المحرر موضوع: مختارات ...  (زيارة 439171 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: مختارات ...
« رد #40 في: 2018-02-19, 17:47:48 »
 good::)(
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #41 في: 2018-02-21, 09:51:59 »
من مقتنيات لي يوم أمس من معرض كتاب أقيم عندنا ... emo (30):

كتاب يستحق أن يُقرأ ... !
« آخر تحرير: 2018-02-21, 09:53:44 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #42 في: 2018-02-22, 17:28:12 »
من كتاب "لا نأسف على الإزعاج لخيري العمري :

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #43 في: 2018-03-01, 08:26:24 »
لشريف محمد جابر :

في الطريق إلى عصر الزومبي..
يخطر لي أحيانًا أن بعض التافهين الذين يتداولون الشبهات المتكررة حول البخاري والسنّة والقرآن وغيرها، والتي تهدف إلى الطعن بالدين، لا يريدون أن يكتشفوا تهافت هذه الشبهات التي يتمسّكون بها؛ وذلك لأنّ الردّ عليها قد استفاض وبلغ من التفصيل ما يزيد عن الحاجة، ولكن مع ذلك تجد الآلاف من الغوغاء يعيدون نشر هذه المقاطع وتداولها وإطلاق التعميمات السخيفة التي تدلّ على سطحية الشخص وأنه لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ!
الفكرة أننا أمام موجة من "الزومبي" الكارهين للدين أو لأشياء منه، وقد قرأت قبل مدة تعليقين على أحد مقالاتي في الردّ على أحد الملاحدة قالا ما معناه: ما يقوله ذلك الملحد حقيقة ولا نريد قراءة المقال!
قبل مدة انتشر فيديو مموّل من مؤسسة أمريكية يظهر فيه شاب سمج وسطحي يردد كالببغاء أكثر الشبهات تهافتا حول البخاري، والتي لا يسع المرء إلا الضحك من أنّه ما زال هناك من يردّدها! ومع ذلك كانت النتيجة حتى كتابة هذه السطور: 1.7 مليون مشاهدة. و18 ألف مشاركة للفيديو!
أما تعليقات بعض من شارك المنشور فهذه عيّنة منها، انتشلتها لكم من مكبّ النفايات بعناية:
- "سبق وقلت أنها بداية النهاية لتيار المتأسلمين التُجار بالدين، المجرمين، التافهين... على شاكلة هذا المسمى البخــ...، وسندي هو أنه لن تتمكن أية جهة أو سلطة مستقبلا، من مُصادرة المعلومة. ولذا باش تتكشف... وأحسن الواحد يجيب الحقيقة عل خاطر ما فماش ما أسهل من "حلاّن لكتاب" على أي كائن من كان".
- "هذا يا سيدي البخاري. و انت يا عاقل افهم وحدك".
- "الازهريين و السلفيين البخاريين ضيعوااااالدين".
- "بضع دقائق كافية لنسف صنم البخاري فبأي حديث بعد الله وآياته يومنون ؟! هل هذا صحيح".
- "فهموا يا بشر".
تخيّلوا أن عشرات الآلاف في عالمنا العربي يسمعون مقطعا من أقل من دقيقتين ونصف من المغالطات يجعلهم يشكّلون قناعة! تخيّلوا حجم الكارثة الفكرية التي نعيشها!
إذا لم نساهم مساهمة جادّة في رفع المستوى الثقافي ونشر التفكير العلمي والمنطق العقلاني في مجتمعاتنا العربية فنحن مقبلون على كارثة فكرية حقيقية.. ومن يمتلك اليوم المعرفة والقدرات الفكرية ولا يساهم مساهمة جادّة في نقلها إلى الدائرة التي يؤثّر فيها وفي توسيع هذه الدائرة؛ فهو شخص غير مسؤول ولم يفهم الإسلام!
هذا البحر المتلاطم من الجهل والتساهل المعرفي واعتماد مقاطع الفيديو السطحية مراجع علمية يحتاج من الواعين وأهل المعرفة إلى جهود مكثّفة لتدارك الأوضاع، فالمسألة لا تقتصر على جهل بعض أمور الدين أو إنكارها، بل تتعدّى ذلك إلى شيوع أنماط تفكير جاهلية وسطحية كفيلة بأن تقودنا إلى حضيض يفوق ما نحن فيه من حضيض!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #44 في: 2018-03-01, 12:10:45 »
لشريف محمد جابر :

في الطريق إلى عصر الزومبي..
يخطر لي أحيانًا أن بعض التافهين الذين يتداولون الشبهات المتكررة حول البخاري والسنّة والقرآن وغيرها، والتي تهدف إلى الطعن بالدين، لا يريدون أن يكتشفوا تهافت هذه الشبهات التي يتمسّكون بها؛ وذلك لأنّ الردّ عليها قد استفاض وبلغ من التفصيل ما يزيد عن الحاجة، ولكن مع ذلك تجد الآلاف من الغوغاء يعيدون نشر هذه المقاطع وتداولها وإطلاق التعميمات السخيفة التي تدلّ على سطحية الشخص وأنه لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ!
الفكرة أننا أمام موجة من "الزومبي" الكارهين للدين أو لأشياء منه، وقد قرأت قبل مدة تعليقين على أحد مقالاتي في الردّ على أحد الملاحدة قالا ما معناه: ما يقوله ذلك الملحد حقيقة ولا نريد قراءة المقال!
قبل مدة انتشر فيديو مموّل من مؤسسة أمريكية يظهر فيه شاب سمج وسطحي يردد كالببغاء أكثر الشبهات تهافتا حول البخاري، والتي لا يسع المرء إلا الضحك من أنّه ما زال هناك من يردّدها! ومع ذلك كانت النتيجة حتى كتابة هذه السطور: 1.7 مليون مشاهدة. و18 ألف مشاركة للفيديو!
أما تعليقات بعض من شارك المنشور فهذه عيّنة منها، انتشلتها لكم من مكبّ النفايات بعناية:
- "سبق وقلت أنها بداية النهاية لتيار المتأسلمين التُجار بالدين، المجرمين، التافهين... على شاكلة هذا المسمى البخــ...، وسندي هو أنه لن تتمكن أية جهة أو سلطة مستقبلا، من مُصادرة المعلومة. ولذا باش تتكشف... وأحسن الواحد يجيب الحقيقة عل خاطر ما فماش ما أسهل من "حلاّن لكتاب" على أي كائن من كان".
- "هذا يا سيدي البخاري. و انت يا عاقل افهم وحدك".
- "الازهريين و السلفيين البخاريين ضيعوااااالدين".
- "بضع دقائق كافية لنسف صنم البخاري فبأي حديث بعد الله وآياته يومنون ؟! هل هذا صحيح".
- "فهموا يا بشر".
تخيّلوا أن عشرات الآلاف في عالمنا العربي يسمعون مقطعا من أقل من دقيقتين ونصف من المغالطات يجعلهم يشكّلون قناعة! تخيّلوا حجم الكارثة الفكرية التي نعيشها!
إذا لم نساهم مساهمة جادّة في رفع المستوى الثقافي ونشر التفكير العلمي والمنطق العقلاني في مجتمعاتنا العربية فنحن مقبلون على كارثة فكرية حقيقية.. ومن يمتلك اليوم المعرفة والقدرات الفكرية ولا يساهم مساهمة جادّة في نقلها إلى الدائرة التي يؤثّر فيها وفي توسيع هذه الدائرة؛ فهو شخص غير مسؤول ولم يفهم الإسلام!
هذا البحر المتلاطم من الجهل والتساهل المعرفي واعتماد مقاطع الفيديو السطحية مراجع علمية يحتاج من الواعين وأهل المعرفة إلى جهود مكثّفة لتدارك الأوضاع، فالمسألة لا تقتصر على جهل بعض أمور الدين أو إنكارها، بل تتعدّى ذلك إلى شيوع أنماط تفكير جاهلية وسطحية كفيلة بأن تقودنا إلى حضيض يفوق ما نحن فيه من حضيض!

