لأننا اشترطنا بداية الاعتماد على القواعد المدرسية وترك الشذوذ
لا أدري مفهوم القواعد المدرسية لديكم، هل هي القواعد التي يدرسها الطلاب في مادة النحو، بالمرحلة الدراسة الاعدادية والثانوية بالمدارس النظامية التابعة للحكومة؟
لو كان الأمر كذلك، فثقوا أني لا اتكلم من خارج هذه الكتب التي كانت مقررة علينا أيام الثانوية، رغم ان ما بغيرها "نحو" بردو
طيب قبل أن أجيبكم على سؤالكم الكريم لي عندكم استشكال صغير:
والان اطلب منه أن يبين الوجه الاعرابي لهذا
وان كان وجها شاذا او نادرا، فسيكون له مني أقسى أنواع العقوبات...
العقوبات تكون للجاني أم عليه؟
..
أولا هناك أمر يجب أن نلتفت إليه ونحن ندرس العلوم الإسلامية بشتى أنواعها، فهي جميعها تكاد لا تخلو مسألة منها من رأيين وثلاثة، وهنا يشكل الأمر على الطالب، فيظن البعض أنها مجموعة من الأقاويل المتناثرة التي لا ضابط لها ولا رابط، ويظن بعض آخر أن الأول أو ما قيل فيه "الصحيح" أو "المعتمد" هو الحق وما سواه ضلال في ضلال، والصواب في هذا الأمر أن أولى ما يذكر وأحق ما يعمل به هو ما قلبته أوجه الناظرين وحققته عقول الدارسين فاتفقت كلمة أكثرهم على أنه "المعتمد، الصحيح، الأوجه، الأولى،.." ثم يأت النظر فيما حكي من أقوال مخالفة، فإن قام إجماع أهل العلم على إنكار هذا الخلاف لم يصح بوجه الاعتبار به، كمن قال بعدم دخول المرفقين والكعبين في الوضوء مثلا، وإن نصوا أنه رأي شاذ لا على قاعدة، ولا ضابط، حكي على حاله، وامتنع العمل به حتى يظهر له مؤيد كقول بعضهم: "خرق الثوبُ المسمارَ"، وإن نصوا أنه غريب نادر لكنهم بينوا قاعدته وأصله القائم عليه، أخر عن المعتمد ولكن صح العمل به عموما، كمن اعتبر القيء المتفرق في مجلس واحد ينقض الوضوء اعتمادا على أصل عنده وهو أن العبرة بالمجلس لا بالسبب، وهكذا...
فالمخالفات النحوية منها باطل نقضته النحاة فور ظهوره، ومنه شاذ لا يعمل به، ومنه غريب نادر لكنه أصيل له قواعده وقياساته، وقد قالوا:
- الوجه في اللغة لغة، لا ينكر على العامل به
- من كثر علمه، قل انكاره
من عرف كلام العرب لم يكد يلحن أحدا
فهونوا عليكم