المحرر موضوع: التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية .............ماذا عنها ؟؟؟؟!!!!!!  (زيارة 156726 مرات)

0 الأعضاء و 6 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل (أبو عبد الله)

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 82
  • الجنس: ذكر
  • عـبـد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


دعونا نتفق على تعريف للتنمية البشرية : هي في نظري ليست علما من العلوم و لا فنا من الفنون ، بل هي محور أو موضوع واسع وغير محدد يهتم بتنمية كل ما يتعلق بالذات البشرية، و هذا الموضوع المستحدث أصبح يجمع كل ما يعتقد أنه يفيد البشرية فجمع بذلك عدة علوم و فنون (منها الصالح و منها الطالح)


قصدت بالترويج التسويق بمفهومه الاعتيادي، فكون موضوع التنمية البشرية أصبح رائجا ساهم في نشر بعض العلوم التي كانت كاسدة (في عالمنا العربي) كعلم النفس ، فاليوم عندما تذهب للمكتبات أو أجنحة معرض الكتاب تجد كتب علم النفس و علم الاجتماع و كتب الادارة  والقيادة في أروقة التنمية البشرية ، فمثل هذه الكتب و هذه العلوم  استفادت من الاهتمام  الكبير بالتنمية البشرية...
وهذا لا يقتصر فقط على الكتب بل تعدى إلى الدورات و المحاضرات و لو تأملنا برامج مراكز التنمية البشرية لوجدنا دورات تدريبية و محاضرات تعنى بالقيادة و الذكاء العاطفي يقدمها متخصصون .. وهذا ما يحسب للتنمية البشرية أليس كذلك؟

فهل نحن متفقون؟؟

وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا تسأم من الوقوف على بابه و لو طُردت؛ ولا تقطع الاعتذار و لورُدِدْت؛ فان فُتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين؛ ومد اليه يدك و قل له : مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء و المساكين


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
 :emoti_133:

أخي أبا عبد الله
ما هو الذكاء العاطفي
وما هي أنواع الذكاء الأخرى

رايتك تكرر هذا الكلام فكأنه موضوع أفادك أو أثار اهتمامك
فهل يمكن أن تشرحه لي
فلا أذكر صراحة انني قرأت عنه

بارك الله بك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل (أبو عبد الله)

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 82
  • الجنس: ذكر
  • عـبـد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


:emoti_133:

أخي أبا عبد الله
ما هو الذكاء العاطفي
وما هي أنواع الذكاء الأخرى

رايتك تكرر هذا الكلام فكأنه موضوع أفادك أو أثار اهتمامك
فهل يمكن أن تشرحه لي
فلا أذكر صراحة انني قرأت عنه

بارك الله بك



الذكاء العاطفي باختصار هو التحكم في المشاعر و العواطف وهو ليس بجديد فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم بألا نعضب ، و أن نغير هيئتنا بالجلوس او الوقوف أو شرب كوب من الماء اذا غضبنا ، بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم ، مثل هذه الحركات التي تمتص الغضب و غيره من الانفعالات أصبحت تدرس ضمن علم النفس الحديث تحت مسمى الذكاء العاطفي أما سبب تكراري له فبسبب أني وجدت ماما فرح و أسماء تقرّان أنه من علم النفس ، و لا أنكر أني شهدت محاضرة في  هذا الموضوع قدمها متخصص في علم النفس و في التعامل مع المراهقين واسمه مصطفى أبو السعد ، والذي نظم هذه المحاضرة مركز من مراكز التنمية البشرية!!!
و لمزيد من التفصيل أنقل لكم ما قالته ماما فرح عن الذكاء العاطفي





...
...
الكتاب ليس عربيًا وموضوعه علمي قليلا أو علم نفس
وهو كتاب مترجم نشرته : عالم المعرفة
وهي سلسلة يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت

الكتاب : الذكاء العاطفي
تأليف دانييل جولمان

الذكاء العاطفي مقصود به الذكاء الانفعالي
وهو غير الذكاء الأكاديمي المعروف الذي يوصل الفرد إلى التفوق في الدراسة وفهم الأمور المجردة
فالذكاء العاطفي يعني مجموعة السمات الشخصية التي تمكن الفرد من التعامل مع الغير وفهم مشاعرهم واتخاذ رد الفعل المناسب في الموقف المناسب وغير ذلك
فقد تجد مثلا شخص ذكي ومتعلم ومتفوق في دراسته لكنه عاش حياة عملية أقل كثيرا مما كان متوقعًا له
بينما آخر متوسط التعليم ينجح في حياته العملية وفي علاقاته مع من حوله رغم أنه أقل ذكاء من الأول
وسبب نجاحه هو هذه الصفات التي يمكن أن تقول أنها حسن التصرف مثلا أو الكياسة والتحكم في الانفعالات وحسن تقدير الأمور

والكتاب يشرح طبيعة عمل المخ بجزئيه الانفعالي والمنطقي

فالجزء الانفعالي هو جذع المخ وهو موجود عند الإنسان والحيوان
أما الجزء المنطقي وهو قشرة المخ فهو موجود عند الإنسان فقط




وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته


لا تسأم من الوقوف على بابه و لو طُردت؛ ولا تقطع الاعتذار و لورُدِدْت؛ فان فُتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين؛ ومد اليه يدك و قل له : مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء و المساكين


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاكم الله خيرا
اذن هو فعلا داخل ضمن علم النفس وعلوم التربية
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
أخي أبو عبد الله

يجب أن نفرق بين ما هو علم كعلم النفس وعلوم الإدارة

وبين الأخذ من هذه العلوم لحشو مواضيع التنمية والبرمجة

وأظن أن هذا هو مصدر اللبس

كالفرق بين طبيب تخرج من كلية الطب وبين قاريء جيد لكتب الطب

الأول طبيب حقيقي مارس المهنة يمكن الأخذ منه وأنت مطمئن

والثاني هاوي لايمكن أن تعتمد عليه في إجراء جراحة مثلا

أليس كذلك؟


« آخر تحرير: 2008-01-17, 02:03:23 بواسطة ماما فرح »

المحب لذكر الله

  • زائر
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


أخوانى فى الله وأخواتى فى الله

أخوكم فى الله المحب لذكر الله

عبدا ً لله فقير ذليل يرجوا من الله رضاه وعفوه أطمع أن تقبلونى أخا ً لكم فى الله وتسمحوا لى بالكتابة فى منتداكم الذىأبهرنى حقيقتا ً بكمية المعلومات التى يحتويها .

( أحمد رضا طعيمة ) والدى أحد الدعاة المعاصرين السائرين بإذن الله على الكتاب والسنة ( الشيخ رضا طعيمة )

فضل الله على أننى تربيت فى بيت لايجد غير التقى والإيمان والذل لله سبيل للحياة

بفضل الله أتممت دراسة (السيرة النبوية على يد الشيخ محمد حسان ومدارج السالكين والعقيدة الطحاوية على يد الشيخ محمد حسين يعقوب) وعدة فروع أخرى من العلوم الشرعية على يد علماء كبار ممن علموا الأمه وكانوا سببا ً فى قربها من الله عز وجل  .

أخوانى وأخواتى لا أريد الأطاله عن نفسى فأنا لست إلا عبد من عباد الله يسير على التى لا تساوى جناح بعوضة عند الله يرجوا من ملكه ومولاه أن يعفوا عنه ويرزقه حبه .

أن كنتم تسمحوا لى كضيف فيسعدنى الكتابة معكم فى هذا الموضوع فابفضل الله عند من العلم الكثير فى هذا الموضوع بالذات .



وجزاكم الله خيرا ً
[/size]

حازرلي أسماء

  • زائر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بك أخي المحب لذكر الله ، ... يسعدنا أن يكون بيننا من ترعرع في ربوع الدعوة لله
والمنتدى به إخوة لك بإذن الله

يسعدنا أن تضع أخي ما عندك لإفادتنا وإفادة إخوتنا المتابعين . ننتظر ما عندك بلهفة
بارك الله فيك
« آخر تحرير: 2008-04-10, 07:01:42 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


أخوانى فى الله وأخواتى فى الله

أخوكم فى الله المحب لذكر الله

عبدا ً لله فقير ذليل يرجوا من الله رضاه وعفوه أطمع أن تقبلونى أخا ً لكم فى الله وتسمحوا لى بالكتابة فى منتداكم الذىأبهرنى حقيقتا ً بكمية المعلومات التى يحتويها .

( أحمد رضا طعيمة ) والدى أحد الدعاة المعاصرين السائرين بإذن الله على الكتاب والسنة ( الشيخ رضا طعيمة )

فضل الله على أننى تربيت فى بيت لايجد غير التقى والإيمان والذل لله سبيل للحياة

بفضل الله أتممت دراسة (السيرة النبوية على يد الشيخ محمد حسان ومدارج السالكين والعقيدة الطحاوية على يد الشيخ محمد حسين يعقوب) وعدة فروع أخرى من العلوم الشرعية على يد علماء كبار ممن علموا الأمه وكانوا سببا ً فى قربها من الله عز وجل  .

أخوانى وأخواتى لا أريد الأطاله عن نفسى فأنا لست إلا عبد من عباد الله يسير على التى لا تساوى جناح بعوضة عند الله يرجوا من ملكه ومولاه أن يعفوا عنه ويرزقه حبه .

أن كنتم تسمحوا لى كضيف فيسعدنى الكتابة معكم فى هذا الموضوع فابفضل الله عند من العلم الكثير فى هذا الموضوع بالذات .