حقا لا أفهم هذه المعضلة! إذا كان الاستماع مرفوض وغالب من يتبع هذه الشبهات كما وضح الأخ الكريم له حاجة أخرى في نفسه،
فكيف يكون التعامل بأن "نرفع المستوى الثقافي وننشر التفكير العلمي والمنطق العقلاني" ؟

كيف أقول أن المرض الفلاني ليس سببه الجهل وإنما سببه شيء آخر، وفي ذات الوقت حين أقترح الحل أقول علاج الجهل؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #45 في: 2018-03-01, 12:51:46 »
لشريف محمد جابر :

في الطريق إلى عصر الزومبي..
يخطر لي أحيانًا أن بعض التافهين الذين يتداولون الشبهات المتكررة حول البخاري والسنّة والقرآن وغيرها، والتي تهدف إلى الطعن بالدين، لا يريدون أن يكتشفوا تهافت هذه الشبهات التي يتمسّكون بها؛ وذلك لأنّ الردّ عليها قد استفاض وبلغ من التفصيل ما يزيد عن الحاجة، ولكن مع ذلك تجد الآلاف من الغوغاء يعيدون نشر هذه المقاطع وتداولها وإطلاق التعميمات السخيفة التي تدلّ على سطحية الشخص وأنه لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ!
الفكرة أننا أمام موجة من "الزومبي" الكارهين للدين أو لأشياء منه، وقد قرأت قبل مدة تعليقين على أحد مقالاتي في الردّ على أحد الملاحدة قالا ما معناه: ما يقوله ذلك الملحد حقيقة ولا نريد قراءة المقال!
قبل مدة انتشر فيديو مموّل من مؤسسة أمريكية يظهر فيه شاب سمج وسطحي يردد كالببغاء أكثر الشبهات تهافتا حول البخاري، والتي لا يسع المرء إلا الضحك من أنّه ما زال هناك من يردّدها! ومع ذلك كانت النتيجة حتى كتابة هذه السطور: 1.7 مليون مشاهدة. و18 ألف مشاركة للفيديو!
أما تعليقات بعض من شارك المنشور فهذه عيّنة منها، انتشلتها لكم من مكبّ النفايات بعناية:
- "سبق وقلت أنها بداية النهاية لتيار المتأسلمين التُجار بالدين، المجرمين، التافهين... على شاكلة هذا المسمى البخــ...، وسندي هو أنه لن تتمكن أية جهة أو سلطة مستقبلا، من مُصادرة المعلومة. ولذا باش تتكشف... وأحسن الواحد يجيب الحقيقة عل خاطر ما فماش ما أسهل من "حلاّن لكتاب" على أي كائن من كان".
- "هذا يا سيدي البخاري. و انت يا عاقل افهم وحدك".
- "الازهريين و السلفيين البخاريين ضيعوااااالدين".
- "بضع دقائق كافية لنسف صنم البخاري فبأي حديث بعد الله وآياته يومنون ؟! هل هذا صحيح".
- "فهموا يا بشر".
تخيّلوا أن عشرات الآلاف في عالمنا العربي يسمعون مقطعا من أقل من دقيقتين ونصف من المغالطات يجعلهم يشكّلون قناعة! تخيّلوا حجم الكارثة الفكرية التي نعيشها!
إذا لم نساهم مساهمة جادّة في رفع المستوى الثقافي ونشر التفكير العلمي والمنطق العقلاني في مجتمعاتنا العربية فنحن مقبلون على كارثة فكرية حقيقية.. ومن يمتلك اليوم المعرفة والقدرات الفكرية ولا يساهم مساهمة جادّة في نقلها إلى الدائرة التي يؤثّر فيها وفي توسيع هذه الدائرة؛ فهو شخص غير مسؤول ولم يفهم الإسلام!
هذا البحر المتلاطم من الجهل والتساهل المعرفي واعتماد مقاطع الفيديو السطحية مراجع علمية يحتاج من الواعين وأهل المعرفة إلى جهود مكثّفة لتدارك الأوضاع، فالمسألة لا تقتصر على جهل بعض أمور الدين أو إنكارها، بل تتعدّى ذلك إلى شيوع أنماط تفكير جاهلية وسطحية كفيلة بأن تقودنا إلى حضيض يفوق ما نحن فيه من حضيض!

حقا لا أفهم هذه المعضلة! إذا كان الاستماع مرفوض وغالب من يتبع هذه الشبهات كما وضح الأخ الكريم له حاجة أخرى في نفسه،
فكيف يكون التعامل بأن "نرفع المستوى الثقافي وننشر التفكير العلمي والمنطق العقلاني" ؟

كيف أقول أن المرض الفلاني ليس سببه الجهل وإنما سببه شيء آخر، وفي ذات الوقت حين أقترح الحل أقول علاج الجهل؟


