المحرر موضوع: عن كتاب "دستور الأخلاق في القرآن" -محمد عبد الله دراز-  (زيارة 32253 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
بسم الله الرحمن الرحيم

وهكذا.....  emo (30): سأحاول هنا ... سأحاول أن أتتبع ما أقرأه من كتاب "دستور الأخلاق في القرآن" لصاحبه الدكتور محمد عبد الله دراز ... أقول سأحاول لأنني فعليا منشغلة بعدد من الأمور التي تأخذني عن إيجاد وقت للكتابة حول ما أقرأ ... ولكن الموضوع يبدو لي جوهريا وبالغ الأهمية ...

هناك زاويتان منهما أقبلت على قراءة هذا الكتاب ...

إحداهما معرفتي بتميز صاحب الكتاب من خلال قراءتي لكتابه الرائع "النبأ العظيم" ... فكان من أجمل وأهم وأنفع ما قرأت ... وفيه عرفت تميّز الكاتب وعلوّ كعبه في مجال الإفادة في دنيا القرآن بصفة خاصة .

وثانيتهما علمي بحيازته لمعرفة زاوجت بين الدراية بالشؤون الغربية والدراية بالشؤون الشرقية ... فقد درس بفرنسا، وكتب باللغة الفرنسية، وقد ألهمه الله رشده فلم تؤثر عليه الدراسة بالغرب لتحوّل فكره وتشوه عقيدته، بل كان من المتصدين لتخليطات المستشرقين، كما كان من الذين نفعوا غير المسلمين بمعرفته الواسعة باللغة الفرنسية وكتابته بها ... وهذا مما فعله في هذا الكتاب الذي -كما يذكر هو فيه- كان هدفه منه أن يضع للغرب عن شمولية وأهمية نظرية الأخلاق القرآنية، من بعد ما كان من عمل المستشرقين على أمرَين إما تعمد القفز على المرحلة الإسلامية من التاريخ وهم يتعرضون لقضية الأخلاق وعلم الأخلاق، وإما بوضع ما حمل أحيانا خِلاف مُراد القرآن الكريم في زعم منهم لوضع لمحات عن الأخلاق في القرآن ...

كتابنا هذا من تعريب الدكتور عبد الصبور شاهين .

إذن سأحاول بإذن الله التتبع ما استطعت   emo (30):
« آخر تحرير: 2018-01-23, 14:53:36 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
من هو محمد عبد الله دراز ؟

ولد العلامة محمد عبد الله دراز بقرية محلة دياي إحدى قرى دلتا مصر بمحافظة كفر الشيخ حاليا في الثامن من نوفمبر 1894م لأسرة علمية عريقة؛ فوالده الشيخ عبد الله دراز الفقيه اللغوي المعروف الذي قدم شروحا لكتاب الموافقات للشاطبي، والذي عهد إليه الإمام محمد عبده بمهمة الإشراف على المعهد الأزهري الجديد بالإسكندرية اطمئنانا إلى علمه وكفاءته.

المسيرة العلمية


درس دراز بالأزهر وحصل على الشهادة العالمية عام 1916 وعيّن مدرسا عام 1928 ثم أستاذا للتفسير بكلية أصول الدين، في عام 1936 سافر إلى الحج وفي العام ذاته حصل على منحة دراسية للدراسة بجامعة السوربون الفرنسية فأقام في فرنسا اثنتي عشرة سنة مضت كلها جدا وانكبابا على استيعاب الثقافة الغربية من منابعها الأصلية، وتأملا مقارِنا لتلك الحصيلة بمبادئ علم الأخلاق في القرآن الكريم. وهناك درس على يد كبار المستشرقين مثل: ليفي بروفنسال، لويس ماسينيون، لوسن، حتى نال درجة الدكتوراه في فلسفة الأديان بمرتبة الشرف الأولى عام 1947.

تألفت رسالته من دراستين: الأولى مدخل إلى القرآن الكريم وهي دراسة تمهيدية موجزة حول تاريخ القرآن، والثانية دستور الأخلاق في القرآن الكريم وتقع في حوالي ثمانمائة صفحة، قدم خلالها رؤية متكاملة للنظرية الأخلاقية القرآنية في شقيها النظري والعملي. وإنجاز الرسالة الأساسي أنها استخلصت -للمرة الأولى- الشريعة الأخلاقية من القرآن في مجموعها، وقدمت مبادئها وقواعدها في صورة بناء نظري متماسك مستقل عن كل ما يربطه بالمجالات القريبة منه، وهو ما أحدث انتقالا بها من دائرة التعاليم الوعظية التي تستهدف تقويم السلوكيات إلى الدائرة المعرفية.

