المحرر موضوع: آباء وأبناء  (زيارة 44043 مرات)

0 الأعضاء و 7 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #20 في: 2008-07-07, 21:39:37 »

جميل جداً كلامك يا أرزة لبنان بارك الله لك

أعجبتني هذه العبارة


أنا بنت ولسة ما جربت أكون أم بس بدي قول لكم شي
بما أني بنت ونحن أغلب الولاد منفكر متل بعض ومنشوف  الأهالي أشداء وبعض الأحيان أشرار شوي


هذا صحيح تماماً
رؤية الأبناء للآباء تكون قاصرة إلى أن يجربوا الأبوة والأمومة فيفهموا نفسية الآباء والأمهات
أو يمروا بموقف يجعلهم يفهمون
أو يحاولوا الاستفادة من تجارب الآخرين وأظن من أعظم التجارب المروية عن علاقة الأبناء بالآباء هي هذه القصة عن أبناء يعقوب وحالهم مع أبيهم وأخيهم عليهما السلام

اقرئي سورة يوسف وتفسيرها ولاحظي كيف تغيرت نظرة أخوة يوسف لأبيهم ولأخيهم مع مرور الأيام وبعد أن ثبت لهم خطأ أفكارهم الأولى التي جعلتهم يغارون من يوسف عليه السلام

سأعود مرة أخرى للكلام عن هذه النقطة الهامة التي أظن أن فيها مفتاح هام لفهم أسباب الفجوة بين الأجيال


 

« آخر تحرير: 2008-07-07, 21:42:18 بواسطة ماما فرح »

غير متصل ♥ أرزة لبنان ♥

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1156
  • الجنس: أنثى
رد: آباء وأبناء
« رد #21 في: 2008-07-07, 21:44:52 »
أنا ه القصة حافظتها وبحبها من أنا وصغيرة
كنت إسمع آيتاها في السيارة والشرح لل شيخ / أبو بكر الشاطري

بس بصراحة إذا بدنا نستنى تنمر بالتجربة لحتى نفهمكن ممكن يطوووول الأمر كتيير
وممكن يكون في القلب أصح قليل من الكره قبل الإحساس بما تشعرون
لذلك الأسلوب والحوار الدائم مع الأبناء جدا مهميييين

صح أم فيه من الخطأ كلامي ؟؟؟؟

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #22 في: 2008-07-07, 22:48:56 »

كلامك سليم طبعاً ولكن أنا علقت على نقطة واحدة فيه هي إذا لم نمر بتجربة الأبوة فكيف نفهم الآباء؟

وطبعا الحوار هام ولكن هل يقتنع الأبناء بكلام الآباء وإن كان صحيحاً ؟

يعني إخوة يوسف كان أبوهم نبي كريم ومع ذلك وصفوه بما لايليق وظنوا به ماليس فيه  لأنهم لم يروا فيه إلا ما يرون هم لا ما يقوله لهم في حواره معهم

وكيف عرفت أنه حاورهم؟

استنتجت ذلك من من طبيعة مهمته كنبي والدعوة تقوم في المقام الأول على الحوار .. وأيضاً من حواره معهم عندما طلبوا منه أن يأخذوا يوسف معهم

مضطرة للخروج الآن وسأعود لاحقاً لأكمل .. ربما في الغد إن شاء الله

غير متصل ♥ أرزة لبنان ♥

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1156
  • الجنس: أنثى
رد: آباء وأبناء
« رد #23 في: 2008-07-07, 22:52:20 »
فهمت عليكي

مش مشكلة ف الإنتظار

وخذي وقتك


ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #24 في: 2008-07-12, 21:34:32 »

عودة إلى الفجوة بين الأجيال

قد يكون السبب فيها جيل الآباء بإهمالهم احتياجات الأبناء المعنوية والتركيز على الاحتياجات المادية

ربما يكون السبب جهل الآباء بأصول التربية
أو إهمالهم لها رغم علمهم بها لضيق الصدر أو الانشغال بأمور المعيشة أو لأي سبب آخر

ربما يكون السبب إلقاء أحد الأبوين مهمة التربية على عاتق الطرف الآخر وحده

ربما يكون لسبب خارج الأسرة كالبيئة والأصدقاء الذين قد يؤثرون بشكل ما على تشكيل أفكار الأبناء ويكون تأثيرهم أكبر من تأثير الآباء

ربما وربما وربما..............

