بسم الله الرحمن الرحيم
شروط التوبة منها ما يتعلق بالماضي و هو الندم على ما فعل من معصية
و منها ما يتعلق بالحاضر و هو ترك المعصية و الإقلاع عنها إذا كان متلبساً بها
و منها ما يتعلق بالمستقبل و هو العزم على عدم العودة إلى المعصية .
و قد يفهم البعض من الشرط الثالث أنه يجب على الإنسان ألا يعود إلى معصية حتماً .. أما لو ظن الرجوع أو ضعف نفسه فلا تنفع التوبة ..
و لكن ليس كذلك فإن الإنسان ليس مطلوباً منه أن يحدد قدره بل يجب عليه العزم و النية الصادقة فقط لكن إذا وقع فإن له توبة أخرى بشروطها السابقة .
فقد روي ( أن رجلا أذنب ذنبا , فقال : يا رب , إني أذنبت ذنبا فاغفره . فقال الله : عبدي عمل ذنبا , فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره لي . فقال عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال عز وجل : عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , أشهدكم أني قد غفرت لعبدي , فليعمل ما شاء )
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/416
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته]
و معنى فليفعل ما شاء أي طالما يقع فيه بلا قصد و يستغفر بعده .. لا أنه يبيت النية لفعله ثم التوبة منه كما يحلو للبعض أن يقول :(سأفعل كذا ثم أتوب )
فهذه نية للمعصية مخلة بشرط من شروط التوبة و هو العزم على عدم العودة . و الله أعلم