هي
انشراح
زوجة بسيطة جداً وأم
تسكن في منطقة عشوائية
تعمل في تنظيف البيوت
لاتفارق الابتسامة شفتيها
إن أردت أن تبحث عن الأمل والثقة فاجلس وتحدث إليها قليلا
زوجها يعمل مثلها في أي مهمة توكل إليه.. غسل سجاد .. حمل أشياء ونقلها من منزل لمنزل.. أي عمل بسيط شريف
ومثلها مبتسم ومتفائل دائماً
سألتها يوماً :
- كيف حال ابنتك يا انشراح
ردت وهي مبتسمة كعادتها ابتسامة رضا وثقة وحسم :
- لم تنجح العام الماضي فهي لا تحب العلم ولا المذاكرة .. ضربها أبوها كثيرا ليجبرها على استذكار دروسها حتى بدأت تضعف وخفت عليها.. فجلست مع زوجي على جنب وكلمته عن حال البنت واتفقنا أن يتوقف عن عقابها بالضرب إن لم تذاكر
لكن ابني يحب العلم وينجح كل عام
هل لاحظتم هذه العبارة: "فجلست مع زوجي على جنب وكلمته عن حال البنت .."
هذه السيدة من سكان العشوائيات ولم تحصل على أي قدر من التعليم وشديدة الفقر
ومع ذلك عندما تريد أن تتحدث في أمر تحادث زوجها بعيدا عن الأبناء
أليس هذا ترفاً قد لا يقدر عليه أغلبنا؟
انشراح يحبها كل من تعمل لديه حتى لم يعد لديها أيام بالأسبوع لباقي الطلبات فبدأت توزع العمل على قريباتها اللاتي يكتسبن ثقة العميلات بناء على توصية انشراح
لم تجلس انشراح على ناصية شارع تتسول بوجه كالح وبؤس مصطنع مرسوم على ملامح الوجه بتزييف محكم
عملت بجد وإخلاص حتى نالت بجدارة حب وثقة كل من يعرفها
الفقر ليس هو البؤس
البؤس أن لاتجد ما تعيش من أجله ولا ما تعمله بينما أنت محسوب في عداد السائرين فوق الأرض