بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
4- قالت: كنت أخدم شاباً مصاباً بالإيدز، وأتينا له بشيخ ليعظه، (على طريقة الكاثوليك عندما يأتون بقسيس للمريض ليعترف بخطاياه قبل الموت، فينال المغفرة من القس، لأن الاعتراف أمام القس عندهم ركن من أركان العقيدة، لا تتحقق بدونه مغفرة الذنوب، وبعدها يباركه القس، فيموت في سلام)..... قالت: أتينا له بشيخ، فأول ما رآني سبني وشحطني، ثم أتينا بشيخ آخر، فبدأ بصلاة المسيحية: "يا أبانا الذي في السموات" ثم بدأ يصلي، فشع منه النور، وتأثرنا كلنا. قال الشيخ الأزهري: الشيخ الأول مخطئ، لأن الدعوة إلى الله تكون بالحسنى. قالت مريم نور: لا............ كله حسن.... لولا الأول ما أحببنا الثاني، لذا ذهبنا للأول وشكرناه...
لا يوجد شر، لانقول خير وشر.... ما في حسن وأحسن... كل شيء فيه حسن.... كله خير ومحبة... ما حدا أحسن من حدا..
----------------------
أ- هل الشاب المصاب بالإيدز كان مسلما أم مسيحيا؟
إذا كان مسيحيا فلماذا أحضرت له شيخا وليس قسيسا؟ وإذا كان مسلما، فلماذا تزلف له الشيخ الثاني بعبارة "يا أبانا الذي في السموات؟"
كعادة مريم نور وسائر الموحدين، يعومون المواضيع ويخلطون الأوراق، ويدعونك في حيرة لا تدري، فكل شيء عندهم سواء، المسيحية كالإسلام، من يقول لا إله إلا الله، ومن يقول الله ثالث ثلاثة كلهم خير وبركة، لا أحد منهم مخطئ.... كلهم مصيبون... فكيف يكون المسلم الذي يؤمن بقوله تعالى:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (المائدة73)
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ المَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (المائدة72)
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المائدة17)
وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
(التوبة 30)
فالمسلم الذي يؤمن أن المسيحي كافر، كيف يكون على حق إذا كان هذا المسيحي ايضا على حق؟ ما هذا التناقض والعبث الذي لا يقبله طفل صغير؟ كيف تنطلي هذه الحيل السخيفة على عقول شابات وشبان ونساء ورجال من أبناء أمتنا يعجبون بالموحدين ويرون لديهم خيرا كثيرا؟
ب- لاحظوا الفكرة الخبيثة: الشيخ المسلم بدأ بقوله: "يا أبانا الذي في السموات" أي ليتقرب من النصارى الموجودين، (ومن هم؟ أهي مريم نور؟ أم المريض؟ أم من؟)، استخدم كلمة الكفر، ثم أتبعها بصلاة المسلمين....
وكأن المسلم يجوز له أن يقول كلمة الكفر بهدف اجتذاب الكفار إلى الإسلام، و:ان الله تعالى لم ينزل سورة الكافرون، وكأن هذه الحيلة ليست قديمة قدم الكفر الذي واجه الرسالة الربانية إبان إشراقها في مكة لأول مرة، حين عرضت قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا آلهتهم سنة، ويعبدون إلهه سنة، فأنزل الله عز وجل :{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ(65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ(66) } الزمر
تاريخ الطبري ج2/337
وروى ابن إسحاق في سيرته: اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمي، وكانوا ذوي أسنان في قومهم، فقالوا: يا محمد! هلم فلنعبد ما تعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد، كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم "قل يا أيها الكافرون" سيرة ابن هشام ج1/420.
ج- وأشد ما يدهش له المرء أن يمرر الشيخ الأزهري هذا الأمر ولا يعلق عليه، فكأنه يقرر سلوك الشيخ الثاني الذي قال كلمة الكفر، في حين يتوجه باعتراضه إلى سلوك الشيخ الأول لأنه فظ، ولا يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، فسبحان من قرن الحكمة بالموعظة الحسنة، وهل من الحكمة أن تكفر لتدعو الناس إلى دينك؟
ولعل الشيخ كان متوترا أو منبهرا ببريق العلم الذي تدعيه لنفسها وبهرجه، ففاته الالتفات لذلك، لأنه لو انتبه لكان أنكره بكل تأكيد
د- قولها: لا يوجد شر، لانقول خير وشر.... ما في حسن وأحسن... كل شيء فيه حسن.... كله خير ومحبة... ما حدا أحسن من حدا..
إنها بهذا تكذِّب القرآن الكريم الذي يقول:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } (الأنبياء 35)
{أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ(36)} (سورة القلم)
أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ ا(لسجدة)
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ(33) وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(34)} ( فصلت)
ولكن فكرة عدم وجود الخير والشر، هي جوهر عقيدتها ومذهبها الذي تبشر به، فلا الإسلام أحسن، ولا المسيحية أفضل، كلهم سواء، والسارق والمسروق سواء، والظالم والمظلوم سواء... كله خير ومحبة وسلام...
تخيلوا .... تخيلوا كيف سيكون وضع العالم عندما يكون شارون والرنتيسي سواء، والفلسطيني والصهيوني سواء...
كيف سينتشر السلام والعدل في ظل هذه التخريفات والتحريفات؟
وللحديث بقية، إن شاء رب البرية.