بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حال الجميع
؟؟؟
هذا ملخص لمناقشات ماما هادية و ردودها حول هذا الموضوع الذي ارقهقها و ارهقنا جميييييييعا , ليس لصعبوته و لكن لتوق النفس اليه بالنسبة لبعضنا
هي مأساة فعلا
ولكن هل اللغة العربية أو النشأة الإسلامية فقط هي السبيل إلى الإسلام الحق؟
فكيف وصل الإسلام إلى قلوب العجم قديماً وحديثاً؟
مسلمو الجمهوريات الروسية لا يعرفون العربية في بداية دراستهم ومع ذلك يوقرون كل ما كتب بحروف عربية والقرآن قرة أعينهم رغم أنهم لا يعرفون من معانيه شيئاً
ومن يدخلون الإسلام من الغرب دون أن يعرفوا كلمة واحدة عربية كيف دخلوه؟
وبالمقابل كم عربي يجيد العربية بكل فروعها ويحفظ القرآن كاملا ثم يغش في امتحان التخرج من جامعة أو مدرسة دينية أو يبيع دينه بالدنيا
لا أقلل أبداً من خطورة المدارس العالمية ولا من أهمية النشأة العربية الإسلامية
ولكن أنبه أن الأمر ليس ثقافة غريبة فقط وإنما منهج تفكير زرعته هذه المدارس في عقول الأبناء
والحل لتلافي آثاره المدمرة ليس الدعوة العاطفية القائمة على حب الدين وأداء الفروض وإنما يقوم على دعوة فكرية مختلفة
طريق أبناء الحضارة الغربية إلى الإسلام هو العقل وليس العاطفة كحالنا نحن
تابعوا شرائط الدعوة الموجهة لنا في الشرق تجدون أغلبها والمؤثر فينا يقوم على العاطفة والرقائق .. هذا هو المدخل إلينا نحن وأهل الشرق جميعاً
أما الغرب فالمدخل إليهم هو العقل والموازنة الواعية بين الإسلام وغيره
ومشكلة هذه الأم أن أبناءها تشربوا الفكر الغربي وهي تعتمد في إعادتهم إلى الإسلام على العاطفة القائمة على استشعار بيان القرآن فتصطدم بحاجز اللغة أو بالفكر المادي المتغلغل في نفوس الأبناء
لا أظنها بذلك ستصل إلى شيء
الحل كما أظن هو أن تبحث لأبنائها عن كتب تتحدث عن الإسلام باللغة التي يجيدها أبنائها تكون موثوقاً بها وبمادتها
فهي لا تخاطب الآن عقولا عربية وإنما عقول غربية داخل أجساد عربية
الله تعالى عندما أنزل القرآن كمنهج سماوي ممتد إلى آخر الزمان أنزله سبحانه وهو يعلم أن غالب سكان الأرض لن يكونوا عرباً يتحدثون العربية
فلا يمكن أن يكون الطريق الوحيد للإسلام هو اللغة والنشأة العربية
هناك طرق أخرى والدليل دخول غير العرب في الإسلام إلى يومنا هذا
وأخيراً .. فلنحمد الله مااستطعنا على نعمة اللغة العربية التي لا يشعر أغلبنا بقيمتها
[/size]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم القيمة، ونقاشاتكم التي تتحول من اختلاف الى تفاهم في أغلب الأحيان[/
color]
وأخيراً .. فلنحمد الله مااستطعنا على نعمة اللغة العربية التي لا يشعر أغلبنا بقيمتها
سأضعها اولا وأؤكد على كلامك في وجوب حمد الله تعالى على نعمة اللغة العربية التي فتحت لنا أبواب العلم والمعرفة والصلة بينبوع الهداية والنور، كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا أحب أن أوضح بعض النقاط التي وردت في مداخلتك الكريمة:
ولكن هل اللغة العربية أو النشأة الإسلامية فقط هي السبيل إلى الإسلام الحق؟
اللغة العربية ليست السبيل للإسلام، ولكنها الوعاء الذي يحفظ الإسلام، وبضياعها يضيع الإسلام، لهذا حفظها ربنا تبارك وتعالى على مر العصور، رغم محاولات الأعداء المستميتة لهدمها، والتي نقلت بنفسك طرفا منها في موضوعك القيم.. والقيم جداً (أرابيش)
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1920.0
ولأهمية اللغة العربية في فهم الإسلام، وحفظ الإسلام، وترسيخ الإسلام، شمر علماء الامة من العصر الاول سواعدهم، واهتموا بحفظ اللغة العربية مع اهتمامهم بحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، فوضعوا علم القواعد والعروض والبلاغة، بل وحفظوا دواوين الشعر حتى الجاهلي منها، من أجل فهم معاني التراكيب والألفاظ التي نزل بها القرآن الكريم، ونطق بها النبي العظيم. وتعاقب علماء الدين على الإقبال على اللغة العربية دراسة وتدريساً.والمعاهد والجامعات الإسلامية هي حصون اللغة العربية الحصينة، وعلماء الدين هم رجالها المبرزون المخلصون
فكيف وصل الإسلام إلى قلوب العجم قديماً وحديثاً؟
مسلمو الجمهوريات الروسية لا يعرفون العربية في بداية دراستهم ومع ذلك يوقرون كل ما كتب بحروف عربية والقرآن قرة أعينهم رغم أنهم لا يعرفون من معانيه شيئاً
ومن يدخلون الإسلام من الغرب دون أن يعرفوا كلمة واحدة عربية كيف دخلوه؟
وصل الإسلام لقلوب العجم قديما وحديثا عن طريق مخاطبتهم بلغتهم.. لكن بعد هذا الخطاب الاول، والدخول الأول، لا بد لهم من تعلم شيء من العربية تحسن به صلاتهم، وإلا لم تقبل منهم إجماعاً، وبعد تعلم ما تحسن به صلاتهم، يقبل الأعاجم دوما على تعلم اللغة العربية لتشوقهم لتنسم عبير النبوة، واستنشاق شذا الهداية القرآنية، ومعلوم ان ترجمات القرآن الكريم لا تعتبر الا كتب تفسير، والاعاجم يعرفون هذا، فلا بد لهم من تعلم العربية لتلاوة القرآن، ولا بد لهم من تعلمها لفهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظها..