فهمت مرادك أخ جواد، أنت تعني إذا كان الذي نتحدث عنه لا يريد أن يسمع أصلا، فكيف سنسمعه ؟
ولكن من جهة أخرى أنا أراه يعني نشر التفكير العلمي والعقلاني، تعليم التربص وعدم التصديق المباشر، تعليم الفكر الناقد المتوازن، ليس بالضرورة إرغام من لا يحب أن يسمع على السماع والتعلم، بل أراه يعمّم حتى لا يبقى السائد هو نمط التفكير غير العقلاني ولا العلمي الرصين ... من بينها مثلا تبيين مواطن الشبهات عند الذين يدسون الشبهات،  تعليم آلية التفكير النقدي، وعدم التسليم المباشر لأي كان بدعوى أنه من المتحذلقين المحسنين للكلام الكثير والمنمّق والمزوّق، وهذا على شاكلة ما قاله صلى الله عليه وسلم : "أن يكون أحدهما ألحَن من صاحبه" فيُظنّ به الحق، التعريف بضرورة التعرّف لإنشاء التصور السليم... أراه يعني نشر ثقافة التفكير العلمي، والعزو العلمي، والبحث والتنقيب ... وهكذا ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #46 في: 2018-03-01, 13:05:10 »
لكن أخت أسماء، هل المشكلة التي تمنع الناس من الإيمان الصحيح مشكلة فكرية أو ثقافية أو نمط تفكير معين؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #47 في: 2018-03-01, 13:15:59 »
لكن أخت أسماء، هل المشكلة التي تمنع الناس من الإيمان الصحيح مشكلة فكرية أو ثقافية أو نمط تفكير معين؟


ياااه يا أخ جواد سؤالك عميق جدا ... والإجابة عنه ذات أوجه ... إذ أن السبب ليس واحدا، هناك نمط من الإعراض إن صحّ التعبير هو قديم وجديد وليس من تأثير زمن، وهناك نمط إعراض من وحي الزمن الجديد والبيئة الجديدة والمؤثرات الجديدة ... هناك إيمان غير صحيح عن اتباع كل ناعق، وعن التمسّح بالنموذج الظاهر اليوم على الأرض، بهزيمة نفسية ترى في الدين وفي عدم زحزحة ثوابته مع الزمن جمودا كما يلقنونهم، أو لنقل كما يريدون أن يتّبعوا ... لأن الإنسان صاحب إرادة، وعلى الحقيقة ليس هناك من مؤثر يُرغم أحدا على التبني دون أن تكون إرادته لذلك حرة ...
الإيمان الصحيح، أو الإيمان المتمكن، أو الفهم الصحيح للدين ... كلها قضايا مطروحة، ومشاكل مطروحة وأسبابها كثيرة ... أزمة في العقل الجمعي المسلم، أزمة جمود العقل المسلم، أزمة المتشددين الذين نشروا وجها دون آخر حتى عندما تفتحت سبل المعرفة والتواصل في عصر الانفتاح هذا صُدم من صُدم بما لم يكن يعرفه عن الدين، وعن التدين، لأنه كان فقط يتلقى ويسلّم لمَن يتلقى منهم ... أزمة عدم ثقة في العلماء ونحن نرى ما نرى من سقوط رموز ورموز منهم... أزمة دين عُرف أكثر ما عُرف منه لدى العامة تلقين الحروف والمتون، أما معايشته فلم يكن من سبيل قويم ... أزمة هشاشة عقديّة مع المتغيرات وسيطرة الظاهرين في الأرض وتأخر الأمة الإسلامية ... أزمة تبعية .. أزمة "أزمات" وسقطات الأمة وتداعي المتداعين لعى قصعتها من هوان أهلها ..

والله صدقا الموضوع شااائك، والأسباب كثيرة، ويجدر بها التبويب والإسهاب ... والسبب الواحد أو السببان تقصير في فهم المعضلة ...
« آخر تحرير: 2018-03-01, 13:20:41 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #48 في: 2018-03-01, 13:30:29 »
لكن أخت أسماء، هل المشكلة التي تمنع الناس من الإيمان الصحيح مشكلة فكرية أو ثقافية أو نمط تفكير معين؟


ياااه يا أخ جواد سؤالك عميق جدا ... والإجابة عنه ذات أوجه ... إذ أن السبب ليس واحدا، هناك نمط من الإعراض إن صحّ التعبير هو قديم وجديد وليس من تأثير زمن، وهناك نمط إعراض من وحي الزمن الجديد والبيئة الجديدة والمؤثرات الجديدة ... هناك إيمان غير صحيح عن اتباع كل ناعق، وعن التمسّح بالنموذج الظاهر اليوم على الأرض، بهزيمة نفسية ترى في الدين وفي عدم زحزحة ثوابته مع الزمن جمودا كما يلقنونهم، أو لنقل كما يريدون أن يتّبعوا ... لأن الإنسان صاحب إرادة، وعلى الحقيقة ليس هناك من مؤثر يُرغم أحدا على التبني دون أن تكون إرادته لذلك حرة ...
الإيمان الصحيح، أو الإيمان المتمكن، أو الفهم الصحيح للدين ... كلها قضايا مطروحة، ومشاكل مطروحة وأسبابها كثيرة ... أزمة في العقل الجمعي المسلم، أزمة جمود العقل المسلم، أزمة المتشددين الذين نشروا وجها دون آخر حتى عندما تفتحت سبل المعرفة والتواصل في عصر الانفتاح هذا صُدم من صُدم بما لم يكن يعرفه عن الدين، وعن التدين، لأنه كان فقط يتلقى ويسلّم لمَن يتلقى منهم ... أزمة عدم ثقة في العلماء ونحن نرى ما نرى من سقوط رموز ورموز منهم... أزمة دين عُرف أكثر ما عُرف منه لدى العامة تلقين الحروف والمتون، أما معايشته فلم يكن من سبيل قويم ... أزمة هشاشة عقديّة مع المتغيرات وسيطرة الظاهرين في الأرض وتأخر الأمة الإسلامية ... أزمة تبعية .. أزمة "أزمات" وسقطات الأمة وتداعي المتداعين لعى قصعتها من هوان أهلها ..

والله صدقا الموضوع شااائك، والأسباب كثيرة، ويجدر بها التبويب والإسهاب ... والسبب الواحد أو السببان تقصير في فهم المعضلة ...

هذا هو ما أردت قوله، ونحن الآن في نفس النقطة، فإذا كان تشخيص المرض بهذه الطريقة فاختزال العلاج أو اعطاء أهمية كبرى لنشر الأسلوب العلمي للتفكير أو تنمية المهارات العقلية لا يصبح علاجا فعالا !