لم تنل الدراسة في السوربون والاحتكاك بالمستشرقين من أزهرية الرجل العتيقة واعتزازه بثقافته وتراثه؛ فقد كان مؤمنا بأن مهمة الباحث المسلم تتجاوز إحياء التراث ووصل ما انقطع منه إلى تحديثه والإضافة إليه، ولذلك شرع قبيل وفاته في كتابة مؤلفه الميزان بين السنة والبدعة وأراد به أن يُحدث كتاب الإمام الشاطبي (الاعتصام) إلا أن أجله المحتوم لم يمهله أن ينجز مهمته الجليلة.

خلف دراز تراثا فكريا راقيا لم يتجاوز أربعة عشر مؤلفا تراوحت بين الكتب والبحوث، وأهم كتبه: النبأ العظيم، الدين: بحوث ممهدة لتاريخ الأديان. أما بحوثه فأبرزها: الربا في نظر القانون الإسلامي، مبادئ القانون الدولي العام في الإسلام، حول المؤتمرات العالمية للأديان. وعلى ندرتها فقد شكلت إضافات معرفية سدت فراغا في حقول الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام وتاريخ الأديان.

نفس أبيَّة

كان دراز يحمل بين جنبيه نفسا أبيَّة، وكان يتصف بشمائل نادرة، أجملها شيخ أهل قَطَر عبد الله الأنصاري، فعدَّ منها: "الفطنة، والذكاء، والحِلْم، والأناة، والتواضع، والوداعة، والوفاء، والجرأة، والإقدام، والشهامة، والصلابة في الحق، ولباقة الحديث، ولين العريكة، والحدب على المرافقين". كان يدرك قيمة الرسالة القرآنية التي يحملها، كما كان يحمل همَّ الأمة أينما حل وارتحل، حتى كتب عنه تلميذه العلامة يوسف القرضاوي: "ما حدثنا وجلسنا إليه إلا وجدناه مشغولا بأمر الإسلام وهموم المسلمين." ومن مظاهر عزة نفسه دعمه العلني –وهو مقيم بفرنسا- لحركات التحرر في المغرب العربي الذي كانت فرنسا تحتله آنذاك. وحينما عرض عليه رجال الثورة المصرية أن يكون شيخا للأزهر اشترط أن يتمتع الأزهر باستقلالية أكاديمية عن السلطة. ولما رفض رجال الثورة ذلك اعتذر دراز عن قبول المنصب، وأصرَّ على رفضه له رغم المحاولات والعروض المتكررة.

فكر تركيبي

كان دراز "ابن الأزهر، وابن السوربون" كما وسمه القرضاوي. وقد أتاحت له الدراسة المعمَّقة لكلٍّ من الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية من منابعهما الأصلية بناء رؤية تركيبية تحليلية فريدة، بعيدا عن السطحية التبسيطية، وعن "سوء الهضم العقلي" الذي أصاب الكثيرين ممن وقفوا عند حدود الثقافة الموروثة الراكدة أو الغريبة الوافدة. كان متعمقا في روحانيات الغزالي والحكيم الترمذي وأبي طالب المكي، متضلعا بفلسفة "ديكارت" و"كانت" و"برجسون". وقد امتاز دراز بفضل هذا الفكر التركيبي برحابة الأفق، وعمق التحليل، ودقة الاستدلال، مع حجاج مقنع، وبلاغة ساحرة استمدَّها من بلاغة القرآن الكريم.

عاشق القرآن

كانت أهم سمة من سمات شخصية دراز، والمنبع الذي فاضت منه كل مآثره العلمية والعملية هي الوَلَه بالقرآن الكريم. كان رجل القرآن بحق، فقد ملكت عليه محبة القرآن لبه، وشغفت قلبه، فكان شغله الشاغل، لا يكاد يُرى إلا وهو منكب على قراءته وتدبُّره، أو قائم يصلي به. وقد انصب اهتمامه العلمي على القرآن حصرًا، فلا يكاد يوجد له عمل علمي إلا والقرآن محوره ولبابه. ولا يستطيع دراز كفكفة عشقه لكتاب الله وتعلقه القلبي به، فهو يتتبَّع ألفاظ القرآن تتبع الوالِهِ، ويصفها بحق بأنها "حبات درية".

ثابر دراز على قراءة ستة أجزاء من القرآن كل يوم دون كلل أو ملل. وكان معظِّمًا للقرآن، يسجد سجود التلاوة أثناء محاضراته في التفسير، ويطلب من طلابه التوضأ قبل بداية المحاضرة استعدادًا لذلك. وقد كتب عنه رفيق رحلته إلى المؤتمر الإسلامي بلاهور، الشيخ محمد أبو زهرة: "كان يؤمُّنا في صلاة العشاء، ثم يأوي كل منا إلى فراشه، ويأوي هو إلى صلاته وقرآنه. وكنت لا تراه إلا قارئا للقرآن أو مصليا."

منهج وسطي

كان الشيخ دراز إماما من أئمة الوسطية الإسلامية السمحة. وقد تجلت وسطيته في تناوله لعدد من الثنائيات الكبرى التي حيرت الفكر الإسلامي واستنزفته. وهي: العقل والنقل، السنة والبدعة، الجبر والاختيار، السلم والحرب، العلم والدين، الخلق والقانون...الخ. ولا يسمح المقام بأي بسط هنا، وإنما أنوه الآن ببعض إشاراته في مسألة العقل والنقل. فهو يرى أن "التمييز بين الخير والشر... إلهام داخلي مركوز في النفس الإنسانية قبل أن يكون شِرْعة سماوية". بيد أن الشرع الإلهي "يكمل الشرع الأخلاقي الفطري"، وهي تكلمة ضرورية للفطرة الإنسانية التي تشوبها شوائبُ صادَّةٌ عن الحق والخير، أو ظلمات قائدة إلى الحيرة والاضطراب.

وبدون نور الوحي، فإن البشر يظلون في صراع دائب حول تعريف الخير والشر "ولسوف تُقاوَم عقول بعقول، كما تُقاوَم عواطف بعواطف". وقد أفادنا تاريخ البشرية بضروب من هذا التخبط لا حدود لها، من تقشف (النرفانا) البوذية، إلى إباحية الرواقية اليونانية. وهي كلها شهود على أن نور الوحي ونور الفطرة يجب أن يظلا فرسيْ رهان، كما أراد لهما خالق الشريعة الفطرية، منزل الشريعة السماوية.

ريادة وتجديد

لا يكاد عمل من أعمال دراز الفكرية يخلو من نظرات تجديدية ثاقبة. لكن تجديده تجلَّى أكثر ما تجلى في الدراسات القرآنية. ففي هذا المضمار يمكن القول دون مجازفة إن دراز أسس علمين جديدين، هما علم "أخلاق القرآن" وعلم "مصدر القرآن". ففي الأول كتب كتابه دستور الأخلاق في القرآن وفي الثاني ألف كتابيه: النبأ العظيم ومدخل إلى القرآن الكريم. أدرك دراز أنه يسلك دروبا غير مطروقة، وأن عليه أن يبدأ عملا تأسيسيا في هاذين العلمين. ومن هنا كانت إضافته في هذا المضمار ثمينة حقا، وهي حصيلة جهد ومعاناة فكرية عميقة لا يقدرها إلا من تمرَّس بكتبه واكتشف ما فيها من أصالة وعمق وصدق.

ويتجلى تجديد دراز في علوم القرآن من خلال المنهج الذي اتبعه. فقد اعتاد علماء الإسلام أن يبرهنوا على أصالة القرآن الكريم من خلال المدخل اللغوي البياني بالأساس. أما دراز فانطلق من الدراسة التحليلية للرسالة القرآنية منطقيا وتاريخيا. وهذه منهجية تجديدية مفارِقة للمنهج المتوارث. ومن ثمراتها نقل القرآن من السياق الثقافي العربي، ووضعه في سياق العالمية.

في ظلال الحركة الوطنية

لم يكن دراز من أولئك النفر من العلماء القابعين داخل أقبية الفكر محتجبين عن الواقع وتياراته وإنما هو من المنشغلين بقضايا وطنه وأمته، وللرجل مواقف مشهودة فقد طاف على السفارات الأجنبية بمصر إبان ثورة 1919 محاضرا باللغة الفرنسية التي أصر على تعلمها آنذاك ليشرح قضية بلاده أمام ممثلي الدول الغربية.

عرف عنه تأييده لإلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية عام 1951 وكان ممن أسهموا في إعداد كتيبة طلبة الأزهر التي انخرطت في مقاومة القوات البريطانية بمنطقة قناة السويس، وفي أعقاب الثورة عرض عليه الضباط الأحرار منصب شيخ الأزهر إلا أنه لم يهرول لقبول المنصب الجليل واشترط الاستقلالية الكافية وأن تطلق يده لإجراء إصلاحات جوهرية بالأزهر، وعندما لم يجب إليهما رفض قبول المنصب.

ومن الاهتمام بقضايا الوطن إلى مناصرة قضايا الأمة؛ فعندما كان بفرنسا جهر بتأييده لحركات التحرر العربية: الفلسطينية والمغربية والجزائرية، وقد توطدت صلاته بوجه خاص مع جمعية العلماء الجزائريين حين شارك في الأنشطة الثقافية والدعوية التي قامت بها في باريس ومن خلالها تعرف على مالك بن نبي الذي طلب منه أن يقدم لبعض كتاباته. كما تواصل دراز مع الإمام عبد الحميد بن باديس في الجزائر حين تدخل لدى الأزهر لقبول الطلبة الجزائريين بالجامعة العريقة.

مؤلفاته

النبأ العظيم, نظرات جديدة في القرآن وتكمن أهمية الكتاب في أن مؤلفه استطاع أن يثبت بالأدلة العقلية والتاريخية والحالية بأن القرآن كلام الله, وأنه يستحيل أن يكون مكذوبا أو مختلقا أو محرفا, ويشعر القارئ لهذا الكتاب بأنه أمام مشروع عقلي ضخم لا يجد أمامه إلا التسليم بقوة أدلته وصرامة منهجيته, وهو بحق من أبدع ما كتبه المعاصرون، ومن أقوى ما يؤسس القناعة بصدق القرآن ومن أشد ما يبدد الشكوك حول مصدره وصدقه.