وأولئك الذين تتقاصر هممهم فلا يتعلمون، يضيع منهم الدين كما يضيع من العرب الذين لا يتعلمون القرآن.. سواء بسواء
ولم أجد أعجميا متمسكا بالدين إلا وهو يعرف قسطا وافرا من العربية، او يسعى جاهدا لتعلمها..
وتعج جامعة الازهر في مصر، وجامعة أبي النور في دمشق، وجامعة ام القرى بمكة، وغيرها من جامعات إسلامية، تعج بالأعاجم الذين قدموا لها من كل حدب وصوب طالبين علم اللغة اولا، ومن ثم علوم الشريعة..
فنحن يا أختاه لا نتكلم عن الدخول في دين الله.. فالابناء الذين حدثتك عنهم مسلمون، ومصلون وصائمون بحمد الله.. نحن نتحدث عن ترسيخ الإيمان، وتعميق الإسلام في قلوبهم.. نتحدث لا عن الدخول، بل عن الاستقرار بعد الدخول..
وبالمقابل كم عربي يجيد العربية بكل فروعها ويحفظ القرآن كاملا ثم يغش في امتحان التخرج من جامعة أو مدرسة دينية أو يبيع دينه بالدنيا
نحن بالطبع لا ندعو لتعلم العربية على أنه هدف مستقل، فلسنا من حزب البعث العربي ولا من القوميين العرب، نحن ندعو لتعلم العربية كوسيلة لحفظ الدين وترسيخه، والإيمان به والعمل بموجبه، فبالتأكيد لا يحتج علينا بهذه الامثلة التي ذكرتها..
لا أقلل أبداً من خطورة المدارس العالمية ولا من أهمية النشأة العربية الإسلامية
جيد.. نحن متفقون إذن في هذه النقطة.. وأضيف إلى تحذيرك مزيدا من التحذير. . أن الامر جد جد خطير.. لا يستهان به أبدا.. وأنه مؤامرة خطيرة تحاك لنا بليل، ونحن نسير نحوها مغمضي الأعين بكل أسف
ولكن أنبه أن الأمر ليس ثقافة غريبة فقط وإنما منهج تفكير زرعته هذه المدارس في عقول الأبناء
الثقافة تحمل في طياتها منهج التفكير ضمناً، فالثقافة الغربية هي التي تؤسس لأسلوب التفكير الغربي، كما وضحنا في طيات ملخصي الكتابين اللذين نقدمهما:
الإسلام ومشكلات الشباب للبوطي
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1645.0
حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية لمحمد قطب
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1765.0
واللغة هي وعاء الثقافة، وهذا ما لا يدركه بكل أسف الآباء والأمهات، وهم يلقون بفلذات أكبادهم في هذه الهاوية التي لا قرار لها..
وعندما تتغير اللغة، تتغير الثقافة تبعا لها، فيتغير إذن اسلوب التفكير وبالتالي القيم والمفاهيم، ومن ثم السلوكيات، كلها سلسلة متصلة، لا يمكن فصم حلقاتها أبدا، لان كل حلقة منها تجر الاخرى حتماً..
والمقارنة هنا بين دخول الأجانب للإسلام، وبين خروج أبناء الإسلام منه غير صائبة، فالداخل والخارج قد يجتمعان عند الباب، او عند مدخل الدار، لكن هدف كل منهما وغايته معاكس للآخر تماماً.. فذلك داخل.. ما يلبث ان يتعلم العربية ومن ثم القرآن والسنة والعلوم الشرعية الضرورية، هو مقبل بكل محبة، وكل شوق، وكل لهفة، يجاهد للتغلب على ضعفه اللغوي الذي يحجزه عن كنزه الثمين المحبوب المنتظر
والأخر خارج ، زاهد فيما وراءه، لا يلتفت إليه، وما يلبث ان يضيع في الشارع، غير آسف على الثروات والكنوز التي تركها، لأنه لم تتح له يوما فرصة التعرف إليها وتقدير قيمتها الحقيقية، فقد كان منذ طفولته منشغلا بترتيب خروجه، ناصبا عينيه على هدفه الخارجي... معتقدا داخليا أن لو كان ما خلفه وراءه كنز ثمين، او شيء له قيمة، لما تلهف أهله على خروجه، ودفعوه له دفعا، وأنفقوا في سبيل ذلك الاموال الطائلة..
