2. ماذا عن "التربية" و"الارشاد" و"التوجيه"...
وكيف يحمل جيل "رسالة" الذين سبقوه..؟ وما مدى الخلاف المسموح بين السابق والتالي...؟
ترتسم الحياة لكل امرئ على نحو خاص، وتبدو بعينيه كذلك في مظهر لا يراه غيره، .. ويُكلَّف السابقون بتنشئة اللاحقين على معاني الخير،.. وأول واجبات هذا التكليف أن يُبصَّر اللاحق بموقعه من هذا الوجود وما يجب عليه فيه، ثم يوجه إلى أداء هذه الواجبات ويرشد إلى كيفية أدائها على خير حال..
لنا أن نسمي كل ذلك بالتربية، التي يبدو أن لها ركنان أساسيان هو التوجيه والإرشاد..
غير أن ذانيك الركنين لا يقفان على موارد المربي والدا كان أو معلما.. بل يتأثران بكل ما من شأنه أن يوجه إلى شيء، أو يرشد إليه، ولولا ذلك لبقي الناس لا يجد فيهم جديد، ولا يتغير لهم حال.. فكل تال كالذي يليه وحسب!
وقد يؤدي ذلك إلى تباين دلالة "معاني الخير" بين كل من السابق واللاحق، وقد ينتبه اللاحق لما لم ينتبه إليه السابق، وقد يبذل السابق جهده مرشدا أو موجها لأمر .. بينما قد غشيت أعين اللاحق من خارج ما يحول دون إبصار كل ما يتجشم الأول عناءه!
وتتعدد الاحتمالات .. وتبقى في النهاية إشكالية التربية متمثلة في ركني الإرشاد والتوجيه غفلة ووعيا لدى كل من السابق واللاحق
أبصر هذه المعاني حين يحمني الناس لا أحتمل .. ظانين أن هذا واجب كوني كذا أو كذا .. مما يرون.. فهل فكروا كيف أرى أنا نفسي؟!