وهنا لابد من الإجابة على سؤال هام جدا،
إذا كانت لدينا مشكلة كبيرة تسببت فيها الكثير من العوامل، وهذه العوامل تختلف في قوة تأثيرها على تعقيد المشكلة، فكيف تكون آلية العلاج؟

هل تكون الآلية حسب وسائل العلاج الأقل تكلفة ؟ أم حسب خطورة العامل وأولويته في العلاج؟
« آخر تحرير: 2018-03-01, 13:32:00 بواسطة جواد »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #49 في: 2018-03-01, 17:50:46 »
لكن أخت أسماء، هل المشكلة التي تمنع الناس من الإيمان الصحيح مشكلة فكرية أو ثقافية أو نمط تفكير معين؟


ياااه يا أخ جواد سؤالك عميق جدا ... والإجابة عنه ذات أوجه ... إذ أن السبب ليس واحدا، هناك نمط من الإعراض إن صحّ التعبير هو قديم وجديد وليس من تأثير زمن، وهناك نمط إعراض من وحي الزمن الجديد والبيئة الجديدة والمؤثرات الجديدة ... هناك إيمان غير صحيح عن اتباع كل ناعق، وعن التمسّح بالنموذج الظاهر اليوم على الأرض، بهزيمة نفسية ترى في الدين وفي عدم زحزحة ثوابته مع الزمن جمودا كما يلقنونهم، أو لنقل كما يريدون أن يتّبعوا ... لأن الإنسان صاحب إرادة، وعلى الحقيقة ليس هناك من مؤثر يُرغم أحدا على التبني دون أن تكون إرادته لذلك حرة ...
الإيمان الصحيح، أو الإيمان المتمكن، أو الفهم الصحيح للدين ... كلها قضايا مطروحة، ومشاكل مطروحة وأسبابها كثيرة ... أزمة في العقل الجمعي المسلم، أزمة جمود العقل المسلم، أزمة المتشددين الذين نشروا وجها دون آخر حتى عندما تفتحت سبل المعرفة والتواصل في عصر الانفتاح هذا صُدم من صُدم بما لم يكن يعرفه عن الدين، وعن التدين، لأنه كان فقط يتلقى ويسلّم لمَن يتلقى منهم ... أزمة عدم ثقة في العلماء ونحن نرى ما نرى من سقوط رموز ورموز منهم... أزمة دين عُرف أكثر ما عُرف منه لدى العامة تلقين الحروف والمتون، أما معايشته فلم يكن من سبيل قويم ... أزمة هشاشة عقديّة مع المتغيرات وسيطرة الظاهرين في الأرض وتأخر الأمة الإسلامية ... أزمة تبعية .. أزمة "أزمات" وسقطات الأمة وتداعي المتداعين لعى قصعتها من هوان أهلها ..

والله صدقا الموضوع شااائك، والأسباب كثيرة، ويجدر بها التبويب والإسهاب ... والسبب الواحد أو السببان تقصير في فهم المعضلة ...

هذا هو ما أردت قوله، ونحن الآن في نفس النقطة، فإذا كان تشخيص المرض بهذه الطريقة فاختزال العلاج أو اعطاء أهمية كبرى لنشر الأسلوب العلمي للتفكير أو تنمية المهارات العقلية لا يصبح علاجا فعالا !

وهنا لابد من الإجابة على سؤال هام جدا،
إذا كانت لدينا مشكلة كبيرة تسببت فيها الكثير من العوامل، وهذه العوامل تختلف في قوة تأثيرها على تعقيد المشكلة، فكيف تكون آلية العلاج؟

هل تكون الآلية حسب وسائل العلاج الأقل تكلفة ؟ أم حسب خطورة العامل وأولويته في العلاج؟

طيب..
أولا : ربما الأخ الكاتب فكر من الناحية التي يتقنها مثلا، أقول ربما ... أما إن أعطاه حلا عاما أو وحيدا فهنا لا نوافقه، ولو أن كسل العقل ونوم العقل المسلم له تأثير كبير جدا على ما صرنا إليه، وإن كان ليس العامل الوحيد ...

ثانيا: بالنسبة لآلية العلاج، فأظن والله أعلم أنه من جهة أولوية العامل تلعب دورا أولا وكبيرا، ومن جهة أخرى كما ذكرت لك، لا يمنع أن يُدلي كل ذو باع واختصاص بما يعرف مشاركة في "مركّب" العلاج ..
 
أتعلم أخي جواد أن الناس عموما لهم جهل بدينهم، حتى من كان يظن نفسه يعرف عن دينه، كان يعرفه بمفهومه الخاص أو بالمفاهيم التي عملوا على نشرها وكأنهم يتبعون خططا ممنهجة لنشرها !! أتعلم أن لهذا دورا كبيرا في أزماتنا ؟؟ وألا ترى أنّ تعلم الدين من منابعه الأصيلة على النحو الذي هو دننا لا على النحو الذي أوصلوه لنا يُعدّ نقطة جوهرية فيما يجب أن يُعمَل عليه ؟ ما رأيك ؟
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #50 في: 2018-03-01, 23:24:41 »
لكن أخت أسماء، هل المشكلة التي تمنع الناس من الإيمان الصحيح مشكلة فكرية أو ثقافية أو نمط تفكير معين؟


ياااه يا أخ جواد سؤالك عميق جدا ... والإجابة عنه ذات أوجه ... إذ أن السبب ليس واحدا، هناك نمط من الإعراض إن صحّ التعبير هو قديم وجديد وليس من تأثير زمن، وهناك نمط إعراض من وحي الزمن الجديد والبيئة الجديدة والمؤثرات الجديدة ... هناك إيمان غير صحيح عن اتباع كل ناعق، وعن التمسّح بالنموذج الظاهر اليوم على الأرض، بهزيمة نفسية ترى في الدين وفي عدم زحزحة ثوابته مع الزمن جمودا كما يلقنونهم، أو لنقل كما يريدون أن يتّبعوا ... لأن الإنسان صاحب إرادة، وعلى الحقيقة ليس هناك من مؤثر يُرغم أحدا على التبني دون أن تكون إرادته لذلك حرة ...
الإيمان الصحيح، أو الإيمان المتمكن، أو الفهم الصحيح للدين ... كلها قضايا مطروحة، ومشاكل مطروحة وأسبابها كثيرة ... أزمة في العقل الجمعي المسلم، أزمة جمود العقل المسلم، أزمة المتشددين الذين نشروا وجها دون آخر حتى عندما تفتحت سبل المعرفة والتواصل في عصر الانفتاح هذا صُدم من صُدم بما لم يكن يعرفه عن الدين، وعن التدين، لأنه كان فقط يتلقى ويسلّم لمَن يتلقى منهم ... أزمة عدم ثقة في العلماء ونحن نرى ما نرى من سقوط رموز ورموز منهم... أزمة دين عُرف أكثر ما عُرف منه لدى العامة تلقين الحروف والمتون، أما معايشته فلم يكن من سبيل قويم ... أزمة هشاشة عقديّة مع المتغيرات وسيطرة الظاهرين في الأرض وتأخر الأمة الإسلامية ... أزمة تبعية .. أزمة "أزمات" وسقطات الأمة وتداعي المتداعين لعى قصعتها من هوان أهلها ..