والحل لتلافي آثاره المدمرة ليس الدعوة العاطفية القائمة على حب الدين وأداء الفروض وإنما يقوم على دعوة فكرية مختلفة
طريق أبناء الحضارة الغربية إلى الإسلام هو العقل وليس العاطفة كحالنا نحن
تابعوا شرائط الدعوة الموجهة لنا في الشرق تجدون أغلبها والمؤثر فينا يقوم على العاطفة والرقائق .. هذا هو المدخل إلينا نحن وأهل الشرق جميعاً
أما الغرب فالمدخل إليهم هو العقل والموازنة الواعية بين الإسلام وغيره
ومشكلة هذه الأم أن أبناءها تشربوا الفكر الغربي وهي تعتمد في إعادتهم إلى الإسلام على العاطفة القائمة على استشعار بيان القرآن فتصطدم بحاجز اللغة أو بالفكر المادي المتغلغل في نفوس الأبناء
لا أظنها بذلك ستصل إلى شيء
الحل كما أظن هو أن تبحث لأبنائها عن كتب تتحدث عن الإسلام باللغة التي يجيدها أبنائها تكون موثوقاً بها وبمادتها
فهي لا تخاطب الآن عقولا عربية وإنما عقول غربية داخل أجساد عربية
ربما يا أختاه تقولين هذا الكلام لانك لم تجربي العمل في دعوة الغربيين للإسلام!!
العقل هو المدخل لتعريفهم بالإسلام.. نعم.. لكنه ليس أبدا سبب دخولهم فيه..
بمعنى أن خطاب العقل يفتح بصيرتهم وبصرهم، ويعلمهم ما جهلوا، ويغير قناعاتهم، لكن تبقى الهمة، والباعث الحقيقي الذي يدفعهم لتغيير حياتهم، وتحمل الصعوبات ومكابدة المشقات التي ستواجههم لا محالة عند تغيير الدين، تبقى هذه الامور تنقصهم، ولا يتم استكمالها إلا بالخطاب العاطفي، الذي يوجه لهم إما عن طريق الدعاة، او عن طريق الابتلاء الذي يسلطه الله تعالى عليهم ليدفعهم دفعا للارتماء على بابه، أو عن طريق قراءتهم لترجمة القرآن الكريم وتفسيره الذي يخاطب العقول والقلوب في آن واحد، فيزيل عنها الران، ويفتحها لانوار الهداية..
ولولا هذا التحريك العاطفي، لبقوا كآلاف غيرهم عرفوا الإسلام، وعرفوا أنه الدين الحق والأقرب للمنطق والعقل، ولكنهم لم يحركوا ساكنا، ولم يعتنقوه.. ويحضرني هنا مثال الكاتب البريطاني الشهير ربرناردشو كنموذج من بين آلاف النماذج تثبت كلامنا هذا
والغرب نتيجة لتضخم العقل والمادة عنده، لديه عطش روحي رهيب جدا، ولهذا يلقي أبناؤه بأنفسهم في أحضان الديانات الوثنية الشرقية القديمة، متلمسين فيها شيئا يروي الظمأ، على ما فيها من خرافات تزري بالعقول... فلو اهتدوا لدين الله، وأحسن الإنسان خطابهم، متوجها للعقل والقلب معا، لحرك فيهم الكثير، ولنجح في اجتذابهم..
وهؤلاء الأبناء الذين نتحدث عنهم، عقولهم مقتنعة بالإسلام، فهم كما قلت لك موحدون مصلون صائمون، شأن الغالبية العظمى من طلاب الانترناشونال سكوولز الذين ينتمون أساساً لأسر متدينة (ويا أسفاه على هذا التناقض والجهل وقلة الوعي) ولكن عواطفهم باهتة باردة.. فهم على العكس مما قلت يا أختاه، يحتاجون لموجة قوية من العاطفة الدافئة المتدفقة، تخرجهم من التجمد الذي يرزحون تحت وطأتهم، وتذيب بحرارتها الجليد الذي غطى على قلوبهم...
هم بحاجة لخطاب عاطفي قوي جدا يهزهم من الاعماق هزا...
لكن أنى لهم هذا وهم لا يعاشرون إلا الاجانب والمتأمركين.. وتلك هي الكارثة..
إلا ان يصيبهم الله تعالى ببلاء من عنده، فيتحركوا، نسأل الله العفو والعافية، وان يردنا وإياهم إلى دينه ردا جميلا، ويجعلنا عباد إحسان لا عبيد امتحان.
تلك هي المشكلة المركبة التي وقع فيها هؤلاء، والتي أوقعهم فيها اهلوهم وهم لا يشعرون
الله تعالى عندما أنزل القرآن كمنهج سماوي ممتد إلى آخر الزمان أنزله سبحانه وهو يعلم أن غالب سكان الأرض لن يكونوا عرباً يتحدثون العربية
فلا يمكن أن يكون الطريق الوحيد للإسلام هو اللغة والنشأة العربية
هناك طرق أخرى والدليل دخول غير العرب في الإسلام إلى يومنا هذا
كما قلت اعلاه... اللغة العربية ليست طريق دخول الإسلام، ولكنها الوعاء الذي يحفظ الإسلام، والله تعالى بعلمه المحيط بالخلائق، لو شاء لأذن لنا أن نترجم القرآن للغات الأخرى، لكن العلماء اجمعوا ان القرآن لا يترجم،
وإنما تترجم معانيه فقط، ولا تعتبر هذه الترجمات مقدسة، ولا يشترط لمسها الطهارة، ولا يتعبد بتلاوتها... ويكفينا هذا دليلا على وجوب تعلم اللغة العربية على المسلمين، لئلا يحرموا ثواب تلاوة القرآن.
