ولا أريد أن أحكي عن ذلك مما في كتاب الله تعالى (رسما وإعرابا) لئلا ندخل في جدل نحن في حل منه!
لا دخل لنا بالإعراب هنا فكيف تستدل على ظواهر رسم بظواهر إعراب ؟
أما عن الرسم في القرآن فلا تستشهد مثلا بحذف ألف مد حيناً وإثباتهاً حيناً على إثبات التنوين رسماً وحذفه
التزم في الاستدلال على ظاهرة بنفس الظاهرة
فإن قلنا مثلا أن " إذاً - إذن " ترسم أحياناً هكذا وأحياناً هكذا فلهذا قاعدة نحوية
وفي رسم القرآن وردت برسم واحد " إذاً "
كأين : أصلها كأيٍ وترسم النون فيها في القرآن ولكن تختلف في الوقف بين من يقف عليها بالنون الساكنة ومن يقف بالياء الساكنة
ليكوناً - لنسفعاً - نذهبنَّ : هذه الأمثلة لا تدخل في موضوعنا لأن هذه نون توكيد وليست تنويناً
هذه حالات التنوين في رسم المصحف على ما أعلم
ومثله في المخطوطات عجائب عجاب، فتراهم لا يهمزون أبدن، حتى حين تتعين الهمز بلا خلاف، وتراهم لا يكتبون الألف في وسط الكلمة وإن كانت أصلية... الخ
ترك الهمز كيومنون بدلا من يؤمنون ؟
هذه رواية ورش والهمزة لا ترسم لأنها لا تنطق في هذه الحالة
ومعلوم أن الإسلام والقرآن انتشروا خارج الجزيرة في شعوب لا تعرف العربية فأخذوا القرآن والعربية معاً على منوال القراءة التي وصلتهم
في مصر مثلا تنتشر الآن رواية حفص عن عاصم ولكن قبلها انتشرت في مصر رواية ورش ولذلك تجد في عاميتنا حذف الهمزة نطقاً كما في كلمات : ديب - بير - تار ....... إلخ
فحتى في هذه الحالة وفي العامية تجد أصلا واضحاً لا اختياراً شخصياً
أما حذف وإثبات حروف المد كتابة فكلا الحالتين ثبتتا في القرآن وفي غيره ولو أردت أمثلة لأحضرت لك
أما إثبات التنوين كتابة فلا أعرف له أمثلة لا قديماً ولا حديثاً فهات له أمثلة أسلم لك بما قلت