لا أريد أن أتجنى على الآباء؛ فلا أدري بعد ماذا سأفعل حينما أكون مكانهم بعد عمر قصير إن شاء الله
ولكن يروى أن الإمام مالك رضي الله عنه سأل ابنه عمن يتمنى أن يصبح مثله حين يكبر، فأجاب الولد أنه يريد أن يصبح مثل أبيه!، وبقية القصة أن الإمام لم تعجبه الاجابة وطلب من ابنه ان يتعلق بعظيم حتى يصبح شيئا، وقال له كنت في سنك اتمنى ان اكون كعلي بن ابي طالب، فما صرت إلا مالك!
الشاهد هنا: هو أن هذا الولد لم ير أفضل من أبيه كي يتمنى أن يصبح مثله، رغم أن الولد معاشر لابيه ملازم له ليل نهار، والملازمة تكشف ما لا تكشفه المعاملة الخارجية، ولكن لم يكن لدى الإمام مالك ما يخفيه عن الناس ويستاء منه ولده، فضرب مثلا ناصعا في القدوة الحسنة
وأعرف أسرة بدأت عهدها مع أولادها بشيء من الحزم فنشا الاولاد على حفظ القرءان وحب المساجد والتفوق المدرسي واستبدل الوالدان لهم الاغاني والافلام بالاناشيد.. ولكن عندما كبر الاولاد وبداوا يرون الحياة المختلفة لدى اقرانهم، ضغطوا على الابوين، وبرايي ان الابوين لو بصرا ابناءهما بما هم فيه من نعيم وصبرا عليهم قليلا لاجتازوا المحنة، ولكنهما ضعفا وبدا الامر ينفتح شيئا فشيئا، فدخلت تلك التي تلومونها الان .. وتحول موقف الابوين من المُنَشِّئ الذي يحتوي نبته، الى بعض المقويات التي تفلح وتخطئ، بل تخطئ اكثر مما تفلح
فإذا صدق الوالدان مع ربهما، وثابرا في طريقهما، اعتقد يكون التوفيق من الله حليفهما
ولا داع للاستشهاد بمثل ابن نوع عليه السلام، فما جرنا الى الوراء سوى تلك الامثال .. هذا كان تقدير من الله، لحكم ما، اما نحن فعلينا التزام الجادة قدر الطاقة