وكما قلت أعلاه، لا تجدين مسلما غير عربي، الا يسعى بكل ما اوتي من سبل لتعلم اللغة العربية..
وملاحظة أخيرة
قولك أن اشرطة الدعوة الموجهة للمسلمين العرب تعتمد العاطفة في خطابها..
في الحقيقة هذه موضة معاصرة فقط، أدت إلى خلل كبير في شخصيات ووعي الملتزمين الجدد.. لأنها حركت العواطف فقط، دون رصيد من علم شرعي وخطاب عقلي ثقافي واع، فرأينا نماذج كثيرة جدا من ملتزمين، يندفعون بكل قوة وحماس من اجل خدمة الدين، لكنهم ببساطة لا يعرفون كيف يخدمون، ولا ماذا يفعلون، ولا ما هي الضوابط التي يجب عليهم ان يلتزموا بها فلا يعتدوها.. فحصل التخبط والغثائية.. وتبني الأفكار الوافدة الغازية باسم الدين والنهضة بالمسلمين... وغير ذلك من انحرافات..
والصواب هو ما كان عليه شيوخنا من مزج الخطاب العاطفي بالعقلي، والاهتمام بالتأصيل الشرعي العلمي، جنبا إلى جنب مع الحث على العبادة والرصيد الروحي، والاهتمام بتزكية الانفس..
فالتوازن والوسطية في خطاب العقل والقلب معا، هي ميزة الإسلام العظمى، والتي ينبغي ان تطبق على الجميع بلا استثناء ولا تمييز..
ـــــــــــــــــــــــــــ
نأتي الآن للابنة الحبيبة لينة التي قالت:
ما بعرف هو تعليق هو حل للمستقبل ما بعرف
لكن كان يجب على الأم أن تهتم بالجانب الآخر الذي لا تهتم به المدارس العالمية
وهي الإسلام وتعزيز حبه في قلوبهم
****************************
أنا أخي الصغير في مدرسة عالمية (إنترناشونال) لكن أمي أحتم بتحفيظه للقرآن وتعليمه قصص الأنبياء و الفقه
فقد أحضرت له أستاذ دين يأتي إلى المنزل مرتان في الأسبوع يعلمه القرآن ويراجع له القديم ويحكي له قصص الأنبياء ويعلمه الفقه
*****************
الطفل عندما يتعلم لغة أجنبية عليه، يظن الأهل –كما اقترحت أرزة لبنان- أن بإمكانهم أن يعوضوا نقص الدين واللغة العربية عن طريق مدرس خصوصي..... لكن ما الذي يحدث بعد ذلك؟
يكبر الطفل، وتزداد عليه الأعباء الدراسية بشكل كبير، فما لا يفطن له الأهل ان الدراسة باللغة الأحنبية صعبة جدا على الطفل، وتحتاج منه لمجهود مضاعف..
الأهل ينظرون للتلميذ الغربي، ويرون أنه لا يمضي وقته كله في كتابة الواجبات المدرسية، وأن أعباءه الدراسية أقل من الطفل العربي، والعلم الذي يحصل عليه أرقى وأكثر تطورا.. ولا ينتبهون للفرق الجوهري بين ابنهم والطفل الاجنبي، ان الطفل الاجنبي يدرس بلغته الام، التي ينطق بها في البيت والشارع، اما الطفل العربي، فإنه يدرس بلغة غير لغته الام، فيعاني الامرّين، وكلما ارتقى في السنوات الدراسية، ازدادت صعوبة المواد، وازدادت الأعباء التي عليه.. فماذا يفعل الأهل؟
يستشيرون المدرسة.
فبم تنصح المدرسة؟
تنصح بأن يتحدث الأبوان مع الطفل في البيت باللغة الاجنبية، ليتمكن الطفل منها، ويستطيع التفكير بها بتلقائية، ومن ثم تسهل عليه الدراسة بها..
وبهذا تبدأ اللغة الأجنبية بالتحول رويدا رويدا من لغة ثانية إلى لغة أولى..
ومع ازدياد الواجبات، وازدياد عدد المواد، تتناقص تلقائيا في المدارس الاجنبية حصص اللغة العربية والدين (هذا إن وجدت أصلا) .. ولا يستطيع الاهل تعويضها في البيت، لأن واجبات البيت والأبحاث والمشاريع التي يكلف بها الطفل تزداد أيضا، ويبدأ الطفل يتذمر من حصص العربي والدين الخصوصية التي تزيد من أعبائه، والتي لا تكفي لأن يتعلم أي شيء منها.. ويتم إلغاؤها او تخفيفها لأقصى درجة
لاحظوا:
الطفل العربي: لغته الاولى العربية، كل مواده يدرسها باللغة العربية، إضافة لهذا أحصوا عدد حصص اللغة العربية والدين التي يأخذها في المدرسة ..
قارنوا هذا بحظ الطفل ابن المدارس الانترناشونال!! كم هي النتيجة؟ واحد إلى عشرين؟ أم واحد إلى مائة؟ أم أقل؟
وأزيدكم من الشعر بيتاً
مواد العربي والدين في المدارس الانترناشونال الاسلامية (وليس التبشيرية او التابعة للسفارات التي لا تتواجد فيها هذه الحصص أصلا) هي مواد رسوب ونجاح لا مجموع..
