المحرر موضوع: التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية .............ماذا عنها ؟؟؟؟!!!!!!  (زيارة 157325 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر

بحسب ما تقولين يا أسماء عن هذا الشاب، انه أصلا كان شابا ناجحا، حافظا لكتاب الله على القراءات العشر، دراسا للعلوم الشرعية، متقد الذكاء...
وبالتالي لم يكن ينقصه شيء ليقبل على هذه العلوم...

فما الذي دفعه للاقبال عليها؟

لم يكن محتاجا لإطلاق العملاق في داخله كما يزعمون... فهل كان الهدف اكتساب القدرة على التحكم في الاخرين وتوجيههم؟


نعم يا ماما هادية وهذا ما جعلني أقول أنّ اجتماع الأمرين في شخص واحد مدعاة للتساؤل والحيرة والاستغراب ، فهذا الشباب وليس من قبيل المبالغة من أذكى من عرفت ، ومن أكثرهم اطلاعا وسعة معرفية اكتسبها من مطالعاته الواسعة ، وكان لذكائه دور هام في أن يتبنى فكرُهُ النيرَ مما يقرأ ، فقد قرأ لمحمد الغزالي رحمه الله جل ما كتب ولغيره الكثيرين من أقطاب الفكر السليم والفهم السليم لديننا  وقرأ للمفكر الإسلامي الفذ مالك بن نبي كل ما كتب ، وكان عاشقا له ولفكره المستنير ، وقرأ للقدماء من علماء ومفكرين من أمثال أبي حامد الغزالي ، وكتاباته من مثل تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت ، وقرأ للكثيرين وما يزال ذلك دأبه ، ومناقشاته الفكرية من أرقى النقاشات وأكثرها مجلبة للمنفعة والغذاء الفكري ،لا يكاد يذكر كتاب من الكتب إلا وجاء بما فيه وما كان محورا له ، ومن أحب الأوقات عنده مناقشات فكرية تطرح فكر فلان وفكر علان وتعرضهما للمقارنة والدراسة ، ودراسته للحضارات ومساراتها وكيف بدأت وكيف انحدرت وكيف سقطت ويسقط من هذا على ذاك بحكم تكرار ذات الأسباب وذات الظروف ،  وتحليلاته للأمور بات فيها من بعد النظر ما يدلل على حسن قراءته للواقع وحيثياته ....

ناهيك عن الغذاء الأكبر عنده القرآن الكريم الذي يواضب بشكل يومي تقريبا على مراجعته مما يسر عليه الاستدلال به ، -وللإشارة والشيء بالشيء يذكر- كانت له حصة أحكام التجويد ومخارج الحروف على مستوى الجمعية قدمها بطريقة فريدة ذكية جدا فيها من الإبداع في طريقة الطرح الشيء الكثير ، فجعل لمخارج الحروف قصة وللحروف ديارا كل واحد منها يسكنها ، فشدّ كل دارس للطريقة واستحسنها ووجد فيها من التشويق ولم ينس منزل كل حرف ومنزل جاره ....

لماذا يتبنى شاب بهذه المواصفات ممارسات كتلك ويعمل على نشرها بل يتعهد قبل نيله للشهادة بنشرها والعمل على بثها ؟ ذلك هو السؤال..... الإغراءات المادية ، إغراءات الأضواء في عصر يؤخذ فيه الشباب المسلم بكل وافد يحمل الجديد ..... اكتساب القدرة على التحكم بالآخرين هذه العناوين الثلاثة   هذه العناوين الثلاثة الأخرى لمعطيات أخرى ربما تكون في مجملها السبب .

ولكن من نقاط الضعف التي كنت أراها عليه رغم رباطة جأشه في مواقف عديدة بحكم ما تلقنه التنمية البشرية انفجاره أحيانا بطريقة من سئم الكبت وإظهار غير ما بداخله تماما ....
« آخر تحرير: 2007-11-08, 14:43:47 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
عذراً لتاخري في الرد بالرغم من اهتمامي بالموضوع فقد توفت خالتي الحبيبه رحمها الله وغفر لها فلم اتمكن من الدخول.

انا بالفعل بحاجه لمساعدتكم فلم اهتم يوماً بهذا العلم ولم احاول حتى القراءه فيه بالرغم من محاولاتي السابقه في متابعت قناة سمارت ومتابعتي لد.ابراهيم الفقي .. الا اني وجدت نفسي في اثناء مشاهدت حلقاته انتظر ان يدعم كلماته بما يطمأن قلبي من ايات القرآن الكريم او احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فكنت كالذي ينتظر سماع كلمة عربية في خضم خطاب طويل بلغة اجنبيه لا يفقه فيها شئ. لذا توقفت عن المتابعه.

اما عن بناتي بالرغم من اعتراضي على تولي مسؤليتهن الا انهن الان في رقبتي وبكل خزي اشعر اني اقل بكثييييييييييييير من ان اكون من يوجه ويعلم فتيات في مثل ثقافتهن وعلمهن وادبهن ...

اما الفتاة التي اتحدث عنها ... فهي اخر سنه في الكلية .. شخصيتها قويه ومسيطره تستأثر بالحديث ودائماً احتاج لوقفات معها حتى لا تشرد بقية المجموعه ... قارئة ممتازه .. مثقفه ... ولكن اشعر ان هناك تضارب ما فيما قرأته
ان لم تجد اهتمام بما تهتم به من موضوعات التنميه البشريه والبرمجه اللغويه العصبيه تتخذ الصمت والبعد عن المجموعه وكانها تبني جدار بيننا وبينها
 لا اعلم لعلها ترى نفسها اكثر علماً أو اعلى شئناً من قريناتها بما انها خاضت هذا العلم وتريده كاساس تبنى عليه خطواتنا ...

بدأت تفقد اهتمامها بي لعدم اهتمامي بتلك الموضوعات او لعدم فهمي وقدرتي على مناقشتها على المستوى الذي تريده هي .. حتى انها بالتدريج قررت ان لقب معلمه او حتى خالتي  لم يعد يصلح لتناديني به ...

وحيده ليس لها صديقات .. صريحه ولا تخشى ان تنتقد اياً كان في حضوره او غيابه وان حاولت ان امنعها من نقض احدهم في غيابه اصرت على انها تستطيع ان تقول هذا الكلام في وجهه اذاً فهي لا تغتاب.

ليست كباقي الفتيات .. لا اعلم ما السبب .. لم اجد في عينيها اي فرحة عندما خطبت وعقد عليها ... عاملت الامر بلا مبالاة بل اشعرتني انه واجب عليها حتى ترضي من حولها ..

اقلق عليها لانها وحيده .. اجد زميلاتها مفعمات بالحيويه والنشاط يبذلون كل طاقه في سبيل الدعوه يحاولن جذب الفتيات الغير ملتزمات ولو على حساب مجهودهن واجتهادهن في الدراسه .. فيستخدمن تفوقهن كطعم راقي لفتيات غير ملتزمات ليكون باباً ليقنعهن بالالتزام ... او يكن شعلة نشاط من المسجد لجلسات العلم . من مقرأة في الجامعه الى صلاة جماعه ... ان قلت نحفظ سورة كذا كلها اجدهن منطلقات بحماس بينما هي منزويه لا ترد ... كل واحده منهن امسكت بقلمها تكتب افكارها او معلومه مهمه بينما ترفض هي الكتابه لان ليس لديها الرغبه

اتمنى فعلا ان لا تقرأ كلماتي هذه حتى لا ابعدها عني اكثر ... ولكني بالفعل خائفة عليها احزن لوحدتها ..

وللاسف في اخر مره ارجئت النقاش معها حتى افهم وادرس هذا المنهج الذي اتبعته فما استطعت ان اتحاور معها وكاني اتحدث بموضوع مختلفاً تماما عما تتحدث فيه حتى عندما استعنت بمن هن اكثر علماً مني واعلى شئناً مني ... وجدن جدار مبهم لا يستطعن اختراقه

أطلت عليكم ولكني فعلا ان لم استطع ان انفذ اليها باية وسيله فسأنسحب لاني لا اريد ان احمل مسؤليتهن فاسئ اليهن
« آخر تحرير: 2007-11-09, 03:20:27 بواسطة الشيماء »

ماما فرح

  • زائر

إنا لله وإنا إليه راجعون

رحمها الله وغفر لها وتقبلها في عباده الصالحين

البقاء لله



سأقرأ خرج الخط ولي عودة بإذن الله

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رحم الله خالتك يا شيماء وأسكنها فسيح جناته وعوضها أهلا خيرا من أهلها وجيرانا خير امن جيرانها ودارا خيرا من دارها
ولا حرمكم أجرها ولا فتنكم بعدها
وغفر لنا ولها

----------------------------

قرأت قصتك مع هذه الفتاة، وليس عندي حاليا إجابة

لكنني اعرف أن من الأساليب الاساسية لهذه الفنون إشعار المنتمين له بأنهم أعلى علما وأكثر فهما من الآخرين، وأن من لا يحسن التخاطب بلغتهم فهو أقل من أن ضيعوا وقتهم معه....