هناك احتمالات كثيرة

ولكن هذه الصورة التي نشاهدها عبر القصص القرآني لعلاقة أب بأبنائه

علاقة مرت بتغيرات متعددة

أظنها تعطينا إضاءة لجانب من جوانب الفجوة بين الأجيال والتي يكون السبب فيها الأبناء وليس الآباء

لماذا أقول أن السبب فيها الأبناء؟
لأن الأب هنا نبي كريم اصطفاه ربه لتربية قومه فلا يمكن أن نتصور أنه عجز عن تربية أبنائه
ولا يمكن أن نقول أن ميله القلبي لأحد أبنائه يمكن أن يكون سبباً معقولا لحدوث فجوة بينه وبين باقي الأبناء
فقد كانت فاطمة رضي الله عنها أحب بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى قلبه وكانت بنت أبيها فلم يدفع ذلك أخواتها الكريمات إلى شعور أو فعل ينم عن غيرة أو غيرها

والأخ الذي غار منه أبناء يعقوب كان ربه يعده للنبوة فلا يمكن أن نتصور عيباً في أخلاقه يبرر موقف إخوته منه


(إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنّا).

برروا شعورهم الزائف بالظلم بأن أباهم يحب يوسف وأخيه أكثر من حبه لهم
ولم يتوقفوا لحظة ليتساءلوا عن سبب حب أبيهم ليوسف ويبحثوا في أخلاقهم وطباعهم عما ينقصهم ليكونوا مثل يوسف لعلهم يحصلون بذلك على حب أبيهم مثله
وبدلا من ذلك اختاروا الأسهل وهو اتهام أبيهم بأنه السبب وأنه المخطيء بدلا من اتهام أنفسهم حتى لا يواجهوا أنفسهم بعيوبها وحقيقتها
وجدوا الأسهل تعليق نقصهم وسوء خلقهم في رقبة غيرهم


(إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)

ما أشبه ذلك بما فعل قابيل بأخيه هابيل
تقبل الله قربان هابيل لإخلاصه
وبدلا من أن يبحث قابيل عن سر قبول الله تعالى لقربان أخيه ليفعل مثله ويستغفر ربه على تقصيره
ويعترف بأنه مخطيء وجد الأسهل أن يفجر غضبه في أخيه

وفي الحالتين كان الحل الذي توصل إليه الغافلون هو : القتل
قابيل عزم ونفذ بإصرار وشدة وقسوة فأصبح من الخاسرين

ولكن إخوة يوسف كان بينهم من تردد واختاروا حكماً أخف من القتل الفوري
ولعلهم مع الشر المتمكن منهم وقتها كان بقلبهم بصيص من خير هيأ لهم توبة وهداية فيما بعد

المهم
كيف كان شعورهم وكيف كانت أفكارهم تجاه أبيهم وقت شعورهم بالغيرة من أخيهم؟
كانوا يرون أن أباهم مخطيء
أليس كذلك؟

فهل كانت رؤيتهم هذه صواب؟
بالطبع لا .. فأبوهم نبي كريم أي أنه في الدرجات العليا للكمال الخلقي والنفسي للبشر
والأنبياء لهم قبول رباني لدى أهل الخير .. لا يبغضهم ولا يتهمهم  إلا غافل عن الحق أو شرير لا يرجى منه خير