هل تعرفون معنى هذا؟
معناه أنه يكفي الطالب أن يحصل على علامة النجاح فيها لينجح، دون أي اهمية لدرجته فيها، لأنها لا تضاف للمجموع.. كما فعل عبد الناصر بمادة الدين في مصر وسورية ليدفعها إلى الظل ويحبسها في زوايا الإهمال والنسيان..
هكذا هو وضع اللغة العربية والدين في مدارس الانترناشونال (الطيبة منها)
ومع ازدياد الضعف اللغوي للطلبة، يضطر أساتذة تلك المواد إلى تخفيف مستوى الاختبارات حتى لا يرسب المتفوقون والاوائل، فينتهي الامر الى ضمور اللغة والدين تماما..
وهكذا نجد يا لينة أن خريج البكالوريا من مدرسة انترناشونال، يتعثر في قراءة سورة مثل سورة النبأ أو النازعات.. ولا فرق بينه وبين أعجمي حديث الاسلام.. إلا ان الاعجمي كما قلت في المداخلة السابقة مقبل بكل شوق ولهفة على تعلم العربية والقرآن، وهذا ملّ وضجر من محاولات اهله اتعابه في تعلم هذا الشيء غير النافع والحاحهم عليه من طفولته بلا جدوى..
هذه بعض الكوارث الناتجة عن مدارس الانترناشونال... وليست كلها..
لا زال لدينا دور المعلمين
ودور التلاميذ
ودور المناهج
مما سنتكلم عنه بكل تفصيل بعون الله
فتابعونا
ــــــــــــ
أفضل رد على تساؤلك يا سارة أن أقتبس لك مشاركة من موضوع -بركان العواطف الخامد لأخينا المسلم، ثم تعليقي عليها
السلام عليكم ورحمة الله،
أريد أن أعلق لو سمحتم لي على عبارة الأخت "الأهالي محتاجين بتربوا" ببضعة قصص حكاها لي أخي الذي يعمل مدرساً للغة العربية في مدرسة "انترناشونال" معروفة، ويمرر من خلال دروسه رسائل دينية وتربوية لطلابه الذين يأتي جلهم إن لم يكن كلهم من بيئات غير ملتزمة إطلاقاً مع أنها من أرقى عائلات المجتمع. وبعد أن صار يعطي دروساً خصوصية لطلابه، صار على احتكاك بالأهالي الذين صاروا يحبونه ويكبرون فيه تطور أولادهم التعليمي والأخلاقي أيضاً.
المهم، اتصلت به والدة إحدى طلابه مساءً _وكانت من أكثر من يحترمون أخي ويقدرونه_ وهي غاضبة وسألت أخي بصوت يملؤه العتب: "يا أستاذ.. هل صحيح أنك قلت لولدي أن الخمر حرام؟؟!!"
فرد أخي: "لا، لست أنا من قال ذلك... الله هو من قال!"
قالت: "لا، أنت مخطئ، الله لم يقل......."
والخلاصة دار حوار سريع سخيف ذكرت له الوالدة الفاضلة بعدها أن العائلة مدعوة لحفل عشاء في كازينو محترم وأن الولد يرفض الذهاب لأن الأستاذ أخبره أن الخمر حرام، وطلبت منه الوالدة إقناع الولد بالذهاب. (الولد في المرحلة الإعدادية)
قال له أخي بنفاد صبر: اذهب معهم ولا تشرب وأشح بوجهك عن المشروب.
وأكمل أخي يشكو لي الحالات المخزية التي يتعامل معها يومياً، وذكر لي مثالاً آخر أنه عرف أن الطلبة ذكوراً وأناثاً ذهبوا سوية إلى البحر وسبحوا معاً، فراح يحدثهم في اليوم التالي كيف أن البحر مخلوق من مخلوقات الله وراح يتدرج في الحديث فما أن وصل إلى أن لبس هذه الثياب الفاضحة أمام الآخرين لا يجوز، حتى هب طالب يسأله: ماذا تقصد يا أستاذ؟ أنا أمي وأخواتي يسبحن بالمايوه، فما العيب في ذلك؟
وقصة أخرى لن أذكر تفاصيلها عن شاب فعل أمراً فسأله بينه وبينه متأسياً بحديث النبي "هل ترضاه لأمك؟ هل ترضاه لأختك؟" فقال: "طبيعي"!
فقلت لأخي: "حسبك!" وكاد أن يغمى علي!
رغم أن تعليقي الآن مرتبط بمداخلة الاخ المسلم، ولكنه سيكون بعيدا عن اساس الموضوع الأصلي
لكنني اتمنى من كل قلبي أن يسمع كل من يسلم أبناءه لهذه المدارس الانترناشونال عن حقيقة الاجواء هناك
وأن يسمع كل من يتحسر على نفسه لانه لم يدرس بمدرسة انتناشونال ماكان ينتظره هناك
لا تنظروا فقط للكتب والأساليب العلمية المبهرجة
ولكن انظروا لحقيقة المجتمع الذي ينشأ فيه الطفل والمراهق
ولا تعتمدوا على وجود أستاذ كأخ المسلم... فهؤلاء وجودهم نادر جدا، ووجودهم عرضة للزوال في أي وقت مع تغيير الادارة او بعض افرادها...