الدين, بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان يعد هذا الكتاب أحد الكتب المركزية التي أثرت تأثيرا بالغا في الدراسات العربية عن حقيقة الدين وتاريخه, وهو بحث من أبدع ما كتب حول مسائل فلسفة الدين, حتى على المستوى الغربي، ومن الصعب جدا التمييز بين فصول الكتاب، فكل فصل له أهمية خاصة, وسيجد القارئ فيه متعة عقلية بالغة, ومادة علمية ثرية.

دستور الأخلاق في القرآن (بالفرنسية- مترجم إلى العربية) وهذا الكتاب هو رسالة الدكتوراه التي تقدم بها المصنف للسوربون باللغة الفرنسية، وقد طبعت النسخة الفرنسية عام 1950م على حساب مشيخة الأزهر الشريف. قام بالتعريب والتحقيق والتعليق: د. عبد الصبور شاهين, مراجعة: د. محمد السيد بدوي, مجلد واحد في أكثر من 800 صفحة

مدخل إلى القرآن الكريم عرض تاريخي وتحليل مقارن (بالفرنسية- مترجم إلى العربية) أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه

من خلق القرآن، المختار من كنوز السنة النبوية: شرح أربعين حديثا في أصول الدين ، نظرات في الإسلام ، أصل الِإسلام
العبادات: الصلاة - الزكاة - الصوم - الحج، الصوم تربية وجهاد
زاد المسلم للدين والحياة


وله رسائل عميقة في موضوعات كتبها للمشاركة في مؤتمرات علمية، مثل رسالته عن (الربا) التي قدمها لمؤتمر الحقوق الدولي في باريس سنة 1951م، ورسالته عن (الإسلام والعلاقات الدولية) ورسالته عن (موقف الإسلام من الأديان الأخرى)، وله كتب شرع فيها، وظهر منها بعض الملازم ولم يكملها، مثل كتاب: (الميزان بين السنة والبدعة).

ومن أعماله أيضا: المختار, ورأي الإسلام في القتال, وبين المثالية والواقعية, والأزهر الجامعة القديمة الحديثة, ومجموعة أحاديث إذاعية في الدين والأخلاق, ومجموعة من المحاضرات والمقالات النافعة.

معالم كتابات دراز

في مفتتح رسالته "دستور الأخلاق في القرآن" كتب دراز: "فإذا لم يأت عملنا هذا بشيء جديد في عالم الشرق والغرب فلن يكون سوى مضيعة وزحمة وإثقالا" بهذه العبارة قيد الشيخ عملية الكتابة بقيد الإتيان بالجديد والإعراض عن اجترار القديم، وأشار إلى أهم ملمح يميز كتاباته على الإطلاق، أما باقي الملامح فيمكن إيجازها على النحو التالي:

أولا: المدقق فيما كتبه دراز يجده لم يكتب جملاً متراصة بعضها فوق بعض لا تؤدي وظيفة، إلا الوظيفة البلاغية، وإنما هو كمن شيد بناءً لا تستطيع أن تصعد إلى طابقه الأعلى دون المرور على الطابق الأسفل، ولذلك يتعذر الاستغناء عن فقرة واحدة من كتاباته، أو أن نقدم بعضها أو نؤخره كما نفعل مع البعض، ذلك أن فقراته نظمت بإحكام في أنساق مترابطة؛ كل فقرة تبرهن على ما سبقها وتمهد لما بعدها.

ثانيا: غلبة الطابع التجريدي، والتجريد في أصله عملية معرفية قوامها الفصل بين ما هو جوهري وما هو ثانوي وغايتها إقصاء الهامشي الذي لا يحمل دلالة بغرض الوقوف على لب الشيء وجوهره، وبفضل عمليات تجريدية متوالية توصل دراز أن القرآن يعالج موضوعين اثنين: الحق الأسمى والفضيلة، وكل ما تبقى من محتوياته ونصوصه ليست سوى وسائل لتعزيز رسالة القرآن وإعطائها وزنا أكبر.

ثالثا: في كتاباته لا يقفز دراز إلى استنتاجات أو أحكام معينة دون أن يدلل عليها ويسوغها منطقيا، والأدلة لديه بناء محكم يشد بعضه بعضا، وهي على درجات ثلاث: أدلة شرعية، وأدلة تاريخية، وأدلة منطقية عقلية. وتكاثر الأدلة وتدرجها يعني أنه لم يكن يكتفي بسوق الأدلة القرآنية دون أن يعضدها ببراهين منطقية عقلية، فكثيرا ما أرجأ الدليل القرآني إلى ما بعد الدليل المنطقي ليحمل على الاستنتاج بأن المنطق والعقل سيقودان حتما إلى التصديق بالقرآن.