فإذن يمكن أن تكون صورة الآباء في عيون الأبناء - والتي يبنون عليها أفكارهم عن آبائهم - ممكن أن تكون خاطئة وقاصرة
فهي قاصرة من جهتين :
1- لأنهم لم يمروا بتجربة أن يكونوا مسؤولين عن صغار يربونهم سواء كانوا آباء بالدم أو بالتربية فكيف يفهمون نفسية المربي المسؤول
2- فارق السن والتجربة تعطي للإنسان أبعاداً أخرى في رؤيته للأمور

فهل الحل هو الحوار واقتراب الآباء من الأبناء كما قالت أرزة لبنان؟
بالطبع هذا حل مطلوب بشدة  بل وواجب لابد أن يقوم به الآباء
ولكن إن صارت الأمور إلى سيء وأسوأ فلا يمكن أن نتهم الآباء وحدهم بعدم احتواء الأبناء فقد يكون التقصير من الأبناء لا من الآباء

يا أباء ويا أمهات ويا كل مربي
افتحوا جسراً من الحوار مع أبنائكم
استمعوا إليهم واصبروا عليهم وترفقوا بهم
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم

ويا أبناء ويا بنات
رفقاً بآبائكم فهم بشر مثلكم يشعرون ويحلمون ويفرحون ويحزنون مثلكم
لهم الحق في الحياة مثلكم وليسوا مخلوقات جاءت إلى الدنيا لتحقيق رغباتكم كما ترسمونها لا كما يجب أن تكون
استمعوا إليهم وصدقوهم .. قبل أن تثبت لكم الأيام صدق حديثهم .. ووقتها ربما لا يكونوا موجودين لتخبروهم باكتشافكم

أبناء يعقوب كانوا محظوظين
كان أبوهم موجوداً
وأخوهم كذلك
اعترفوا بذنبهم قبل فوات الأوان
وانتهت الحكاية نهاية ترضي الجميع


قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ

قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ



رحم الله آباءنا وهدى أبناءنا

 
« آخر تحرير: 2008-07-12, 21:45:02 بواسطة ماما فرح »

غير متصل ♥ أرزة لبنان ♥

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1156
  • الجنس: أنثى
رد: آباء وأبناء
« رد #25 في: 2008-07-13, 16:07:40 »
شكرا يا ماما فرح على الشرح والتوضيح

يعني الكلام صحيح :

فإذن يمكن أن تكون صورة الآباء في عيون الأبناء - والتي يبنون عليها أفكارهم عن آبائهم - ممكن أن تكون خاطئة وقاصرة
فهي قاصرة من جهتين :
1- لأنهم لم يمروا بتجربة أن يكونوا مسؤولين عن صغار يربونهم سواء كانوا آباء بالدم أو بالتربية فكيف يفهمون نفسية المربي المسؤول
2- فارق السن والتجربة تعطي للإنسان أبعاداً أخرى في رؤيته للأمور

وبدك يسمعوا ه الحكي :

يا أباء ويا أمهات ويا كل مربي
افتحوا جسراً من الحوار مع أبنائكم
استمعوا إليهم واصبروا عليهم وترفقوا بهم
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم

....................................................................

وشكرا إلك كتييييييييييييير

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: آباء وأبناء
« رد #26 في: 2008-07-14, 08:15:05 »
 :emoti_133:

جزاك الله خيرا يا ماما فرح على هذا الموضوع الجميل والهام..

وبانتظار المزيد emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #27 في: 2008-08-10, 14:50:45 »

شكراً لأرزة لبنان وماما هادية

أواصل في المداخلة القادمة رحلتنا مع الآباء والأبناء

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: آباء وأبناء
« رد #28 في: 2008-08-10, 15:06:36 »

شكراً لأرزة لبنان وماما هادية

أواصل في المداخلة القادمة رحلتنا مع الآباء والأبناء


بانتظارك  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #29 في: 2008-08-10, 15:08:16 »

الصورة السابقة (وصية يعقوب عليه السلام لبنيه عند وفاته)

كانت صورة لوداع الحياة وليس بالقلب إلا حب الله والحرص على استمرار الدعوة إليه

والصورة التالية : صورة لاستقبال حياة جديدة وليس بالقلب إلا حب الله والحرص على استمرار الدعوة إليه أيضاً

انظروا معي بقلوبكم إلى هذه الصورة الرائعة:

إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

آل عمران (35)

أم لاتملك إلا جنيناً لم يزل بعلم الغيب

لم تفكر أن يكون سنداً لها في وحدتها أو عوناً لها على مطالب العيش وقد صارت وحيدة بلا زوج

بل وهبته سعيدة مخلصة محرراً خالصاً لخدمة دين الله

وعندما جاء الوليد إلى الدنيا انتبهت لما لم تحسب له حساباً .. فقد كان الوليد أنثى لاتصلح لخدمة المعبد

والله تعالى أعلم بنيتها وإخلاصها وأعلم بما قدمت

وتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً ورزقها من يكفلها وطهرها واصطفاها واستعملها فيما يرضيه واصطفاها لتكون أم رسول كريم من أولي العزم

حياة كريمة مباركة كانت بدايتها قلب مخلص أراد تقديم ما في وسعه لله رب العالمين

-------------------------------------------

طبعاً لن تتكرر القصة في زماننا بهذه التفاصيل فقد مضى عهد الرسل والأنبياء

ولكن تبقى العبرة والحكمة نستخلصها

هل فكر أحدنا يوماً أن يفعل شيئاً لنصرة الدين أو لنيل رضا الله ثم وجد أنه لايملك إلا أقل القليل ؟

أو جاءت نتيجة عمله أقل قليلا أو كثيراً مما كان يرجو ويتوقع؟

فانزوى وترك العمل خجلا من تواضعه الشديد أو يأساً من نتيجة سريعة أو مرضية أو مساوية للجهد المبذول

مؤكد أني سأجد إجابات كثيرة بـــ " نعم " ممزوجة بالحسرة

هكذا حزنت أم مريم عندما وجدت أن الوليد أنثى

ولكن للأمر حسابات أخرى وحكمة بالغة من رب العالمين لايمكننا الإحاطة بها

ما علينا إلا تقديم ما يمكننا بإخلاص

وعلى الله التوفيق وتيسير السبيل


وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ  
« آخر تحرير: 2008-08-10, 16:31:38 بواسطة ماما فرح »

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #30 في: 2008-08-10, 16:02:11 »

مازلنا مع أم مريم ونذرها عند استقبال حياة جديدة :

كل منا يكون في مرحلة ما من حياته واقفاً على عتبات حياة جديدة أو بداية جديدة

مرحلة دراسية جديدة

عمل جديد

زواج

انتظار مولود قادم

توبة من ذنوب وبداية جديدة مع الله تعالى

...............................

وهناك الكثير غير ذلك من لحظات البداية في حياة كل منا

فهل سنتوقف ونفكر فيما يمكننا تقديمه لربنا وديننا ؟

أم سنكتفي بشعور مؤقت بالفرحة باللحظة ثم نمضي في الدنيا بلا أثر ؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: آباء وأبناء
« رد #31 في: 2008-08-10, 21:56:02 »
ما شاء الله

جميل جدا يا ماما فرح...

لفتة رائعة...

اقتباس
هل فكر أحدنا يوماً أن يفعل شيئاً لنصرة الدين أو لنيل رضا الله ثم وجد أنه لايملك إلا أقل القليل ؟

أو جاءت نتيجة عمله أقل قليلا أو كثيراً مما كان يرجو ويتوقع؟

فانزوى وترك العمل خجلا من تواضعه الشديد أو يأساً من نتيجة سريعة أو مرضية أو مساوية للجهد المبذول


ولكن كيف نحافظ على التوسط بين هذا الحال، وبين حال من يعمل عملا قليلا بالفعل، ولكنه يرى عمله كبيرا وضخما ويفرح بنفسه، فيقع في قوله تعالى (ولا تمنن تستكثر) وقوله (لا تمنوا علي إسلامكم) ؟؟
« آخر تحرير: 2008-08-10, 22:05:43 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #32 في: 2008-08-12, 14:29:23 »

اقتباس
هل فكر أحدنا يوماً أن يفعل شيئاً لنصرة الدين أو لنيل رضا الله ثم وجد أنه لايملك إلا أقل القليل ؟

أو جاءت نتيجة عمله أقل قليلا أو كثيراً مما كان يرجو ويتوقع؟

فانزوى وترك العمل خجلا من تواضعه الشديد أو يأساً من نتيجة سريعة أو مرضية أو مساوية للجهد المبذول


ولكن كيف نحافظ على التوسط بين هذا الحال، وبين حال من يعمل عملا قليلا بالفعل، ولكنه يرى عمله كبيرا وضخما ويفرح بنفسه، فيقع في قوله تعالى (ولا تمنن تستكثر) وقوله (لا تمنوا علي إسلامكم) ؟؟

أظن هناك فارق في نظرة العامل لعمله

من أتحدث عنه كشبيه لأم مريم هو من يستقل عمله أي يراه قليلا فيدفعه ذلك لليأس أو الإحجام أو الاجتهاد لمزيد من العمل

أما الآخر فهو يستكثر عمله من البداية ويراه كبيراً فيكتفي بما قدم دون أدنى قلق

هنا أتكلم عن من يقلق - والقلق صحي جداً هنا ولكن بشرط ألا يدفع صاحبه للخجل واليأس والإحجام

أما إن دفعه القلق لمزيد من العطاء والبذل ففي هذا فليتنافس المتنافسون


 


« آخر تحرير: 2008-08-12, 14:32:16 بواسطة ماما فرح »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: آباء وأبناء
« رد #33 في: 2008-08-12, 22:36:44 »
شكرا لك يا ماما فرح

ومتابعون

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #34 في: 2008-08-15, 14:34:21 »

آباء وأبناء

صورة لوداع الحياة وليس بالقلب إلا حب الله والحرص على استمرار الدعوة إليه (وصية يعقوب لبنيه حين حضره الموت)

تبعتها صورة لاستقبال حياة جديدة وليس بالقلب إلا حب الله والحرص على استمرار الدعوة إليه أيضاً (نذر أم مريم )

تتبعهما صورة ثالثة لاتقل جمالا وطهراً عن سابقتيها :

الدعاء بحياة جديدة لم تقدر بعد من أجل نفس الهدف السامي

فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا  قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) آل عمران


زكريا عليه السلام عندما رأى أثر رحمة ربه على مريم عليها السلام سارع وتوجه بالدعاء راجياً من الله ذرية طيبة

طلب ذرية – حياة جديدة لم يستقبلها بعد - فلماذا؟

وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) سورة مريم

دعا بالذرية الطيبة ليكون له ولد يرث العلم والنبوة والإصلاح في الأرض

تأملوا الصورة .. ما أجملها ..

فلنأخذ منها لمحتين أو ثلاثة :

الأولى :

 أن نتذكر ونحن نتمنى وندعو الله الرزق والخير أن يكون في نيتنا نصيب للدعوة إلى الله

إن سألنا المال أو الولد فليكن في نيتنا أن يكون بعضه لخدمة الدين – إن لم يكن كله

والثانية:

إن رأينا أثر نعم الله ورحمته على خلقه فلنسارع بالدعاء لأنفسنا بمثله أو بغيره  بنية الخير لا الطمع في الدنيا فقط

أرأيتم كيف سارع زكريا عليه السلام بالدعاء عندما وجد عند مريم رزقاً بغير حساب ؟

الثالثة :

أرأيتم أين كان زكريا عندما استجاب ربه لدعائه؟

فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى .......... (39) آل عمران

كان في رضا ربه قائماً يصلي في المحراب

هل ندعو الله بالخير ثم يجدنا الله حيث لا يرضى؟

أظننا نفعل أحياناً 

اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين

 
« آخر تحرير: 2008-08-15, 15:11:44 بواسطة ماما فرح »

امينة

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #35 في: 2008-08-15, 21:03:26 »
 :emoti_133:

بارك الله في حضرتك و جزاك خيرا يا ماما فرح  emo (30):

موضوع رائع و مفيد جدا يفتح لنا ابصارنا و عقولنا  emo (30):

جزاك الله الجنة

متابعون

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #36 في: 2008-08-15, 21:05:31 »

الله يكرمك يا أمينة  emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: آباء وأبناء
« رد #37 في: 2008-08-21, 23:24:02 »
اقتباس
كان في رضا ربه قائماً يصلي في المحراب

هل ندعو الله بالخير ثم يجدنا الله حيث لا يرضى؟

أظننا نفعل أحياناً

اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين

 

لفتة رائعة
بارك الله بك وفتح عليك

اللهم اغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين
يا مالك يوم الدين، اهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين

آمين
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #38 في: 2008-08-22, 08:41:32 »

آمين

ماما فرح

  • زائر
رد: آباء وأبناء
« رد #39 في: 2008-08-24, 13:41:01 »




وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

الأنعام (74)

شاب يرى الكفر حوله في كل مكان.. في أسرته وفي مجتمعه بأكمله

يعيش في أرض ليس بها مؤمن واحد

ما أصعب هذا الموقف

وكيف يتعامل مع أبيه ؟


وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)سورة مريم

يا أبت .. يا أبت .. يا أبت .. يا أبت ..

استشعروا في النداء كم كانت رحمة إبراهيم بأبيه الكافر !

هل هكذا نخاطب آباءنا وأمهاتنا وهم مسلمون؟   :emoti_64:

من منا يحدث أباه فيقول له : يا أبي.............

أو يحدث أمه فيقول : يا أمي...........

---------------

نعود لأبي إبراهيم .. هدده وعنفه وطرده فماذا كان رد إبراهيم؟ emo (30):

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي

ولكن علمه ربه أنه لايجوز لمؤمن أن يستغفر لكافر وجبت له النار :

مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)
التوبة

--------------------------------------


بم نرد على آبائنا إن نصحونا بهدوء أو علا صوتهم علينا قليلا؟

أو سألونا: هل صليتم أم ليس بعد؟

لاتعليق .

لا .. بل لدي تعليق  emo (30):


منذ شهور رأيت مشهداً عجيباً

في أحد الشوارع الجانبية كنت أنتظر جارتي التي دخلت لشراء أشياء من متجر

رأيت شاباً في العشرينات من عمره يخرج وسيدة كبيرة في السن- أغلب الظن أنها أمه-  من سيارة ويتحدث معها قليلا ويبدو عليه أنه متعجل .. ثم تركها وابتعد لعدة أمتار وهو يسير مسرعاً .. ولكن نادته أمه فعاد إليها ووقف يتحدث معها قليلا ثم ..... ثم صافحها وقبل يدها ..

آه والله قبل يدها .. ثم تركها ومضى على قدميه وركبت هي السيارة

هل هذا المشهد مألوف؟

 emo (30):

ربما ..

وإن كان نادراً .. ولا أطلب عودته ولكن على الأقل لماذا لا نعيد ما هو أقل بقليل

فلنخفض أصواتنا عند الحديث مع أمهاتنا وآبائنا

اللهم اغفر لهم ولنا وارحمهم كما ربونا صغاراً وأهملناهم كباراً وقسونا عليهم حين احتاجوا منا بعض الرفق

 
« آخر تحرير: 2008-08-24, 13:53:15 بواسطة ماما فرح »