والنادر لا حكم له
أعان الله أخاك وقواه وسدد خطاه وأجرى الخير على يديه
ـــــــــــــــ
لا يوجد مراهق محصن يا سارة
المراهق غض العود، هو نبتة إن كانت صالحة، فإنها ما زالت تحتاج لبيئة صالحة لكي تنمو وتزهر ويشتد عودها، اما لو انتقلت لبيئة فاسدة فإنها إما أن تذوي وتذبل أو تفسد
ولا ينبئك مثل خبير
فأنا قد عملت بالتعليم في تلك المدارس، وأعرف تماما ما هي الاجواء هناك وما هو تأثيرها
هذا فقط إن تكلمنا عن الأجواء
ولم نتكلم عن المصيبة الاكبر والتي ستتوفر حتى لو كانت المدرسة الانترناشونال اسلامية تماما
ألا وهي فقدان اللغة العربية، ومن ثم فقدان الثقافة الاسلامية والهوية المتميزة
ولهذا حديث طويل جدا.. نسأل الله تعالى ان يوفقنا يوما ما لطرقه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأحاول إخوتي ان أقتبس لكم بعض الفقرات المهمة، لبعض المهتمين بمشكلة التعريب، والتي فيها ردود مباشرة على النقاط التي أثرتموها..
فاقرؤوا معي لطفا:
أكيد أؤيد
ان هذا يسهل علينا كثيرا كما أنه يشحع الطلاب للدخول لهذه المجالات التي يهابونها من أجل اللغة فقط
ثم اني لن أضطر لترك السوال لأني لا أفهم ما يطلب أصلا
كما أعتقد أنا هذا سيفتح المجال للمخترعين والعلماء من العرب أكثر
فأنا أعنقد أنه مهما أتقن الانسان اللغات فان اللغة التي ولد عليها هي أساسه الذي يرجع له لفهم أي شيء وترجمته
نعم أنا أدرس باللغة الانجليزية نادرا ما أعاني من الصعوبات ولله الحمد
ولكن هناك من صديقاتي من يعاني
حتى اللذين يجيدون اللغة فان ممارسة لغة التعلم في المدارس او الافلام تختلف تماما عن المطلحات الطبية
التي غالبا ما تكون لاتينية أي حتى الذين لديهم خلفية بالانجليزية ستكون الاتينية عليهم مختلفة تماما
ولهذا حتى لو كان الطالب يجيد اللغة لا أقول أنه لن يستفيد ولكنه بالتأكيد سيعاني من مشكلة فهم المصطلحات
كلام على بساطته أراه أصاب كبد الحقيقة، ومن ابنة تدرس بالفعل فرعا علميا وبلغة انجليزية، وتقول انها تجيدها.. ومع ذلك تركز على الصعوبات التالية:
- كثيرون يهابون الدخول للفروع العلمية العليا خوفا من اللغة
- كثيرون يتحرجون من السؤال لا لأنهم لم يفهموا الفكرة العلمية، بل لأنهم لم يفهموا اللغة التي قدمت بها المعلومة أصلا... ما مصير هؤلاء المتعلمين؟
- مهما أجاد الانسان اللغة الاجنبية، تبقى لغته الام هي الاسهل والاسرع في الدراسة
- (ومن عندي) الوقت المضاعف الذي يبذله طالب الفروع العلمية للتمكن من دراسته بلغة اجنبية تستهلك كل وقته وجهده، فلا تترك له مجالا لاي نشاط رياضي او ابداعي او اجتماعي اخر...
وكتعليق على هذا اخبركم أنني رغم اجادتي وتخصصي في الانجليزية، وعملي فيها تدريسا وترجمة أيضا.. (ويعتبرني رئيسي في العمل مترجمة ممتازة بالمناسبة ) إلا أنني عندما أقرأ أو أكتب بالانجليزية، أكون أبطأ بكثير من الكتابة والقراءة العربية.. ربما بثلاث او اربع مرات وربما اكثر.... كذلك الفهم والاستيعاب دون شك أقل بكثير، فلا يخلو نص من احتياجي للعودة للقواميس، او يبقى مفهوم الجملة غامضا ومحيرا ينتظر ان تجلو غوامضه الجمل التالية...
يؤسفني كذلك ان اقول لكم ان الغالبية العظمى مثلي، ما لم تكن الانجليزية لغتهم الاولى، بسبب كون احد الوالدين ناطقا بها، او ولادته وتنشئته في بلد ناطق بها، او وضعه من نعومة اظفاره في مدارس اجنبية... (وهذا الملمح الخطير سنتكلم عنه لاحقاً بإذن الله فذكرونا)
والا ففي الحالات العادية.. يعاني الجميع مثلما اعاني.. فلاحظوا كم سيكون انتاجي وابداعي العلمي اكبر لو كان بلغتي الاصلية...
