قد تساءلت آخرا عن معنى رفضنا للخلاف أو قبولنا له؟
وهذا المعنى فيما أرى قد تشوش لدى كثيرين، أو كأنهم يتعمدون تشويش عقولنا فيه!
فليس معنى قبول الخلاف أن أجالس وأُلاعب من أخالفه وكأنه لا شيء بيننا، ولا معنى رفض الخلاف أن نقتل مخالفنا أو نخاصمه أبد الدهر !
ولكن يتحدد موقفنا من المخالف بناء على نوع الخلاف ..
الرأي الذي نراه كما قلنا: إما أقطع بصحته، أو أظن صحته
والرأي المقطوع بصحته إما بديهي، أو مكتسب بالأدلة ..
فإن كان الرأي بديهيا، فقد سقط الحوار بيني وبين من يخالفني فيه، ولا مجال للنقاش في هذا الأمر لأن البديهي لا يستدل عليه.
وإن كان مكتسبا، فمهما كثرت لدي الأدلة واستفاضت حتى صرت أوقن تماما بصحة ما أرى، فيجب علي إنصافا لذاتي أولا أن أستمع لمخالفيّ، وأطلع على وجهات نظرهم، فإن بان لديهم صواب تبعته، وإلا بقيت على حالي
وإن كان ظنا بمعنى الاحتمال الغالب، فاستماعي لغيري أولى وأحوج
وهنا، نفهم كيف نتعامل مع المخالف:
إن خالف في أمر أراه بديهيا، أتعامل معه معاملتي مع المجانين
وإن خالفني في أمر مكتسبا، فإما أن يقنع أحدنا الآخر برأيه وينتهي الخلاف
أو ننزل معا من درجة التيقن إلى الظن
أو يكون أحدنا معاندا، يسقط الحوار معه
وإن خالف في أمر مظنون، اجتهد كلانا ان يوقف الآخر على جهة نظره، فإن تم فبها ونعمت، وإلا عذر بعضنا بعضا