في ظلمة الليل مرة.. على أعتاب محطة القطار، وعلى رصيف الشارع القريب، وبين الزحام،. وعند المسجد.. مرة ومرة ومرة.. أراه وأحتضنه وأكلمه ونمضي معا..
مرة أكون أول من يلقاه
ومرة يكون هو بشيرنا بنفسه
.. وتكثر المرات.. مختلفة الصور والحالات
لكنها تتفق جميعا في شيء واحد
هو أنني أصحو فلا أجد أحدا
ليبقى أحمد مكانه رهين سجن ظالم ... وكفى!
وما أنا بناظم ولا في النظم لي ناقة ولا جمل، وإنما كأن قلم النثر قد أودع حيث يسكن صاحبي فلم يجد قلبي له مأولى غير النظم
فاعذرونا إن أخطأ السهم أو ضعف النصال
على همسِ أنغامِ النَّوى أتوجعُ .. ومِن رَجْعِ ألحانِ الهوى أتقطعُ
فؤادي نسيمٌ مزقتْ أطيافَه .. أسفارُ بَينٍ لم تزل تَتَتَابعُ
أمضي، فيأخذُني الحنينُ لإخوةٍ .. كنا معاً ندعو الإلهَ ونضرعُ
كنا نرى اللهوَ البريءَ عبادةً .. ونجُِدُّ في دربِ الجهادِ ونُسرِعُ
فتجاذبتْ سُنَنُ الحياةِ وصالَنا .. وتعانقتْ أكتافُنا نتوادعُ
فغدا خليلٌ بالصعيدِ مسافراً .. وغدا حبيبٌ للشمال يسارعُ
وتخطفتْ هذا الحياةُ وأبعدتْ .. وبقيتُ وحدي والديارُ بلاقعُ
وبخلفِ أسوارِ (الليمانِ) وديعةٌ .. آماقُها مأوى الفؤادِ ومهجعُ
قَسَماتهُا ريّانةٌ، وفؤادُها .. طهرٌ، ووجهٌ باسمٌ متخشعُ
كانتْ بنورِ اللهِ تسعى نحوَهُ .. فبغى عليها الظالمونَ وشنعوا
كانتْ مع الأشبالِ تُزكِي لُبهَّم .. وكتابَ ربي منهم تَتَسمَّعُ
كانتْ لنا يومَ الرخا ريحانةً .. ولها نلوذُ إذا أهلَّ المفزعُ
فغدتْ أسيرةَ ظالمٍ لا يرعوي .. عن غيِّهِ، ولِدينِهِ فَمُضيِّعُ
فاكرمْ لنا اللهمَّ خِلاًّ صادقاً .. إيمانُه، ولَجاهُ (أحمدَ) يشفعُ