المحرر موضوع: على فراش الموت..  (زيارة 7614 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

تمارا

  • زائر
على فراش الموت..
« في: 2009-09-29, 17:19:50 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

اخترت لكم هذه المواقف ( لا أجد تعبيراً أصفها به ) لصحابة وتلاميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن هذه المواقف العظيمة لهؤلاء "الفقراء العظماء" لتلخص حقيقة ما كانوا عليه من الدين، وما فرطنا نحن فيه..! عليهم رضوان الله أجمعين.


:: أبو بكر الصديق رضي الله عنه ::

حين وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال :
"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين ، فاغسلوهما و كفنوني فيهما ، فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية ، إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا ، و ثقلت ذلك عليهم ، و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ، و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.


:: عمربن الخطاب رضى الله عنه ::

جاء عبد الله بن عباس فقال: يا أمير المؤمنين ، أسلمت حين كفر الناس ، و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس ، و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان ، و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه ، فقال : المغرور من غررتموه ، و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك ، ضعه على الأرض .
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.


:: عثمان بن عفان رضي الله عنه ::

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو على فراش الموت
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعذيك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .


:: علي بن أبي طالب رضي الله عنه ::

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو على فراش الموت
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال : ما فعل بضاربي ؟
قالوا : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي ، و اسقوه من شرابي ، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ، و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى : امشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي ، و لا تبطئوا ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه ، و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .


:: معاذ بن جبل رضي الله عنه ::

قال معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو على فراش الموت
الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة .. و جاءت ساعة الاحتضار .. نادى ربه ... قائلا: يا رب إنني كنت أخافك ، و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ما كنت أحب الدنيا لجري الأنهار ، و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر ، و مكابدة الساعات ، و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم . ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله . روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتي أبو بكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ .


:: بلال بن رباح رضي الله عنه ::

حينما أتى بلال بن رباح رضي الله عنه الموت .. قالت زوجته : وا حزناه . فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقولي واحزناه ، و قولي وا فرحاه، ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه .



:: أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ::

لما حضرت أبو ذر الغفاري رضي الله عنه الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا .
فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة ، و أنا الذي أموت بفلاة ، و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق
قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله ، لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه في ثوبين لذلك الفتى و صلى عليه عبد الله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين.


:: أبوالدرداء رضي الله عنه ::

لما جاء أبا الدرداء رضي الله عنه الموت ... قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله.


:: سلمان الفارسي رضي الله عنه ::

بكى سلمان الفارسي رضي الله عنه عند موته ، فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب ، و حولي هذه الأزواد.
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !

الإجانة : إناء يجمع فيه الماء، و الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام ، و المطهرة : إناء يتطهر فيه.

تمارا

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #1 في: 2009-09-29, 17:48:58 »
مع أني سمعت حديث وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ورد أعلاه من شيخ عالم بالحديث ودقيق جداً، إلا أني وجدت النص في الدرر السنية بشكل آخر، وبأي حال المعنى لا يتغير:

(1)
.. ثم دعا بشربة من لبن فشرب فخرج بياض اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا فقال ابن عباس وإن قلت فجزاك الله خيرا أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة فلما أسلمت كان إسلامك عزا وظهر بك الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحا ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين من يوم كذا ويوم كذا ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض فوازرت الخليفة بعده على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بمن أقبل على من أدبر حتى دخل الناس في الإسلام طوعا وكرها ثم قبض الخليفة وهو عنك راض ثم وليت بخير ما ولي الناس مصر الله بك الأمصار وجبى بك الأموال ونفى بك العدو وأدخل الله بك على كل أهل بيت من توسعتهم في دينهم وتوسعتهم في أرزاقهم ثم ختم لك بالشهادة فهنيئا لك فقال والله إن المغرور من تغرونه ثم قال أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة فقال نعم فقال اللهم لك الحمد ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر فوضعته من فخذي على ساقي فقال ألصق خدي بالأرض فترك لحيته وخده حتى وقع بالأرض فقال ويلك وويل أمك يا عمر إن لم يغفر الله لك يا عمر ثم قبض رحمه الله..
 
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/77
خلاصة الدرجة: ‏‏ إسناده حسن



(2)
أنه دخل على عمر حين طعن ، فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ! أسلمت مع رسول الله حين كفر الناس ، وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك رجلان ، وقتلت شهيدا . فقال : أعد ، فأعاد ، فقال : المغرور من غررتموه ، لو أن لي ما على الأرض من بيضاء وصفراء ؛ لافتديت به من هول المطلع !