والله صدقا الموضوع شااائك، والأسباب كثيرة، ويجدر بها التبويب والإسهاب ... والسبب الواحد أو السببان تقصير في فهم المعضلة ...

هذا هو ما أردت قوله، ونحن الآن في نفس النقطة، فإذا كان تشخيص المرض بهذه الطريقة فاختزال العلاج أو اعطاء أهمية كبرى لنشر الأسلوب العلمي للتفكير أو تنمية المهارات العقلية لا يصبح علاجا فعالا !

وهنا لابد من الإجابة على سؤال هام جدا،
إذا كانت لدينا مشكلة كبيرة تسببت فيها الكثير من العوامل، وهذه العوامل تختلف في قوة تأثيرها على تعقيد المشكلة، فكيف تكون آلية العلاج؟

هل تكون الآلية حسب وسائل العلاج الأقل تكلفة ؟ أم حسب خطورة العامل وأولويته في العلاج؟

طيب..
أولا : ربما الأخ الكاتب فكر من الناحية التي يتقنها مثلا، أقول ربما ... أما إن أعطاه حلا عاما أو وحيدا فهنا لا نوافقه، ولو أن كسل العقل ونوم العقل المسلم له تأثير كبير جدا على ما صرنا إليه، وإن كان ليس العامل الوحيد ...

ثانيا: بالنسبة لآلية العلاج، فأظن والله أعلم أنه من جهة أولوية العامل تلعب دورا أولا وكبيرا، ومن جهة أخرى كما ذكرت لك، لا يمنع أن يُدلي كل ذو باع واختصاص بما يعرف مشاركة في "مركّب" العلاج ..
 
أتعلم أخي جواد أن الناس عموما لهم جهل بدينهم، حتى من كان يظن نفسه يعرف عن دينه، كان يعرفه بمفهومه الخاص أو بالمفاهيم التي عملوا على نشرها وكأنهم يتبعون خططا ممنهجة لنشرها !! أتعلم أن لهذا دورا كبيرا في أزماتنا ؟؟ وألا ترى أنّ تعلم الدين من منابعه الأصيلة على النحو الذي هو دننا لا على النحو الذي أوصلوه لنا يُعدّ نقطة جوهرية فيما يجب أن يُعمَل عليه ؟ ما رأيك ؟

بشكل عام أتفق معكم،

وأفضل في مثل هذه القضايا الضخمة ألا نركن إلى عقولنا بشكل كبير، لأننا مصابون أيضا إلى حد ما، عافانا الله وإياكم.

في هذه القضايا أرجح جدا جدا العودة للسيرة النبوية، فهي النبع الصافي الذي كان تطبيق القرآن فيه واضحا لا يشوبه شائبة.
ولكن العودة هنا لها شرط أساسي برأيي،
وهي أن نعود إليها نبحث عن أسباب المشكلة وفهم أبعادها أولا، لا أن نعود باحثين مباشرة عن حلول !

أكثر ما يجعلنا ندور في دوائر مفرغة، أننا نفترض معرفتنا بالمشكلة وأسبابها، وكثيرا ما نشرع في تنفيذ حلول نظن أنها هي الصواب، ثم تبوء بالفشل، فنعود ونجرب حلا آخر وهكذا حتى يتشكك البعض بدينه ! فكثير من الحلول لا تغير من الواقع شيئا!
في حين أننا لم نسأل أنفسنا هل نتعامل مع المشكلة الحقيقية فعلا؟

الأمر خادع جدا، فالمريض الذي ارتفعت درجة حرارته قد يكون مصابا بأمراض مختلفة، فإذا ما قررت أنه مصاب بالمرض الفلاني وشرعت في البحث عن علاج له وفشلت، أو تحسن الأمر قليلا ثم انتكس، فالأمر هنا يحتاج إلى وقفه أبعد من مجرد البحث عن علاج جديد.
الأمر يحتاج أن أراجع التشخيص منذ بدايته مرة أخرى، أو أبحث عن الحالات الشبييهة التي نجح علاجها من قبل وأتعلم منها.

ملاحظة جانبية: هل تعلمون أن هذا تحديدا هو ما يحدث الآن في المجال الطبي -وغيره- الذي يكون فيه الطبيب آلة ذكاء اصطناعي؟

الأمر على بداهته إلا أنه غالبا لا يحدث، فيقفز الناس للاستنتاج مباشرة دون وعي، فالإنسان يحب أن يرى ما يتوقعه، ولهذا فالتجرد صعب للغاية.
« آخر تحرير: 2018-03-01, 23:29:23 بواسطة جواد »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #51 في: 2018-03-03, 07:59:19 »
اقتباس
وأفضل في مثل هذه القضايا الضخمة ألا نركن إلى عقولنا بشكل كبير، لأننا مصابون أيضا إلى حد ما، عافانا الله وإياكم.

لا شك في ذلك، فالمعارف التراكمية أساس عموما فمابلك بالسيرة .. وعقولنا نعم مصابة لأننا نبت من بيئة بها علل كثيرة، لذلك يستدعي الأمر عدم إركان عقولنا للتبعية الجمعيّة وهي معلولة..

ولكن كما قلت أخ جواد العودة إلى السيرة ليست عودة نقل ولصق، نعم الدراية العميقة بسبب ما كان، كما أضيف الضرورة الملحة للدراية بالواقع، بحقيقة الواقع، بملابساته، بقوته، بتأثيره... وهنا رؤية تلك الشعرة الدقيقة الفارقة بين إخضاع الدين للواقع وبين صبّ الدين صبا دون مراعاة للواقع والظروف المحيطة والمستجدة...

ما أعنيه المرونة الموجودة بالدين بحيث يكون التجديد السليم التجديد المحافظ على الثوابت من جهة والذي لا يتوه معه الدين بوجود المستجد . عمر رضي الله عنه هو الذي أجلى إجلاء نهائيا أهل خيبر، ولم يستمر على معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الصدّيق، بل بدّل الوسيلة، وحاججه بذلك حتى أحد بني الحُقَيق أنه عاملهم بخلاف ما عاملهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يؤثر به كلامه،  ... هو الذي ألغى حدّ السارق عام المجاعة ... هو الذي أحدث تغييرات على ما يدفع أهل الذمة ...وغيرها .. ولم يكن خروجا عن الدين ولا خروجا عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم... طبعا مع تلاطم أمواج هذا العصر، ليس من السهل خروج من يجدد بقواعد التجديد السليم، ولكن على الأقل على الأقل عدم الركون للطرق ذاتها من غير مسّ بالثوابت على أنها التي لا يجوز الحياد عنها حتى لا نستشعر فعلا تأثيرا للدين على صعيد الواقع المستجد ...

