الكلمة الحادية و العشرون:
من وصايا لقمان:
يا بني لا تضيع مالك وتصلح مال غيرك، فإن مالك ما قدمت لنفسك، ومال غيرك ما تركت وراء ظهرك
فماذا قدمتم لأنفسكم في هذا الشهر المبارك؟
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ : ألهاكم التكاثر . قال " يقول ابن آدم : مالي . مالي ( قال ) وهل لك ، يا ابن آدم ! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟ " .
الراوي: عبدالله بن الشخير - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2958
فمن أراد أن يحفظ ماله ويدخره لنفسه فليتصدق به
فما تأكله سيفنى
وما تلبسه سيبلى، أو تبطل موضته أو تمل منه وتريد تغييره..
والدنيا كالبحر المالح، مهما شرب منه المرء زاد ظمأ
ففيم العناء وفيم الشح وفيم الحرص، ما دام الإنسان لن يقضي نهمته منها؟؟
كانت لنا شاة فأرادت أن تموت فذبحناها فقسمناها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا عائشة ما فعلت شاتكم ؟ قالت : أرادت أن تموت فذبحناها فقسمناها فلم يبق منها إلا كتفها ، قال : شاتكم كلها لكم إلا الكتف
فهل تريد أن يبقى لك مالك فتنتفع به؟
فتصدق به
وأي أيام الصدقة فيها خير من هذه الأيام، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها كالريح المرسلة، وحيث يضاعف الأجر والثواب
فالصدقة الصدقة يا إخوتي
أتعبتك نفسك ولا تدري كيف تعالجها وتهذبها؟
داوها بالصدقة
أتعبك قلبك لا يريد أن يخضع ولا أن يخشع؟
داوه بالصدقة
تاقت نفسك لوصال ربك، وخفت أن يفتح للمتعبدين والتائبين والطائعين فيلجوا، ويغلق دونك الباب فتطرد؟ وتسعد قلوبهم بوصال الحبيب، وتحرم، ويسبقوك إلى الرضوان والروح والريحان وتتأخر؟
تصدق وتصدق وتصدق
تصدق ولو بشق تمرة
ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة