تداعيات اختفاء قبطية أسلمت بمصر
المصدر: الجزيرة
أعترض على عنوان المقال .. فنصارى مصر ليسوا أقباط أو بمعنى أدق ليسوا الاقباط وحدهم .. فالقبطي هو "المصري" أيا كان دينه وملته .. ولكن النصارى في السنوات الأخيرة كرسوا جهودهم للاستئثار وللسطو على كلمة "قبطي" ليصفوا أنفسهم بأنهم أصحاب البلد الأصليين وأن كل المسلمين مجرد ضيوف عليهم جاءوا منذ زمن بعيد وهم "النصارى" أحسنوا معاملتنا وضيافتنا كل هذه السنوات .. وهذه تصريحات واضحة لكبار رجال الكنيسة عندهم .. طبعا هذا المفهوم يجعل من أقباط المهجر يطالبون الكيان الصهيوني بأن يأتي ليحرر مصر من الإحتلال الإسلامي القابع عليهم الذي يجعل المسلمين يختطفون المسيحيات ويجبرونهن على الإسلام ويجبرونهن على الحجاب (أي سخف هذا ؟! المسلمين لا يستطيعون إجبار المسلمات على الحجاب .. حتى لو كانت ابنته فكيف يجبرون المسيحيات ؟!!!!!!) .. ويغتصبونهن ! وهذا ما يرددونه دوما في كل مكان ..
طبعا موضوع قبطية المسيحيين هذا ونفي القبطية (المصرية) عن المسلمين واعتقادهم بأنهم سكان المنطقة الأصليين وأننا غزاة حينا وضيوف حينا أخرى يصور لهم تصورات معينة بكبر عددهم وحجمهم ونسبتهم .. فنجد كل يوم والآخر شيء عجيب .. فهذا يقول أن المسيحيين نسبتهم في مصر 40% (أي 2 من كل 5) !!!!!! والآخر يقول أنهم 25% (أي 1 من كل أربعة) وآخر يقول 16% وآخر يقول 10% وكلها تقديرات مبالغ فيها جدا وهدفها الضغط على النظام المصري لإعطائهم قدر أكبر من الكوتة في مجلسي الشعب والشوري ونصيب أكبر من المناصب ... إلخ في حين أن كل الإحصائيات الرسمية من قبل كانت تؤكد أن نسبتهم كانت أقل من 6% .. اضف إلى ذلك انخفاض معدلات الإنجاب وهجرة الكثيرين منهم واعتناق الكثير منهم الإسلام كل سنة فإنهم بالتأكيد سيكونوا أقل وأقل ..
المهم ..
نصارى مصر يسعون لأهداف معينة .. والنظام المصري يمهد كل السبل لحدوث فتنة طائفية في مصر ( وليس آخر هذه التمهيدات أن يقوم الأمن بتسليم كاميليا شحاتة للكنيسة ثم يسمح الأمن للمسلمين أن يتظاهروا ضد المسيحيين لهذا السبب بالذات !!) لتغطي على فتنة تزوير إرادة الشعب وتزوير الانتخابات والتوريث ونهب الثروات والموالاة للأعداء وتضييع القضية الفلسطينية وكل المصائب الأخرى التي يقوم بها نظام مبارك/طوارئ منذ 30 سنة وخاصة بعد أن شعر أن وجوده وكيانه مهدد وأن الشعب بدأ يفيق من غفوته الطويلة ويتحرك .. فلابد بسرعة أن يلهييه تارة في مبارة كرة قدم وتارة أخرى في فتنة طائفية..