قريب لنا دكتور مهندس... يقوم بتدريس الهندسة باللغة الانجليزية، يقول انه يعاني جدا في التدريس، اذ عليه ان يعيد الدرس مرتين بالعربي وبالانجليزي لان الطلبة رغم ذكائهم لا يفهمون، ولا يتابعونه بالسرعة المطلوبة لو شرح الدرس بالانجليزي فقط، بل يضيعون منه.. ويتمنى فعلا لو يتم تعريب التدريس.. ولا يرى اي جدوى من تدريسه باللغة الاجننبية.. لانه من وجهة نظره، غالبية المهندسين سيكتفون بالبكالوريوس وينطلقون للمجال العملي، فلن تكون بهم حاجة للغة... والقلة التي ستتابع تعليمها يمكنها بسهولة ان تدرس اللغة في سنة واحدة تأهيلية، ثم تتابع دراستها العليا.. وعندها ستكون حرة في اختيار اللغة التابعة للدولة التي ستتابع فيها تعليمها سواء كانت امريكا او كندا او فرنسا او المانيا او اليابان...
فلماذا نعوق الغالبية العظمى من الطلاب، من اجل احتياجات قلة؟
ولماذا نفرض على الطلاب ان يتابعوا تعليمهم في دول ناطقة بالانجليزي، في حين قد تكون بعض الدول الاخرى اكثر تفوقا في المجال الذي يريدونه
كم من طالب درس الطب بالانجليزي ثم اضطر للتخصص في المانيا او فرنسا... ولم يستفد شيئا من التعقيد السابق.. واضطر لتعلم لغة جديدة
ناهيك عن الحواجز التي ترتفع بين الطبقة المتعلمة وبين بقية الشعب
شعوبنا محرومة من نتاج العلوم تماما... فقلة هي التي تتتعلم.. ثم تعجز عن توصيل هذا العلم لمن خلفها
وكمثال بسيط على هذا... كان لدي في آخر نص عهد إلي بترجمته بعض المصطلحات الطبية، وتعبت وأنا أسأل أبا محمد عن معناها .. فرطن لي كثيرا بمصطلحات طبية لم أفهم منها شيئا... تخيلوا
طبيب استشاري واستاذ جامعي متخصص.. لم يستطع ان يوصل لي معلومة بسيطة وردت عرضا في احد الكتب الاجنبية...
لهذا المرضى عندنا لا يفقهون شيئا عن الامراض وما يتعلق بها
في حين المريض في الدول الاجنبية يتلقى ما يشبه الدورة الموسعة عن مرضه واخطاره واحتمالات تطوره المختلفة، وضرورة العلاج وكيفية استخدامه وعاقبة الاهمال فيه
لن تصدقوا ربما.. ولكنني أصبت بالداء السكري المصاحب للحمل عندما كنت في كندا.. فتلقيت من المعلومات عن داء السكري وكيفية علاجه والمخاطر المختلفة وكيفية تجنبها.. ما يماثل طالب طب في سنوات متقدمة..
في بلادنا.. فضلا عن ان هذه الثقافة مفقودة لدى اطبائنا ... لكنها حتى لو وجدت لما استطاعوا تنفيذها.. لانهم ببساطة يتكلمون بلغة مختلفة عن لغة المرضى
ثرثرت كثيرا. .. فإليكم المقتطفات من المقالات
ـــــــــــــ
وشدد نجيب على أن عدم تخطي مصر بلد الأزهر الشريف عقدة المحتل لا مبرر له، فقد نجحت تجربة دولة فيتنام في "فتنمة" التعليم في أول مرسوم رئاسي فور الاستقلال, في خطة زمنية خلال عام واحد, وكذلك التجربة الكورية والسواحلية والتركية.
لماذا هذه الحقيقة بالذات لا تلفت نظرها ونتجاهلها دوما عندما نحاول ان نبرر ضرورة تعلم العلوم باللغات الاجنبية للانفتاح على العالم
ما بال أولئك لم ينفتحوا؟
بل ما بال الأطباء السوريين سرعان ما يتفوقون على نظرائهم المتخرجين من كليات تعلم بالاجنبي، بمجرد ان يسافروا ويمضوا سنة او اقل في دراسة اللغة الاجنبية..
وهذه والله ليست شهادة متحيزة... بل شهادة سمعتها من كثير من الاطباء.. وطلاب الطب في الخارج..
ـــــــــــــــ
نعرب عشان يكون ده بداية للإبداع و التفوق و البحث و الاختراع ... ياريت ..
لكن التعريب لمجرد التعريب .... هنلاقي نفسنا انعزلنا حضاريا و ثقافيا و علميا لإننا لازم ندرس الوافد إلينا
من العلوم بلغات مخترعيها و مكتشفيها عشان نقدر نستزيد ......
لا والله انا لا أؤيد لان اللغة الانجليزية هي اللغة العالمية بوقتنا الحالي واكيد في اوقات هنصادف ناس لا يفهون غير الانجليزية
فهنا سوف تفيدنا دراستنا باللغة الانجليزية وأكيد الدكاترة الكبار الذين يسافرون الى الخارج سوف تفيدهم اللغة كثيرا لانهم
قد يجدوا ناس من شتى اقطار البلاد ونحن لانريد ان نكون منعزلين عن العالم ولا نريد ان تنحدر ثقافتنا اكثر فاكثر
بالعكس انا براي انو العرب بالذات يجب ان يدرسوا بالانجليزي حتى يؤخذ فكرة جميلة عن العرب وانهم على مستوى عال من
العلم والثقافة وليس من الجهل وانحصار في العلم وطبعا مابدنا ننسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تعلم
لغة قوم امن مكرهم".
