تابع- ما انبثق عن فلسفة الطاقة من ممارسات:5- الممارسات التأملية: هي جلسات تأملية بأفعال محددة وطريقة معلومة لاستمداد الطاقة الكونية المنتشرة في الكون إلى أجسادهم، وقاعدتهم في ذلك أن: "النوم تأمل غير واعٍ، والتأمل نوم واعٍ"، فيزعمون أن الإنسان يحصل في نومه على طاقة محدودة؛ بينما يحصل من خلال الممارسات التأملية على طاقة وفيرة جداً، تحسن من قوة الجسد المادية والعقلية والفكرية والروحية، ويزيد من وعيه وإدراكه لقوة حواسه الخمس، ويفتح المجال للحاسة السادسة (البصيرة)(1) . ويمكن للمرتقين في ممارساتهم التأملية الوصول إلى طاقات خارقة. وللممارسات التأملية صور عديدة، منها: التأمل التجاوزي الارتقائي، تأمل القلبين التوأمين، تقنية التي إم سيدهي.
ولهذه الممارسات عدة مستويات:
1- مستوى سكون الحركة: يجلس المتأمل ثابتاً دون أن يتحرك مطلقاً، و يحبذ جلسة التأمل الخاصة باليوجا أو جلسة التأمل البوذية (وضعية جلسة اللوتس) لكي تتشكل دائرة الطاقة و تمنحه ثباتاً أكبر؛ ولابد من إغلاق الأعين حتى لا تُفقد الطاقة الداخلية الموجودة في الجسد، فالعين هي بوابة الطاقة.
2- مستوى سكون العقل والفكر: لابد في هذا المستوى أن يتغلب المتأمل على الأفكار التي في عقله بأن يجبر عقله على أن يتوقف عن التفكير في أي شيء مطلقاً (2)، فيبدأ في صرف عقله و تفكيره كله إلى عملية التنفس (شهيقاً وزفيراً) وبهذا تختفي الأفكار من العقل تدريجياً. ويكتسب المتأمل عند وصوله لهذه الحالة شلالاً من الطاقة الكونية، فتمتلئ قنوات الطاقة (الناديات) التي تبدأ من قمة الرأس حيث شكرة التاج، فتطهر وتزيل كل الاحتقان الطاقي أو الضمادات الأثيرية وتملؤها بطاقة جديدة نظيفة؛ وبالتالي يتم الشفاء من جميع الأمراض والأسقام. ويزعمون أن من علامات تدفق الطاقة في الجسد الأثيري خلال عملية التأمل الشعور بثقل في منطقة الرأس ( الشاكرا التاجية) أو بثقل في الجسد عامة؛ كما قد يشعر بتنميل أو حكة أو ألم في منطقة معينة، فيزعمون أن هذه المنطقه في الجسد الأثيري كانت محتقنة أو مصابة وهي الآن تمتلئ بالطاقة الكونية؛ و لذلك ينصحون بعدم أخذ أدوية لعلاج هذه الآلام لأنها ستزول تدريجياً مع المواظبة على التأمل.
3- مستوى النفس: عندما يجتاز المتأمل المستويين السابقين (الجسد والفكر) فإنه يصل إلى النفس، وعندها يستقبل جسده كمية أكبر وأوفر من الطاقة، فيصل المتأمل إلى معرفة حقيقة نفسه وذاته (3)، وبالمتابعة يتحقق التداخل والاتحاد مع كل مظهر من مظاهر الحياة، فينكشف له خواصها و تركيباتها؛ بحيث يحوي علومها ويحيط بها؛ فتزداد المعرفة، ومن ثم يزداد الفهم والحكمة، وندرك حينئذ أننا لسنا مجرد أجساد وعقول بل نحن كائنات خارقة.
4- مستوى العين الثالثة: في هذا المستوى يكتسب المتأمل حاسة جديدة تضاف إلى حواسه الأخرى، هي العين الثالثة، وهي أداة قوية جداً ولكنها تخص الروح، وهي تمكن المتأمل من رؤية وسماع وشعور الترددات العليا للحقيقة التي لا تدرك بالحواس الفطرية؛ ويقول بعضهم أنه بمجرد تفعيل العين الثالثة يشعر المتأمل بثقل أو سحب في منطقة الجبهة ثم يبدأ في رؤية ومضات للألوان تدور من حوله، مع سماع أصوات همهمات أو أصوات مشي أقدام، ثم يشعر كأنه مسافر في نفق مظلم. ومع مزيد من التأمل تصل العين الثالثة لمرتبة الكمال؛ بحيث يصير كل ما لا يدرك بالحواس الخمس مشاهداً أو معلوماً، فيسمع أصواتاً من الأبعاد الأخرى. ومع الممارسة المستمرة يرتقي المتأمل فتنكشف له أمور جديدة، فيتمكن من رؤية السادة والجراند ماسترز الذين كان لهم اليد الطولى في هذه العلوم، كما يستطيع المتأمل أن يستمع لرسائل وتعاليم الماسترز القدامى، ويحصل على جميع الإجابات، ويجد الحلول لجمع مشاكله.
