« رد #41 في: 2009-01-22, 00:41:16 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حياتنا مع الله، وكل حياتنا ينبغي أن تكون مع الله.. فسبحانه أنشأ النشأة الأولى، وعليه النشأة الأخرى!، نسير به وإليه.. فينبغي ألا نبصر غيره، ولا نطالع سواه، سواء بعين الإيمان غيبا أو بعينها مكاشفة، أو وحيا! فما عاد الخليل إبرايهم يرى أباه بعد أن رأى ربه.. وما كاد الحبيب المصطفى يرفع عينه عن زوجه وعمه حتى رفعه الكريم الرحمن إسراء ومعراجا..! فرغم أخوتنا، ورغم محبتنا.. ستبقى دوما بشائر عفو الله ومحبته، ستبقى مذكرات رضي الله عنها.. لا أكثر! أما اطمئنانا الحقيقي، وأماننا المؤكد .. عند الله وحده ما يملك أخ مسكين من أمر نفسه حتى يقدم لي نفعا او يدفع عني ضرا! كذلك ما يملك كائن ضعيف لا حيلة له في أمره أن يضرني أو يمسني بأذى..؟! إنه مالك الملك.. أنيسنا، وحبيبنا، لا يكون شيء إلا بإذنه، ولا يندفع قضاء قدره، ولا قدر أحكمه! ما عدت أعانق في أخي وجهه، وما صرت أحتضن صدره، بل أعانق إيمانه، وأحتضن توحيده.. مستشعرا نبض قلبي بمثل ما يؤمن وهمس مشاعري توحيدا لمن يوحد! فأشعر أننا على خير، وفي خير…! هذه حقيقة أخوتنا وصادق محبتنا.. لا يهمني أن أرى فلانا أو أسمعه أو أعرفه بأي أشكال المعرفة.. بقدر ما يهمني أن ثمة قلبا يدعو من أدعو ويخشى الذي أخشى ويحب من أحب. لا يهمني شيء بقدر ما يهمني أن ذلك القلب وتلك المهجة تنتظر موعدا نلتقي فيها جميعا آمنين مطمئنين لا يحزننا فزع الناس ولا يريعنا حر الشمس .. نستظل بظل الله، ونشرب من حوض حبيبنا هكذا أراني بخير، وأرى دنياي بخير.. أسير فيها كيف تكون، وأحياها على أي نحو فليست تلك حياتنا، ولا هذه مدننا. ما لنا بها إلا رفاق دين واحد، عباد رب واحد، وحدناه، وتوحدنا عليه.. وإن اختلفت بيوتنا ومنازلنا
كتب عليه أحد الإخوان بارك الله فيه:
و ما زلت أشعر أني وحيد .. أخوض الحياة إلى مبهم
فليت الفؤاد بربي شغوف .. و ليت التعلق بالأكرم
فيا رب هب لي (أُخيّا) وفياً .. (محبا) لأطهر من مأثمي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عذراً أخي إذا خالفتك في النظرة ... فربما من الله عليك بما لم يمن به علي
فلربما كانت الأخوة -من وجهة نظري- لها شكل آخر ..
لا شك أن حب الله (عز و جل) أعظم شيء يمكن أن يشغل قلب المرء ... و لا شك أيضاً أنه قد مرت لحظات على رجال سلفنا الصالح كانوا لا يرون فيها إلا الحق (تبارك و تعالى) ... و لا شك أيضاً أن هذا أسمى درجات الحب و أعظمها ...
لا شك أن الإنسان المؤمن يجب عليه ألا يحب إلا الله (جل و علا)و أن يتمكن هذا المبدأ من قلبه حتى يصبح لا يرى إلا محبوبه الأول و هو الله(جل و علا) .
و لكني أرى أيضاً ... أن هناك منظور آخر لحب الأشخاص يوازي ذلك المنظور الذي يُعمي إلا عن المحبوب الأول .
فالنظرتين -عندي- يجب ألا يتقابلا أو يتفارقا ... و لكنهما يجب أن يمضيا سوياً في حب أي مخلوق ابتداءً من أفضل الخلق (صلى الله عليه وسلم) إلى الآباء و الإخوان ...
حتى إذا ما وصلنا إلى حب (العلي الكبير) كانت النظرة واحدة و المنظور واحد لأنه (جل و علا) لا يُحَب لأجل أحد و الكل يُحَب لأجله ....
وعلى ذلك فإني لا أرى عيباً في أن يخفق قلبي لأحد الناس مراقباً ربي (جل و علا) فيما أرى أنه من العيب أن يخفق لأحدهم أثناء خفقانه له عز وجل.. و الله أعلم
« آخر تحرير: 2009-01-22, 01:07:40 بواسطة أبو بكر »
سجل
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين