نشرت هذا الموضوع السابق بأحد المنتديات فدار بيني وبين أخ فاضل به هذا الحوار
نشرت هذه الفقرة:
اتفق النحاة على تعريف علم الجنس لفظا، واختلفوا في معناه تعريفا وتنكيرا، فذهب ابن مالك والرضي إلى تنكيره. واختار المحققون أنه موضوع للماهية بقيد حضورها في الذهن. فيكون استخدامه في الفرد الخارجي مجازا خلافا لاسم الجنس المستخدم في الفرد الخارجي حقيقةً لاعتباره موضوعا للماهية بلا قيد وهي لا تتحقق إلا في الفرد الخارجي أو موضوعا لها بقيد الصدق على كثيرين.
وألزموا ابن مالك التحكم لأن تفرقة الواضع بين علم الجنس واسمه في اللفظ تؤذن في التفرقة بينهما في المعنى.
فقال :
فيكون استخدامه في الفرد الخارجي مجازا
ما عليه المحققون _ كما ذكرت _ أن علم الجنس موضوع للماهية بقيد حضورها فى الذهن وعلى هذا فوجوده فى الخارج يكون مجازا على العكس من اسم الجنس والفرق هو قيد الحضور فى الذهن .
فهل يلزم أصلا فى علم الجنس أن يكون موجودا فى الخارج ؟؟
...
فأجبته:
معنى أن علم الجنس موضوع للماهية بقيد حضورها في الذهن:
أي أنك حين تطلق لفظ "أسامة" كعلم على جنس الأسد.. فإن الذهن أول ما يلتفت يلتفت إلى ماهية الأسد بقطع النظر عن فرد معين من أفراده
وعلى هذا فأنت كمتكلم حين تطلق لفظ "أسامة" قاصدا به فردا معينا فأنت بذلك قد استخدمت اللفظ في غير ما وضع له.
وهذا الاستخدام هو عين "المجاز"
بخلاف مثلا لفظ "أسد" .. فهو موضوع للماهية بقيد الصدق على الكثيرين. أو موضوع للماهية بلا قيد (مع ملاحظة أن الماهية بلا قيد لا تتحقق إلا في أفرادها الخارجية)
فحين تطلق لفظ "أسد" كاسم لجنس الحيوان المفترس المعروف فإن الذهن أول ما يلتفت يلتفت إلى ماهية متحققة في فرد خارجي.
فإذا استخدمت اللفظ في أسد بعينه فلم تخرج به عن وضعه الأصلي
ويكون هذا الاستخدام هو عين "الحقيقة"
[لا يخفى عليك أن المجاز استخدام اللفظ في غير ما وضع له في اصطلاح التخاطب.
والحقيقة بخلافه
ولا يخفى عليك أيضا أن التبادر أمارة الحقيقة. أي هو الكاشف عما وضع له اللفظ، والتبادر هو التفات الذهن لأول معنى فور سماعه اللفظ
فإذا استعمل اللفظ فيما يتبادر منه كان حقيقة، وإذا استعمل في غير ما تبادر منه كان مجازا]