المصدر : ويكيبيديا
« آخر تحرير: 2018-01-23, 13:09:58 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
هذا رابط للكتاب :

https://ia802708.us.archive.org/0/items/FPdstoorak/dstoorak.pdf

وهذا فيديو أحببت في بداياته التعريف بمحمد عبد الله دراز وجهوده، ولم أكمل جزء الحديث عن كتابه هذا لأنني أحببت قراءته أولا ..

https://www.youtube.com/watch?v=64kYjSUUoeA&list=PLmGTYKuhKtk-i7eFL8Wb0I6qg9wqG2w2D&index=30
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
وهذا ما ابتدأ به دراز كتابه ... وهي مقدمة مهمة جدا لكل مَن يكتب حتى لا يكتب فقط ليكتب  emo (30):

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
يرى دراز أن المكتبة الإسلامية لم تحوِ كتابات تهتم بشكل مركز ومنهجي باستخلاص ما عبر عنه ب: "الشريعة الأخلاقية "من القرآن بمجمله، وإنما كان الأمر في الكتب بمختلف طبوعها الأصولية والفقهية والصوفية بثا لفكر صاحبها بما يؤثر عليه مذهبه ومن ثم استشهاد بالنصوص القرآنية ... فتكون تابعا لا متبوعا ..

يقول أنه انتدب في كتابه هذا  للوفاء بمهمة وضع مبادئ الشريعة الأخلاقية في القرآن وقواعدها في صورة بناء متماسك مستقل عن كل ما يربطه بالمجالات القريبة منه.
« آخر تحرير: 2018-01-23, 13:44:17 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
قطعة رائعة :

« آخر تحرير: 2018-01-23, 14:35:41 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
في مقدمة الكتاب يذكر دراز كيف عمل باقتراحَيْن من أستاذين فرنسيين أحدهما أستاذ بمعهد الدراسات العليا بفرنسا، والآخر أستاذ آداب بجامعة باريس...
الأول اقترح عليه أن يضمن كتابه نظريات المدارس الإسلامية المشهورة.. والثاني اقترح عليه المقارنة بين النظرية الأخلاقية القرآنية والنظريات الأخلاقية الغربية ...

فقال معقبا :

"ترى هل يكون هذا التقارب بين مختلف الثقافات استهلالا في المجال العملي، يَعقبه فهم أرحب مجالا ، ونزوعٌ إلى الإنسانية أكثر امتدادا، حيث تتجمع القلوب من هنا وهناك وتتشابك الأيدي لخير بني الإنسان ؟!! "

**********

هنا أعجبتني رؤيته الشمولية التي انطلاقا منها، ومن فهمه لرسالة القرآن حق الفهم أن خير "بني الإنسان" هو المرتجى... فلا يُكبر أن يحترم اجتهاد الغرب في مجال النظرية الأخلاقية،ولا يُكبر أن يعقد مقارنة غير متعلل بكون القرآن هو الكامل وهو السليم وهو المنبع فلا مجال لمقارنة الأصل والسليم بالوضعي السقيم...

وإن في هذه النظرة ما فيها من سمات الداعية الشمولي الذي يعمل على جلب غير المسلمين مبديا احترامه لإنسانيتهم ولمجهودهم العقلي ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ



بارك الله لك يا أسماء
.
.استمتعت جدا بهذا التقديم والتلخيص الرائع عن الكاتب والكتاب وشوقتني للمزيد .
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون



بارك الله لك يا أسماء
.
.استمتعت جدا بهذا التقديم والتلخيص الرائع عن الكاتب والكتاب وشوقتني للمزيد .

أهلا وسهلا بك يا سيفتاب . تسعدني متابعتك emo (30): وبإذن الله سأواصل مع الكتاب وأضع منه ومن تأملاتي فيه .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
يخصص دراز فصلا بعنوان :
النظرية الأخلاقية كما يمكن استخلاصها من القرآن مقارنة بالنظريات الأخرى، قديمها وحديثها


يعرض دراز للقائلين بنظريات أخلاقية بلا إلزام ولا جزاء. بينما القرآن يلزم بمسميات "الأمر" و "الكتابة" و "الفريضة"

فيحلّل مبدأ الإلزام على ضوء بعض النظريات الغربية، ومن بينها ما قاله الفيلسوف الفرنسي "برجسون" الذي توصل إلى تحديد مصدريْن للإلزام الأخلاقي، وهما :

1- ما يفرضه المجتمع ويسميه "قوة الضغط الاجتماعي" بحيث يحدد للفرد دورا وواجبا أخلاقيا يلزمه إياه المجتمع، يحدث وِفقَه انقياد له.

2- ما يسميه "قوة الجذب ذي الرحابة الإنسانية المستمدة من العون الإلهي"، وهي في تعريفها المبسط صفة الممتازين من الأفراد الذين يطمحون لبلوغ مثل أعلى لهم، ويتميزون بقيادتهم للمجتمع بدل انقيادهم .

