بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام، حتى لا يريح أي منكم نفسه (أصلي غاوية تعب)
المجتمع عليه مسؤولية، سيعاقب إن قصر بها... وهي إقامة شرع الله من عدل ومساواة ورأفة ورحمة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وضرب على يد الظالم، ومكافأة المحسن ومعاقبة المسيء..
وعندما يقصر المجتمع في دوره هذا، (أي الأفراد كلهم كجماعة) ويكتفي كل منهم بنفسه وأهل بيته، فالعقوبة ستعم
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول له يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود } إلى قوله { فاسقون } ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا
والفرد عليه مسؤولية، فلن يعفيه من ذنبه أن المجتمع فاسد، والأحوال الاقتصادية سيئة ووو............. لن يعفيه هذا من مسؤوليته
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا...
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً(النساء97)
فلم يقبل الله تعالى منهم دعواهم أنهم اضطروا للمعصية لانهم كانوا مستضعفين في الأرض... ومأواهم جهنم.......... وساءت مصيرا
فعلى كل منا أن ينجو بنفسه، ولايضره من ضل إذا اهتدى، فلا يلتمس لنفسه المبررات بفساد الدنيا من حوله فيركن لذلك..
وعليه أيضا أن يحمل مسؤولية مجتمعه، ففي أي موقف تكون فيه ويمكنك الإصلاح وتتوانى، سواء إصلاح الموقف أو إصلاح الأفراد... فستكون مؤاخذا على ذلك..
فالساكت عن الحق شيطان أخرس
ودونكم قصة أصحاب السبت كما وردت في سورة الأعراف:
وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ الَتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
فالذين نهوا عن السوء نجاهم الله
والذين سكتوا أخذهم الله بعذاب بئيس واعتبرهم فاسقين
والذين اعتدوا في السبت، أي فعلوا المنكر، مسخهم قردة خاسئين..
فمن أي صنف نريد أن نكون؟؟؟
القردة؟
أم الفاسقين؟
أم الناجين؟