تابع للبنياتا
https://www.okaz.com.sa/article/108761———————————-
لو قمنا بعمل استطلاع يشمل عشرة الآف طفل وطفلة من السعوديين ما بين سن الخامسة والرابعة عشرة سألناهم فيه عن معنى كلمة «بنياتا» اجزم لكم بانهم جميعا وبدون استثناء سيعطون الجواب الصحيح انها لعبة انتشرت في الاعوام الاخيرة كانتشار النار في الهشيم لا توجد مدرسة الا وقدمت هذه اللعبة لطلابها وطالباتها الابرياء وفي كثير من الاحيان لا يخلو حفل للاطفال يقام الا ووزعت هذه اللعبة من ضمن نشاطاته العديدة.بعض الاسر ادخلوا جهلا هذه اللعبة من ضمن احتفالات عيد الفطر والاضحى والمناسبات الخاصة الى بيوتهم واجزم بانهم لا يعرفون عنها شيئا.
بقي ان نعرف بتاريخ هذه اللعبة وكلي يقين بأنها ستحارب من الآباء والامهات لتختفي كلية من مجتمعنا، يحكي التاريخ بان البحار الايطالي ماركو بولو شاهد هذا التقليد في رحلة اكتشافه للصين فقد كان الصينيون عند زرع بذور المحاصيل الجديدة وتيمنا بآلهة المحاصيل يصنعون اشكال الابقار والجواميس ويضعون بداخلها البذور التي تنثر في المحاصيل عشوائيا بعد ضرب هذه الاشكال المعلقة على اجذاع الشجر معتقدين بنجاح محاصيلهم ومن ثم يقومون بحرق هذه الاشكال وحفظها في مزارعهم لجلب الحظ لهم.
عندما اتى ماركو بولو بهذا التقليد الى اوروبا في القرن الرابع عشر استخدمه الاوروبيون في احتفالاتهم الدينية الخاصة بأسابيع «لينت الربيع المقدس» واصبح اول اسبوع من عباداتهم يسمى باسبوع «احد بنياتا» فقد صممت البنياتا بداية على شكل نجمة ذات سبع زوايا تمثل الخطايا السبع في معتقد النصارى وعلى الراغبين في التطهر من الخطايا ان يهشموها خطيئة خطيئة وهم معصوبي العين بمساندة وتوجيه من المحبين والاقارب الذين يستمرون بتوجيههم عن موقع البنياتا الخطيئة.
وعند اليهود ترمز البنياتا النجمة لنجمة بيت لحم التي بشرت بولادة المسيح المنتظر واتت بالملوك الثلاثة الى كنيسة المهد من بلاد فارس ويرمز كذلك لافكار عدة منها ان ما بداخله غنيمة للصوص و محصول الآلهة للمتعبدين الصالحين وخلافه من الخرافات وفي القرن السادس عشر طبقه المبشرون الاسبان على شعوب الازتيك والاتنا والمايا في امريكا الجنوبية لجذبهم لدين المسيح الجديد على القارة الامريكية فأوهم المبشرون شعوب هذه الحضارات بان ذنوبهم محكمة بداخل هذا الشكل وبمساعدة المسيح عليهم بتهميش هذه الاشكال ليأتيهم الخلاص الابدي من هذه الذنوب وهكذا تنصر كثير من هذه الشعوب.كلي يقين بان ابناءنا يعلمون على اليقين بان الذنوب تغفر بمشيئة الله بالالتزام بتعاليم ديننا الحنيف من خلال الصلاة والاستغفار والاذكار ولكن علينا كذلك ان ننبههم ولا نساعدهم في احياء طقوس عبدة الصليب والبقر والنار بحجة الاستمتاع البريء.
منصور العبدالله - جدة
————-
يونيو 2007