نلاحظ يا أعزائي أن هاتين المداخلتين طرحتا فكرة مهمة جدا
وهي ضرورة التعلم بلغة اجنبية لنبقى على تواصل بالحضارة الاجنبية، ولا نكون منعزلني عن العالم
ما لا ننتبه له في نفس كلامنا، اننا بهذا نفكر بالتواصل بالخارج، وننسى تماما مسألة التواصل مع الداخل.. فكيف سيتطور الداخل وكيف سيواكب الحركة العلمية وكيف سينهض؟
ام اننا سنتخلى عن لغتنا العربية تماما وعلى كافة الاصعدة، ونحول مجتمعاتنا لمجتمع غربي لغته الاولى الانجليزية؟ اي نتحول بإرادتنا لمستعمرة أمريكية او بريطانية، ونقطع حسور التواصل بيننا وبين ديننا وتاريخنا وثقافتنا التي هي شخصيتنا الحضارية بأيدينا لا بيد عمرو؟
إن أهم ما تسعى له أي دولة استعمارية هو إحلال لغتها محل اللغة القومية للبلد التي استعمرتها.. هذا ما فعلته فرنسا بالمغرب العربي، وإيطاليا بليبيا، والبرتغال واسبانيا بالدول التي احتلتها في آسيا وافريقيا...
ونحن نردد بكل اسف نفس كلامهم ونخدم خططهم.. دون قصد منا..
يفترض بالطبقة المثقفة يا إخوتي ان تكون جسرا بين الحضارات الاجنبية وعلومها، وبين شعوبها، فتمر من خلالها العلوم الى شعوبها.. أي تقوم هذه الطبقة المثقفة بتذليل الصعب، وترجمة العلوم وتعميمها على شعوبها
هكذا فعل أجدادنا العرب بعد الفتوحات.. فعمت العلوم وحدثت النهضة العلمية، وقام العلماء العرب يبدعون ويطورون
وهكذا فعلت أوروبا بعد احتكاكها بالحضارة العربية، فترجمت آخر ما توصل له العرب من علوم ومعارف، وعممتها .. وبنت عليها نهضتها المعاصرة
هذه الطريقة تجعل من لا يجيد اللغات الاجنبية، لكنه يملك عقلا عبقريا فذا، يستطيع استيعاب هذه العلوم وهضمها وتطويرها او الاختراع والاكتشاف بناء عليها
اما الاسلوب الذي نتبعه اليوم.. فهو ان نعبر نحن عبر جسر اللغة لعلوم الاخرين وثقافة الاخرين، فننهض بأنفسنا، وتبقى أمتنا كمجموع في معزل عن هذا العلم ..
وبهذا لا يمكن ويستحيل ان تحصل النهضة في أي يوم من الأيام
ولو عملتم دراسة واحصائية لجميع دول العالم التي تدرس فيها العلوم بلغاتها القومية، لوجدتم ان هذا لم يعوق النهضة اطلاقا، ولا عزل تلك البلدان حضاريا عن غيرها
الامر لا يحتاج الا لعدد قليل من المترجمين الواعين يعملون باخلاص..
في حين ان العكس.. يتطلب ان يتعلم جميع الشباب الذي يتمنى العلم اللغة الاجنبية، بل ويبرع فيها كالمتحدثين بها
وبما ان كثيرين يجدون صعوبات شديدة في التكيف مع تلقي العلم بلغة أجنبية، ويتعثرون رغم تفوقهم العلمي بهذا السبب.. فالحل الذي لجأ اليه كثير من الآباء الطامحين هو تعليم الابناء اللغة الاجنبية واتقانها منذ الصغر، وتلقي العلوم المختلفة بها منذ مراحل التأسيس.,. عن طريق إيداعهم في مدارس الانترناشونال..
ومن ثم
ومن ثم تقديمهم على طبق من ذهب للدول الغربية... وهذا ما سنبحثه لاحقا إن شاء الله
اما الان، فأنقل لكم بعض المقتطفات لمفكرين في مجال التعريب
ـــــــــــــــــ
شكرا للابن الكريم جواد على مشاركته القيمة
وعلى فكرة هذه ليست فقط فكرة هذا الاستاذ، فأنا اعرف كثيرين من الدكاترة الجامعيين الذين يعانون صعوبات من التدريس بغير اللغة العربية، ويضطرون لإلقاء المحاضرة مرتين مرة بالعربي وأخرى بالانجليزي، وكثير منهم يتمنون لو يتحقق مشروع التعريب فعلا
المشكلة أننا نحتاج لمبادرة جريئة من المعنيين في وزارات التعليم العالي العربية
شكرا لمشاركتك يا سلمى
وبالفعل تلك هي الكارثة... ليسهل الاهل على أبنائهم التعليم الجامعي بالانجليزية، يضعونهم في مدارس الانترناشونال، وليسهل عليهم في المدرسة الدراسة، يطلب منهم ان يتحدثوا حتى في الفسحة بل وحتى في البيت باللغة الانجليزية
فلا تكون النتيجة انهم يتعلمون لغتين، بل لغة واحدة (الانجليزية) ونصف لغة (العربية العامية وقليل او لا شيء من الفصحى)
وبالطبع كلنا مثلك يا سلمى، لا نعارض تعلم اللغة الاجنبية كلغة ثانية.. لكننا نعارض تحولها للغة أولى، ولغة وحيدة لاكتساب العلوم...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل هذا جيد ماما هادية ؟؟؟