يقول دراز أن نظرية برجسون من حيث التجربة والواقع ليست بالسيئة، ولكن إذا قيل أنها نظرية في الإلزام الأخلاقي فهو هنا قد أغفل عنصرا جوهريا ...

نعم لقد أخضع إرادة الفرد لتأثيرَين هما المجتمع والطموح الذاتي للمثل الأعلى...
يقول أن كليهما لم يخرجا عن حدود إما الغريزة المتولدة من البيئة أوالعاطفة .

أما العامل المؤثر الثالث فيراه دراز أكثر عمقا في النفس وأصالة في الفطرة، فالفرد لا يكتفي بالانتماء، بل يبحث عن روح الاستقلالية في نفسه، يرى أنه حسب نظرية برجسون الإنسان خاضع مقود ...

طيب كيف يفسر القرآن هذا ؟؟؟ وهنا تأملوا معي  ...

يرى أن القرآن يحارب كلا المؤثرَين، وهما "الهوى" دون تفكير ممثلا في المثل الأعلى و"الانقياد الأعمى" ممثلا عند برجسون في المجتمع وما يفرض.
"ولا تتبع الهوى فيضلك"... "قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة، وإنا على آثارهم مقتدون".

بينما يرى أن الفيلسوف كانت أقربهم فهما لفعل "العقل" في النفس البشرية، ذلك في قوله عن هذا المؤثر للإلزام الأخلاقي: (أيها الواجب، أيها الاسم الأسمى العظيم، أي مصدر جدير بك؟ وأين نجد جذر ساقك النبيلة؟ لعله لا يكون على الأقل سوى ذلك الذي يرفع الإنسان فوق ذاته، والذي يشده إلى نظام للأشياء لا يمكن لقوة أن تتصوره سوى قوة الإدراك).

يرى دراز بعد تنقية كلام كانت من نزعة التسامي ومن مظاهر الدقة الشكلية فهو يتفق مع النظرية المستخلصة من القرآن .

كيف ذلك ؟؟

تأملوا معي :


أكمل في المداخلة المقبلة بإذن الله  emo (30):  فالرجل قد أخذني فعا إلى عالم فكري جميل وساحر  emo (30):




« آخر تحرير: 2018-02-20, 08:57:33 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
من بين نقاط النظرية الأخلاقية المستخلصة من القرآن :



** لقد أودع الله في هذه النفس التفريق بين الخير والشر: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها".
**زوده ببصيرة أخلاقية كما زوده بملكة اللغة: " بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
**هُدي طريقي الفضيلة والرذيلة "وهديناه النجدين".

والنفس نعم أمارة بالسوء، ولكنها أودعت القدرة على ردع أهوائها :" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".

إذن هي قوة باطنة في الإنسان توجهه أن يفعل وألا يفعل. وهي ليست إلا العقل صاحب هذه السلطة الشرعية على النفس..هذه هي القوة المؤثرة على إرادة الفرد،  والتي أغفلها برجسون.. وهي التي تتميز بها النظرية الأخلاقية القرآنية.

**القرآن لا ينظر للطبيعة الإنسانية أنها شريرة في الأصل :"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" وينجو من الهلاك المؤمنون العاملون للصالحات.
ولا يهلك إلا مَن :" لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل " ..

فالأمر إذن اختيار حر ... هو طريقة استخدام الملكات، فإما أن يكون استخداما سيئا فيدسّ النفس، وإما أن يكون حسنا فيزكيها ..

** يتوجه القرآن دائما إلى مَلكتنا القادرة على الفهم لتميز بين ما يضر وما ينفع.

** لقد حرك القرآن فينا المشاعر السامية، وأهمها الأخوة الإنسانية : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

ثم يخلص دراز إلى أنّ  : الإنسان قد أودِع الوسائل العقلية والعاطفية الكافية لللتمييز بين ما يفعل وما لا يفعل .

فيسأل :

هل بذلك يكون الإنسان من ذاته المشرّع للخير والشر ؟ ولكن يبقى : هل كل ما تراه العقول حسنا أو قبيحا هو بالضرورة كذلك ؟ ويسأل : هل نحن مدينون على ذلك أمام الله حتى قبل أن نتلقى أوامر بوساطة رسله ؟

« آخر تحرير: 2018-01-25, 15:38:02 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
إذن قلنا أن دراز طفق يسأل :



هل بذلك يكون الإنسان من ذاته المشرّع للخير والشر ؟ ولكن يبقى : هل كل ما تراه العقول حسنا أو قبيحا هو بالضرورة كذلك ؟ ويسأل : هل نحن مدينون على ذلك أمام الله حتى قبل أن نتلقى أوامر بوساطة رسله ؟


تضاربت حتى آراء أهل الكلام المسلمين، فمنهم العقليون المُحَّض من أمثال الشيعة والمعتزلة الذين لم يجدوا حرجا في القول بأن للعقل اليد الطولى، ومنهم المنكرون ذلك على الإطلاق مثل الأشاعرة، وبينهما يأتي الماتريدية ...

وإذا ضربنا مثالا عن العبادات وأدائها، لوجدنا أحد أمرين إما أن يتحير صاحبه فلا يفعل شيئا وإما أن يُؤتى بكل ضروب الاحتمالات .. والعقول مختلفة ومتفاوتة الإدراك في أمور شتى من أمور الحياة... فليس لعقل مهما بلغ أن يسنّ قانونا يفرض على كل الضمائر..

وكما يعبر دراز :


** الإنسان إذن محتاج إلى سلطة أعلى، إلى قاعدة تصلح للتطبيق على فطرته وهو يجدها بشكل ما مسجلة في ضميره...

فأين يقع ذلك المخلّص من الشكوك ومن الظلمات ومن التباينات والاختلافات ؟؟
إنه ذلك الضمير الأخلاقي المطلق، إنه ذلك "العقل العلوي" لا "العقل المحض"


** العقل والنقل يسيران معا .. ويفسر دراز ذلك بقوله تعالى : "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".

** يقول دراز : (وفي قلب المؤمن يستقر نوران، على حين لا يجد الملحد سوى نور واحد، وهذا هو معنى رمز النور المزدوج في قوله تعالى "نور على نور")

ولقد أعجبني طرح من دراز حتى جعلتُه على شكل صورة صممتها  emo (30):  :






« آخر تحرير: 2018-01-25, 15:35:21 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
هناك حقيقة أخلاقية مطبوعة في أعماقنا هي التي تكون لها قيمة إذا عبر عنها الضمير، بحيث لا تكون تلك  الحقيقة النسبية المتعلقة بالمشاعر..

**العقل يشرع، فهل هو يبدع القانون أم أنه مُعَد فيه مسبقا من صانع العقل ؟

إذا كان العقل مبدعَ القانون فستكون له السلطة المطلقة فيبقيه أو يبطله كما يشاء، بينما سيبقى ثابتا إذا كان مطبوعا في العقل فطرة .

وعلى هذا .. فإن النورَيْن الفطري والموحى من عند الله   فالله هو الآمر والناهي.


إذن ما دام المرشد والمشرّع هو الله تعالى إذ أنه سبحانه مصدر النورَين الفطري والموحَى، فإن هذه صورة قانون الإلزام الأخلاقي في الإسلام.


فهل للشريعة الإسلامية مصدر واحد ؟
يجمع العلماء على أن مصادرها أربعة: القرآن، السنة، الإجماع، القياس.
ولكن حسب التحليل يجب أن يكون المصدر واحدا: "إن الحكم إلا لله"، "ألا له الحكم" فماذا عن المبدأ الرباعي؟

1- القرآن :  هو كلمة الله، وبالتالي فهو يستوفي شروط مصدريته.

2- السنة: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" "فمن يطع الرسول فقد أطاع الله"

يقول دراز: ( جميع الأوامر النبوية لا تفرض تكليفا نهائيا  شرعيا أو دينيا إلا بقدر وبشرط أن ترتدي الفكرة الت يشتمل عليها صفة الوحي صراحة أو ضمنا)

وقد قال صلى الله عليه وسلم : إذا أمرتكم بشيء فإنما أنا بشر، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به، فإني لن أكذب على الله"
وبعد بحث.. الحديث الذي في مسلم على النحو التالي:

((مررتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقومٍ على رؤوسِ النخلِ . فقال " ما يصنعُ هؤلاءِ ؟ " فقالوا : يُلقِّحونه . يجعلون الذكرَ في الأُنثى فيتلقَّحُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " ما أظنُّ يغني ذلك شيئًا " قال فأخبروا بذلك فتركوه . فأخبر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك فقال " إن كان ينفعهم ذلك فلْيصنَعوه . فإني إنما ظننتُ ظنًّا . فلا تؤاخذوني بالظنِّ . ولكن إذا حدَّثتُكم عن اللهِ شيئًا فخُذوا به . فإني لن أكذبَ على اللهِ عزَّ وجلَّ " .))
وهنا نستنتج أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم آراء حول أمور الدنيا ليست بمعصومة ولا هي من الوحي، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "أنتم أعلم بأمر دنياكم"

يقول دراز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ ببيان إمكانية خطئه في أمور خارج الرسالة الإلهية، بل في أمور الرسالة لِما لم يكن مؤيدا بالوحي، ومن ذلك :

1- أخذه بالأسر بعد بدر لا بالإثخان : "ما كان للنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض"
2- إذنه للمنافقين: "عفا الله عنك لمَ أذنت لهم"
3- "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين".
4- كاد يُخدع في حكم ابن أبيرق : "ولا تكن للخائنين خصيما"
5- نسيانه أحيانا وهو يؤم صلاة الجماعة، وترقيعه بسجدتَي السهو، وقوله لهم أنه بشر مثلهم ينسى كما ينسون.