5- مسستوى الجسد النجمي: Astral Body : يعرِّفونه بأنه جسد آخر مشابه لجسدنا المادي ويرتبط به عن طريق خيط فضي رفيع، و يعتبر الجسد النجمي مصدراً غير واعٍ خلال النوم يتلقف الأحلام؛ ومن صفات الجسد النجمي أنه لا يخضع لقوانين جسدنا المادي، فيستطيع على سبيل المثال السفر والتنقل بحرية والطيران في الفضاء والغوص في أعماق البحار والتنقل عبر المجرات بسرعة خيالية تعادل سرعة الضوء، بل يمكنه التحرك بحرية مطلقة تتعدى المكان والزمان، كل هذا وجسدك المادي في مكانه غارق في تأمله، وبالتأمل في هذا المستوى يكتسب المتأمل المعارف التي اكتسبها الجسد النجمي خلال تنقله عبر الزمان والمكان، فتتضح له حقائق الأشياء ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
6- مستوى السفر النجمي: Astral Travel : يعرفونه على أنه السفر بالجسد النجمي إلى الأماكن المعلومة والمجهولة سواء، و بهذا السفر نحصل على أعلى معرفة ووعي (4)، وفهم للنفس وحقيقتها؛ ويستطيع الجسد النجمي النفاذ والعبور من خلال كل المواد المادية والعناصر الخمسة (الأرض/ الماء/ النار/ الرياح/ الأثير) والتنقل بكل حرية خلال الأبعاد الأخرى؛ وبهذه المعرفة اللامحدودة يصل للحكمة، ويعلم المتأمل أنه غير محدود بهذا الجسد المادي وأنه ليس هناك موت وإنما نحن كائنات أبدية.(5)
7- مستويات التأمل العليا: وهي التي تعمل في زعمهم على تطوير الوعي على مستوى الحمض النووي أو ال DNA بحيث يزعمون "أن الاكتشافات الأخيرة في طبيعة الحمض النووي قد أطاحت بفكرة أن الإنسان ثابت وراثياً، بل على عكس المتوقع فإن الإنسان كطاقة حية يمكنه أن يغير من بنية جسمه الداخلية عن طريق التغيير في جسده العاطفي وترددات المعلومات التي حوله، والتي يمكنه جمعها من العالم الخارجي والداخلي و التوحد معها؛ الأمر الذي يؤدي بالتأكيد إلى إحداث ثورة في تكوين جسم الإنسان".
ولهذه المستويات المتقدمة في التأمل مراحل عديدة، تبلغ 18 مرحلة، لها علاقة مباشرة بالكواكب والأبراج، آخر مرحلة منها على سبيل المثال قالوا فيها للمتأمل: "تدور حول سفرك إلى البعد التاسع للإدراك لتصبح الفوق- نفسانى المسيحي النوراني، وتندمج مع الأب الإلهي/الأم الإلهية (الشمس العظمى المركزية، مصدر كل كون)، وتصبح عندك القدرة لتفعيل جسدك النوراني إلى سرعة الضوء وأكثر. ومن خلال نسق القانون الكوني للإرادة الحرة، ستفعل الجسم النوراني لأرضنا الأم وتساهم فى الارتقاء الكوكبي لأرضنا الأم وكل جزيء وذرة على هذا الكوكب خلال حزمة الفوتون (التى ينغمس فيها كوكبنا فى هذه الفترة الانتقالية) إلى العصر الجديد الذهبى، عصر الدلو. هذه هى مهمتك الحياتية".
____________________________
(1) يخلط مقدمو هذه البرامج في عالمنا الإسلامي بين مفهوم التأمل في خلق الله، والخلوة التعبدية، وبين جلسات التأمل، والفرق بينهما هو الفرق بين الكفر والإيمان، فالاعتكاف في مسجد ليس كالاعتكاف في دير، والتأمل في خلق الله تعالى وتسبيحه، ليس كالتأمل في طاقة الطاو وطلب المدد منها.
(2) يعللون ذلك بأن الاستفادة من الطاقة الكونية يعتمد تماماً على أفكارنا، فعندما نفكر يتم إعاقة جهاز الطاقة الموجود بداخلنا من امتصاص الطاقة الكونية. ويزعم أصحاب مدارس التأمل أن المواظبة على التأمل بهذه الصورة بشكل يومي سيزيد المتأمل حكمة؛ فيحصل على الإجابات على جميع الأسئلة.
(3) يستخدم المتأملون في هذه المرحلة المصطلح الآتي: "التأمل يصل بك لنطاق معرفة أعلى، المعرفة لا شئ سوى التجربة، التجربة لا شيء سوى أن تتداخل في نفسك تماماً – تفهم حقيقة ذاتك – "
(4) يدندن أصحاب هذه النظريات دوما
بمصطلح الوعي، وهم لا يقصدون به المعني اللغوي الذي هو: حفظ الشئ وإدراكه، بل يستخدمون
معنى باطنياً له فهو عندهم "أعمق صلة لنا مع الكون ومع قوانين الطبيعة كلِّها؛ فهي تتجاوز تجربتنا العقلية لتشمل كلِّية الحياة"، ويعبرون عنه أحياناً بالعقل اللاواعي ويعتقدون أنه الجزء الداخلي في الإنسان اللامحدود القدرات، والذي هو جزء من كلي واحد له صفات و قدرات لا محدودة. إنها نفس أصول فلسفة وحدة الوجود على اختلاف أزمانها وأماكنها.
(5) تجد هذه المراحل بترتيبها على موقع
www.spiritual-reality.com