بعد بحث قصير على الانترنت يبدو أننا قريبا سنتباكى على أيام طنطاوي رحمه الله .. لأن الشيخ الجديد :
مشهور بأنه "معتدل" و "صاحب فكر تنويري" وانتم تعرفون خوفي الشديد من كلمي "تنويري" هذه ..
ومن أنصار ما يسمى بتجديد الخطاب الديني هذا غير تأييد حوار الاديان ..
كما أنه معارض كبير لجماعة الإخوان المسلمين ويصفهم بـ "الفكر المتطرف" و "ميلشيات إرهابية" و " مثل حزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني" .. ويرفض طلاب الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر تماما وقال من قبل " الجامعة تسع لكل الناس على الأرض حتى اليهود ولكن ليس الإخوان" .. ومعروف بعدائه الشديد لهم
كما أنه رئيس طريقة صوفية ومعادي كذلك للتيار السلفي !!!
يبدو أن النظام المصري بدأ ينفذ على الفور التعليمات الأمنية الأمريكية الجديدة التي صدرت في تقرير مؤخرا بنشر الصوفية بدلا عن السلفية والإسلام السياسي ...
وهو عضو اللجنة المركزية للحزب الوطنى !!!!!!!!!!!!
ومن أشد المعارضين للنقاب وكان من أشد الناس رفضا لدخول المنقبات جامعة الأزهر ..
ومؤيد للجدار .. ومنع طلاب الأزهر واساتذته من معارضة الجدار ..
يشجع الحفلات الراقصة وقام بتنظيم حفل راقص لطلاب الأزهر بتاريخ 13/2/2010
من فتاويه المثيرة :
- إباحة بيع المسلم للخمور في بلد غير المسلمين لغير المسلمين.
- إجازته للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة.
- أجاز تحنيط الموتى.
- أباح الرشوة مؤكداً أنها حلال في حال إذا كان ضروريا.
- أكد أن التصويت علي التعديلات الدستورية (إياها) فرض عين.
كما أنه لا يرتدي الزي الأزهري المشهور (الجبة والقفطان) والذي يميز الأزهري من غير الأزهري بل يرتدي بذلة على أحدث موديل وكأن الزي الأزهري عار يتبرأ منه مثلا .. وحليق اللحية تماما تماما ولا يبدو اي عليه أي أثر منها ...
وهذه هي صورة "الإمام الأكبر" الجديد :
وما خفي كان أعظم
على رسلك يا رجل!
فتوى بيع الخمر في أوربا أصدرها المفتي الحالي الدكتور علي جمعة!!!
وما سمعنا من شيخ مسلم لا الطيب ولا غيره إجازة هذه الإمامة !!
ولا أعلم عن التحنيط ولا التصويت.. وإن كانت فتاوى أقرب إلى الآراء السياسية من بيان الأحكام الشرعية!!
والضرورات تبيح المحظورات؛ فلا أدري ما وجه الرفض لمن أباح الرشوة أو حتى النطق بالكفر للضرورة.. الخلاف قد يقع في عد المسوغ ضرورة أو لا .. !
وقد التزم الرجل الزي وأطلق لحيته إبان توليه لمنصب الإفتاء
... طيب نقول المهم، والله المستعان
لقد عرفت الرجل عامين كاملين... طالبا لديه في الرواق العباسي بالجامع الأزهر وفي مكتبه بإدارة الجامعة بمدينة نصر
فهو الأستاذ الوحيد - فيما نعلم - مذ فتحت الجامعة أول القرن الماضي الذي يستقبل الطلاب ليدرس لهم العلم في مكتبه بإدارة الجامعة
وربما بدأ الدرس وليس أمامه سوى ثلاثة طلاب .. بل بدأه وليس سوى طالب واحد!!
ولا يستنكف ولا يمتنع بل يدرس للواحد ما يدرسه لو اجتمعت له آلاف
ومن الطلاب طالبة منتقبة لا النقاب المصري المعروف بل النقاب السعودي الذي ترى الفتاة من خلفه بصعوبة لنزول "البيشة" على عينيها !! .. وكانت تكثر السؤال وتسأله خارج المادة وتستعين به في فهم ما عليها في مواد الدراسات العليا بكليتها التي تدرس بها.. ولم ينهرها أو يصدها
وأذكر أني مرة حضرت الدرس مرتديا قميصا "كاجوال" .. يعني كان كاجوال زيادة شوية فزعل وأمرني ألا أرتديه ثانية وفصل القول في الهزيمة النفسية أمام الغرب وانطماس الهوية الإسلامية في نفوسنا ووجوب شعورنا بتميزنا الديني والفكري والحضاري
وفي محاضراته كان دوما ما يبرز سبق المسلمين في تقرير قواعد لم يهتد الغرب إلا إلى بعضها مؤخرا .. ويقارن بين بنائهم الفلسفي والفكري وما لدينا من مقابل ذلك ... مبينا تهافت ما لديهم ونصاعة ما لدينا
وقد عهدناه في الدرس متمكنا من مادته (العقيدة والفلسفة) وبحوثه في هذا الشأن متقنة منضبطة، ودراساته المطبوعة تدل على ما سبق أن حكيته عنه.. فمن ذلك دراسته "مفهوم الحركة بين الفلسفة الماركسية والإسلام" وفيها تحرير دقيق لأصول شبهات مادية شيوعية طرحت قديما ومل من سماعها الآباء الذين ابتلوا بتيار المادية الذي اجتاح بلاد الإسلام
وأما حضوره المؤتمرات المعنية بحوار الأديان.. فهي مؤتمرات يحضرها أساتذة متخصصون كثيرون جدا، منهم أسماء نجلها جميعا، وتنظمها دول تنتسب للإسلام وتترائى بخدمة المشاعر وإقامة الشرائع!!
