بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا السؤال يطرح سنويا، وتختلف حوله الإجابات
وقد وجدت المقال التالي في جريدة عكاظ اليومية، وهو بحث جيد في المسألة
خلاصته أن الأولى والأفضل القضاء ثم التطوع،
لكن لو تطوع أولا قبل أن يقضي فإنه يجوز على المذهبين الحنفي والحنبلي (أحد القولين فيه)، ويكره (ولا يحرم) على الشافعي والمالكي..
والقول الآخر في الحنبلي (وهو المذهب) أنه يحرم
فالجمهور على صحة صيام التطوع قبل القضاء اذن
واليكم المقال
-------------------------------------------
سؤال يطرح سنوياً.. وأستاذ للفقه يوضح أن العلماء لهم قولان في المسألة
قضاء رمضان وصيام ست من شوال.. من الأولى بالمبادرة؟
محمد المصباحي ـ جدة
أكد أستاذ الفقه بجامعة القصيم وعضو مجلس أمناء موقع الفقه الإسلامي الدكتور خالد بن عبدالله المصلح أن قضاء رمضان أولى من صيام ست من شوال بحكم أن صوم رمضان فرض وصوم الست تطوع، وإبراء الذمة بصيام الفرض وليس بصيام التطوع موضحاً أن الفقهاء اختلفوا في جواز صيام التطوع قبل الفراغ من قضاء رمضان على قولين في الجملة،
الأول: جواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، وهو قول الجمهور إما مطلقاً أو مع الكراهة. فقال الحنفية بجواز التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان؛ لكون القضاء لا يجب على الفور بل وجوبه موسع وهو رواية عن أحمد. أما المالكية والشافعية فقالوا: بالجواز مع الكراهة لما يترتب على الاشتغال بالتطوع عن القضاء من تأخير الواجب.
والثاني: تحريم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، وهو المذهب عند الحنابلة. ورجح المصلح الجواز معللا بأن وقت القضاء موسع، وأن القول بعدم الجواز وعدم الصحة يحتاج إلى دليل، وليس هناك ما يعتمد عليه في ذلك. وأوضح د. المصلح لموقع الفقه الإسلامي أن لأهل العلم في هذه المسألة قولين:
الأول: أن فضيلة صيام الست من شوال لا تحصل إلا لمن قضى ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر، واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»، وإنما يتحقق وصف صيام رمضان لمن أكمل العدة. قال الهيتمي في تحفة المحتاج: «لأنها مع صيام رمضان أي: جميعه، وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر». وقال ابن مفلح في كتابه الفروع: «يتوجه تحصيل فضيلتها لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر, ولعله مراد الأصحاب, وما ظاهره خلافه خرج على الغالب المعتاد, والله أعلم»، وبهذا قال جماعة من العلماء المعاصرين كشيخنا عبد العزيز بن باز وشيخنا محمد العثيمين رحمهما الله.
الثاني: أن فضيلة صيام الست من شوال تحصل لمن صامها قبل قضاء ما عليه من أيام رمضان التي أفطرها لعذر؛ لأن من أفطر أياماً من رمضان لعذر يصدق عليه أنه صام رمضان فإذا صام الست من شوال قبل القضاء حصل ما رتبه النبي من الأجر على اتباع صيام رمضان ستاً من شوال. وقد نقل البجيرمي في حاشيته على الخطيب بعد ذكر القول بأن الثواب لا يحصل لمن قدم الست على القضاء محتجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثم أتبعه ستاً من شوال»، عن بعض أهل العلم الجواب التالي: قد يقال التبعية تشمل التقديرية لأنه إذا صام رمضان بعدها وقع عما قبلها تقديراً, أو التبعية تشمل المتأخرة كما في نفل الفرائض التابع لها ا هـ. فيسن صومها وإن أفطر رمضان. وقال في المبدع: «لكن ذكر في الفروع أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطر لعذر ولعله مراد الأصحاب، وفيه شيء».
وأوضح د. المصلح انحيازه للقول الثاني لأنه أقرب للصواب معللا ذلك بقوله: المعنى الذي تدرك به الفضيلة ليس موقوفاً على الفراغ من القضاء قبل الست فإن مقابلة صيام شهر رمضان لصيام عشرة أشهر حاصل بإكمال الفرض أداء وقضاء وقد وسع الله في القضاء فقال: «فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة»، أما صيام الست من شوال فهي فضيلة تختص هذا الشهر تفوت بفواته، ومع هذا فإن البداءة بإبراء الذمة بصيام الفرض أولى من الاشتغال بالتطوع. لكن من صام الست ثم صام القضاء بعد ذلك فإنه تحصل له الفضيلة إذ لا دليل على انتفائها.