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1837
خلاصة الدرجة: صحيح لغيره دون قوله: (المغرور من غررتموه)


« آخر تحرير: 2009-09-29, 17:51:12 بواسطة تمرة »

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: على فراش الموت..
« رد #2 في: 2009-09-29, 18:19:04 »
رضي الله عنهم أجمعين

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وأسعد أيامنا يوم نلقاك وتقبل منا ولا تفتنا وأقبضنا إليك حين يحين الأجل وأنت عنا راض.

اللهم آمين.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

زينب الباحثة

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #3 في: 2009-09-29, 18:37:00 »
رضي الله عنهم ..  ::cry:: .. إذا هذا كلامهم حين الموت فماذا نقول نحن  ::cry::

جزاكِ الله كل خير تمارا على الموضوع المفيد بإذن الله ..

نسأل الله حسن الخاتمة والرحمة والغفران والوقاية من عذاب النار والقبر  :emoti_64:

اقتباس
لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا

الأمير فهمتها لكن ما العريف والبريد ؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: على فراش الموت..
« رد #4 في: 2009-09-29, 22:22:45 »
جزاك الله خيرا يا تمرة

موضوع جميل جدا

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

تمارا

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #5 في: 2009-09-29, 23:00:17 »
من سياق الجملة، وبحسب معرفتنا لشخصية أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه، فإن البريد والعريف من الوظائف الإدارية و/أو العسكرية في الدولة.

ورد في المحيط:

- العَرِيفُ : العالِم بالشيءِ ؛ هو عريف بشؤون الاقتصاد.-: القَيِّم بأمر القوم الذي عُرف بذلك وشهر.
- في الجيش: من كان فوق الجندي مرتبة ودون الرّقيب/ أمرٌ عريفٌ، أي معروفٌ ج عُرَفاءُ.

- البَرِيدُ : الرسول الذي ينقل الأخبار والرسائل.

والله أعلم.

إنما لعل قارئ في التاريخ الإسلامي يفيدنا بشكل دقيق.

أبو ذر الغفاري رضي الله عنه من الشخصيات التي يهواها المرتدون والكافرون من أصحاب التوجه الشيوعي الاشتراكي  emo (30): ! كان يخاف من كثرة المال واشتغال الناس بعمارة الأرض، خوفاً من أن تصبح عمارة الأرض غاية تحيد بهم عن الغاية الأصل وهي أن يُعلَم أن لا إله إلا الله في الأرض. أعتقد بأنه كان سيموت قهراً لو رأى القصور في الأندلس..!

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: على فراش الموت..
« رد #6 في: 2009-09-30, 03:39:58 »
 :emoti_133:

سلمت يمينك يا أخت تمرة .. موضوع جميل و مؤثر ..جزاكم الله خيراً  emo (30):

أبو ذر الغفاري رضي الله عنه من الشخصيات التي يهواها المرتدون والكافرون من أصحاب التوجه الشيوعي الاشتراكي  emo (30): ! كان يخاف من كثرة المال واشتغال الناس بعمارة الأرض، خوفاً من أن تصبح عمارة الأرض غاية تحيد بهم عن الغاية الأصل وهي أن يُعلَم أن لا إله إلا الله في الأرض. أعتقد بأنه كان سيموت قهراً لو رأى القصور في الأندلس..!

عذراً أخت تمرة لم أفهم قصدك هل يمكن أن توضحي قليلاً ... فأنا لم أقرأ عن شخصية سيدنا أبي ذر من قبل ..
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

تمارا

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #7 في: 2009-09-30, 22:04:22 »
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم،
أرجو أن تطلع على الأحاديث النبوية التالية حتى أعود إن شاء الله للتعليق ( ومن يريد أن يعلق قبل عودتي فأهلا وسهلاً  sm::))( )، وهي تخبرك بالكثير عن المنهج الذي تربي عليه هذا الصحابي الجليل، رضوان الله عليه والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وجزاكم جميعاً كل خير..


(1)
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند علي - الصفحة أو الرقم: 159
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح



(2)
لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لأخيه : اركب إلى هذا الوداي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ، يأتيه الخبر من السماء ، واسمع من قوله ثم ائتني ، فانطلق الأخ حتى قدمه ، وسمع من قوله ، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ، وكلاما ما هو بالشعر ، فقال : ما شفيتني مما أردت ، فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة ، فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه ، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل ، فرآه علي فعرف أنه غريب ، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح ، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد ، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى ، فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال : أما نال للرجل أن يعلم منزله ؟ فأقامه فذهب به معه ، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء ، حتى إذا كان اليوم الثالث ، فعاد علي مثل ذلك ، فأقام معه ثم قال : ألا تحدثني ما الذي أقدمك ، قال : إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني فعلت ، ففعل فأخبره ، قال : فإنه حق ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا أصبحت فاتبعني ، فإني رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء ، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل ، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه ، فسمع من قوله وأسلم مكانه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري ) . قال : والذي نفسي بيده ، لأصرخن بها بين ظهرانيهم ، فخرج حتى أتى المسجد ، فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه ، وأتى العباس فأكب عليه ، قال : ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار ، وأن طريق تجاركم إلى الشأم ، فأنقذه منهم ، ثم عاد من الغد لمثلها ، فضربوه وثاروا إليه ، فأكب العباس عليه .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3861
خلاصة الدرجة: [صحيح]


(3)
قلت : يا رسول الله ! ألا تستعملني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي . ثم قال ( يا أبا ذر ! إنك ضعيف . وإنها أمانة . وإنها يوم القيامة ، خزي وندامة . إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1825
خلاصة الدرجة: صحيح



(4)
بايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وأوثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا أن لا أخاف في الله لومة لائم قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لك إلى البيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشترط علي أن لا أسأل الناس شيئا قلت نعم قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبضن أمانة
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/37
خلاصة الدرجة: رواته ثقات



(5)
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله قال أفترى قله المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله قال إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/43
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]



(6)
قال لي أبو ذر يا ابن أخي كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيده فقال لي يا أبا ذر ما أحب أن لي أحدا ذهبا وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطا قلت يا رسول الله قنطارا قال يا أبا ذر أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر أريد الآخرة وتريد الدنيا قيراطا فأعادها علي ثلاث مرات
الراوي: أبو ذر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/242
خلاصة الدرجة: إسناده حسن‏‏



(7)
يا أبا ذر ! أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع ؟ تعفف . يا أبا ذر ؟ أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد – يعني القبر – كيف تصنع ؟ اصبر . يا أبا ذر : أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع ؟ اقعد في بيتك ، واغلق عليك بابك . قال : فإن لم أترك ؟ قال : فائت من كنت معه فكن فيهم . قال : فآخذ سلاحي ؟ قال : إذا تشاركهم فيما هم فيه ، ولكن إن خشيت أن يردعك شعاع السيف فألق من طرف ردائك على وجهك ، كي يبوء بإثمه وإثمك ، ويكون من أصحاب النار
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7819
خلاصة الدرجة: صحيح



(8)
أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع : أمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأمرني بحب المساكين والدنو منهم ، وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا ، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا وأمرني أن لا تأخذني في الله لومة لائم ، وأمرني أن أكثر منلا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 8/4072
خلاصة الدرجة: إسناده صالح



يتبع..
« آخر تحرير: 2009-09-30, 22:06:26 بواسطة تمرة »

تمارا

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #8 في: 2009-09-30, 22:29:21 »
(9)
كيف أنتم وأئمة من بعدي ، يستأثرون بهذا الفيء ؟ ، قلت : أما والذي بعثك بالحق ؛ أضع سيفي على عاتقي ، ثم أضرب به حتى ألقاك ، قال : أولا أدلك على خير من ذلك ؟ ! تصبر حتى تلقاني
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3637
خلاصة الدرجة: صحيح بطريق أخرى



(10)
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه } فجعل يعيدها علي حتى نعست ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت من المدينة قلت إلى السعة والدعة انطلق فأكون حمامة من حمام الحرم قال فكيف تصنع إذا أخرجت من مكة قال قلت إلى السعة والدعة إلى الشام وآتى الأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجت من الشام قال إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وخير من ذلك تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا
الراوي: أبو ذر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/226
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سليل ضريب بن نفير لم يدرك أبا ذر



(11)
عن أبي ذر أنه انتهى إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة فإذا عبد يؤمهم فقيل له هذا أبو ذر فذهب يتأخر فقال أبو ذر أوصاني خليلي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف
الراوي: عبدالله بن الصامت المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 9/430
خلاصة الدرجة: صحيح