وفي هذا السياق أجد لك هذا الكلام :

اقتباس
أكثر ما يجعلنا ندور في دوائر مفرغة، أننا نفترض معرفتنا بالمشكلة وأسبابها، وكثيرا ما نشرع في تنفيذ حلول نظن أنها هي الصواب، ثم تبوء بالفشل، فنعود ونجرب حلا آخر وهكذا حتى يتشكك البعض بدينه ! فكثير من الحلول لا تغير من الواقع شيئا!
في حين أننا لم نسأل أنفسنا هل نتعامل مع المشكلة الحقيقية فعلا؟

ألا ترى أن كل هذا ناتج عن عدم دراية دقيقة بالواقع وحاجاته ؟؟ ألا ترى أن جزءا كبيرا من هذا ناجم عن التطبيق الحرفي دونما مراعاة لأي ظروف مستجدة ؟؟

اقتباس
الأمر يحتاج أن أراجع التشخيص منذ بدايته مرة أخرى، أو أبحث عن الحالات الشبييهة التي نجح علاجها من قبل وأتعلم منها.

نعم .. معرفة عميقة بالمرجع، وأيضا معها معرفة عميقة بحاجات الواقع وبمستجداته ...

والله أعلم .
« آخر تحرير: 2018-03-03, 08:01:14 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #52 في: 2018-03-03, 13:33:30 »
اقتباس
العودة إلى السيرة ليست عودة نقل ولصق، نعم الدراية العميقة بسبب ما كان، كما أضيف الضرورة الملحة للدراية بالواقع، بحقيقة الواقع، بملابساته، بقوته، بتأثيره... وهنا رؤية تلك الشعرة الدقيقة الفارقة بين إخضاع الدين للواقع وبين صبّ الدين صبا دون مراعاة للواقع والظروف المحيطة والمستجدة...

هذا بيت القصيد!
الشعرة الدقيقة تلك معضلة كبيرة للغاية، فهناك من يذهب بالواقعية لدرجة تمييع الدين أو كما قلتم إخضاع الدين للواقع، فيحدث إهمال لأمور عظام في الدين من أجل مجاراة الواقع، وهناك في المقابل من يريد البدأ من منتصف الطريق لا أوله، أو كما قلتم صب الدين صبا.

السؤال هنا، هل عدم إدراك تلك الشعرة الدقيقة مرده إلى ضعف العلم أم إلى الهوى؟

قناعتي أن الأمر متعلق بالهوى أكثر بكثير من ضعف العلم.
فالكثير من الحركات التي كانت جزءا من الأحداث الأخيرة في بلادنا المختلفة لم تعدم ناصحا يوضح لها خطأ مسلكهم، لكنهم في مجملهم لا يستجيبون للنصيحة !

المشكلة الأخرى المتعلقة بالهوى هي أن يكون اتجاه ما فيه منفعة نفسية أو مادية، فمثلا حين ظهرت برامج (التوك شو) العربية الساخرة من أنظمة الاستبداد، كانت تحت شعار الأخذ بأسباب الواقع وقوته وتأثيره، لأن الإعلام قوة ولأن الناس جاهلة وتحتاج لنشر الوعي، ثم ما النتيجة؟
ابتذال وتمييع لكل شيء، ومجرد تفريغ لشحنات الغضب عند الناس، ولكن فائدة مادية ونفسية كبيرة لأصحابها.
فإذا ما نصحهم أحد، تجدون الإجابة دوما حاضرة، لابد من مواكبة الواقع والأخذ بأساليب التغيير الجديدة وكثير من الكلام الذي في ظاهرة مقبول ولكن ....

هذه المشكلة لم تتوقف عند تلك البرامج، بل امتدت لتطال بعض الكتاب والأكاديميين، فالمقالات القوية أمرها سهل، ولا تكلف أكثر من التواجد في دولة بها قدر من حرية التعبير أو تقف ضد النظام الذي يتم انتقاده. وحتى كثير من المحاضرات التي إما هي علمية بحتة تقع ضمن نطاق فرض الكفاية، أو نظرية لا يقدم صاحبها على العمل ولا يدعو إليه، ومرة أخرى ، كلاهما في ظاهره مقبول، ولكن ...

وسؤالي الأخير، ما الذي منع عقلية فذة مثل الفاروق رضي الله عنه من الإيمان بالرسالة بمجرد نزولها؟
هل هو العقل والمنطق أو تأثير الواقع وملابساته؟
إنه الهوى.
وسيظل الهوى العدو الأول الذي يعمينا عن الإنصاف أو رؤية تلك الشعرة الدقيقة التي تحدثتم عنها.
إنه الهوى الذي سيجعلنا نرفض النصيحة تحت إدعاءات كثيرة لا تنتهي، بل ونسارع باتهام الناصح باتباعه للهوى !
إنه الهوى الذي يضخم لنا أمور صغيرة أو فروض كفاية -التي يقوم بها الكثير بالفعل- ويجعلها من الأولويات لأن فيها مصلحة غير مباشرة من التلميع الاجتماعي أو الأمان السياسي أو المادي، ونعرض عن الأولويات العظيمة لأنها ستقض مضاجعنا.
الهوى الذي يجعلنا نأتي بحجج في ظاهرها مقبول فعلا، ولكن حين نأتي للواقع والحقيقة فليست تلك الحجج بشيء.
« آخر تحرير: 2018-03-03, 14:06:40 بواسطة جواد »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مختارات ...
« رد #53 في: 2018-03-04, 10:27:01 »
نقاش ممتع
بارك الله بكما

وكيف تحارب الهوى يا إسلام؟
================

ائذنوا لي أن أكتب مداخلة قد تبدو بسيطة لكنها في رأيي مهمة جدا
كثيرون يرددون أن عمر رضي الله عنه لعبقريته وحكمته وعظمته وووو .... تجاوز النصوص فعطل حد السرقة، وألغى سهم المؤلفة قلوبهم، وأجلى يهود خيبر وغيرها من تصرفات
واعتقادنا هذا يبيح لمن شاء من ولاة الأمور أو علماء السوء أو مفكري الغبرة في كل زمن أن يتقافزوا على نصوص الشريعة ويعطلوها؛ بحجة أنهم أوتوا من العلم والحكمة ما أوتي عمر، او أن ضرورة الواقع تفرض هذا

