غرناطة
ان البحث عن كنوز الحضارة الاسلامية يقودك الى غرناطة، هذه المدينة الغنية بتاريخها العريق وجمال الطبيعة فيها. تتخذ المدينة لنفسها مكانا ممتازا على سفح جبل الثلج،وقد كانت عاصمة لملوك بني نصر، وتعتبر آخر معاقل الدولة الاسلامية في اسبانيا. بنى ملوكها في هذه المدينة ابان القرن الرابع عشر «القصر الاحمر» الذي يعرف باسم الحمراء، وهو قصر رائع بالغ الترف ذو جمال خلاب تتخله الباحات الواسعة المحاطة بالاروقة، ويشتمل على اجنحة انيقة وحدائق غناء تزينها النوافير الجميلة والبحيرات الهادئة.
الحمراء من بعيد
وقد سميت الحمراء تيمنا ً باخر حضاره قامت هناك التي تعود لبني الاحمر
وهناك اقوال اخرى تقول لان حجاره كانت مائله للون الأحمر
نبذه عن بني الاحمر وحضارتهم ..
عهد بني الأحمر
مع انهيار حكم الموحدين، نجح محمد بن يوسف النصري المعروف بابن
الأحمر في بسط نفوذه بداية على أرجونا قرب جاين عام 1232 ليهيمن
بعدها على اشبيلية وغرناطة ومن بعدهما المرية ومالقا، وليؤسس سلطنته
في عام 1238 والتي دامت حتى عام 1429. عاشت غرناطة عصر
ازدهارها في القرن الرابع عشر تحت حكم السلطان يوسف الأول (1353 ـ
1354) ومحمد السلطان (1135 ـ 1159) و(1362 ـ 1391).
حيث ساعدت صلات حكامها الجيدة مع كل من ملوك الفرنجة في الجوار
والمغرب في التغلب على الاضطرابات الداخلية. كما شهدت ازدهارا في
الاقتصاد والزراعة والصناعة مع تجارة واسعة أسست قاعدة متينة للحكم
وللشعب، كما بنيت فيها القصور الجميلة.وسبب ضعف السلطنة وانهيارها،
أن الحكام الذين تعاقبوا على الحكم انحصر اهتمامهم في العرش
والطموحات والنوازع الشخصية، وذلك تزامنا مع تنامي قوة الفرنجة في الجوار.
بنيت مدينة الحمراء على تلة مرتفعة تعلو مدينة غرناطة، وهي عبارة عن
قلعة لها شكل سفينة ضخمة رست بين الجبال. وتشغل مساحة بقياس 720
مترا طولا و220 مترا عرضا. وتضم جدرانها 23 برجا وأربع بوابات تغلق
على سبعة قصور وبيوت لكافة الفئات مع مكاتب وجوامع خاصة وعامة
وورش عمل وحمامات وحدائق مع نظام بناء دفاعي وسكن صيفي. وتضم
الحمراء مدينة عليا في الجنوب الشرقي، ومدينة منخفضة في الشمال
الغربي، والاثنتان متصلتان بمداخل طولية.
والخطوة الأولى التي قام بها محمد الأول، هي تشييد نظام توريد المياه
وبناء جدار نصف دائري للمدينة. وأتم وريثه ابنه محمد الثاني أعمال انشاء
الجدار الخارجي، وبناء برجي القلعة «برج النساء» و«برج المعركة»،
كما بنى محمد الثالث الجامع الرئيسي وحمام للعامة.ومن أهم حكام بني
الأحمر محمد الخامس الذي كان مسئولا عن تشييد معظم أبنتيها، ومن
أشهرها القصر الذي اشتهر بقاعاته وقبابه المزينة بالمقرنصات.
وفي مقدمة القصر قاعة البركة وأيضا قاعة السفراء وهي مدخل لقاعة
مفتوحة على البلاط الشمالي، ويعرف باسم بلاط البركة، حيث تشغل معظم
مساحته بركة مياه طويلة قياسها 7,34 متراً بعرض 5,7 أمتار.
يتبع [/color]