(12)
جلست إلى ملأ من قريش ، فجاء رجل ، خشن الشعر والثياب والهيئة ، حتى قام عليهم ، فسلم ثم قال : بشر الكانزين برضف يحمى عليه من نار جهنم ، ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ، ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه ، يتزلزل . ثم ولى فجلس إلى سارية ، وتبعته وجلست إليه ، وأنا لا أدري من هو ، فقلت له : لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت ؟ قال : إنهم لا يعقلون شيئا قال لي خليلي قال قلت من خليلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر ، أتبصر أحدا . قال : فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار ، وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له ، قلت : نعم . قال : ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا ، أنفقه كله ، إلا ثلاثة دنانير . وإن هؤلاء لا يعقلون ، إنما يجمعون الدنيا ، لا والله ، لا أسألهم دنيا ، ولا أستفتيهم عن دين ، حتى ألقى الله .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1408
خلاصة الدرجة: [صحيح]



(13)
أنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالي فأمر بحماره فأوكف له فقال أبو الدرداء لا أراني إلا متبعك فأمر بحماره فأسرج فسارا على حماريهما فلقيا رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفانه فأخبرهما خبر الناس ثم إن الرجل قال وخبر آخر كرهت أن أخبركماه أراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء فلعل أبا ذر نفي قال نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات ثم قال أبو الدرداء { ارتقبهم واصطبر } كما قيل لأصحاب الناقة اللهم إن كذبوا أبا ذر فإني لا أكذبه اللهم إن اتهموه فإني لا أتهمه اللهم وإن استغشوه فإني لا أستغشه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه حين لا يسر لأحد أما والذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر
الراوي: عبدالرحمن بن غنم المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/332
خلاصة الدرجة: رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف



(14)
أتيت أبا ذر رضي الله عنه وهو عند الجمرة الوسطى ، وقد اجتمع الناس يستفتونه ، فجاءه رجل فوقف عليه فقال : ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا ؟ قال : فرفع رأسه إليه فقال : أرقيب أنت علي ، لو وضعتم الصمصامة على هذه – وأشار إلى قفاه – ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها
الراوي: أبي بن كعب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 3/321
خلاصة الدرجة: صحيح



(15)
أن أبا ذر خرج عطاؤه فأنفقه في حوائجه ولم يبق معه إلا سبعة دنانير فأمر بإخراجها أيضا فقيل له ، فقال إن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي أيما ذهب أو فضة أوكى عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/178
خلاصة الدرجة: صحيح


(16)
عن عبد الله بن مسعود قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال الرجل يتخلف فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فقال دعوه إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه فتلوم أبو ذر بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ثم خرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا الرجل ماش على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده قال فضرب ضربه وسير أبو ذر إلى الربذة فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه فقال إذا مت فاغسلاني وكفناني من الليل ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركابهم تطأ سريره فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقال ما هذا فقيل جنازة أبي ذر فاستهل ابن مسعود يبكي وقال صدق رسول الله يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده فنزل فوليه بنفسه حتى أجنه
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 5/8
خلاصة الدرجة: إسناده حسن



(15)
لما خرج أبو ذر إلى الربذة لقيه ركب من أهل العراق فقالوا : يا أبا ذر قد بلغنا الذي صنع بك فاعقد لواء يأتيك رجال ما شئت قال : مهلا مهلا يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله يقول : سيكون بعدي سلطان فأعزوه من التمس ذلة ثغر ثغرة في الإسلام و لم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 1079
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح



(16)
اسمع وأطع ولو عبدا حبشيا , وإذا رأيت البنيان قد بلغ سلعا فالحق بالشام
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: أبو حاتم الرازي - المصدر: العلل لابن أبي حاتم - الصفحة أو الرقم: 4/100
خلاصة الدرجة: لا أعرف أبا علقمة



(17)
إذا بلغ البنيان سلعا ؛ فاخرج منها
الراوي: أم ذر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5719
خلاصة الدرجة: ضعيف