والصواب الذي يتبدى للباحث المتجرد أن سيدنا عمر رضي الله عنه لم يتجاوز النصوص، بل فقِهها وعرف مقاصدها؛
فتعطيل حد السرقة عام الرمادة كان لتطبيق نص "ادرؤوا الحدود بالشبهات" وعموم المجاعة شبهة توجب درء الحد.
وإجلاء يهود خيبر كان وفق بند في نص معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، حيث اشترط عليهم "على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم"
وإلغاء سهم المؤلفة قلوبهم، لأن النص حدد مصارف الزكاة، لكنه لم يوجب على الحاكم أن يوزع الزكاة على جميع المصارف بالسوية أو دائما، بل يوزعها بين هذه الأنواع بحسب الحاجة، وفي خلافة عمر رضي الله عنه لم تبق ثمة حاجة لتأليف قلوب بعض السادة، بعد أن انتشر الإسلام ومكن الله تعالى له في الأرض، وأصبحت مصارف الزكاة الأخرى هي الأولى..
وهكذا
فكل ما فعله سيدنا عمر رضي الله عنه كان جمعا بين النصوص وحسن نظر وفقه عميق لها ولمقاصدها، لا تعطيلا لأي منها بسبب ضغط الواقع او ظهور مصلحة ما..
والله أعلم
وعذرا لأني انحرفت بنقاشكم عن وجهته.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #54 في: 2018-03-04, 18:08:24 »
اقتباس
ائذنوا لي أن أكتب مداخلة قد تبدو بسيطة لكنها في رأيي مهمة جدا
كثيرون يرددون أن عمر رضي الله عنه لعبقريته وحكمته وعظمته وووو .... تجاوز النصوص فعطل حد السرقة، وألغى سهم المؤلفة قلوبهم، وأجلى يهود خيبر وغيرها من تصرفات
واعتقادنا هذا يبيح لمن شاء من ولاة الأمور أو علماء السوء أو مفكري الغبرة في كل زمن أن يتقافزوا على نصوص الشريعة ويعطلوها؛ بحجة أنهم أوتوا من العلم والحكمة ما أوتي عمر، او أن ضرورة الواقع تفرض هذا

والصواب الذي يتبدى للباحث المتجرد أن سيدنا عمر رضي الله عنه لم يتجاوز النصوص، بل فقِهها وعرف مقاصدها؛
فتعطيل حد السرقة عام الرمادة كان لتطبيق نص "ادرؤوا الحدود بالشبهات" وعموم المجاعة شبهة توجب درء الحد.
وإجلاء يهود خيبر كان وفق بند في نص معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، حيث اشترط عليهم "على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم"
وإلغاء سهم المؤلفة قلوبهم، لأن النص حدد مصارف الزكاة، لكنه لم يوجب على الحاكم أن يوزع الزكاة على جميع المصارف بالسوية أو دائما، بل يوزعها بين هذه الأنواع بحسب الحاجة، وفي خلافة عمر رضي الله عنه لم تبق ثمة حاجة لتأليف قلوب بعض السادة، بعد أن انتشر الإسلام ومكن الله تعالى له في الأرض، وأصبحت مصارف الزكاة الأخرى هي الأولى..
وهكذا
فكل ما فعله سيدنا عمر رضي الله عنه كان جمعا بين النصوص وحسن نظر وفقه عميق لها ولمقاصدها، لا تعطيلا لأي منها بسبب ضغط الواقع او ظهور مصلحة ما..
والله أعلم
وعذرا لأني انحرفت بنقاشكم عن وجهته.

أتفق تماما، ولا أعتبره توضيحا بسيطا وإنما هو في صلب الموضوع.


اقتباس
وكيف تحارب الهوى يا إسلام؟

الإجابة المباشرة: لا أعلم تحديدا !

لا أعتقد أنه يمكن الانتصار على الهوى في حرب مباشرة واضحة المعالم، ولا أن هناك وصفة واحدة معينة يمكن للجميع اتباعها بسهولة، فجهاد النفس أمر مستمر لا ينقطع.
أعتقد أن هذا يستحق بحثا أعمق.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #55 في: 2018-03-05, 09:37:07 »
أهلا بك  وبمشاركتك يا هادية في هذا النقاش.. وجزاك الله خيرا عليها ..
ولكن يا هادية الحديث عن اجتهادات عمر رضي الله عنه، وفعله لما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالنسبة لي أكيد نابع من كونه لم يخرج عن الدين، بمعنى لم يخرج عن حدود النصوص وهو يفعل ذلك ... بل من روحها مع ما يتناسب والوضع الذي هو فيه، والواقع الذي هو فيه، بما يلائم واقعه ...
هذا لا غبار عليه، وإلا لكنا نقول بأنه قد جاء بما بليس في الدين، وهذا ما لا يكون طبعا ...

طيب يا جماعة، سأحاول توضيح رأيي بالموضوع ..

بالنسبة للتجديد الذي أتحدث عنه -وكما بينت- ليس هو صيحات المتنادين بأنه تجديد وما هو إلا عبث بالدين وتمييع وتساهل ... ليس عن جنس هذا أتحدث... وأساس من أسس التجديد على حقيقته نفض الأغبرة المتراكمة على الدين ليعود لمعانُه، ليعود بريقه، لتعود قوته الأولى ... وليس كما يظن الكثيرون أنه اختلاق واختراع ! وربما كان ذاك هو إخضاعهم إياه لحكم الواقع ...

أيضا يا هادية، برأيي يجب أن تكون نظرتنا متوازنة اتجاه تيّارَين متعاكسين ولكنّ كليهما أضرّ بالدين ... التيار المميع، والمتحجج بالواقع فوق الحدود الطبيعية حتى يجعل من الدين اسما لا أثر له، وتيار التشدد الذي لم يعطِ حقيقة الدين، ولا سماحته ولا احتواء نصوصه ذاتها على التيسير والتمكين من الفعل في حدود المستطاع، وبالاستثناء وقد أحاط من أساس وجوده بالحالات، وجعل في جوهره تلك المرونة التي يستطيع بها أن يواكب العصور المختلفة ويعمل مع المستجد ...

ليس تيار التمييع وحده الذي نلمس خطورته، بل عن قرب ألمس أيضا خطورة التيار المتشدد، المعادي حتى لكثير من أوجه التقدم العلمي، هذا التيار الذي عرفت من ألحد وقد كان يوما ما واحدا من أهله، لأنه دخل وقد علّموه أن هذا وجه الدين الصحيح، فلما رأى ما رأى عن قرب من تناقضات ومن تحريمات متواصلة ومن كيل التهم والسب لعدد من أهم العلماء الوسطيين ألحد، ولولا ألطاف الله التي انتشلته ليعود إلى حظيرة الدين لأصبح في خبر كان، وهو اليوم أكره ما يكره هذا التيار...