وإن كان ثمة علماء أجلاء أيضا يطعنون في جدواها إلا أن أحدا لم يطعن في عقيدة كل من يحضرها
الإشكال فيها هو مضمون ما يقال.. فهناك من يذهب ليمالئ وينافق ويبيع عقيدته على أعتاب المؤتمر، وهناك من يذهب لبيان كلمة الحق
وقد سبق أن وقع له هو موقف أن سئل هو وممثل النصارى وممثل اليهود وممثل البوذيين عن حكم الشك في العقيدة
فأجاب بمنعه منعا باتا واعتباره كفرا وخروجا عن الدين ولو كان باقل نسبة
بينما أجابوا جميعا بانه اصل في الدين ..!!! - يمالئون العلمانيين المتحكمين في العالم الآن -
فعاد عليهم قائلا: كيف تمثلون أديانا تشكون فيها وكيف تدعون لما لا تؤمنون به وكيف ترضى ان تموت في سبيل ما لست مقتنعا به .. وهل الدين عباءة ترتدى وقتما نحب وتخلع وقتما نكره!؟!!
فكانت كلمته دلالة كبيرة على كثير مما يجب أن نتوقف عنده قبل الخوض في حق الرجل بهذه الطريقة!!
والرجل ككثيرين من أقرانه من أساتذة الأزهر الأجلاء لا يرتدون الزي الأزهري - وفيهم كبار من أساتذة الإخوان .. بل لا نعرف من أساتذة الإخوان بالأزهر من يرتديه أصلا !! - وهو مع ذلك لا يصد طالبا عنه بل كثيرا ما يقول كنت اتمنى لو واظبت عليه ...!!
وأما عن صوفيته.. فالأزهر صوفي منذ مئات السنين .. المهم هو عداء الآخر .. سلفيا او غير سلفي
وليس مجرد العمل بالحزب الوطني تهمة في ذاته ..
أعلم أن قراراته السياسية أثناء العمل كرئيس جامعة لم تكن جيدة ابدا.. وموقفه من طلاب الإخوان أيام حادثة العرض الرياضي كان سيئا جدا .. وهو على اي حال يرفض النشاط المضاط للحكومة .. ولو طلبا للحق !!
وما لا تعلمونه ولا يعلمه أحد!!!
أنه فتح معهدا لتدريس اللغة الانجليزية والكمبيوتر لمتفوقي الكليات الشرعي بالازهر .. مجاني
يدرسهم به مدرسات اجنبيات متبرجات.. كانه تغريب داخل البلد!!!
وفتواه في جواز مصافحة الأجنبية بلا ضابط ولا رابط ...
مع أنه متحفظ على إباحة فوائد بخلاف المفتي المعاصر الذي يبيحها ويدعو لذلك وينعي ويشنع ويسخر ممن يمنعها!!
مع حرصه على تراث الأزهر وإعادة مناهجه القديمة التي ضيعها المضيعون.. وقد عمم تدريس مجموعة كتب تراثية على جميع فروع الكليات الشرعية بالجامعة وتدريس كتب تراثية في حلقات حرة بالجامع الأزهر
.. يعني باختصار الرجل على علم كبير بتخصصه في العقائد والفلسفة وما يتبعهما من علوم المنطق، وكأي أزهري قديم متقن للغة العربية، ولتربيته في أسرة علمية من الصعيد فهو يحسن الفقه المالكي..
وذو وعي ثقافي واطلاع عام.. كثير القراءة .. منشغل بالعلم
وإن كان إداريا سيئا وسياسيا منحازا وشيخا متحررا..
وعلى كل حال فقد كان الرجل أفضل القائمة التي كانت مرشحة لهذا المنصب التي انحصرت فيه وفي المفتي الحالي وفي وزير الأوقاف اللذين - ربما - لن تجد الحكومة من يحسن إحكام دار الإفتاء ووزارة الأوقاف خيرا منهما بعدُ!!
ولا يصح أن نسأل لم لا يكون فلان أو فلان في القائمة أصلا.. فهو كلام ليس هذا محله، وإنما يكون ذلك بعد إعادة آلاف الفدادين الموقوفة للأزهر واستقلال الأزهر ماديا وإداريا عن الحكومة وكلام يطول بحثه
غاية مشاركتي رد غيبة رجل عرفته عن نوع قرب
والله المستعان