت الاحظ حركة غير عادية في المدرسة ...معلمات تهرعن هنا وهناك..وحركة نظافة غير اعتيادية...تخيلوا انهم نظفوا الفصول و...هذا انجاز لم اكن احلم به...وتم تعليق اللوحات الدراسية والكثير الكثير...اتراني احلم ام ماذا.....رأتني احداهن فامرتني بالدخول سريعا...وان تجلس المتفوقات في الامكام ..والمهملات في الخلف...بالطبع لا داعي لذكر اين جلست...بل ولو كان في يد العلمة الامر لاجلستني علي الشباك...
وكان هناك الكثير الكثير...وترددت علي اذني..كلمات علي غرار:المدرسة..جودة...اليوم...مرور...وهنا استطعت حل اللغز..المدرسة دخلت في نظام الجودة ولهم مرور اليوم..لذلك يجب ان تكون المدرسة 10 علي 10...
ولكن ايجب حقا ان يكون هناك مرور جودة ليتم الاعتناء بالمدرسة ..ومن ثم تعود ريما لطبيعتها القديمة..اهمال وفوضى..لم يجب ان تعامل مع المدرسين
بتهذيب امامهم...لم لا نكون علي طبيعتنا فحسب..لما لا تكون هذه هي طبيعتنا ان نعتني بالمدرسة يوما بعد يوم..وليس خوفا من تقرير الجودة والرغبة
في الظفر باللقب...اليس لدينا ضمير رقيب علينا ...لم يجب علينا ان نكذب امام لجنة مرور الجودة ..ان المدرسين يعاملوننا كأخوتهم وانهم رائعون والشرح ممتاز ومامن مدرس يعاملنا باذلال ليحظى ب3فتيات فحسب لمنحهم دروسا خصوصية .....ولن اطيل الحديث عن التفضيل بين من يلقام في دروسه التي يعطيها لهم وبيننا نحن الحمقي الذين فضلوا عليه مدرسين اخرين...ياللسخف...وان مامن مدرس يسبنا بالاب والام والجد والعمة والخالة وكل اواصل ارحامنا ..انا اعترض يا سادة ..
علي كل حال..مضى اليوم بعدد لا بأس من المشاكل...ولكنه في كل الاحوال مر...وارجو من الله ألا يمر ثانية ..!!