المحرر موضوع: حدوتة قبل النوم.. درس من أخيها الصغير  (زيارة 7194 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
درس من أخيها الصغير

- يا أم أحمد.. لقد اتصل بي صديقي عماد.... أحد أصدقائه الثقات مسافر خلال يومين إلى فلسطين....... اجمعي ما تستطيعينه من مال من أبنائك............. سأصل معه بعد دقائق.
-   حاضر يا أبا أحمد.

وتوجهت الأم إلى أطفالها.........
لم تكن بحاجة  لأن تذكرهم بأوضاع إخوانهم في فلسطين، فأخبارهم يرونها يوميا في التلفاز.
والأناشيد الفلسطينية الحماسية مقررة عليهم يوميا في البيت وفي السيارة.
وكلما  تذمروا من ضيق في معيشتهم، أو عدم تحقق شيء من رغباتهم، يسمعون نفس الإجابة من أمهم أو أبيهم: احمدوا الله على نعمه عليكم...........  يكفيكم نعمة الأمان التي ترفلون فيها......... انظروا إلى إخوانكم في فلسطين.
وكلما حاولوا مساواة أنفسهم بأبناء عمومتهم في شراء أشياء كمالية، كان جزاؤهم أن يشاهدوا فيلما تصويريا في الفيديو عن معاناة فلسطين، وأطفال فلسطين.
وإذا طلب من أي منهم بحث حر في المدرسة كنشاط غير منهجي، ولجأ إلى أمه أو أبيه طلبا للمساعدة في اختيار الموضوع، كان لا بد للموضوع أن يتحدث عن فلسطين، أو عن أحد شهدائها.

ولهذا كله لم تكن الأم بحاجة لأن تحكي لهم شيئا.

طافت عليهم قائلة: يا حلوين.... عمو عماد سيأتي اليوم لزيارتنا....... من يحب أن يتبرع بشيء لإخوانه في فلسطين؟؟
قفز كل منهم إلى محفظته يرى ما بها، ويعد ويحسب ليرى ما المبلغ الذي بإمكانه أن يدفعه.

وكانت الأم لا تحدد لهم شيئا، حتى لو دفعوا دراهم معدودة، فالمهم هو الفكرة، أن يشعروا أن عليهم أن يدفعوا، وأن يشاركوا....
والأهم من ذلك كله......... أن تبقى فلسطين حية في قلوبهم، لا تغيب عن خاطرهم.

وجاء عمر هامسا: محفظتي عندك يا ماما........ كم فيها؟
كان في السادسة من عمره.
قالت: عندك مائتان.
لمعت عيناه من الدهشة والسرور وقال: كيف؟
قالت: من هدايا العيد التي نفحك بها جداك........ أنسيت؟
-   نعم....... حسن....... أبقي لي مائة، وخذي مائة .
-   حسن.
-   
وجاءت الكبرى تجري........
ودفعت لأمها بكل فخر خمسين، وقالت: خذي يا ماما.
ورأت أخاها الصغير، وسألته بفضول:
-   عمر.... كم دفعت؟
-   مائة.
-   قالت  بصوت حاد غير قادرة على إخفاء دهشتها: مائة؟
-   قال بصوت خجول ظاناً أنها وجدت ما دفعه قليلاً: نعم. عندي مائتان، قدمت مائة، واحتفظت بمائة.
خجلت من نفسها، ومن فرحتها بالخمسين،  وقالت لأخيها متذمرة بصوت أقرب إلى التمتمة: خيبك  الله.
وتعجب الصغير من ردة فعلها، ولم يفهم لها سبباً. أما الأم، ففهمت، وأخفت ابتسامتها، والتفتت  إلى ابنتها الوسطى التي جاءت مهرولة:
-   ماما، ليس عندي إلا هذه الخمسين.
-   دعيها لنفسك يا حبيبتي إن لم يكن عندك غيرها..... ولا تتركي نفسك دون مصروف.
-   لا يا ماما.. ....... لقد تركت لنفسي ثلاثاً وعشرين،  وستكفيني لآخر الشهر، وبابا الحمد لله يحضر لنا كل شيء، فأنا لا أحتاج فعلا لهذا المال، إنه زائد، وقد لاحظت أن أموال التبرعات تعود بسرعة، لذا لا يهمني.
-   بارك الله فيك يا حبيبتي.
كانت هذه أكرمهن، وفي كل مرة تتم فيها مثل هذه الحملة الأسرية التجميعية، تتبرع بكل مالها أو معظمه، ومع ذلك كنت تراها أكثر إخوتها قناعة ورضا.

وجاء الأب، فدفعت له الأم بالمال المجموع، وأخذت تحكي له نتائج هذا الدرس التربوي الذي يتعمدان تعليمه لأبنائهم بين حين وآخر.

وقبل أن يذهب عمو عماد من عندهم، لحقت الابنة الكبرى بأبيها وقالت:
-   خذ يا بابا هذه المائة أيضاً.

وكان ذلك ثمرة درس جديد، علمها إياه أخوها الصغير، دون أن يدري.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر من أعضاء المنتدى القدامى، لانني أعدت نشر هذه الحدوتة من جديد، عساهم لم يملوا من تكرارها..
ولكنني تذكرتها في غمرو أحدثا غزة

ولأن....

عمو عماد توفاه الله تعالى يوم الجمعة
أصيب بنزيف حاد في الكبد....
ترى هل تفطر كبده على حال أهله في غزة فلم يحتمل؟؟


رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وتقبل اعماله الصالحة وجعل كتباه في عليين...

الفاتحة لروحه يرحمكم الله

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

اللهم آمين
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

امينة

  • زائر
انا لله و انا اليه راجعون

رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه

تقبل الله أعمال عمو عماد التقي و جعلها في ميزان حساناته يا رب

ماما هادية في الاعادة افادة

من مدة كلمت ريحان مسك و قلت لها انه كانت عدة مواضيع رائعة و لكنها للاسف تعرضت للحدف

ها هي فرصة لاسترجاع القصة و التعلم من جديد

جزاكم الله خيرا

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته و جعل له اعماله الصالحة انيسا له في ظلمة القبر

قصة جميلة يا ماما هادية ربما انا لم اكن هنا منذ فترة طويلة , مستجدة في ايامنا الحلوة فلم اسمع بها

جزاكم الله كل الخير
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي