المحرر موضوع: من أسرار بلاغة القرآن الكريم  (زيارة 33793 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« في: 2007-10-28, 02:37:50 »

منقووووووووول

من أسرار بلاغة القرآن الكريم    
محمد حوا

                                                                                             
كلما ازداد المؤمن الصادق علما ازداد ايمانا.
يتميز القرآن الكريم بالدقة في اختيار الكلمة، والدقة في اختيار موضعها ، فإن قدم كلمة على أخرى فلحكمة لغوية وبلاغية تليق بالسياق العام

* من مواضع التقديم والتأخير في القرآن الكريم
قوله تعالى:
" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله " الإسراء 88
وقوله عز وجل :
" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا " الرحمن 33

ففي الآيتين تحد ولكن قدم الإنس على الجن في الأولى ، وقدم الجن على الإنس في الثانية

لأن مضمون الآية الأولى هو التحدي بالإتيان بمثل القرآن ،
 ولا شك أن مدار التحدي على لغة القرآن ونظمه وبلاغته وحسن بيانه وفصاحته
والإنس في هذا المجال هم المقدمون ، وهم أصحاب البلاغة وأعمدة الفصاحة وأساطين البيان ،
فإتيان ذلك من قبلهم أولى ،
 ولذلك كان تقديمهم أولى ليناسب ما يتلاءم مع طبيعتهم

أما الآية الثانية فإن الحديث فيها عن النفاذ من أقطار السموات والأرض ،
ولا شك أن هذا هو ميدان الجن لتنقلهم وسرعة حركتهم الطيفية وبلوغهم أن يتخذوا مقاعد في في السماء للاستماع ،
 كما قال تعالى على لسانهم :
" وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " الجن 9
فقدم الجن على الإنس لأن النفاذ مما يناسب خواصهم وماهية أجسامهم أكثر من الإنس

« آخر تحرير: 2007-10-28, 02:39:28 بواسطة ماما فرح »

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #1 في: 2007-10-28, 02:44:36 »

منقوووووووووول
 من:موقع قاف


أسلوب القرآن الكريم نسيج وحده
(أنس عيدو )


القرآنُ الكريم يؤدّي الفكرةَ ويوضحها كاملةً من جميع نواحيها من دون تكلّف وتقعُّر ،
فهو سهلٌ في نظمه وأسلوبِهِ ، ممتنعٌ في محاكاتِه ومجاراتِه ،
يحيطُ بالمعنى إحاطةَ السوار بالمعصم ، بدقةٍ متناهيةٍ ، وأسلوبٍ شيّق أخّاذ .

اقرأ معي قولَه - سبحانه - يحكي دعاءَ سيدنا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ربَّه أن يرغب الناس في بيت الله الحرام ، ويُعَطِّف قلوبَهم على أهله :


﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ ( إبراهيم :37 ) .

تأمل - أيُّها القارئ - كلمةَ « تهوي » مضارع « هَوَى » ،
 وفكِّر في أن تجعلَ مكانها كلمةً أخرى تُؤَدِّي دورها ،
ككلمة « تمـيل » أو « تحبّ » أو غيرهما ، فإنّك لا تجـدُ ؛
 لأنّ لفـظةَ « تهوي » خفيفةٌ في نطقها ، لطيفـةٌ في جرسها ، عذبةٌ على السمع ،

وأما المضمون فهي تفيدُ معنى الانجذاب ، وتوحي بمعنى السرعة والشوق مع التجدد ،
 فهي كالحجر المنحدر المسرع في سقوطه منجذباً نحو الأرض ، كقول امرئ القيس :
كجُلمودِ صخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ من علِ

وجاء لفظ « الأفئدة » لإرادة أن يكون مسيرُ الناس إلى ذريته عن شوق ومحبة ،
حتى كأنّ المسرعَ هو الفؤادُ لا الجسد ،
فلما ذكر « الأفئدة » حسـن بيانه بأنهم من الناس ، و « مِن » بيانية ، والمعنى فاجعلْ أناساً يقصدونهم بحبّات القلوب .

وهذا هو المعنى الذي يَحُسُّهُ مَنْ أكرمه الله - عز وجل - وشرَّفه بأن تطأ قدماه تلك الأماكنَ الطاهرة ،
 وتنظرَ عيناه إلى أماكن نزول الوحي ، وتكتحلَ أجفانُه بالنظر إلى بيت الله الحرام ، وهو يتيه جمالاً ودلالاً .

هذا هو المعنى الذي يفهمه من شرّفه الله - تعالى - ببيته العتيق مناجياً ضارعاً ،
أوّاباً خاشعاً لله ربِّ العالمين ، فهو طائرُ الفؤاد ، وقد غلبه الشوق ، ولا يحيط بشعوره وإحساسه عبارة ،
 ولا يمكن أن تُصوِّر غمرتَه كلمةٌ كما تصوره كلمةُ « تهوِي إليهم » .

فما أعظمَ التأملَ في آيات الله ! وما أحسنَ العيشَ في رحاب كتاب الله !
جعلني الله وإياكم ممن نذروا أوقاتهم لفهم كتابه ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


أحمد

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #2 في: 2007-10-28, 07:41:39 »
"متابعين"

 ::ok::

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #3 في: 2007-10-28, 11:05:23 »
ما شاء الله

موضوع جميل

سلمت يمينك

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #4 في: 2007-10-28, 16:41:40 »
بارك الله فيكم
نتابع  emo (30):

من اسرار بلاغة القران الكريم   
 محمد حوا

* ومن مواضع التقديم والتأخير ذات الأسرار البلاغية والحكم البيانية أيضا
قوله تعالى :

" يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه . وصاحبته وأخيه . وفصيلته التي تؤويه . ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه " المعارج 11 ــ 14
فنلاحظ تقديم البنين ثم الصاحبة ثم الأخ ثم العشيرة

ولكن نجد آية في سورة عبس تقول :

" فإذا جاءت الصاخة . يوم يفر المرء من أخيه . وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه . لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " عبس 33 ـ 37
فبدأ بالأخ ثم الأم ثم الأب ثم الصاحبة وأخيرا الولد ،
 فالمقام هنا مقام فرار ، والإنسان عندما يفر ويريد أن يخلو لنفسه فإنه يفر من الأباعد أولا ،ثم  ينتهي بأقرب الناس إليه ، فيكونون آخر من يفر منهم ، وواضح أن الابن ألصق الناس ، ثم الزوجة ، ثم الأم والأب ، وأخيرا الأخ فرتبهم ترتيبا تصاعديا بحسب عمق المنزلة وشدة القرب
وقدم الأم على الأب لأن الأم أكثر حاجة إلى المساعدة ، فالفرار منها أولى ، أما الأب فمظنة النصر والتأييد فهو أقرب من الأم لذلك أخّـــر

أما سورة المعارج فإنها تصف مشهدا من مشاهد العذاب يوم القيامة ، حين يرى الإنسان مصيره وما أعد له ، عندها يتمنى أن لو استطاع أن يجعل أحدا مكانه حتى لو كان أقرب الناس إليه وألصقهم به ، لذلك عكس الترتيب فقدم الابن ثم الزوجة ثم الأخ ثم العشيرة وأهل الأرض كافة
كيف لا وهو ( مجرم ) بوصف الآية ، فلا يعنيه أن ينال آخرون من الأبرياء العذاب دونه حتى لو كانوا أبناءه ، فهو في حالة هلع وجزع تدفعه أن يضحي بغيره في سبيل نجاته مهما كان قربهم منه

قال تعالى بعد هذه الآيات : " إن الإنسان خلق هلوعا . إذا مسه الشر جزوعا " المعارج 19 ــ 20
ولا شك أن هذا يوحي بشدة العذاب وعظمة الهول وسوء العاقبة مما يدفعه إلى التفكير بنفسه فقط
هذا وقد سبق في السورة قوله : " ولا يسأل حميم حميما " المعارج ــ 10
والحميم هو القريب ، فبدأ بأقرب القرابة وهو الأبناء ، وانتهى بالأباعد على عكس ما ورد في سورة عبس


أحمد

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #5 في: 2007-10-29, 05:53:20 »
جميلة هذه
 emo (30):
اللهم ارحمنا وخفف عنا

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #6 في: 2007-10-29, 21:29:42 »

آمين

من أسرار بلاغة القرآن الكريم
  محمد حوا

من مواضع التقديم والتأخير في القرآن الكريم ما ورد في آية واحدة من سورة الجمعة ،
 وهي قوله تعالى :

" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ، قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين "

ففي البدء قدم التجارة على اللهو ،
لأن التجارة هي السبب الحقيقي في انفضاضهم عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فالآية نزلت في واقعة حدثت عندما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب الجمعة ،
فقدمت عير للتجارة إلى المدينة ، فانصرف الناس إليها ، وتركوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا

وكان من عاداتهم أن يتقدم الدف والطبل تلك العير فهو من اللهو ،
ولكنه ليس مقصودا لذاته ، بل هو تبع للتجارة التي هي مقصدهم الأصلي
ولعل هذا هو السبب أيضا في إفراد الضمير وعودته على التجارة في قوله " انفضوا إليها " ولم يقل إليهما ،
 وأعيد الضمير على التجارة أيضا للتأكيد على ذم الانفضاض عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى لو كان لتجارة وهي ذات منفعة لهم لا سيما وأنهم كانوا في فترة جوع وغلاء سعر ، فكيف بغيرها من توافه الأمور ،
 فأنت إن خصصت النافع بذم أو نهي ، فما دونه أولى في الترك ، وأدخل في الذم

أما في الجزء الثاني من الآية فقد قدم اللهو ،
 لأنه يتحدث عن أمر عام بأن ما كان عند الله خير ، فناسب تقديم اللهو لأنه أعم ، فاللهو يفعله أكثر الناس حتى الفقراء منهم ،
 أما التجارة فهي لبعض الناس ولأن المعتاد أن نبدأ بالأدنى عند المفاضلة واللهو أدنى من التجارة ،
 ففي الأخيرة شيء من كسب ونفع لا يوجدان في اللهو ، ثم إن المقام مقام ذم ، ولا شك أن اللهو أظهر في المذمة 
وناسب تأخير التجارة لتكون ألصق بخاتمة الآية " والله خير الرازقين "
فهي مصدر الرزق

لطيفة تفسيرية :
قد يخطر على الذهن سؤال :
 لم أعاد حرف الجر ( من ) في قوله : " خير من اللهو ومن التجارة " ؟
والجواب أن الإعادة للتأكيد على أن الذم واقع على كل واحد منهما منفردا ، إضافة إلى اشتراكهما ،
 فلا يظنن ظان أن ما عند الله خير منهما في حالة واحدة هي اجتماعهما ،
 أما لو انفرد أحدهما كالتجارة مثلا فقد يختلف الحكم .
فالواو كما نعلم تفيد الجمع والاشتراك ، فقد يفهم منها ذلك ،
أما مع إعادة الجار فالأمر واضح بشمول الذم لاجتماعهما ، ولكل منهما منفردا ،
وبخيرية ما عند الله وأفضليته على اللهو منفردا وعلى التجارة منفردة وعليهما مجتمعين


غير متصل مصعب الشهيد

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 6
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #7 في: 2007-11-02, 20:40:39 »
واضيف
من لطيف القران/
اية تقرأها من اليسار ومن اليمين
ربك فكبر...
...............
كلمة تتوسط القران الكريم
وليتلطف....
....
مصعب

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #8 في: 2007-11-02, 21:25:18 »


مرحباً بالأخ مصعب  emo (30):

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #9 في: 2008-05-30, 11:24:55 »

منقووووووول

من موقع: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة


البلاغة في القرآن الكريم - قل سيروا في الأرض
 
 
 
الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله

قال تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام : 11]  ..

 لماذا لم يقل الله : قل سيروا على الأرض .. هل أنا أسير في الأرض .. أو على الأرض ..

حسب مفهوم الناس جميعا .. فأنا أسير على الأرض ..

ولكننا نجد أن الله قد استخدم كلمة في .. ولم يستخدم كلمة على ..

يقول : سيروا في الأرض ( ففي ) تقتضي الظرفية .. والمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشي .. ومن هنا فإن التعبير جائز .. ولكن ليس في القرآن كلمة جائز .. فالتعبير بقدر المعنى تماما .. والحرف الواحد يغير المعنى وله هدف .. وقد تم تغييره لحكمة لكن ما هي حكمة استخدام حرف ( في ) بدل من حرف ( على ) .. ؟

 عندما تقدم العلم وتفتح وكشف الله أسرار الأرض وأسرار الكون .. عرفنا أن الأرض ليس مدلولها المادي فقط .. أي أنها ليست الماء والأرض .. أو الكرة الأرضية وحدها .. ولكن الأرض هي بغلافها الجوي .. فالغلاف الجوي جزء من الأرض يدور معها ويلازمها .. ومكمل للحياة عليها .. وسكان الأرض يستخدمون الخواص التي وضعها الله في الغلاف الجوي في اكتشافاتهم العلمية ..

والدليل على ذلك أنك إذا ركبت الطائرة فإنها ترتفع بك 30 ألف قدم مثلا عن سطح الأرض .. ولكنك تقول أنت تطير في الأرض .. متى تخرج من الأرض علميا وحقيقة .. عندما تخرج من الغلاف الجوي للكرة الأرضية مادمت أن في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية .. فأنت في الأرض .. وليست خارج الأرض ..

فإذا خرجت من الغلاف الجوي .. فأنت في هذه اللحظة التي تخرج فيها خارج الأرض .. الغلاف الجوي متمم للأرض .. وجزء منها .. ويدور معها

نعود إلى الآية الكريمة ونقول : لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى لفظ في ولم يستخدم لفظ على .. ؟

لأنك في الحقيقة تسير في الأرض .. وليس على الأرض .. هذه حقيقة علمية لم يكن يدركها العالم وقت نزول القرآن .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو القائل .. وهو الخالق يعرف أسرار كونه .. يعلم أن الإنسان يسير في الأرض .. أنه يسير على سطح الأرض .. ومن هنا فهو يسير في الأرض التي هي جزء آخر ..

وهكذا نجد دقة التعبير في القرآن في حرف .. ونجد معجزة القرآن في حرف


ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #10 في: 2008-09-28, 10:19:58 »


الذكر والحذف:

دكتور : فاضــل صالـح السامرائــــــــي

القرآن هو تعبير بياني مقصود أي أن كل كلمة وكل حرف فيه وُضع وضعاً مقصوداً.

 قال تعالى :

*يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ *33* لقمان*

 وقال تعالى :

*وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ *281* البقرة*

 الآيتان جملتان وصفيتان فلماذا الحذف *فيه* في إحداها والذكر في الأخرى؟

 السبب أن التقدير حاصل *يجزي فيه* لكن لماذا الحذف؟

الحذف يفيد الإطلاق ولا يختص بذلك اليوم.

 فالجزاء ليس منحصراً في ذلك اليوم وإنما سيمتد أثره إلى ما بعد ذلك اليوم وكلما يذكر الجزاء يحذف *فيه* *لا تجزي* و*لا يجزي*

أما في الآية الثانية فذكر *فيه* لأنه منحصر فقط في يوم الحساب وليس عموماً.

 وكذلك في قوله تعالى *يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار*

 اليوم منحصر في يوم القيامة والحساب لذا ذكر *فيه*.

 وحذف *فيه* عندما كان اليوم ليس محصوراً بيوم معين

.
« آخر تحرير: 2008-09-28, 10:26:11 بواسطة ماما فرح »

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #11 في: 2008-09-28, 16:59:54 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا ماما فرح وجزاك كل خير .... emo (30):

يا الله ما أروع هذا الكتاب وما أجمل معانيه وما أبين وأبلغ كلماته وحروفه .....
كل لقطة مما وضعت لها جمال خاص ، وكأنها الأجمل من الأخرى ، ولكنه الجميل كله ، ولا أفضلية فيه ، لذلك يتجدد الإحساس بالجمال مع معانيه

 

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #12 في: 2008-09-29, 22:23:12 »
جزانا وإياك يا أسماء  emo (30):

وإلى المزيد

------------


الحذف من الفعل:

تتوفاهم – توفّاهم، تنزّل – تتنزّل، تذكرون – تتذكرون، تبدّل – تتبدل.

الحذف من الفعل يدخل تحت ضابطين في القرآن كله:

1. يحذف من الفعل إما للدلالة على الإقتطاع من الفعل.

2. يحذف من الفعل في مقام الإيجاز ويذكر في مقام التفصيل.


قال تعالى في سورة فصلت

*إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *   30**

 وقال في سورة القدر

*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ *   4**

 استخدم نفس الفعل المضارع لكن حذفت التاء في الآية الثانية *تنزّل* لماذا؟

الآية الأولى هي عند الموت تنزل الملائكة على الشخص المستقيم تبشرّه بمآله إلى الجنة ،

 أما الثانية فهي في ليلة القدر ،

 التنزّل في الآية الأولى يحدث في كل لحظة لأنه في كل لحظة يموت مؤمن في هذه الأرض إذن الملائكة في مثل هذه الحالة تتنزّل في كل لحظة وكل وقت

 أما في الآية الثانية فهي في ليلة واحدة في العام وهي ليلة القدر.

إذن التنزّل الأول أكثر استمرارية من التنزّل الثاني، ففي الحدث المستمر جاء الفعل كاملاً غير مقتطع *تتنزّل*

أما في الثانية في الحدث المتقطع اقتطع الفعل *تنزّل*.

 
« آخر تحرير: 2008-09-29, 22:47:57 بواسطة ماما فرح »

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #13 في: 2008-09-29, 22:27:59 »


مثال آخر في قوله تعالى في سورة النساء

 *إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا *   97**

 وفي سورة النحل

*الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *    28**.

 لنستعرض المتوفين في السياقين:

 في آية سورة النساء المتوفون هم جزء من المتوفين في آية سورة النحل

 ففي سورة النساء المتوفون هم المستضعفون من الذين ظلموا أنفسهم

 أما في سورة النحل فالمتوفون هم ظالمي أنفسهم كلهم على العموم.

فأعطى تعالى القسم الأكبر الفعل الأطول وأعطى القسم الأقل الفعل الأقلّ.


مثال آخر في سورة الأحزاب

*لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا *   52**

 وقوله تعالى

*وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا *   2* النساء*

 في آية سورة الأحزاب هي مقصورة على الرسول - صلى الله عليه وسلم والحكم مقصور عليه  - صلى الله عليه وسلم .

 أما الآية الثانية فهي آية عامة لكل المسلمين وهذا التبدّل هو لعموم المسلمين وليس مقصوراً على أحد معين وإنما هو مستمر إلى يوم القيامة.

 لذا أعطى الحدث الصغير الصيغة القصيرة *تبدّل* وأعطى الحدث الممتد الصيغة الممتدة *تتبدلوا*.

 
 

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #14 في: 2008-09-29, 22:39:37 »
مثال آخر:

 قال تعالى في سورة الشورى

*شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ *   13**

 وقال في سورة آل عمران

*وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *   103**


 في الآية الأولى الوصية خالدة من زمن سيدنا نوح - عليه السلام إلى خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم -  فجاء الفعل *تتفرقوا*

أما في الآية الثانية فهي خاصة بالمسلمين لذا جاء الفعل *تفرّقوا*.

 والأمة المحمدية هي جزء من الأمم المذكورة في الآية الأولى.

وكذلك فالحدث ممتد في الأولى *تتفرقوا* والحدث محدد في الثانية *تفرقوا*.

 فالأولى وصية خالدة على زمن الأزمان *ولا تتفرقوا فيه* لأن هذا هو المأتى الذي يدخل إليه أعداء الإسلام فيتفرقون به لذا جاءت الوصية خالدة مستمرة، وصّى تعالى الأمم مرة ووصّى الأمة الإسلامية مرتين.

 والآية الأولى أشد تحذيراً للأمة الإسلامية *شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك*.

شرعه لنا في الوصية العامة لنوح وخصّ بالذي أوحينا إليك

 ثم خصّ الأمة الإسلامية في الآية الثانية.

والحذف له سببان هنا

 الأول لأن الأمة المحمدية أصغر.

ونهانا عن التفرّق مهما كان قليلاً وأراد ربنا تعالى أن نلتزم بهذا الأمر *لا تفرقوا* وقال *واعتصموا بحبل الله جميعا*.

أكد على الجمع الكامل وعلى سبيل العموم كأنه فرض عين على الجميع فلا يُعفى أحد من المسؤولية أن لا نتفرق وأن نعتصم بحبل الله وذكرهم بنعم الله عليهم وتوعدهم على الإختلاف بالعذاب العظيم وأطلق العذاب ولم يحصره في الآخرة إنما قد يطالهم في الدنيا والآخرة. المصدر لا يعمل بعد وصفه *يوم تبيض وجوه وتسود وجوه* ليست متعلقة بالعذاب العظيم. التفرّق يكون عذابه عظيماً في الدنيا والآخرة.

وقوله تعالى *والذي أوحينا إليك* اختار الإسم الموصول *الذي* عندما ذكر شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -  ولم يقل *وما أوحينا إليك* لأن *الذي* أعرف وأخصّ من *ما* التي تشترك في المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث.

وقد بيّن تعالى شريعتنا وعرفناها فجاء بالأعرف *اسم الموصول الذي*، لا نعلم على وجه التفصيل ما وصّى الله تعالى نوحاً وعيسى وموسى وإبراهيم لذا اختار سبحانه *ما* اسم الموصول غير المعرّف.



 
       

ماما فرح

  • زائر
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #15 في: 2009-02-18, 23:50:54 »


القرآن الكريم: تناسق فريد 

تعالوا نتأمل سوية ما ذكره علماء التفسير، والبلاغة حول بعض الكلمات القرآنية التي تحمل في أصوات حروفها، وظلال معانيها حشداً من الصور البلاغية التي تظهر لنا ومضة من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.

 فيما يلي سوف نعرض لبعض الأمثلة من الآيات الكريمة:

- المثال الأول:

 قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة}.

 عندما تسمع الأذن قوله تعالى {اثاقلتم} تشخص في الخيال صورة ذلك الجسم (المثَّاقل) الذي يرفعه الرافعون في جهد شديد، فيسقط من أيديهم في ثقل.

ولو كانت الكلمة {تثاقلتم} لخف جرس هذه الكلمة، وتوارت الصورة المطلوبة التي استقل هذا اللفظ برسمها.


- المثال الثاني:

 قال تعالى: {وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله عليَّ إذ لم أكن معهم شهيداً}

تقرأ هذه الآية فيكاد لسانك يتعثر وهو يتلفظ بكلمة {ليبطئن} فلا تكاد تنهيها إلا ببطء شديد يشعرك بمعنى التبطئة المراد تشخيصها في الآية.


- المثال الثالث:

 قال تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها}

 إن الظل الذي تلقيه في خيالك كلمة {انسلخ} ليشعرك بصورة عنيفة للتملص من آيات الله تعالى، وذلك لما يحمله الانسلاخ من حركة حسية قوية.


- المثال الرابع:

 قال تعالى على لسان نبيه هود: {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون}

 تحسس، وتأمل كلمة {أنلزمكموها}.

إن إدماج كل هذه الضمائر في النطق، وشد بعضها إلى بعض يصور لك جو الإكراه الذي يدمج فيه المكرهون مع ما يكرهون، ويشدون إليه وهم منه نافرون.

 وهكذا يبدو لنا من الأمثلة السابقة لون من التناسق أعلى من البلاغة الظاهرية، وأرفع من الفصاحة اللفظية..

 إنه الإشراق الدائم للمعجزة الخالدة.

الشهيد سيد قطب من كتاب(التصوير الفني للقرآن الكريم) نشر في مجلة (الأسرة) عدد (75) بتاريخ (جمادى الآخرة 1420هـ)

المصدر: موقع باب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من أسرار بلاغة القرآن الكريم
« رد #16 في: 2009-02-19, 19:11:40 »
سبحان الله .. عرفت انه لسيد قطب قبل ان أقرأ السطر الاخير
رحمه الله كم كان اسلوبه وفكره متميزا

شكرا لك يا فرح على الاختيارات الجميلة


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*