وبهذا ... تتكون خلايا من اتباع هذا النهج... منفصلة عن مجتمعاتها
متواصلة فيما بينها على مستوى العالم

هل تدركون معنى هذا؟؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحم الله خالتك يا شيماء وجعلها من أهل الجنة

أفهم كم تتمنين مساعدتها يا شيماء ، ولكنّ أمورا مبهمة تقف دون ذلك ....
بالنسبة للمتميزين أظنّ وحسب حالة الشاب التي ذكرتها لكم ثم حالة هذه الفتاة يا شيماء التي تتحدثين عنها ، أظنّ أن دراستهم للتنمية البشرية وهي فيها ما فيها من أساليب تجعل الإنسان يدخل عالم الغرور من أبوابه الواسعة
أنا واثق من نفسي ، أنا قادر ، أنا ممتاز أنا ممتاز أنا ممتاز ..... فماذا عن أناس لديهم درجات من التميز ويعجبون بهذه الممارسات .ويخوضون غمارها فيجدون ما يعزز لديهم الشعور بالتميز عن غيرهم وبأن لهم مَلكات خاصة ، يعني يا ماما هادية العملاق الذي بداخلهم تصيره الإيحاءات أكبر عملاق وأهم شأنا من غيره  .. ...
التنمية البشرية تنمي الغرور والإحساس بالأنا والذات أكثر من اللازم فربما لهذا وكما ذكرت ماما هادية ينمى لديهم الشعور بالأفضلية على الآخرين.


لكنني اعرف أن من الأساليب الاساسية لهذه الفنون إشعار المنتمين له بأنهم أعلى علما وأكثر فهما من الآخرين، وأن من لا يحسن التخاطب بلغتهم فهو أقل من أن ضيعوا وقتهم معه....

وبهذا ... تتكون خلايا من اتباع هذا النهج... منفصلة عن مجتمعاتها
متواصلة فيما بينها على مستوى العالم

هل تدركون معنى هذا؟؟


إنها مخططات وتخطيطات ، وإنها استهلاكات لعقول الشباب واستغلال لها ، وتنويم ، وإيحاء واستمالات .... وتخطيط على مدى بعيد ، وتكوين جماعات من أجل ولاء لجماعات أكبر .....................................
« آخر تحرير: 2007-11-09, 19:54:42 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر

شيماء

أول شيء استعيني بالله ولا تفكري في التخلي عنها فكل باب مغلق له بالتأكيد مفتاح إذا شاء الله له الفتح هدانا لمفتاحه
إذا فكرنا أننا علينا مسؤولية ما وأننا من سننجزها فلن ننجح
الحقيقة أننا نسأل الله أن ييسر لنا ويستخدمنا وسبحانه له في ذلك مايعجز اللسان عن وصفه
كانت داعية فاضلة تقول لنا في درسها:
أنا أجيء لكم ولا أعلم ماذا أقول في درس اليوم ولكن توفيق الله هو ما يضع على لساني ما أتكلم به

يبقى أول خطوة جددي النية وجددي الاستعانة بالله تعالى أن ييسر لك التعامل معها

تاني خطوة : هي شخصيتها والله أعلم قوية وعنيدة وغير مكترثة بالغير وتحب أن تكون القائد وزاد حالتها سوءاً ما أضافه لها هذا العلم من إحساس بالأفضلية بالإضافة إلى إحساسها بشبه انفصال عن الواقع الجاهل-من وجهة نظرها طبعاً- المحيط بها

إذاً أسوأ شيء ممكن تعمليه إنك تلعبي معها لعبة المعلمة التي توجه والتلميذة أو خالتو الكبيرة والطفلة الصغيرة
ستكشر لك عن أنيابها أكثر
هي تبني سور بينها وبينكم لأنكم تحاولون توجيهها في حين أنها ترى أنها تفهم أكثر منكم
فمحاولة التعامل معها من هذه الزاوية سلبياته كثيرة ولن يؤدي إلى النجاح

ما أظنه والله أعلم أن الأفضل أن تعكسي الوضع .. يعني هي المعلمة الكبيرة وأنت طنط لكن مفيش مانع تتعلمي منها وتستفيدي من خبرتها
يعني تفهميها أنك تحبين التعرف على البرمجة وأساليبها لأنك بدأت تنجذبي لهذا الفن وهي أفضل واحدة تشرحه لك
ولن تكوني خادعة لها في هذا الأمر بل فعلاً ابدئي في التعرف على البرمجة من خلالها وفي نفس الوقت اقرئي عن البرمجة على النت بقدر الإمكان

خلال هذا العملية ابدئي في مناقشة نقطة نقطة مما تعلمه لك ولكن باعتبارك تلميذة لا معلمة ولا ناقدة
يعني مثلا اطبعي من النت مقال يكون فيه مثلا الافتراضات المسبقة للبرمجة
واطلبي منها تشرحها لك وبعدين اقري عنها أكتر وارجعي ناقشي معها فرضية فرضية
وواحدة واحدة بالراحة كدة بعد ماتكون هي اتعودت انك تلميذتها السعيدة بها وترتاح لك وتتعود على الكلام كتير معك
ابدئي ساعتها دخلي أفكار المعارضين للبرمجة بالراحة خالص في مناقشتكم
يعني تقولي مثلا :
النهادة لقيت على النت مداخلة بتنتقد الفرضية كذا .. شوفي بيقولوا إيه؟
ساعتها ممكن تبدأ تفك التوتر شوية وتناقش عشان تفهمك لأنك مش فاهمة وليس لأنك بتعلميها اللي هي مش عارفاه

الخطة دى محتاجة صبر شديد ووقت وسعة صبر
لو صعب عليك تنفذيها شوفي حد تاني قريب منها وعنده القدرة على ذلك
ولا تيأسي وتتركيها وإلا تكوني بتسلميها لأهل البرمجة على النت ودول لو استلموا دماغها وأنتم بعيد عنها أظن هيكون خطر

ربنا ييسر لنا جميعاً ما يحبه ويرضاه


ماما فرح

  • زائر


لكنني اعرف أن من الأساليب الاساسية لهذه الفنون إشعار المنتمين له بأنهم أعلى علما وأكثر فهما من الآخرين، وأن من لا يحسن التخاطب بلغتهم فهو أقل من أن ضيعوا وقتهم معه....

وبهذا ... تتكون خلايا من اتباع هذا النهج... منفصلة عن مجتمعاتها
متواصلة فيما بينها على مستوى العالم

هل تدركون معنى هذا؟؟


لا حول ولا قوة إلا بالله
لم أفكر في هذا من قبل
مصيبة فعلاً

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا ماما فرح على ردك ، فقط للإشارة هذا هو الأسلوب الذي اتبعته مع الأخ الذي كان معنا ، تماما حاولت من بعد مرحلة النقاشات الصريحة والقوية  الأولى معه والتي باءت بالفشل ، أن أبين له أنني طالبة علم تريد أن تتعلم والتعرف على هذه الممارسات عن قرب ، وبدأت بطرق السؤال ، وكان في نيتي حقا يا ماما فرح ويا شيماء أن أعرف عنها أكثر حتى لا أبقى مجادلة عن غير علم بالخفايا ....

واكتشفت أنه هو ذاته لديه ما ليس له عنده محل من القناعة بخصوصها ، ولكنه يتغاضى ، وإن كان يبين لي دوما أنهم من دعاة أسلمتها يعني ما يكون موافقا للدين يقبل وما يكون غير ذلك يطرح ،فهم يريدون الإصلاح بها وفق ما ترتضيه الشريعة وليس الأخذ الأعمى ....

طيب لمَ ذكرت لك هذا ؟؟ انظروا يا إخوتي....
 التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية لها مفعول مشابه تماما لمفعول المخدرات ودارسها والممارس لها يخضع لما يخضع له الإنسان المتعاطي للمخدرات ، ففي البداية التأثير أقل ، ثم رويدا رويدا وشيئا فشيئا ، يستفحل الداء ، ويتمكن المخدر من جسمه درجة إثر درجة ، حتى يصل ذروة الإدمان فيصبح من الصعب جدا التخلص منها إلا برحمة من الله سبحانه ، وهذا ما رأيته فعلا وقد بدأ الأخ معنا وهو حاصل على دبلوم ثم على دبلوم أكبر بقليل ، ثم على درجة المدرب ، ثم على درجات أخرى في تخصصات منها ....وخاصة خزعبلات الطاقة وحالاتها السحرية

إذن فما أتمناه هو أن تكون هذه الفتاة في المراحل الأولى ولا تكون من الذين تقدم بهم الداء فيتعسر معه فهم الدواء ، ما أستطيع قوله هو أن الكثيرين من المدربين والممارسين هم أنفسهم صاروا في عداد المرض النفسانيين الذين يحتاجون حقا لمن يتدرج معهم ويصبر عليهم  ....

لست أبالغ في كل ما قلت ، وإنما هي الحقيقة التي عايشتها ... لذلك فالأمر أخطر مما نتصور ، أرانا الله الحق حقا ورزقنا اتباعه وأرانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه وقوى إيماننا وثبتنا على دينه ....

ماما فرح

  • زائر

اقتباس
واكتشفت أنه هو ذاته لديه ما ليس له عنده محل من القناعة بخصوصها ، ولكنه يتغاضى ، وإن كان يبين لي دوما أنهم من دعاة أسلمتها يعني ما يكون موافقا للدين يقبل وما يكون غير ذلك يطرح ،فهم يريدون الإصلاح بها وفق ما ترتضيه الشريعة وليس الأخذ الأعمى .... 

وحتى من يحاولون أسلمتها لا يسلم ما يكتبون مما يخالف الدين

سبحان الله لماذا لا يدعون ما يريبهم إلى ما لا يريبهم

 


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
المشكلة إخواني أن الناس لم تعد تميز بين ما هو علم وبين ما هو ثقافة

العلوم التطبيقية ليس لها دين، ويمكن تداولها بين الشعوب، وهذه لا إشكالية فيها، وهي ما نقصر في استيراده وتبنيه

الثقافة عبارة عن فنون تطورت من عادات الشعوب ودياناتها ومفاهيمها واعتقاداتها... فهذه خاصة بكل شعب، هي ترسم شخصية هذا الشعب التي تميزه عن غيره من شعوب، فهذه كيف نأسلمها؟ وكيف نتبناها؟

منهج في التربية وضبط النفس وتهذيب المشاعر وشحذ الهمم واشعال الطاقات -كما يزعمون- ما حاجتنا لاستيراده وأسلمته، وعندنا شرع الله ووحي السماء؟؟

لكن سبحان الله

كل فرنجي برنجي
« آخر تحرير: 2007-11-10, 23:12:41 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
بارك الله بكن اخواتي

اعلم ان الامر يحتاج لطول بال وصبر ... اقتراحك يا ماما فرح كان ببالي ولكن لعلمي اني لا يتاح لي معها كثير من الوقت واني لن اتمكن من اخذ وقت المجموعه في لعب دور التلميذه كنت قررت ان اطلب منها ان ترجأ النقاش حتى اقرأ المزيد وان اطلب منها ان تعطيني عناوين المواقع المناسبه وان تمدني بالبحوث التي حدثتني عنها لاقرأها ثم بعد فتره نعاود النقاش فادخل لها من كل نقطة ضعف او من كل نقطة مبهمه حتى يتبن لها من النقاش خطورة هذا النهج ومخالفته لشريعتنا الاسلاميه

فما رايكم ؟ ابادر بالفعل ام لكم اقتراحات اخرى؟؟

اسماء ... ارى انها منغمسه في هذا الفن لدرجة انها توقفني دائما لتقول اسفه ولكن ما قلته خطأ فادح والصواب كما قال د.الفقي او د.الغوثاني ويجب ان نقسم الامر على طريقتهم الى كذا وكذا .. وان قلت لها هم بشر يأخذ من كلامهم ويرد ... وكما قالو فقد قال الشيخ فلان او الداعيه فلان ... انفعلت بشده واصرت على اني مخطئه ...

لا اعتقد انها وصلت لنيل درجات او شهادات ولكنها على قناعه بان ما يقولوه جملة هو الصواب الذي لا خطأ فيه ودائماً ما تستشهد بأقوالهم. فتدرج في كلامها "مبدأ د.فلان في الحياة هو "كذا""

جزاكم الله خيرا على اهتمامكم ونصحكم ...

اتعلمين يا ماما هاديه ان كان لنا اخت في الوعد الحق شعرت بالغربه في نهاية المطاف وتركتنا ... كانت متبنيه هذا الفكر ومصره على تطبيقه في ساحه طلبتها مخصوص ... وفي النهايه شعرت انها وحيده ففضلت الانسحاب من المنتدى ومن صحبتها على الماسينجر لتكون في مكان يفهمها ويطبق فكرها


ماما فرح

  • زائر
بارك الله بكن اخواتي

اعلم ان الامر يحتاج لطول بال وصبر ... اقتراحك يا ماما فرح كان ببالي ولكن لعلمي اني لا يتاح لي معها كثير من الوقت واني لن اتمكن من اخذ وقت المجموعه في لعب دور التلميذه كنت قررت ان اطلب منها ان ترجأ النقاش حتى اقرأ المزيد وان اطلب منها ان تعطيني عناوين المواقع المناسبه وان تمدني بالبحوث التي حدثتني عنها لاقرأها ثم بعد فتره نعاود النقاش فادخل لها من كل نقطة ضعف او من كل نقطة مبهمه حتى يتبن لها من النقاش خطورة هذا النهج ومخالفته لشريعتنا الاسلاميه

فما رايكم ؟ ابادر بالفعل ام لكم اقتراحات اخرى؟؟


أرى أن تفعلي ذلك على بركة الله
وهكذا تأخذين وقتك في القراءة عن الموضوع وتحققين هدنة معها حتى لا تخسريها

 

ماما فرح

  • زائر
أسماء منقذتي

أنا أدخل النت دايل أب يعني بالتليفون وليس دي اس ال

ووجدت أن تنزيل الملف الواحد سيستغرق وقتاً كبيراً جداً

فهل أطمع أن تخبريني بأهم النقاط التي تحدث فيها د. طارق السويدان

وجزاك الله خيراً

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
 :emoti_133:


إخوتي الكرام
ريثما أراجع الموضوع، لأتذكر ما هي الأفكار التي طرحناها، وما هي تلك التي نحن بحاجة لإضافتها، سأنقل لكم رأي الدكتور القرضاوي في هذه الفنون، خاصة أنه من أكثر العلماء الدعاة انفتاحا وتقبلا للآراء العصرية المتطور:


"البرمجة اللغوية العصبية تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكاراً في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك ‏ مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد‏، ليس هناك رب ومربوب‏، وخالق ومخلوق‏، هناك وحدة وجود‏ .إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود‏ ، يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم علي الإيحاء والتكرار، وغرس الأفكار في النفوس‏. إن برامجهم التي يعلمون بها الناس تقف وراءها أهداف خبيثة‏ ، ومقاصد بعيدة ، وكل هذه ألوان من الغزو ويقصدون بها غزو العقل المسلم ، وهو ما ينبغي أن نحرص على أن يظل بعيدا عن هذا الغزو."

د.يوسف القرضاوي
 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
السلام عليكم
عادة في المنتديات انهي قراءة الصفحة بوقت قصير لكن هنا ما شاء الله المشاركات طويلة وقيمة والصفحة طوييييلة لذلك اسجل للمتابعة والمشاركة لاحقا باذن الله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني تواجدك معنا أختنا بنت جبل النار   emo (30):نرجو لك الفائدة والنفع

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
انا الاسعد باذن الله ....جزاك الله خيرا يا اخت(حازرلي اسماء)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

حازرلي أسماء

  • زائر
بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأصول الدينية لتطبيقات الاستشفاء والرياضة الوافدة من الشرق عبر الغرب
 وخطورتها على معتقد الأمة
 

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

 وبعد ، فمن المعلوم أن الله سبحانه قد اصطفى نبيه واجتباه وأرسله برسالة الإسلام التي ختم بها الرسالات وقال : " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "، ومن منطلق عقيدة ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وختم الرسالات بالإسلام الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة ورضيه للبشرية منهجاً إلى يوم الدين نذكر إخواننا المسلمين بضرورة الاستمساك بالدين والاعتصام بالكتاب والسنة ، والإقبال عليهما دراسة ، وتطبيقاً ، وتدبراً ،واستشفاءً للقلوب والعقول والأرواح والأبدان ، فبالاستمساك بهما يكون الوصول لكل خير والنجاة من كل شر ، قال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي " . وقاعدة الكمال في الدين مطردة في كل نواحي الحياة فما زالت كثير من الأبحاث العلمية والتربوية حتى اليوم تكشف عن جوانب الإعجاز في هذا الدين ، ومصادره العظيمة ، وشعائره المقدسة ، وهدي نبيه المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى .

هذا وإن من أخطر ما يواجه الأمة اليوم من صور الغزو ذلك الغزو الفكري الذي يستهدف الدين والعقل عن طريق صرف الأمة عن الكتاب والسنة ، أو تهميش دورهما في الحياة فيكونا في مرتبة التابع والمؤيد لا مقام الهادي والمرشد ، فتفقد الأمة بذلك هويتها وتضل عن مقومات عزها ونصرها وتميزها، ثم تلتفت - بقوة التلبيس واستغلال الخوف والقلق من مشاكل العصر الصحية والنفسية - إلى مصادر الأديان الأخرى أو نظريات الشرق والغرب القائمة على معتقداتهم ونظرتهم للكون والحياة .

ويشمل هذا الغزو اليوم كثير من فلسفات المنطق اليوناني القديم ، وفلسفات وتطبيقات الفكر الصيني والهندي الروحية التي وجد كثير من الغربيين المتعطشين للروحانيات فيها ضالتهم  بعد انغماسهم في الفكر المادي قرون  وتختلف طريقة انتشار هذا الفكر في المجتمع المسلم اليوم عن طريقة انتشاره قديماً ،فقد انتشر اليوم بصورة طرق وتقنيات متنوعة الصور والتطبيقات لا بصورة الفكر والفلسفة ، وتحمل هذه التطبيقات معها فكرها وعقائدها الدينية - غير معروفة عند الغالبية من المسلمين عامتهم وخاصتهم[1]- ومذاهبها الفكرية التي يتعارض أكثرها مع مقدسات ديننا وثوابت عقيدتنا ، وإن ظن جماهير من المجتمع المسلم أنها بصورها التطبيقية بعيدة الصلة عن الاعتقاد والفكر والفلسفة !!لكونها تتخذ من التدريب والرياضة والتغذية والاستشفاء وأمور الحياة المادية المختلفة شعارات تنطلق من خلفها !!


ماهي هذه الفلسفات والعقائد ؟ وكيف تتسلل اليوم  إلى بلاد المسلمين ؟

ما حقيقة هذا الفكر الوافد ؟ وما المراد بفلسفة الطاقة ؟

ما هي أسس العقيدة الطاوية ؟

ماهي حقيقة الجسم الأثيري ؟ وماهي الشكرات ؟ وكيف يعمل جهاز الطاقة في جسمنا ؟

ما علاقة "التنويم "، و"السمو" بهذه الفلسفة ؟ وما علاقتها بالعقيدة ؟

كيف كان موقف مجتمعنا المسلم من هذه التطبيقات الوافدة ؟

ما الخطر العقدي لهذه الوافدات ؟ وهل يمكن الاستفادة من خيرها وتوقي  شرها ؟

ما الواجب علينا بعد هذه المعرفة ؟ وماهي منهجية التعامل مع الأفكار الوافدة ؟

 

ماهي هذه الفلسفات والعقائد ؟ وكيف تتسلل اليوم  إلى بلاد المسلمين ؟

كما سبق فقد دخلت هذه الوافدات الفكرية تحت شعارات برّاقة أبرزها : الصحة والسعادة . فهما من أهم مطالب الحياة الدنيوية المادية . ومن مظلات هذا الفكر وعناوينه : الاستشفاء البديل ، الطب البديل ، الطب التكاملي[2] ، التناغم مع الطبيعة ، اكتشاف الطاقة والقدرات ، الرياضات الروحية، التأمل  التنويم ، الاسترخاء . وأسمائه الصينية واليابانية والغربية الأصلية : "الريكي" ،"التشي كونغ" ،"اليوجا"،"التاي شي شوان" ، "الماكروبيوتيك" وغيرها . وهذه التطبيقات هي في حقيقتها ممارسة عملية لأصول معتقدات أديان الشرق في الهند والصين والتبت من الهندوسية والبوذية والطاوية والشنتوية وغيرها ، التي تعتمد على نظرة خاصة للوجود ولعلاقة الإنسان بالكون حسب تصور منكري النبوات في الفلسفات الإغريقية والصينية .

ما حقيقة هذا الفكر الوافد ؟ وما المراد بفلسفة الطاقة ؟

ظاهر هذه التطبيقات خير محض فهي مجرد تدريبات للصحة والرياضة !! وملخص فلسفته كما يعرضها المروجون له من المسلمين : أن الله قد جعل في الكون "طاقة كونية " وجعل في الإنسان "طاقة قوة الحياة" التي تتدفق فيه من خلال جهاز خاص للطاقة يحتاج أبداً أن يغذى بالطاقة الكونية للسلامة من الأمراض البدنية المستعصية ، والوقاية من الاضطرابات النفسية والاكتئاب ، وللحصول على سعادة الدنيا والآخرة! لذا فكل إنسان بحاجة ماسة لتعلم هذه التطبيقات التي تعينه على تجاوز مخاطر الصحة والحياة لا سيما في زماننا الذي نعيشه بكل إفرازات الحضارة المادية من الاعتماد على المصنعات والكيماويات في الأغذية، ومن أنواع التلوث البيئي بسبب الحروب والأسلحة المدمرة ومخلفات الصناعة وغيرها .

أما باطن هذه الفلسفات وحقيقتها وأصولها فشرّ محض ؛ لأن فكرة "الطاقة الكونية " تقوم على فلسفة بديلة لعقيدة الألوهية ، فهي تعتمد على تصور خاص للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون حسب تصور الطاوية (دين الصين القديم ) ونستعرض فيما يلي ملخصها من خلال معرفة أسس الفلسفة الطاوية  .


ما هي أسس العقيدة الطاوية ؟

يعتقد الطاويون أن الوجود "كل واحد "، وكل مافي الوجود هو "الطاو" ، ، فهو أصل كل الأشياء ، وإليه مرد كل الأشياء[3]، وكان لا هيئة له ولا تجسد ، ثم انبثق منه نقيضين "الين " و"اليانغ" ، أحدها الأصل الذي انبثقت منه الأشياء المتجسدة ذات الهيئة والشكل والصفات ، وهذا انقسم إلى "ين" و"يانغ" متناقضين في الخصائص كذلك وهما الشمس والقمر ، أما الآخر (نقيض المتجسدات ) فقد بقي على صفات "الكلي الواحد" وملأ الفراغ الذي في الكون ، وأسموه "الطاقة الكونية" .

ولكل شيء متجسد – والإنسان من المتجسدات - نصيب من غير المتجسد "الطاقة الكونية"  يختلف بحسب تدربه وتطبيقه للتقنيات والوسائل التي تمده بأكبر قدر من هذه الطاقة الكونية  . فهم يعتقدون أن كل مافي الكون هو تمثيل للطاو "الكلي الواحد" في ثنائية "الين" و"اليانج" وكل مافي الكون يسعى للموازنة بين "الين" و"اليانج" حتى يتحقق التناغم مع "الطاو" ويبقى الكل واحد .

وتطبيقات فلسفة الطاقة عندهم كلها تشير إلى الدور الذي تلعبه القوى الثنائية المختلفة في الكون. فـ "الين" يمثل القمر والأنوثة والسكون والبرودة ، و"اليانج " يمثل الشمس والذكورة والحركة والحرارة . ويمثل "الطاو" التوازن المثالي بين هاتين القوتين والتكامل بين النقيضين الذكر والأنثى، والموجب والسالب . وتسري هذه الثنائية في كل شيء فجلد الإنسان يغلب عليه "اليانج" وداخله "ين" وهكذا كل أعضاءه الداخلية خارجها يغلب عليه "اليانج" وداخلها "ين" ، وكذلك الأغذية وسائر الموجودات يغلب عليها إما "الين" أو "اليانج" .

وتتم تغييرات قوى "الين" و"اليانج" في الكون من خلال العناصر ( الأطوار ، القوى ، مجالات الطاقة) الخمسة : الخشب والنار والأرض والمعدن والماء . فكل ما يحدث في الكون يمكن ربطه بالتوازن بين "الين" و"اليانج" أو بالعناصر الخمسة التي تعمل على شكل حلقة متكاملة كل عنصر يخلق عنصراً ويدمر آخر  فيما بينها لإيجاد توازن "الين" و"اليانج".

ويزعمون أنه كلما حرص الإنسان على توازن "الين" و"اليانج" في تغذيته وفي سائر أمور حياته كان في صحة وسعادة وقوة وحيوية قد تصل به لأن يتحد بـ "الطاو" أو يتناغم معه .

ويختلف اسم "الطاو" (Tao)  - أو"الطاقة الكونية" المنبثقة عنه والباقية على حالته- حسب اللهجات أو الفنون أو اللغات فيدل عليه كذلك اسم "كي" (Ki) المستخدم في تطبيقات "الريكي" ، واسم "تشي")  (Chi- Qiالمستخدم في تطبيقات "تشي كونغ" وغيرها ،وهو "الماكرو" (Macro) عند مفكري الماكروبيوتيك،وهو"البرانا" Prana) (عند الهندوس وممارسي التنفس العميق . وهو "مانا " (Mana) عند معتقدي الهونا .

كما زعموا أن الصينيين القدماء قد اهتموا بهذه الطاقة الحيوية ، واكتشفوا جهاز الطاقة في الإنسان واستخدموا فلسفة الطاقة في طبهم ورياضتهم وغذائهم فأثبتت نتائج تدعونا _ والحكمة ضالتنا ! _ أن نسارع لتعلمها لنـزيد إلى حسن ما عندنا حسن ماعند الآخرين !

كذلك زعموا أن "جهاز الطاقة " وطاقة قوة الحياة موجودان لدى كل إنسان ولكن في جسمه الأثيري ، ومن خلال منافذ الطاقة في الجسم الأثيري يتم تدفق الطاقة الكونية الضرورية لتغذية وتنمية طاقة قوة الحياة في جسم الإنسان فيعيش سليماً من الأمراض ، روحانياً سعيداً .


ماهي حقيقة الجسم الأثيري ؟ وماهي الشكرات ؟ وكيف يعمل جهاز الطاقة في جسمنا ؟

هذه الفلسفات بأصولها الشرقية والإغريقية الدينية القديمة وتطبيقاتها الشرقية والغربية الحديثة تعتمد على إثبات ما يسمونه بالجسم الأثيري[4] ، وهو كما يزعمون أحد الأجسام وفق نظريتهم في الأجسام السبعة ، وفيه تقع منافذ الاتصال بالطاقة الكونية وتسمى هذه المنافذ" الشكرات"[5](Chakras) التي تكوّن مع "الناديات" مسارات الطاقة ما يسمى بجهاز الطاقة في الجسم الأثيري لكل إنسان .

 وهذه "الشكرات" هي بؤرة طاقة الحياة لدينا حيث تمثل ممراً لدخول وحركة طاقات أجسامنا البدنية والعاطفية والعقلية والروحية ، ومن خلال الناديات - ( مسارات الطاقة ) الموزعة على سائر الجسم الأثيري بصورة مطابقة تقريباً لتوزيع الأعصاب في الجهاز العصبي في الجسم البدني- يتم تدفق الطاقة الكونية إلى سائر أعضاء الجسم .

ويتكون نظام الشكرات - بزعمهم- لدى كل إنسان من سبع[6]  شكرات رئيسة هي مراكز للطاقة مرتبة على طول قناة الكونداليني (Kundalini) التي تمتد من قمة الرأس إلى نهاية العمود الفقري أو العصعص . وكل "شكرة "أشبة ماتكون بمكان التقاء قمع طاقة حلزوني دوار بالجسم الطبيعي (الجسد أو البدن ) ، ولهذه الطاقة خواص منها تنشيط المساحة المحيطة بها ووظائف أخرى محددة لصحة الأعضاء الرئيسة في الجسم والحالات النفسية العامة .

ولكل "شكرة" إله خاص بها ذكر أو أنثى (صنم أو طاغوت ) 7] ، ولون خاص ، ونوع من الأحجار الكريمة ، ونوع من الروائح ، ونوع خاص من المانترا ( كلمة معينة واحدة تردد نحو : سونج ...سونج ، أو أوم ...أوم .. )[8] كما أن لها خصائص أخرى إذا ما عرفها كل إنسان وراعاها أمكنه الوصول للسمو والنرفانا والنجاة بعد الممات من جولان الروح والاتحاد بالكلي الواحد !

ويزعمون أن معرفة ذلك كله تعين الإنسان على المحافظة على توازن صحته وشفائه من الأمراض المستعصية واستقراره النفسي ، ونشاطه العقلي ، وحيويته ، كما أن لهذه الشكرات تدريبات خاصة لضمان استمرار تدفق الطاقة الكونية فيها _بزعمهم _ سواء للوقاية والسعادة والحيوية للأصحاء ، أو للمعالجة والاستشفاء والصحة للمرضى ، وتعقد من أجل التدريب عليها دورات متنوعة [9]هدفها التدريب على مهارات الاسترخاء ورياضات كل فن من هذه الفنون ، ومساعدة الناس على الاستشفاء من خلال جهاز الطاقة في أجسامهم .


ما علاقة "التنويم "، و"السمو" بهذه الفلسفة ؟ وما علاقتها بالعقيدة ؟

تسعى هذه التطبيقات المعتمدة على فلسفة الطاقة في كثير من تمارينها لتدريب الناس على ما يسمى بالاسترخاء أوالتنويم بهدف الوصول للراحة ، والاستشفاء ، والوقاية من الأمراض بمختلف صورها –كما يزعمون – بالإضافة إلى إمكانية تغيير قناعات "ومعتقدات" خاصة بعيداً عن سيطرة العقل!!! . كما يستخدم هذا التنويم كأسلوب علاجي للمرضى[10] ، أو وقائي للأصحاء بهدف التخلص من الضغوط والوصول لمرحلة "النرفانا " . وفي التنويم يقصد التعامل مع حالات "الوعي المغيرة" وهي الحالات التي يحدث فيها خروج عن سيطرة العقل الواعي يصل لها الشخص بطرق كثيرة منها التأمل التجاوزي والتنفس العميق واتباع حميات غذائية خاصة ، وعند أهل ديانات الشرق بالانهماك والتركيز في الرياضات الروحيه التأملية التي تؤهل صاحبها لأن يتصف بصفات لا تكون إلا " للآلهة "فيصبح الإنسان المتنور "بودا" ، وهي غاية ما يريده البوذي والهندوسي من تأملاته ”عباداته“ . وهذه المرحلة تسمى مرحلة " السمو" عند مفكري "الماكروبيوتيك "حسب مستويات حالات الإنسان التي وضعها أحد أبرز شخصيات هذا الفكر الوافد الياباني "جورج أوشاوا ". ويسميها ممارسو التنويم مرحلة "النشوة " Trance [11]، وهي عند ممارسي "التشي كونغ" مرحلة "الخلاء " Emptiness

وقد بينت دراسات علمية أن القبائل البدائية – بلا دين- كانت تسعى دائماً للدخول في حالات الوعي المغيرة بطريق ترديد ترنيمات خاصة أو الدوران بصور رتيبة . وهي التي أرادها أو وجدها المتصوفة في مرحلة ”الفناء“ أو "السكر" من خلال سماعاتهم الخاصة أو خلواتهم أو أذكارهم البدعية ، فقد كانت تعتري كثيرين منهم حالات شبه إغماء أسموه سكراً أو فناء وثبت على كثير منهم فيها شطحات أوصلت بعضهم للكفر ا.
 

كيف كان موقف مجتمعنا المسلم من هذه التطبيقات الوافدة ؟

لما كانت الأصول العقدية لهذا الفكر الوافد مجهولة لدى أغلب المسلمين ، ولما كان الظاهر منها برّاقاً يحمل الخير والحل لمشكلات الصحة المستعصية ، فقد انبرى لهذه العلوم تعلّماً وممارسة وتدريباً فريق من أهل الإسلام - ممن ظاهرهم الخير والله حسيبهم – بدعوى زيادة العلم، وتتبع الحكمة ! على حين غفلة عن المنهج الحق الذي يبينه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غضب فيه على الفاروق عمر رضي الله عنه عندما ظن مثل ظن هؤلاء في القصة المشهورة التي يحكيها أحد الصحابة رضوان الله عليهم قال  : كنت جالساً عند عمر رضي الله عنه إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس ، فقال له عمر : أنت فلان بن فلان العبدي ؟ قال : نعم ، فضربه بعصا معه ، فقال الرجل : مالي ياأمير المؤمنين ؟ فقال له عمر عمر رضي الله عنه : اجلس ، فجلس فقرأ عليه: بسم الله الرحمن الرحيم " آلر .تلك آيات الكتاب المبين .إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون.نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين" فقرأها عليه ثلاثاً وضربه ثلاثاً ، فقال الرجل : مالي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أنت الذي نسخت كتب دانيال ، قال : مرني بأمرك أتبعه ، قال : انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ، ثم لا تقرأه أنت ولا تقرئه أحداً من الناس ، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة . ثم قال له : اجلس ، فجلس بين يديه ، قال : انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ، ثم جئت به في أديم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ماهذا الذي في يدك ياعمر؟" فقلت: يارسول الله كتاب نسخته لنـزداد علماً إلى علمنا ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ، ثم نودي بالصلاة جامعة ، فقالت الأنصار : أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم السلاح السلاح ، فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم : " ياأيها الناس ، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي اختصاراً ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية ، فلا تتهوكوا  ولا يغرنكم المتهوكون " قال عمر : فقمت فقلت : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبك رسولا ، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما حذر عليه الصلاة والسلام من خطر تتبع وافدات الفكر فيما يروى عنه :"كفى بقوم حمقاًًًًًًًً _ أو ضلالا _ أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم  أو كتاب غير كتابهم "

ما الخطر العقدي لهذه الوافدات ؟ وهل يمكن الاستفادة من خيرها وتوقي  شرها ؟

من خلال الدراسة المستفيضة لهذه التطبيقات والأفكار الوافدة تبين بما لايدع مجالا للشك :

* صلتها بأديان الشرق عموماً ، والطاوية والهندوسية والبوذية خصوصاً . فالشكرات أصل مهم في معتقدات الهندوسية ، والبوذية ، والطاوية ، والشنتوية وكثير غيرها من أديان الهند والصين ، والتبت  كما أنها أصل في كثير من التطبيقات الرياضية والاستشفائية كـ"الريكي" ، و"التشي كونغ" ، و"اليوجا" و"الماكروبيوتيك"[12]و"التاي شي". بل وتدخل فلسفتها في تطبيقات التصميم والديكور"الفونغ شوي". وعليها يعتمد مبدأ الاستشفاء بالأحجار الكريمة ،والأشكال الهندسية والألوان والروائح ، والإبر الصينية. وهذا ما جعل أستاذ علم الاجتماع     Dr.Douglas K Chung بإحدى جامعات ولاية ميتشغان الأمريكية يقول :”كثير من الناس يمارسون " الشي كونغ" والتاي شي شوان" ، والإبر الصينية يومياً دون أن يعرفوا أنهم يمارسون الطاوية “ *كثير منها أصله فكرة وحدة الوجود التي قال بها الصوفية الغالية ، أو يوصل إليها ؛ فالدعوة للوصول للنرفانا عند ممارسي التنويم ، والدعوة للاتحاد بالعقل الكلي عند مدربي الريكي ليست بعيدة عنها وإن لم يدرك هذا مشجعوها من المسلمين .

*  لفلسفتها صلة ظاهرة بكثير من أفكار ونظريات فلسفة الإغريق في نظرية العقل الكلي ، وطبائع الكواكب والنجوم الروحانية وتأثيرات قواها على الكون والإنسان .

*  لكثير منها علاقة بأديان غربية حديثة: كالمهاريشية ، ودين "الموحدين الخلاصيين" و"الإنسانيين العلمانيين"[13]، واتباع مذهب "العلمولوجيا" وحركة الوثنية الجديدة (النيو إييج) "العمر-العصر- الجديد" التي تدعو في جملتها لإنكار الخالق ، وإثبات كلي واحد يتم الوصول له ، والاتحاد به بطرق منها توزان ثنائيات في الحياة ، ومنها التأمل التجاوزي الارتقائي ، وتدريبات الطاقة ونحوها .

* لها صلة وثيقة بالمعتقدات التي برزت مؤخراً في أمريكا والغرب لإحياء للتراث الفكري الوثني القديم كالهونا والويكا والدرودية والشامانية ومعتقدات الهنود الحمر ، التي تنادي بفكرة "أمنا الأرض" ، وتتمركز حولها  (Earth centered religon) وتتبنى فكرة الطاقة الكونية .

*  كثير منها يحمل في طياته من فكر دعاة وحدة الأديان ، ومذاهب النفعية والإلحاد شيئاً كثيراً.

* لايخلو كثير من تطبيقاتها من تشبه بعبادات أهل الجحيم وعاداتهم ، كما في وضعيات استرخاء اليوجا التي هي عصب هذه التطبيقات ، أو ادعاء القدرات الخارقة كالمشي على النار أو المسامير مما عُرف به نساك الهندوس ( الفقير الهندي ).

*  تهدف كثير من تطبيقاتها وملحقاتها لتعظيم شأن الإنسان وقدراته بصورة مبالغ فيها قد تصل لتربية ما يسمي عند أصحاب مذهب القوة "مذهب نيتشه"بالرجل السوبرمان الذي لا يحتاج بعد كل هذه القدرات لفكرة اعتقاد إله ، فهو وحده يملك أمر صحته ومرضه، وسعادته وشقائه .وإن مسه خير قال : إنما أوتيته على علم عندي .



 ومن هنا فإن خطر هذه الوافدات مدلهم ، وفتنتها عظيمة . والشر الذي تجمعه وتدل عليه كثير متشعب ، وعلى الرغم من محاولات كثيرين من الحريصين استخلاص ما فيها من خير بعيداً عن لوثاتها العقدية إلا أن هذه المحاولات باءت وستبوء بالفشل - وإن لم يعترف بذلك أصحابها ومدربوها - فمصادمة هذه الفلسفات وتطبيقاتها للعقيدة إنما هو في الأصول التي تقوم عليها لا في بعض التطبيقات الهامشية التي قد يدعي البعض إمكانية التحرز منها . ثم أن المنهج النبوي الذي وعاه عمر رضي الله عنه ووعاه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ؛ منهج وجوب مخالفة أصحاب الجحيم (اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الديانات والوثنيات والمعتقدات المخالفة للدين ) يحتم علينا  -إن أردنا صلاح حالنا وسلامة مآلنا - اتباعه بالإقبال على الكتاب والسنة ، فما تركا من خير إلا وفيهما دلالة عليه ولا شر إلا وفيهما تحذير منه ، واليقين بهذا من مقتضيات فهم كمال الدين وتمام بلاغ خاتم المرسلين ، فهذا حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما يحذّر :" من أخذ رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله لم يدر على ماهو منته إذا لقي الله ".

وانطلاقاً من مسؤولية تخصصي العلمي كباحثة في مجال العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة ، ومن دراستي البحثية المقارنة المتخصصة لأصول الإيمان بالغيب ؛ أهيب بإخوة الدين بدافع الغيرة على الدين وحماية جناب التوحيد أن يحذروا خطورة هذا الطريق ومزلقه السحيق .



ما الواجب علينا بعد هذه المعرفة ؟ وماهي منهجية التعامل مع الأفكار الوافدة ؟

يمكن تلخيص الإجابة في نقاط :

أولا : الواجب علينا تتبع الحكمة ، والاستفادة من كنوزها ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها ، ولكن حذار من الفهم السقيم لهذه المقولة الصحيحة الذي تتخذ مسوغاً لتلقف كل باطل ، فليس كل ما ادُعي أنه حكمة يكون كذلك . والحكمة ، بل معين الحكمة بين أيدينا محفوظ بحفظ الله ، مشهود له بشهادة الله ، فلنقبل عليه  ، وسنجد فيه كل حكمة ونحن أولى الناس بالحكمة ؛ ولنتحرى متابعة الكتاب والسنة والتعرف على كنوزهما فمتابعة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مأكله ومشربه وحياته واستشفائه وما زخرت به سنته من أقوال وأفعال هي الطريق الصحيح الحكيم والوحيد لسعادة الدنيا والآخرة .

ثانياً : الحذر من مخالفة الكتاب والسنة فمآل المخالفة -وإن استصغرها صاحبها- وخيم، قال ابن مسعود رضي الله عنه : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ". و قال الإمام ابن تيمية : "المخالفة تجر أولا للبدعة والضلال ، وآخراً إلى الكفر والنفاق ، ويكون لصاحبها نصيب من قول الله تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا" 

ثالثاً : الحذر من تشرّب هذه الوافدات حرصاً على النجاة في الآخرة واحتياطاً للدين فهو أعظم نعمة نتنعم بها ، وكل ذي نعمة محسود ، قال تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وقال سبحانه : "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء " . ومن هذا المنطلق أوصى الإمام ابن تيمية تلميذه ابن القيم فقال : " لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة ، تمر الشبهات بظاهرها ، ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليه صار مقراً للشبهات " .

رابعاً : الصدق وإيضاح حقيقة الأمر لمن تطلب فتواهم بشأن شيء وافد مما ذكر هنا أو مما قد يستجد  فأقترح أن يعرض هذا البيان على طلبة العلم الشرعي والدعاة وأئمة المساجد قبل طلب الفتوى منهم بشأن ما أشكل من هذه التطبيقات – لمن يريد التأكد أكثر!- فالحكم على الشيء فرع عن تصوره . وأذكّر بأن حقيقة الحرام وما يتبعه من إثم لا تتغير لخطأ عالم في فتوى ، وكما قيل : من تتبع زلات العلماء فقد جمع الشر كله .

خامساً : الحذر من دعاوى الانتفاع والاستفادة من مثل هذه التطبيقات فليس كل سبب ينتفع به يجوز الأخذ به ؛ ولسنا من اتباع مذهب الذرائعية النفعية ، فالربا قد يكون وسيلة تحصيل مال في الدنيا إلا أنه سبب محرم ، والخمر والميسر فيهما منافع للناس بنص كتاب الله :"يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما " فلا اعتبار لنفعهما من المنظور الشرعي .

 ثم إنه ليس كل ما يظن أنه سبب يكون سبب على الحقيقة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في وصف المهتدين في باب الأسباب والمسببات : "ولا يعملون بما حرمته الشريعة ، وإن ظن أن له تأثيراً ، فدعاء الله وحده لا شريك له دل الوحي المنـزل والعقول الصحيحة على فائدته ومنفعته ، ثم التجارب التي لا يحصي عددها إلا الله فتجد المؤمنين قد دعوا الله وسألوه أشياء أسبابها منتفيه في حقهم ، فأحدث الله لهم تلك المطالب على الوجه الذي طلبوه  على وجه يوجب العلم تارة والظن الغالب أخرى . وبالجملة فالعلم بأن هذا كان هو السبب أو بعض السبب ، أو شرط السبب ، في هذا الأمر الحادث قد يعلم كثيراً ، وقد يظن كثيراً ، وقد يتوهم كثيراً وهماً ليس له مستند صحيح ، إلا ضعف العقل" ، وقال عن الضالين في هذا الباب  : " والضالون  يتوهمون من كل ما يتخيل سبباً ، وإن كان يدخل في دين اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم والمتكايسون من المتفلسفة يحيلون ذلك على أمور فلكية، وقوى نفسانية ، وأسباب طبيعية يدورون حولها ، لا يعدلون عنها!"  وهمسة في أذن من ساروا وراء بريق شعارات تطبيقات هذا الفكر عن حسن نية ونبيل قصد : هذه حقائق هذا الفكر وأصوله فابتعدوا بأنفسكم عنه وتجنبوا استخدام ألفاظه ومصطلحاته، وقفوا عن محاولات طبع وافدات الشرق والغرب بطابع الدين (أسلمتها) عن طريق الاستدلال عليها بالنصوص الشرعية[14] فإنما هي أمور اختلط فيها الحق بالباطل ، وامتزج فيها بعض النفع الدنيوي المظنون بالضرر الديني الأخروي المتيقن ، وأدلة الشرع الحكيم لا تدعو إلا إلى الخير المحض ، كما أن الاستدلال بالآيات على معان جديدة ومصطلحات محدثة يحتاج ملكة فهم قوية ، وعلم بالأصول والمقاصد ، وقدرة على القياس وغير ذلك مما هو من شروط المفسر لكتاب الله قد لا تملكونها فيكون قولكم افتراء على الله ، قال ابن تيمية :" إذا ذكر أحد معنى صحيحاً دل عليه الكتاب والسنة وذكر له لفظاً محدثاً وزعم أن هذا اللفظ معناه ذلك المعنى الصحيح فالأمر حينئذ لايعدو أن يكون : أن يقال إن ذلك المعنى مراد بهذا اللفظ ، فهذا افتراء على الله . أو أن يجعل ذلك من باب الاعتبار والقياس لامن باب دلالة اللفظ ، وهو الذي يسميه الصوفية إشارة وهذا ينقسم إلى صحيح وباطل" والصحيح منه ماكان عن ملكة فهم وبراعة علم واجتهاد وتوفيق من الله للمراد . فاحذروا حتى لاتكونوا من حيث لا تقصدوا دعاة للشرك أو مسوغين له وقد وقع في هذا كثير من أهل الفلسفة والكلام من المسلمين في قرون مضت ، نبّه الإمام ابن تيمية لخطئهم فقال : " كذلك كانوا في ملة الإسلام لا ينهون عن الشرك ويوجبون التوحيد بل يسوغون الشرك أو يأمرون به أو لا يوجبون التوحيد ... كل شرك في العالم إنما حدث برأي جنسهم إذ بنوه على ما في الأرواح والأجسام من القوى والطبائع وإن صناعة الطلاسم والأصنام لها والتعبد لها يورث منافع ويدفع مضار فهم الآمرون بالشرك والفاعلون له ومن لم يأمر بالشرك منهم فلم ينه عنه ".

ووصية عامة للجميع : لا تغوصوا في دراسة هذه الفلسفات ولو كان لهدف تبين حقيقة الباطل فيها أو محاولة أسلمتها ، فهي معروضة في المراجع العربية بصورة مشوشة أو مدلسة ، ومليئة بأخطاء الترجمة ، وفي المراجع الغربية بصورة قد تلبس على القارئين كثيراً مما يعرفون ، ومن الصعب على غير المتخصص في الأديان أن يميز مرامي مصطلحاتهم وأبعادها العقدية

والمنهج الصحيح في معرفة الحق من الباطل هو اتباع الكتاب والسنة فالحق ما دلا عليه والباطل ما خالفهما . وقد بذلت جهدي - في هذا الملخص وفي دورة الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه - لبيان الحق والتحذير من الباطل من خلال المعارف الإيمانية والحجج الشرعية من الكتاب والسنة مع بعض المناقشات العلمية بما ثبت بالمنهج التجريبي الصحيح مسترشدة بفعل السلف – رحمهم الله- فقد هجر الإمام أحمد الحارث المحاسبي عندما رد على المبتدعة بعلم الكلام وقال له : "ليس السنة أن ترد عليهم ولا يناظرون ، إنما السنة أن يخبروا بالآثار والسنن . فإن قبلوها وإلا هجروا في الله " وقال أيضا : "إذا رددت عليهم بعلم المعقول والجدل ألجأتهم  إلى رد ما جئت به بالقياس والجدل فيكون سبباً لرد الحق" .كما أن دراسة هذه الأفكار قد تلبّس الحق على الدارس نفسه ، ولهذا حذر السلف من مجالسة أهل الضلالات والأهواء :"لا تجالسوا أهل الأهواء ،فإني أخشى أن يلبسوا عليكم دينكم أو يغمسوكم في ضلالتهم". وأحسب أن بيان هذه الأصول التي أوردتها هنا كافية لتيقظ من في قلبه إيمان للفرار إلى الله توبة ، وإلى دينه اعتصاماً ، وعن أهل الجحيم خشية التشبه بهم واعتقاد فاسد دياناتهم والحشر من ثم معهم   قال شيخ الإسلام ابن تيمية :”ولم أكن أظن أن من وقر الإيمان في قلبه ، وخلص إليه حقيقة الإسلام، وأنه دين الله الذي لا يقبل من أحد سواه – إذا نبه على هذه النكتة– إلا كانت حياة قلبه ، وصحة إيمانه توجب استيقاظه بأسرع تنبيه ، ولكن نعوذ بالله من رين القلوب وهوى النفوس اللذين يصدان عن معرفة الحق واتباعه ”

                                             اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

وفي الختام : أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومتابعة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .ولنردد بقلب يملؤه التضرع والرجاء :

 اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .

 اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

اللهم  إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .

ولنردد بقلب ملؤه الفرح بعظيم منة الله علينا بالإسلام  : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبياً

ومع كل صباح تذكر أن لديك وصفات صحيحة صادقة ، وموعودات حقة أكيدة تحتاج منك إلى تتبع والتزام ، والله سيرعاك ، ويحفظك ، ويملأ حياتك سعادة وحبوراً مع ما ينتظرك عنده .... إذاً تُكفى همك ويغفر ذنبك .       هذا وبالله المستعان وعليه التكلان


كاتبته : فوز بنت عبد اللطيف كردي
 

تم نشر مضمون هذا المقال كاملا في مجلة المجتمع في العدد ( 1550) بتاريخ 9-15 ربيع أول 1424هـ


--------------------------------------------------------------------------------

1 . ومنهم من عرف أصولها الدينية ، ولكنه ظنّ أنه يمكن تطبيقها بعيداً عن أصولها الدينية ، والحقيقة أنها عبارة عن تطبيق للديانة والاعتقادات الفاسدة لذا لا يمكن فصلها عن هذا الأصل فهي تعتمد عليه اعتماداً كلياً ، فتطبيقات" الطاقة الكونية " تعتمد على الإيمان بوجودها ، وهذا في حد ذاته عقيدة فهي ليست الطاقة التي نحسها ونعرفها "الطاقة الفيزيائية"وليست الهمة والإيمان "الطاقة الروحية" ،وإنما هي القوة المنبثقة عن الكلي الواحد لتمكننا أن نعود إليه ونتحد به . بخلاف التطبيقات التي تكون ذات متعلقات عقدية ويمكن فصلها عن هذه المتعلقات . ومن هنا كانت فتوى بعض طلبة العلم والمشائخ – غفر الله لهم - بأن هذه الوافدات إنما هي تطبيقات للصحة والرياضة يمارسها الناس من أي ديانة ولاحرج شرط اليقين بأن الله هو النافع الضار كأي دواء!! فتوى متسرعة لم تُبن على تصور كامل لحقيقة الأمر .

2. تحت هذه المصلحات اختلط الحابل بالنابل ؛ فيذكرون الاستشفاء بالقرآن والرقى الشرعية مما هو حق إلى جانب الاستشفاء بخواص أسماء الله وصفاته بطريقة بدعية ، مع الاستشفاء بالأحجار والألوان ورياضات البوذيين والهندوس وفلسفات الطاويين وغيرها مما هو باطل أو شرك.

3 . عند ترجمة فكرهم من قبل أصحاب الديانات السماوية يترجم البعض "الطاو" بـ " الله " أو God للتشابه بين فكرة ( أنه كان ولم يكن شيء قبله) وبين المعتقد في الإله ، والصواب أن  المعتقد الحق خلاف ذلك وتلخصه سورة الإخلاص : ( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) فالله واحد أحد وهو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر فليس بعده شيء ، ولم يلد ولم يولد ، فنظرية الانبثاق الهندية أو الانقسام  الصينية أخوات لنظرية الفيض الفلسفية الإغريقية وهي تتناقض مع الحق في معتقد الألوهية ( لم يلد ولم يولد ) . وحقيقة مايعتقده  الطاويون : أن "الطاو" هو الكلي الواحد  الذي يتجسد في أشكال الحياة المختلفة حسب قانون القوى المتناقضة و المتناغمة (الين واليانغ) ولا يقولون هو "الله" -تعالى الله  - بل هم يرفضون فكرة وجود إله بمفهوم أهل الديانات السماوية (له ذات وله صفات قائمة بالذات ولا يشبه المخلوقات ) لأنه إثبات لما لا نقيض له إلا أن يكون هذا النقيض هو الشيطان ، وهم ينكرون وجوده أيضاً ضمن إنكارهم للغيب الحق ،  ولا يثبتون وجوداً  للشر خارجاً عن كيان الإنسان وإنما الشر قوة نفسية فيه فقط.

4. فكرة الجسم الأثيري فكرة خاطئة علمياً حتى الآن ، ولم تثبت بنقل صحيح بل تتناقض مع المعارف الإيمانية التي يثبتها النقل الصحيح وقد يفضي القول بها للقول بعدم تمام بلاغ سيد المرسلين الذي ما ترك من خير إلا ودل أمته عليه . وقد ادعى أصحاب هذه الفكرة ثبوتها وعاملوها على أنها حقيقة علمية مستخدمين "كاميرا كيرليان" التي حقيقة  ما تصوره إنما هو التفريغ الكهربائي ، حيث يصور التسرب الناتج من شحن الجسم بفرق جهد كهربائي ، والمتأثر برطوبة الجسم ودرجة الحرارة والتعرق وغيرها مما يعرفه أهل الاختصاص والبحاثة.   

5 . كلمة سنسكريتية تعني العجلة (الدولاب) (Wheel or Vortex) .

6. ويعدها بعضهم خمساً ويوصلها البعض الآخر إلى تسع حسب ما يذهب إليه حكمائهم وديانتهم ‍‍‍‍‍‌‌.

7. هذا مفاد قولهم : "لكل شكرة إله "ولما كانت فكرة الألوهية ملغاة من معتقدهم فهم يستعيضون عنها بألفاظ أخرى كـ "قوة" أو "رمز "ونحو ذلك وهذه النقطة( علاقة الشكرات بالمعتقد ) لا تذكر عند المعلمين والمدربين من المسلمين لهذه التطبيقات والعلوم ويضيفون بعض الجمل مثل (بإذن الله) عند إثبات نفع لهذه الشكرات ! كما يعرضون موضوع الجسم الأثيري – جهلا منهم واتباعاً لسنن السابقين في الضلال - على أنه حقيقة علمية ! 

8. هذه الترنيمات وغيرها تردد من قبل المسلمين في كثير من دورات الماكروبيوتيك والريكي والقراءة التصويرية وغيرها من التطبيقات التي تعتمد التنفس العميق والتأمل التجاوزي في تطبيقاتها !! وهي ليست كلها كلمات لا معنى لها - كما يزعم المدربون – بل بعضها اسم الروح "الإله" الخاص بتلك الشكرة .... ولا حول ولا قوة إلا بالله  . وعندما وجد بعضهم حرجاً في نفسه منها استبدلها بمانترا إسلامية !!! حيث أغمض المتدربون والمتدربات أعينهم ورددوا الله...الله...الله...الله .!!!

9. الشبهة التي يتذرع  بها كثير من ممارسي هذه التطبيقات والمدربين عليها : الحكمة ضالة المؤمن ، أنتم أعلم بأمور دنياكم ! اطلبوا العلم ولو في الصين ! وسيأتي الرد على هذه الشبهات تحت عنوان " شبهات وردود " .

100. إذا استخدم التنويم عند الأطباء النفسانيين بضوابط وشروط فقد أفتى بجوازه كثير من العلماء قياساً على التخدير الذي يذهب بالوعي المنتبه عند أهل الجراحة في الطب ، ويقدر ذلك بضرورات تقدّر بقدرها ، أما التلاعب بحالات الوعي وصولا لنشوة أو خروجاً من هموم ومشكلات ، أو لتغيير معتقدات ونحو ذلك ، فهو أمر جد خطير على الدنيا والدين . فكيف إذا ما أصبح تقنية يدرب عليها الصغير والكبير والصالح والطالح !!! 

11.يقول بعض معلمي هذه العلوم والمدربين على الاسترخاء والنرفانا- أصلحهم الله - : " هي التي يستشعرها المؤمن في قيامه الليل أو في متعة سجوده أو في تكرار الذكر "!؟.والحق أن المؤمن يشعر بأثر عبادته في نشاط جسمه وحيويته إلا أنه لا يغيب عن وعيه "المنتبه" ، وإن اعترى البعض شيئ من ذلك على غير قصد منه عُفي عنه لحديث ( عُفي عن أمتي ....) ، ولكن حاله ليس الحال الأكمل ،  إذ ليس هو حال رسول الله e وكبار صحابته رضوان الله عليهم . فلا نزيد على أنه حال اعترى بعض أهل التصوف ، وسعى له كثير من أهل البدع لتأثر رياضاتهم وخلواتهم بطقوس الهندوسية وفلسفات الديانات الشرقية.. ..الله أكبر ...إنها السنن !

12. الماكرو بيوتيك عَلَم يطلق كثيراً على اتباع نظام غذائي خاص ، وهو في حقيقته نظام حياتي يجمع بين عناصر البوذية ومبادئ الحمية بعد أن طوره الفيلسوف الياباني جورج أوشاوا  ، فوضع أطر فلسفة الماكروبيوتيك جامعاً بوذية زن مع الطب الأسيوي وتعاليم النصرانية مع بعض سمات الطب الغربي.كما عرفها موقع  (www.cancer.org  جمعية السرطان الأمريكية ) على شبكة الإنترنت.

13. ينتبه إلى أن هناك حرب لفظية كلامية قوية ، فأكثر الألفاظ المستخدمة قد يظن الناس بها معنى معروفاً ولكن أهلها يضعونها على معاني أخر ، فلا التأمل هو التأمل الذي نعرفه الذي هو عبادة عظيمة ،ولا التنفس العميق هو ما نعرفه من التنفس ، وكذلك مصطلحات العلمولوجيا ،الإنسانيين= =العلمانيين - حسب استخداماتها المعاصرة - لها معاني ومفاهيم قد تشابه ما عرف سابقاً بمذهب العلمانية والإنسانية إلا أنها أصبحت اليوم أكثر اتساعاً من وجه ، كما أنها عَلَم على أديان جديدة في الغرب .

14.وقد فعل هذا كثيرون ممن أحسبهم من أهل الخير – هداهم الله- اجتهاداً وطبعت بهذا النهج كتب ورسائل منها على سبيل المثال : "التنويم" لصلاح الراشد و "مقدمة بين الطب النبوي والماكروبيوتيك " لأسامة صديق ، وفيهما من تسويغ هذه الفلسفات وإعطائها الصبغة الشرعية الدينية ما يجعلها أكثر خطورة من الفكر الوافد ذاته الذي يتلقاه الناس بشيء من الحذر أو الشك !! ومنهم – هداهم الله- من حاول التوفيق بين فلسفة الطاقة وبين الدين الإسلامي ! فزعم أن الصلاة والوضوء وسائر العبادات والذكر شرعها الحكيم سبحانه لتغذية جهاز الطاقة ، وشحن الجسم بها مضيفاً لهذا الزعم أهمية تعلّم فنون فتح منافذها "الشكرات" ورياضات تسليك مساراتها،  واتباع أنظمة التغذية الكفيلة بإحداث التوازن بين قوتي "الين" و" اليانج" ؟! ومنهم من تجاوز هذا ليبحث في خصائص الطاقة للأرض التي بنيت عليها الكعبة حتى كانت مهوى الأفئدة ، وخصائص الطاقة للأحجار تحت بئر زمزم ليستدل بذلك على فكرة باطلة عقلا ونقلا ؛ فكرة تناغم الكون بطاقته مع جهاز الطاقة للإنسان في الجسم الأثيري ؟!


« آخر تحرير: 2007-12-06, 10:01:18 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا الجهد المبارك جعله الله في ميزان حسناتك ونفعك ونفع بك.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل (أبو عبد الله)

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 82
  • الجنس: ذكر
  • عـبـد لله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قرأت ما خطت أناملكم في هذا الموضوع ..
جزاكم الله خيرا و جعله في ميزان حسناتكم
لكني لم أقرأ المنقول منه لأنه سبق لي الاطلاع على بعضه..
ولي بعض الملاحظات..

موضوع التنمية البشرية كبرية وواسع .. ومنها ما يتعلق بالمهارات و التجارب و الخبرات .. كالقراءة السريعة مثلا ..
ومنها ما يتعلق بالمعتقدات كالبرمجة اللغوية العصبية ...

ومن المهم حين نرد أن نرد على فن بعينه ولا نجمع كل فنون التنمية البشرية في سلة واحدة..
طبعا أنتم تطرقتم هنا لفن البرمجة اللغوية العصبية ..لكن العنوان يوحي بغير ذلك..

بالنسبة للاقناع هناك طريقتان
الطريقة الأولى هي المواجهة (على طريقة الاتجاه المعاكس) كل يدلي بدلوه و يستعرض حججه و براهينه
والطريقة الثانية هي المسايرة وهي أن أسايير الشخص في أفكاره و أصل به الى حيث أريد أنا لا حيث يريد هو .. وهذه تتطلب صبرا وحكمة .. تنطلق بالاتفاق على الأهداف أو الغاية العامة  ثم التشكيك في الوسائل أو الطرق أو الأدوات واحدة تلو أخرى ...

يعني عندما أريد أن أنقض أسس البرمجة اللغوية العصبية عند شخص متأثر بها .. أبدأ معه بالاتفاق على الهدف وهو تنمية قدرات الشخص .. لكني أخبره أن هناك جزئية لا تريحني و أركز كل جهودي في الاقناع على هذه الجزئية و أدعوه اما للاستغناء عن هذه الجزئية أو البحث عن بديل لها في الشريعة الاسلامية ...و هكذا...

(دخلت دون استئذان و اعتبرت نفسي ابن الدار  :blush::)

وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته


لا تسأم من الوقوف على بابه و لو طُردت؛ ولا تقطع الاعتذار و لورُدِدْت؛ فان فُتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين؛ ومد اليه يدك و قل له : مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء و المساكين