وجزاكم الله خيرا ً
[/size]

مرحباً بك أخانا في الله
وأغبطك على هذه الصحبة الطيبة من والد فاضل وشيوخ أفاضل بارك الله لهم ولك ونفع بهم وبك

يسعدنا أن تشاركنا في هذا الموضوع وغيره إن شاء الله

ومرحباً بك وسط إخوتك وجزاك الله خيراً   

جواد

  • زائر
أهلا بك أخي الكريم،

أرجوا أن يطيب لك للمقام بيننا..  emo (30):


حازرلي أسماء

  • زائر
:emoti_351: :emoti_351: :emoti_351: :emoti_351: :emoti_351: :emoti_351: :emoti_351:

محب الطبيعة .يا مرحبا يا مرحبا بك  ::)smile:
لا عليك يا محب الطبيعة الموضوع ليس صعبا جدا وليس سهلا جدا .... ولكنه يفهم ....وستفهمه بإذن الله
كل ما في الأمر أننا نتحدث عن طريقة يعتمدونها لتنمية المهارات نرى بها الكثير من الأخطاء التي يجب التنبيه إليها
هذا ما في الأمر  emo (30):

غير متصل عمر (محب الطبيعة)

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 531
  • الجنس: ذكر
شكرًا لك ا أسماء الآن فهمت ماذا تعنيه البرمجة اللغوية العصبية
 sm::))(

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام، أنقل لكم هنا اقتباسين من موضوع لي، ألخص فيه كتابا قيما للأستاذ محمد قطب، بعنوان (حول الـتأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية)
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1765.20

 لأنني وجدت لهما علاقة ماسة بهذا الموضوع




كيف يكون التأصيل الإسلامي
للعلوم الاجتماعية


تجدر الإشارة أولا إلى أننا اخترنا كلمة " التأصيل الإسلامي " بدلا من كلمة " الأسلمة " التي شاع استخدامها في الفترة الأخيرة ، لأن كثيرا مما كتب في مجال " أسلمة العلوم " لم يكن تأصيلا إسلاميا حقيقيا بالمعنى المطلوب ، بقدر ما كان اعتمادا للمفاهيم الغربية ، مع وضع " طلاء " إسلامي عليها ، يتمثل في بعض الآيات والأحاديث التي يرى مستخدموها أنها تناسب الموضوع !
التأصيل الإسلامي عمل مختلف .. إنه الانطلاق ابتداء من منطلق إسلامي ،  باستخدام الوسائل العلمية (التي طورها الغرب او غيره) والمشهود لها بالدقة والجودة، والتي تناسب البحث المطلوب، سواء التقى بعد ذلك في بعض الجزئيات أو لم يلتق مع ما كتبه الغرب في تلك العلوم .

 ففي التاريخ مثلا أو في الاجتماع قد نتفق معهم في رصد الظاهرة التاريخية أو الظاهرة الاجتماعية لأنها واقع مشهود لا يختلف الناس في رؤيته . ولكن تفسيرهم للظاهرة ، المنبثق من رؤيتهم الخاصة ، كثيرا ما نختلف معهم فيه ، لأن رؤيتنا ورصيدنا الواقعي والميزان الذي نزن به مختلف عنهم. وأوضح مثال على ذلك أنهم يرون أن إلغاء عالم الغيب ( الذي يسمونه الميتافيزيقا ) أو في القليل إهماله ، كان تقدما تاريخيا واجتماعيا وإنسانيا اكتسبه الغرب في عصره الحاضر ، بينما نرى نحن ذلك انتكاسة إنسانية لا تليق بالإنسان ..


يتبع





فصلت الفقرة السابقة في مداخلة مستقلة لاهميتها الشديدة
الاستاذ محمد قطب يتحدث عن علوم الاجتماع والعلوم الانسانية عموما
وانا اريد اسقاط نفس الكلام على الثقافات الجديدة الوافدة علينا تحت مسى (البرمجة اللغوية العصبية) (التنمية الذاتية) (علوم الطاقة) وغير ذلك من برامج تربوية، تتم أسلمتها لا تأصيلها اسلاميا، ويتم إحلالها رويدا وريدا -بما فيها من دخن وخبث- محل مناهج التربية الاسلامية والثقافة الاسلامية الاصيلة.... وتقوم بهذا -بكل اسف- جامعات ومعاهد معتمدة ورسمية، علما ان هذه المواد نفسها غير معتمدة في المعاهد العلية المرموقة في الدول التي صدرتها لنا... فيرجى الانتباه

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
وأنا أعيش مع هذه الفقرات رأيت مواءمتها لهذا الموضوع...

إذ كم يتحايل أهل هذه الممارسات على الناس باسم تحقيق المعجزات،بالعناوين الرنانة، بالإبهار والإدخال في عالم  خياله أكبر من حقيقته، بالتمويه والتدليس والكذب والنفاق والإيهام .... بينما في المقابل هذا هو منهج الله بين أيدينا ونحن نغفل عن أساليب تربيته القويمة الرائعة الذكية التي تسير مع الفطرة وتوائمها وتتوغل في أغوار النفس تعطيها حاجتها بما يناسب فطرتها وليس بما يتعارض معها أو بما يرفضها ....