ومن رسول الله بيان أنه بشر يخطئ ويصيب فيما ليس من أمر تبليغ الرسالة، مثلا في قضية المتخاصِمَيْن إذ استمع إليهما فقال: ((إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار))


يقول دراز : ((( فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلن في موقف معين أنه معصوم، حين يكون مبلّغا -كما رأينا-، بوصفه رسول الله، فإذا ما بلّغ رسالته وبينها للناس، واستودعها ذاكرة الجماعة، فإن النقص الفطري الذي لا يفتأ يصيب انتباه الإنسان مهما يكن عقله قويا ذكيا قد يجوز أن يظهر أحيانا عنده، ولكن مع فارق هام هو أن النبي لا يمكن أن يستمر مطلقا على رأي خاطئ، وإذا لم يعد إلى الصواب بالطريق المعتادة، فإن الوحي يتدخل حتما لتصحيح خطئه، وإقامته على الصراط المستقيم، وإلا وقعت الجماعة كلها في الخطأ، والتزمت باتباعه في طريق الضلال، والله سبحانه يقول: "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون".
فلولا هذا التقويم المستمر لنَجَم عن تخلفه أن تصبح كل أوامر النبي وأحكامه التي لم يقومها الوحي موافَقا عليها ضمنا، ولتلقاها الناس ومعهم الحجة البالغة على أنها أحكام إلهية وقس على ذلك سائر أحواله حين يعمل، فهي معدودة من حيث المبدأ أمثلة يُقتدى بها، وينظم المسلمون على أساسها سلوكَهم ما لم يصدر عنه ما ينقضها
)))
« آخر تحرير: 2018-01-26, 14:24:35 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
قمت بتصميم مفهوم ما يصدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« آخر تحرير: 2018-01-26, 14:51:58 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
جزاك الله خيرا أسماء... وصلت إلى رابط الكتاب..والقيديو لا يظهر..
ان شاء الله سأكمل قراءة واتابع ..
لكن هناك ملاحظة على استخدام كلمة عاشق للقرآن !!
هل يجوز استخدامها؟
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
جزاك الله خيرا أسماء... وصلت إلى رابط الكتاب..والقيديو لا يظهر..
ان شاء الله سأكمل قراءة واتابع ..
لكن هناك ملاحظة على استخدام كلمة عاشق للقرآن !!
هل يجوز استخدامها؟

أهلا وسهلا بك يا بهي   emo (30):

قرأت يا بهي في قول من يستخدم "عشق" مع لفظ الجلالة "الله"، وغالبا لم يجيزوها .. أما القرآن والسنة مثلا وغيره ... فقد بحثت أيضا عن المعنى اللغوي، فوجدت أنها تستخدم للحب المفرط بين الأشخاص، وكذا نحو الأشياء من مثل:
عشِق الشَّيءَ : هوِيه وتعلّق قلبُه به وأحبَّه حبًّا شديدًا
و عَشِقَهُ بالشيءِ : لَصِق به ولَزِمَه .

ولذلك وحسب المعنى الذي يفيد التعلق الكبير بالشي والولَه به، فهنا نفهم أنه لا يخص فيما بين الأشخاص وحسب . والله تعالى أعلم .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
الآن مع المصدر الثالث :

الإجمـــــــــــاع

مع هذا العنصر قمت بتصميم هذه الصورة مُجملة فيها خصائصه :


« آخر تحرير: 2018-01-27, 16:33:26 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
تمام..شكرا لك أسماء  :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى

بدأنا بالفلسفة  :)
من فضلك أسماء ان تصححي الخطأ المطبعي في الآية : وجدنا آباءنا على أمة..
وبالنسبة ل (ولا يُكبر أن يعقد مقارنة غير متعلل بكون القرآن هو الكامل وهو السليم وهو المنبع فلا مجال لمقارنة الأصل والسليم بالوضعي السقيم )
حسب المقارنة  :) هناك فعلا مقارنات لا تصلح بين الاصل والسليم والوضعي السقيم  :) شعرت أنه بالمقارنة هنا يعمل عمل أصحاب الإعجاز العلمي وذلك بإسقاط العلم على الآيات لإثبات أن تلك الاكتشافات العلمية موجودة في القرآن ..ودراز هنا يريد أن يثبت أن نظريات الاخلاق الوضعية تتفق مع نظرية  الاخلاق في القرآن  وان مصدر الوحي يتفق مع عقل الإنسان الفطري الذي تجرد من الدين !!!! ما رأيك؟؟
أما بالنسبة ل ( **القرآن لا ينظر للطبيعة الإنسانية أنها شريرة في الأصل :"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" وينجو من الهلاك المؤمنون العاملون للصالحات)
هل كان معنى أحسن تقويم للشكل والجسد فقط ام للنفس و الاخلاق أيضا؟؟
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co