مقتطفات من هذا الرابط، لم يسعني للوقوف على أصل الروايات فيها ( عدا مسألة أن عثمان رضي الله عنه لم ينفيه ولكنه خرج بإرادته ) وهي من هذا الموقع الإلكتروني
http://www.rasoulallah.net/subject2.asp?parent_id=11&sub_id=1149 :
..
ينتقل الزاهد الورع خليفة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى جوار ربه ورسوله، تاركا خلفه فراغا هائلا، ويبايع المسلمون عثمان بن عفان رضي الله عنه وتستمر الفتوحات وتتدفق الأموال من البلاد المفتوحة، فارس والروم ومصر، وظهرت بين العرب طبقات غنية كنزت الأموال وبنت القصور وعاشت عيشة الأمراء، كما ظهرت بجانبهم طبقات فقيرة لا تجد ما تقتات به. وخرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة، يغزوها بمعارضته معقلا معقلا وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفت حولها الجماهير والكادحون، وكان إذا نزل بأرض ردد قول الله تعالى "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون"، ولقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة ورهبة، هناك بالشام حيث معاوية بن أبى سفيان يحكم أرضا من أكثر بلاد الإسلام خصوبة وخيرا وفيئ، ويستشعر معاوية الخطر، وتفزعه كلمات الثائر الجليل، ولكنه يعرف قدره، فلا يقربه

بسوء، ويكتب من فوره للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويكتب عثمان لأبى ذر يستدعيه إلى المدينة، ويجرى بينهما حوارا طويل ينتهى بأن يقول له أبو ذر:" لا حاجة لى في دنياكم" وطلب أبو ذر من عثمان، رضي الله عنهما، أن يسمح له بالخروج إلى" الربذة " فأذن له.
قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها فلما بلغ البناء سلعا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام.

موقفه من الثورات:
أتى أبا ذر وفد من الكوفة وهو في الربذة، يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد عثمان بن عفان، رضي الله عنه، فزجرهم بكلمات حاسمة قائلا:" والله لو أن عثمان صلبنى على أطول خشبة، أو جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خير لي ولو سيرنى ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت وأحتسبت ورأيت ذلك خير لي، ولو ردني إلى منزلي، لسمعت وأطعت وصبرت وأحتسبت ورأيت ذلك خير لي" وهكذا أدرك ما تنطوي، عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها...
« آخر تحرير: 2009-09-30, 22:31:07 بواسطة تمرة »

تمارا

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #9 في: 2009-10-01, 13:26:54 »
طيب.. هذا الموضوع صعب جداً علي، لماذا ؟

لأن السائل أب والمسؤول عنه كذلك أب!
وقد حاولت اجتناب ذكر كنية السائل فيما سبق، ولكن لا مفر من ذكر كنية المسؤول عنه الآن! وبناء عليه فإني أحول نفسي بنفسي إلى العيـادة، فقد آن أوان فك عقدة اللسان.. والله هو المستعان.

أما بعد..
 emo (30):

فيـا أبا بكر ( الله يستر )
لا بد أن صورة أوضح لأبي ذر رضي الله عنه تشكلت عندك بعد قراءة الأحاديث.

البعض يراه شخصية إسلامية مستقلة، ولكني أرى أنه أصر على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو بطبيعته لم يكن عنده إشكال في السلطة، كيف عرفنا؟ عرفنا من الحديث الذي يطلب فيه من رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يوليه! إذن هو ليس معادٍ للسلطة بطبيعته.
وتربيته حصّلها من رسول الله عليه الصلاة والسلام حالاً ومقالاً.
بالتالي لم يستطع أن يتقبل التغييرات في عهد عثمان رضي الله عنه، حيث تدفقت الأموال على المسلمين.. فبدؤوا بإظهار النـعم!
أبو ذر لا يستطيع أن يقبل مطلقاً أن يتنعم أهل السلطة والحكم وفي بلاد المسلمين فقراء.
لا يقبل أن يرى أثر السلطان وفي البلاد فقيـر!
وهو يرى بأن المسلم عليه أن يشغل نفسه بعمله بقدر تحصيل قوت يومه، وإن أنعم الله عليه فلا بد أن ينفق ولا يُمسِك.
مدهش أبو ذر بتمسكه الدقيق بمنهج رسول الله عليه الصلاة والسلام.. وما كان عليه أبو بكر والفاروق رضوان الله عليهما..

أنظر ماذا يعلم المعلم والأسوة صلى الله عليه وسلم تلميذه النجيب، إذ لا مشكلة أن يكون عندك مالاً.. إنما أنفِق في سبيل الله ولا تمسك، وعندما تموت لا تترك إلا قيراطاً.. قيراطاً.. قيراطاً.
 
"قال لي أبو ذر يا ابن أخي كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيده فقال لي يا أبا ذر ما أحب أن لي أُحدا ذهبا وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطا قلت يا رسول الله قنطارا قال يا أبا ذر أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر أريد الآخرة وتريد الدنيا، قيراطا فأعادها علي ثلاث مرات"

باختصار وحتى لا أطيل.. إذ أن الأحاديث تغني عن التحليل..
لم يكن منهج أبي ذر اشتراكياً ولا شيوعياً.. نعم كاتن نصيراً للفقراء،إنما لم يطالب بإشاعة مبدأ الملكية العامة، أبداً.. بل تستطيع كمسلم أن تمتلك -من وجهة نظره- إنما مشكلته في إمساك البعض عن الإنفاق في سبيل الله، وفي إنفاق البعض على دنياه إضافة إلى سبيل الله، وهو رفض هذا، لا سيما بوجود فقراء، فهذا الذي تنفقك على دنياك من حق الفقراء.

أما مسألة نفي عثمان رضي الله عنه فهي غير ثابتة، إذ في السند ضعف، وإن أخذ بها البعض، فكذلك من الإنصاف إذن أن نأخذ بالحديث الذي فيه ضعف من طريقه ومن طريق زوجته، حيث يبين أنه خرج إرادياً بناء على نصيحة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

الجدير بالانتباه..
هو أن رسول الله عليه الصلاة والسلام رأى ما سيحصل، ولهذا فأعطى في حق أبي ذر شهادة ( صدقه )، وأمره أن يطيع وأن لا يستخدم السيف، بالتالي كان معارِضاً سلمياً، ورد دعوة الذين أرادوا استغلال موقفه من أهل العراق لإقامة ثورة.

وهو بشر.. ليس ملاكاً، فهو الصحابي الذي قرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا الموقف:

لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال : إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ، أعيرته بأمه ، إنك امرو فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 30
خلاصة الدرجة: [صحيح]




بالنسبة لي.. لا أطال أن أكون كأبي ذر، ولكني أشيد برؤيته! وأتمنى لو أكون عليها.. وهيهات.. هيهات!
وسؤال..
هل الله سبحانه وتعالى يرضيه أن نكسو الكعبة المشرفة ( بيت الله ) بالأموال الطائلة وفي بلاد المسلمين جوعى ؟!
فكيف إذن بمن يكنزون من متاع الدنيا وفي بلاد المسلمين فقراء.. بل وفي العالم من يموتون من الجوع!
وإني أعتبر نفسي واللهِ من الكانزين!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: على فراش الموت..
« رد #10 في: 2009-10-01, 15:02:06 »
اتضحت الرؤية الآن يا أخت تمرة ..  ::ok::
جزاكم الله كل خير .. و جعلكم من المنفقين في سبيله و لا جعلكم من الكانزين  emo (30):
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

تمارا

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #11 في: 2009-10-01, 21:11:19 »
آمين.
وجزاكم الله خيراً، فقد جعلتموني أجتهد في الرجوع إلى هذه الأحاديث النبوية وغيرها للصحابة رضوان الله عليهم، وما كنت لأفعل لولا سؤالكم أخي الكريم.

وما زلت أتأمل..

وأحب أن أعيد اقتباس هذا الحديث النبوي الشريف.. الرهيب

(15)
أن أبا ذر خرج عطاؤه فأنفقه في حوائجه ولم يبق معه إلا سبعة دنانير فأمر بإخراجها أيضا فقيل له ، فقال إن خليلي صلى الله عليه وسلم عهد إلي أيما ذهب أو فضة أوكى عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل
الراوي: - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 1/178
خلاصة الدرجة: صحيح


من وحي ما نقل بشأن كلمات الفاروق وسلمان الفارسي قبل وفاتهما وكذلك أبي بكر والآخرين.. وسيرة أبي ذر، وسيرهم جميعاً رضوان الله عليهم، وقبلهم سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وواقع ما تعيشه بلاد المسلمين، وبقاع العالم أجمعين.. من وحي هذا كله..أشعر أننا لسنا على خير! ليس كما يجب..لا.

..

« آخر تحرير: 2009-10-01, 21:13:00 بواسطة تمرة »

زينب الباحثة

  • زائر
رد: على فراش الموت..
« رد #12 في: 2009-10-02, 00:46:04 »
جزاكِ الله كل خير تمرة وأخي أبو بكر لسؤاله