تأملوا إخوتي هذه الفقرات معي والتي فيها تفسير أو لنقل تأملا وتعمقا مع معاني : "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"

والإسلام يحسب حساب الفطرة ; فلا ينكر مشقة هذه الفريضة , ولا يهون من أمرها . ولا ينكر على النفس البشرية إحساسها الفطري بكراهيتها وثقلها . فالإسلام لا يماري في الفطرة , ولا يصادمها , ولا يحرم عليها المشاعر الفطرية التي ليس إلى إنكارها من سبيل . . ولكنه يعالج الأمر من جانب آخر , ويسلط عليه نورا جديدا إنه يقرر أن من الفرائض ما هو شاق مرير كريه المذاق ; ولكن وراءه حكمة تهون مشقته , وتسيغ مرارته , وتحقق به خيرا مخبوءا قد لا يراه النظر الإنساني القصير . . عندئذ يفتح للنفس البشرية نافذة جديدة تطل منها على الأمر ; ويكشف لها عن زاوية أخرى غير التي تراه منها . نافذة تهب منها ريح رخية عندما تحيط الكروب بالنفس وتشق عليها الأمور . . إنه من يدري فلعل وراء المكروه خيرا . ووراء المحبوب شرا . إن العليم بالغايات البعيدة , المطلع على العواقب المستورة , هو الذي يعلم وحده . حيث لا يعلم الناس شيئا من الحقيقة .
وعندما تنسم تلك النسمة الرخية على النفس البشرية تهون المشقة , وتتفتح منافذ الرجاء , ويستروح القلب في الهاجرة , ويجنح إلى الطاعة والأداء في يقين وفي رضاء .
هكذا يواجه الإسلام الفطرة , لا منكرا عليها ما يطوف من المشاعر الطبيعية , ولا مريدا لها على الأمر الصعب بمجرد التكليف . ولكن مربيا لها على الطاعة , ومفسحا لها في الرجاء . لتبذل الذي هو أدنى في سبيل الذي هو خير ; ولترتفع على ذاتها متطوعة لا مجبرة , ولتحس بالعطف الإلهي الذي يعرف مواضع ضعفها , ويعترف بمشقة ما كتب عليها , ويعذرها ويقدرها ; ويحدو لها بالتسامي والتطلع والرجاء .
وهكذا يربي الإسلام الفطرة , فلا تمل التكليف , ولا تجزع عند الصدمة الأولى , ولا تخور عند المشقة البادية , ولا تخجل وتتهاوى عند انكشاف ضعفها أمام الشدة . ولكن تثبت وهي تعلم أن الله يعذرها ويمدها بعونه ويقويها . وتصمم على المضي في وجه المحنة , فقد يكمن فيها الخير بعد الضر , واليسر بعد العسر , والراحة الكبرى بعد الضنى والعناء . ولا تتهالك على ما تحب وتلتذ . فقد تكون الحسرة كامنة وراء المتعة ! وقد يكون المكروه مختبئا خلف المحبوب . وقد يكون الهلاك متربصا وراء المطمع البراق .
إنه منهج في التربية عجيب . منهج عميق بسيط . منهج يعرف طريقه إلى مسارب النفس الإنسانية وحناياها ودروبها الكثيرة . بالحق وبالصدق . لا بالإيحاء الكاذب , والتمويه الخادع . . فهو حق أن تكره النفس الإنسانية القاصرة الضعيفة أمرا ويكون فيه الخير كل الخير . وهو حق كذلك أن تحب النفس أمرا وتتهالك عليه . وفيه الشر كل الشر . وهو الحق كل الحق أن الله يعلم والناس لا يعلمون ! وماذا يعلم الناس من أمر العواقب ? وماذا يعلم الناس مما وراء الستر المسدل ? وماذا يعلم الناس من الحقائق التي لا تخضع للهوى والجهل والقصور ?!


من ظلال القرآن

ماما فرح

  • زائر

جزاك الله خيراً يا أسماء

ورحم الله الشيخ وأورثه ظلالا في الجنة

لا أدري لماذا تذكرت - وأنا أقرأ ما نقلت- تذكرت الاقتصاد الوهمي الذي أغرق به اليهود العالم

والأمة الوهمية التي عاشت ترضع أبنائها الحلم الأمريكي

والدولة الوهمية التي قامت بكذبة أنها شعب بلا أرض وجد أرضاً بلا شعب

وها هو علم وهمي يشكل العقول ويسوقها أمامه كالأنعام فتسير مغمضة العين مفتونة بالأحلام والمزيد من الأحلام




غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
سبحان الله يا أسماء

أنا أيضا عندما قرأت تفسير سيد قطب لهذه الآية، ربطته مباشرة بالبرمجة اللغوية العصبية، وقارنت بين المنهجين

منهج يعرض لك الحقيقة بسلبياتها وإيجابياتها، ويحثك على المضي قدما نحو الغاية العظمى، دون أن يهون لك من المصاعب، أو يضفي عليها عبارات براقة لتهون على نفسك، بل يشجعلك على تحملها والصبر عليها، لتصلي للثمرة الحلوة فيما بعد، ويبصرك بكل خبايا الطريق ومعارجه..

ومنهج يحاول إيهامك ألا شيء صعب، ولا شيء مستحيل، وان كل ما تكرهينه يمكن اعادة برمجتك لتحبينه، وان المشكلة في اسلوب تفكيرك وزاوية نظرك، وان لكل حقيقة وجهان...

فتح الله عليك يا أسماء وزادك من فضله

ورحم الله سيد قطب وجزاه عن المسلمين خير الجزاء

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
ماما فرح وماما هادية جزاكما الله كل خير

ماما فرح تذكرتِ كل ذلك لأنّ أساليب اليهود هي التمويه والكذب وبكاء التماسيح ولبس مسوح المظلوم المغبون

ونعم يا ماما هادية فمنهج القرآن الرباني التربوي منهج واضح بيّن ليس فيه تعرجات وإنما طريقه مستقيم، يعترف بالضعف البشري، والنفس البشرية المفطورة على كره كثير من الأمور واستصعابها، ويعلمها بسلاسة كيف تحسن النظر للأمور من زواياها الحقيقية . فيقرّ أن الأمر صعب وأن النفس تستصعبه ويمضي مبينا لها من بعدُ حقيقته حتى تذعن بإيمانها الكامل وبحب لفعله لما فيه من خير لا تراه عين النفس المجردة.

وقد استنتجت أنّ :

1- الإسلام صريح واضح لا يأتي مراوغا ولا مداهنا،ولا كاذبا، وإنما كل أساليبه وطرقه وتشريعاته وأحكامه واضحة تسري من النفس سريان الدواء من الجسم العليل الذي لا يعرف عافية ولا صحة إلا بتعاطيه، وهو حبة إثر حبة يعطي مفعوله، بما يتماشى وقدرات النفس وطاقتها وطبيعتها، فلا يعتسف بالإجبار والضغط، ولكن يستجلب القلوب بطواعية وحب للامتثال لتعاليمه .

2- الإسلام لا يصدم النفس البشرية بالتكليف الشاق من أول وهلة ولكنه يفتح لها منافذ المعرفة بالحكمة وعدم الحكم على ظواهر الأمور وأنّ الخير ليس خيرا محضا بمجرد أن يبدو خيرا وأنّ الشر ليس شرا محضا بمجرد أن يبدو شرا .

3- الله إذ يبين للمؤمنين صلاح الأمر فيما يبدو أحيانا شرا وفساده فيما يبدو أحيانا خيرا يفتح لهم بابا للتحذّر وللنظر الثاقب وللتأمل في الحياة ومراميها البعيدة،وعدم الاقتصار على الحكم السطحي الناتج عن النظر للظاهر.

4- الإيحاء بعلم الله بحقائق الأمور وجهل الإنسان بها، يلقي في النفس طمأنينة ورضى وتوكلا صادقا على الله، ذلك بأن يجتهد الإنسان ويسعى ويفعل ما بوسعه، ويتخذ الأسباب ولكنه يكل أمره لله، يطمئنّ لأمره وحكمه وتصريفه للأمور بيقينه أنّ علم الله الذي لا يحيط به الإنسان هو الذي يجعل الحال على ما هو عليه، فهو السلم النفسي بالرضى والتسليم لما يكون.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
 :emoti_133:

هذا الموضوع من أفضل المواضيع التي تم تقديمها في منتدانا من وجهة نظري

وقد وجدت مؤخرا أن الدكتور راغب السرجاني حفظه الله قد قدم ثلاث حلقات عن البرمجة اللغوية العصبية على قناة الناس
ضمن سلسلة "تاريخ الإسلام"
والحلقات موجودة على موقعه وعلى اليوتيوب أيضا

وهي من أجمل ما شاهدت او قرأت حول هذا الموضوع، للعقلانية والموضوعية الشديدة التي يناقش بها الموضوع
والعلمية التي يتناوله بها

وإليكم بعض المقاطع وأتمنى ان تحاولوا مشاهدة الحلقات كلها


http://www.youtube.com/watch?v=kKnskpEhY5Y


http://www.youtube.com/watch?v=0Wx4XR4_JFE&feature=related


 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
هذا الموضوع من السجلات التاريخية لأيامنا الحلوة  ::)smile:.... جزاك الله خيرا ماما هادية سأحاول متابعة ما وضعت بإذن الله  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

 إنسان بسيط ، قدراته الحياتية أقل من بسيطة ، عازب ، ما يزال طالبا جامعيا ، والده هو المسؤول عن كل مصروف وعن كل نفقة ، ليس لديه أي مورد مالي آخر .....
يولع بالتنمية البشرية ، يصرف لأجلها الأموال الكثيرة ، وينبهر بالمدربين ، وبجملهم السحرية ، ويحلم أن يصبح يوما ما بمكان أحدهم ، يلقي ويقدم ويدرب وينال من الصيت ما قد نالوه  ، فيبحث عن مصادر دراستها وكيفياتها ، ويوغل في البحث ، ويتقدم به إلى أن يبدأ بحضور باكورة التدريبات في أول صيحتها ، ولا يفوت الفرصة ويتقدم به الحال شيئا فشيئا ، ويحضر الدورة تلو الدورة ، ويخطط لحضور أكبرها على الإطلاق مع أول فرصة يأتي فيها واحد من أكبر أساتذتها البلد ، دورات تقدر بالملايين يعني بلغة الدينار عندنا وفي مصر بآلافات الجنيهات ، لا يبصر غيرها ، لم تعد تبدو له من الأولويات غيرها ......

هو الإبن الأكبر ..... المدلل رغم بساطة المستوى المعيشي ، لا يرفض له طلب وإننفذ بخيالية ، الوالد يملك قطعة أرض تدر بعض المحاصيل ، أصبح العائد منها يوجه لتلبية طلبه في الحصول على دورات تدريبية يقدمها الدكتور إبراهيم الفقي  بذاته !!!! ثم وقد دخل الوالد في إطار تلبية طلبات العزيز الذي ينبئ فكره ونبوغه الفكري وذكاؤه بشيء فريد يستحق العناء ، يستدين لأجله ويقترض الأموال ، وهو المريض المصاب بداء ارتفاع الضغط وتصلب الشرايين ، ولم يعد يقدر على تسديدها لأصحابها ..........والإبن يأخذ عهدا على نفسه أن يعيد هو المال لأصحابه ، ولكن ما من حيلة .....لا يستطيع ما يزال طالبا ، لا يقوى على العمل ، مع تعوده على قضاء حاجاته بسهولة ، ودون أن يتجشم من الصعاب شيئا .....
قد باتت أطراف عقله مترامية في بيداء الحيرة ، هذا إذا تذكر بعمق وراح يقلب العواقب ، أما عادته فهي اللامبالاة وخاصة مع ما تعلم  من قواعد التنمية البشرية التي تعلمك دائما أن توحي لنفسك أن الأمر بسيط ....ولا يحتاج منك لإهدار طاقة !!!!

هذا واحد من الذين سحروا بهذه الصيحة ، فبنى كل حياته على أن يصبح مدربا متخصصا في هذا العلم ، كما بنى أيضا سلوكاته وتصرفاته على أدق الدقائق التي حصلها منه ........


أسعار خيالية ......................لماذا؟؟؟؟

وأول ما يخرج به المتحصل على هذه الدورات هو تعهده على ألا يخرج ما تعلمه لغيره إلا بالمقدار الذي يجب أن يكون (يعني أن يكون مقطرا مقترا) وبالطريقة التي يجب أن تكون ، فإن هذا العلم لا يعطى مجانا ......... وله قدره وقيمته التي يجب أن تصان وتحترم ، ويكون الحرص عليها من الذين تلقوه ودفعوا لأجله ....حذار فإن هذا العلم الذي حصلتموه أمانة لا تعطوها إلا بحذر شديييييييييييييد متنااااااااااااه  ...........

وبعد .......ماذا بعد ؟؟؟؟ حرص كبيييير على ما تلقوه ، حتى أنك إذا سألتهم أسئلة عما تلقوا توجب أن يغوصوا معك لا تجد منهم جوابا ، بل يتهربون وبذكاء والصمت عن الغوص فيهم سمة ، وليس معنى ذلك أنهم من المقلين في الحديث وإنما هم من أكثر المتحدثين ، ولكن في مواقف عديدة يكثر فيها السؤال عما يدرسون  هم الصامتون ......حتى يئين الأوان وتكون الطريقة المثلى وتقدر المقادير وتوضع الأسعار ، حينها يعطى منه وحتى عندها لا يعطى كل شيء .....



-----------------------

وأريد أن أخبرك يا شيماء أنّ التجربة التي مررت بها مع الأخ المدرب الذي كان معنا كان لها أشواط ، إذ وبعد يقيني من أن البرمجة اللغوية  العصبية والتنمية البشرية أصبحت دما يسري بعروقه وأنه ربما اقترب من عدّ أنفاسه بعدّادها ، حاولت أن أنتهج أسلوبا معينا لتخليصه من براثنها ، خاصة وقد عرفت أنه وهو المدرب كان أول المخدّرين بها ، ثم أنه كان شابا على خلق ، دارس للعلم الشرعي إذ أن تخصصه الجامعي علوم شرعية ، ثم تميزه الفكري والثقافي ،ومطالعاته الواسعة المتنوعة  فحز في نفسي أن يرزح شاب مسلم بهذه المواصفات والميزات تحت نير هذه الشعوذات والمبهرات التي تأخذ اللب وتسحر الأعين بممارسات إيحائية محضة تبعد شيئا فشيئا عن النهل من المَعين الصافي الذي بين أيدينا فبدأت معه بطريقة المناقشة والأخذ والرد وتوضيح كل ملتبس من أمورها وما يقابلها من مخالفة صريحة من الناحية الشرعية أو من الناحية العقلية الفكرية السليمة ، فكان أحيانا كثيرة يجد مهربا ويجد تأويلات ومبررات وتفسيرات ، وأحيانا أخرى يغير منحى النقاش من النقطة التي لا يجد سبيلا للخلاص منها ، -وطرق التهرب هذه بحد ذاتها من الطرق التي تعلموها-

ولكن وبعدما تيقنت أنه لا مجال لتغيير آرائه بهذه الطريقة وإقناعه وهو الذي تكبد لأجل دراستها ما تكبد من أهوال مادية كانت فوق طاقته أعلت على ظهره جبالا ما يزال ينوء بحملها ، زد أنه ما درسها إلا لانبهاره الشديد بها ، وزد أنه وهو على تلك الدرجة من الفكر والثقافة والذكاء من الصعب إقناعه بغير ما عقد العزم على تبنيه ، خاصة وأنه من الذين يتجهون لأسلمة هذه الممارسات تبعا لتخصص دراسته وهو الحافظ لكتاب الله والمعروف بين بني سنه وبلدته بفضائل الخلق وحسن السلوك وتميزه المعرفيّ ..

عرفت أنه لا جدوى من مناقشاتي له ، وخاصة بعدما عرفت أنه يشيع بين باقي الأعضاء أنني ضده وأعمل على إخراجه بعدما تبين له رفضي للتنمية البشرية  ، فأعدت حسابي ، وقلت كيف لي -وأنا التي أحمل لواء التغيير والعمل على استغلال طاقات الشباب المسلم فيما ينفع الأمة- أن أخسر شابا مسلما بطاقات معطاءة للأمة من جوانب عدة لأجل هذا الوافد الذي قد تتغير نظرته له يوما ما عندما يتقدم به العمر أكثر ويكسب من التجربة ما يجعله أوعى بخطورته ، وخاصة وأن بوادر الفكر النير تشع منه ومن قناعاته وبدا لي ضحية من ضحايا هذه الشعوذات -وإن كانت الحقيقة الكبرى أنّ المرء ضحية نفسه وأهوائها وعدم اتزانها- فغيرت معه الطريقة ولم أعد أناقشه عن التنمية البشرية وحاولت دفعه لأن يستثمر من طاقاته الفكرية  والجانب المشع عنده -وإن كان من الصعب ومن الداعي للتعجب اجتماع الإثنين في شخص واحد- في مجالات أخرى ولكن أمورا كثيرة علقت بشخصيته من خلال دراسته للتنمية البشرية ، وجعل يبثها فيمن حوله على نحو من الإيحاءات المستمرة والتوهم والإيهام أكثر من الحقيقة ،وحتى المعاملات كانت تبدو معاملات اصطناعية أكثر من أن تكون  واقعية وصادقة ، من حيث مجاراة الشخص المقابل له ، وتحسيس كل من يعامل معاملة فيها من الشدة اللازمة بوجوب حالتها أنه مظلوم وأنه المساند الوحيد له وإن كان الكل ضده ، لاستمالة ذلك الشخص وحتى يرى أنه الوحيد الذي يفهمه   واستشراء كثير من الأحكام النابعة من جذور هذه الممارسات بين باقي الأعضاء أإضافة إلى الإحساس بالزهوّ وهو يكسب في صفه من يريد كسبه بطرق الإقناع التي تلقنها .....خاصة وقد كان متقد الذكاء ....

إذن أخبرك يا شيماء بحكم التجربة أن الذي ينبهر بهذه الممارسات ويسري مفعولها به سريان الدم بالعروق تصبح في شخصيته خطورة على نفسه ذاتها ومن بعدها على الآخرين .....
 


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحسب ما تقولين يا أسماء عن هذا الشاب، انه أصلا كان شابا ناجحا، حافظا لكتاب الله على القراءات العشر، دراسا للعلوم الشرعية، متقد الذكاء...
وبالتالي لم يكن ينقصه شيء ليقبل على هذه العلوم...

فما الذي دفعه للاقبال عليها؟

لم يكن محتاجا لإطلاق العملاق في داخله كما يزعمون... فهل كان الهدف اكتساب القدرة على التحكم في الاخرين وتوجيههم؟



نعم يا ماما هادية وهذا ما جعلني أقول أنّ اجتماع الأمرين في شخص واحد مدعاة للتساؤل والحيرة والاستغراب ، فهذا الشباب وليس من قبيل المبالغة من أذكى من عرفت ، ومن أكثرهم اطلاعا وسعة معرفية اكتسبها من مطالعاته الواسعة ، وكان لذكائه دور هام في أن يتبنى فكرُهُ النيرَ مما يقرأ ، فقد قرأ لمحمد الغزالي رحمه الله جل ما كتب ولغيره الكثيرين من أقطاب الفكر السليم والفهم السليم لديننا  وقرأ للمفكر الإسلامي الفذ مالك بن نبي كل ما كتب ، وكان عاشقا له ولفكره المستنير ، وقرأ للقدماء من علماء ومفكرين من أمثال أبي حامد الغزالي ، وكتاباته من مثل تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت ، وقرأ للكثيرين وما يزال ذلك دأبه ، ومناقشاته الفكرية من أرقى النقاشات وأكثرها مجلبة للمنفعة والغذاء الفكري ،لا يكاد يذكر كتاب من الكتب إلا وجاء بما فيه وما كان محورا له ، ومن أحب الأوقات عنده مناقشات فكرية تطرح فكر فلان وفكر علان وتعرضهما للمقارنة والدراسة ، ودراسته للحضارات ومساراتها وكيف بدأت وكيف انحدرت وكيف سقطت ويسقط من هذا على ذاك بحكم تكرار ذات الأسباب وذات الظروف ،  وتحليلاته للأمور بات فيها من بعد النظر ما يدلل على حسن قراءته للواقع وحيثياته ....

ناهيك عن الغذاء الأكبر عنده القرآن الكريم الذي يواضب بشكل يومي تقريبا على مراجعته مما يسر عليه الاستدلال به ، -وللإشارة والشيء بالشيء يذكر- كانت له حصة أحكام التجويد ومخارج الحروف على مستوى الجمعية قدمها بطريقة فريدة ذكية جدا فيها من الإبداع في طريقة الطرح الشيء الكثير ، فجعل لمخارج الحروف قصة وللحروف ديارا كل واحد منها يسكنها ، فشدّ كل دارس للطريقة واستحسنها ووجد فيها من التشويق ولم ينس منزل كل حرف ومنزل جاره ....

لماذا يتبنى شاب بهذه المواصفات ممارسات كتلك ويعمل على نشرها بل يتعهد قبل نيله للشهادة بنشرها والعمل على بثها ؟ ذلك هو السؤال..... الإغراءات المادية ، إغراءات الأضواء في عصر يؤخذ فيه الشباب المسلم بكل وافد يحمل الجديد ..... اكتساب القدرة على التحكم بالآخرين هذه العناوين الثلاثة   هذه العناوين الثلاثة الأخرى لمعطيات أخرى ربما تكون في مجملها السبب .

ولكن من نقاط الضعف التي كنت أراها عليه رغم رباطة جأشه في مواقف عديدة بحكم ما تلقنه التنمية البشرية انفجاره أحيانا بطريقة من سئم الكبت وإظهار غير ما بداخله تماما ....


فقط للإشارة هذا هو الأسلوب الذي اتبعته مع الأخ الذي كان معنا ، تماما حاولت من بعد مرحلة النقاشات الصريحة والقوية  الأولى معه والتي باءت بالفشل ، أن أبين له أنني طالبة علم تريد أن تتعلم والتعرف على هذه الممارسات عن قرب ، وبدأت بطرق السؤال ، وكان في نيتي حقا يا ماما فرح ويا شيماء أن أعرف عنها أكثر حتى لا أبقى مجادلة عن غير علم بالخفايا ....

واكتشفت أنه هو ذاته لديه ما ليس له عنده محل من القناعة بخصوصها ، ولكنه يتغاضى ، وإن كان يبين لي دوما أنهم من دعاة أسلمتها يعني ما يكون موافقا للدين يقبل وما يكون غير ذلك يطرح ،فهم يريدون الإصلاح بها وفق ما ترتضيه الشريعة وليس الأخذ الأعمى ....

طيب لمَ ذكرت لك هذا ؟؟ انظروا يا إخوتي....
 التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية لها مفعول مشابه تماما لمفعول المخدرات ودارسها والممارس لها يخضع لما يخضع له الإنسان المتعاطي للمخدرات ، ففي البداية التأثير أقل ، ثم رويدا رويدا وشيئا فشيئا ، يستفحل الداء ، ويتمكن المخدر من جسمه درجة إثر درجة ، حتى يصل ذروة الإدمان فيصبح من الصعب جدا التخلص منها إلا برحمة من الله سبحانه ، وهذا ما رأيته فعلا وقد بدأ الأخ معنا وهو حاصل على دبلوم ثم على دبلوم أكبر بقليل ، ثم على درجة المدرب ، ثم على درجات أخرى في تخصصات منها ....وخاصة خزعبلات الطاقة وحالاتها السحرية

إذن فما أتمناه هو أن تكون هذه الفتاة في المراحل الأولى ولا تكون من الذين تقدم بهم الداء فيتعسر معه فهم الدواء ، ما أستطيع قوله هو أن الكثيرين من المدربين والممارسين هم أنفسهم صاروا في عداد المرض النفسانيين الذين يحتاجون حقا لمن يتدرج معهم ويصبر عليهم  ....

لست أبالغ في كل ما قلت ، وإنما هي الحقيقة التي عايشتها ... لذلك فالأمر أخطر مما نتصور ، أرانا الله الحق حقا ورزقنا اتباعه وأرانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه وقوى إيماننا وثبتنا على دينه ....

« آخر تحرير: 2010-02-18, 11:32:19 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*