أنا أقول لك أني أبذل الجهد قدر استطاعتي وسط مؤثرات خارجية تقاوم عملي
لا ألغي ضرورة بذل الجهد
ولا ألغي المؤثرات الخارجية بما فيها المشيئة أو قل قضاء الله الذي قد يغير ما نويته أو ييسره لي من حيث لا أعلم
ولا ألغي أني محاسبة على ما قدمت - ولكن لحسن حظي أن الله تعالى هو الذي سيحاسبني لا البشر
أنت تثبت الأولى والثالثة وتنفي الثانية
وأنا أثبت الثلاثة
على هذا التبيين، فأنا أيضا لا أنكر الثانية، بل لا ينكرها إلا مغفل، ولكن أنكرت الاحتجاج بها، وفرق ضخم بين الاحتجاج بالمؤثرات الخارجية وبين طلب العون عليها، فيوسف عليه السلام لم يقع في الخطأ متعللا بأنه كان مملوكا لامرأة العزيز، لا يملك من أمره شيئا، وإنما أداه اعترافه بهذه المؤثرات الخارجية إلى أن يطلب العون والمساعدة ممن يقدر على ذلك
فالطالب المقيم بعيدا عن كليته مثلا لا بأس إن طلب سكنا قريبا، والطالب الفقير لا عليه إن طلب مالا، والطالب البليد مطالب بأن يبحث عمن يشرح له، وهكذا ...
وإنما ما أنكرته أن يجلس الثلاثة يبكون حظوظهم السيئة حتى نهاية العام، ثم يتبعون بكاءهم الأول ببكاء على الرسوب!
فلست مشددا على الناس، بل أود لو طبقت قوله صلى الله عليه وسلم: يسروا ولا تعسروا، وسددوا وقاربوا، وبشروا ولا تنفروا..
ولكن أن أجد غير واحد وواحدة من جيل الآباء والأمهات يبكون حال أبنائهم وتاثرهم بالنت والفضائيات ولا يحركون ساكنا!.. حينها فلابد من "تبشيرهم" بأنهم سيكملون بكاءهم حين الحساب أمام الله، على ما فرطوا وقصروا، ولتكن المؤثرات ما تكون، فهم لم يفعلوا شيئا لدفعها أصلا، وربما ولا حتى الدعاء!
وكلامكم عن رحمة الله ومغفرته وعلمه بأعذار عباده ورأفته بهم، لابد أن ينتظم في سلك تلك الآية الكريمة: اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم
ومعاملة الله إن لم تُشدد بأوتاد الحب والخوف والرجاء معا، خيف على صاحبها الخروج عن دين الله!، بل ما كانت أصول البدع في الدين إلا من فقد أحدها، أو المبالغة فيه على حساب غيره.
وحتى يبين كلامي كما بان كلامكم، أقول: إن المؤثرات الخارجية تشكل كثيرا من أخلاق الأبناء بلا شك، وهي إن كانت صالحة وجب على الابوين حسن وضع الابن فيها، كبعض الجماعات الاسلامية التي تبحث عن "أشبال" لتحفيظهم القرآن وتربيتهم وتعليمهم كثيرا مما ينفع، ورغم تنوع اتجاهاتهم وأحوالهم إلا أنهم جميعا لا يخلون من خير، ومع ذلك نجد شريحة لا بأس بها تخاف من التعامل معهم كلهم هكذا باطلاق وتمنع أبناءهم عنهم، ... ثم يبكون بعد ذلك على رفقة أبنائهم الفاسدة!!!
سبحان الله، إن كنت قد منعتهم مجالسة الطيبين، فمن كنت تتوقع أن يجالسوا!
وقد تكون المؤثرات الخارجية سيئة، وهي أكثر ما تكون، كالتلفزيون والنت والمدرسة .. وقد كان الامر صعبا منذ فترة، فقد كانت وسائل استخدام هذه الادوات في الخير نادرا قليلا على غير مستوى جيد، وكان قليلا ما تجد بين المدرسين من يؤمن على الطلاب فعلا، ولكن الوضع الحمد لله تغير كثيرا الان .. فلم يعد للحجب والمنع أي معنى إطلاقا، وإنما بقي أن نخال الوالدين مرشدا لكفيف لا يرى بسيط الأرض من معوجها
ويحاسبان على قدر ما بذلا من جهد في ايصاله سالما، نجحا أو لا .. فهذه على الله!
ماما هادية:
قلت سابقا أن الشاهد الأهم من الموضوع هو الإيجابية التي تقابلها سلبية لدى أقرب الناس إلى الطفل وهم الأبوين ذاتهم!، فكم نسمع: هم أصلا مش متربيين! تقولها أم على أبنائها!
أصل العيال عندي مضيعين حياتهم في الأغاني، يقولها أب!!!!
سبحان الله، وكأن تربيتهم كانت مسؤلية غيرهم!
وحينما يتشملل أحدهما فانه يقف موقف الناصح الذي لا يملك من امر الولد شيئا!
وطبعا موقف الاب مع ابنه يختلف تماما عن واعظ بالمسجد مثلا
ولتعذرني أم توتة إن حسبتها من هذه النوعية