تيار جعل من الجمود على كل ما كان دينا، حتى في مظاهر المعيشة المختلفة، فتراه يقرب من تحريم الأكل على طاولة، أو بشوكة أو بملعقة، ويقرب من تحريم -إن لم يكن حرم- لبس السترة والسروال والقميص على أنها ليست من السنة، وأن السنة والدين أصلا في هيئة اللحية المُطلقة والتقصير ... تيار عادى العلم في كثير من نواحيه، وناصبه العِداء، بما يشبه فعل الكنيسة في تلك الحقبة التي تمخضت عما أسماه سيد قطب الفصام النّكِد ... أجل قد يبدو في كلامي مبالغة، ولكن إلى يومنا ما أزال أقع على فيديوها شيوخ معروفين يُقحمون أنفسهم في العلم إقحاما سمِجا ثقيلا لا يُستساغ فيقضون بأن الأرض مسطحة بالنظر إلى ظاهر بعض الآيات، وكأنهم قد أوتوا في علم الفلك ما أوتوا ...! ومن يرشد الناس إلى الصيام عن الكلام ثلاثة ايام ليحدث الحمل عند من يشكو عقما أو صعوبة إنجاب ! ومِن حولي ما زال هناك من يأخذ ابنته إلى "مرقي" ليرقي لها لأنها تشعر باختناق وبتنميل في يديها ... إذ أن حالها غالبا سببه واحد من ذلك  الثلاثي الذي يقوم عليه فهم الدين للأسف الشديد عند الكثيرين جدا جدا من المسلمين (مس، سحر، عين) ... بينما العلامات التي تظهر عليها تستدعي الاطمئنان على سلامة عمل قلبها عند طبيب قلب ... ولكن لا ... المرقي أولا ..!!!
وإذا ما حدثتَهم بذلك وجدت نفسك كمن يستجديهم ليأخذوها للطبيب فيفحص قلبها قبل أن تتفاقم حالتها...

هذا فيض من غيض ... فيض من غيض ثقافة منتشرة رغم أن الكل أصبح يعرف الجوال والآيباد والطابليت والأنترنت وووو ... ولكنه لأنه لا يعرف إلا استهلاكها، واستهلاكها فيما هو "هوى" فهو ثقافة وروحا وفهما ما يزال على الاعتقاد بالخرافة ... ويااااه .... كم هي أشكال الخرافة في مجتمعاتنا ... والله لا يسعني هذا المقام لتعدادها وإلا لصرت إلى جريدة !!

نعم هذا الذي أردت ... الموازنة التي تعطينا العلة على حقيقتها -برأيي- هي تلك التي تنظر بالعين ذاتها للتيار الذي جمّد الدين وهو أصلا متحرك... وجعله شعائر وطقوسا، وجمودا على هيئات وجلسات ووقفات لا غير ... وتيار ميّع الدين فلم يعد يريد له من دور في الحياة ...

كلاهما أضر بالدين ...  ونعم في ظل هذه الأمواج المتلاطمة ليس من السهل أن يقال عن أي كان أنه يوفق بين الدين من حيث الالتزام بثوابته مع الاجتهاد في قضايا عصرية دون خروج عن حدوده، ولكن لا نستطيع من جهة أخرى أن نجزم بأنه لن يكون من يتصف بهذه الصفات رغم ما نرى من أمواج هادرة متلاطمة مترامية ....

بالنسبة لما قلت أخي جواد عن أن الهوى هو الأساس فيما نرى، نعم له دور كبير، ولكن بالمقابل أيضا قلة العلم ...  وربما بدرجتين متقاربتين
نحن يا أخ جواد نعاني من سوء فهمنا لديننا ... !! سبحان الله !! أحيانا كثيرة أقف مع القرآن ومع الحديث النبوي فأُبهَت ... ومازال يحدث معي ذلك ... أُبهَت من هالة هي من صنع أيدينا وخيالاتنا اقتربت من تجريم التدبر، بل صدقاني أخواي ألمس فيمن حولي من أخوات من تقول لي وهي المتحسرة المتنهدة المتأملة، أنهم للأسف أنشؤوهم على أن هذا القرآن لا يجوز التقرب إليه بالتدبر، وأن هذا خطر، وأن هذا من التجرؤ ...!! مغالاة ... مبالغة ... تتسربل بسربال التقديس للكتاب المقدس بينما تجعله في الحقيقة شيئا لا يجوز أن يفهمه الإنسان، الذي وُجّه له، الذي حمل له ولبشريته الحلول والدواء،  لا يجوز أن يُستخدم للواقع  ... !! أما حفظ حروفه والاجتهاد في ذلك فذلك أولى الأولويات، بل قارب أن يكون الواجب الوحيد ...!!!! أي فهم للدين هو هذا، وهو السائد للأسف ... أو لأقل موازِنة غير مبالِغة المنتشر ....

أي فهم للدين هو فهم مجتمعاتنا ونحن ما نزال نقصر البحث ف يالدين، والتأمل في الدين، والتدبر في النصوص قرآنا وحديثا على أهل الاختصاص، حتى لَتَجد عند السواد أن هذا ليس لنا فيه من نصيب ... ويكأنّ الدين قد نزل لخاصة من الناس دون غيرهم ...!! نعاني نعاني بقوة والله من سوء فهمنا لديننا، وجه من أوجه الدين قد عُرِض فاقتصر الحال عليه، وفُهم الدين عليه، زهد في الدنيا أصبح العصا التي يتكئ عليها العاجزون الكُسالى، الخاملون ... لا يعمل ولا يسعى للبحث عن عمل يعيل به أولاده، ولكنه الذي لا يغادر المسجد، يكاد يكون المعتكف في كل آن ...! الزهد في الدنيا حتى يقول من يقول لهم الدنيا ولنا الآخرة ... ! وكأن عمر بن الخطاب وقد صنع حضارة وفتح الأمصار، وأغرق الدولة الإسلامية بالمغانم، ووسّع نطاقها وحدودها، وكأنه وهو يفعل إنما هو طالب دنيا عاشق لها !! فهم اليوم أقل حبا لها منه ... ! زهد فيها يسر على المتداعين عى قصعتنا التداعي ... وجعلنا لقمة سائغة لهم أولئك أهل الدنيا ... فهي لهم، وكل ما لنا فيها لهم، فليكن ... المهم هو تحقيق الزهد، الزهد الذي ذلّت به رقاب المسلمين للكفار، فأصبحوا يُهددون بقطع المأكل عنهم والمشرب ... المهم ليأخذوا كل شيء، لا مشكلة فنحن أهل الزهد ... وكأننا لم نفقه معنى ابتدار رسول الله صلى الله عليه وسلم أول دخوله المدينة أن يشتري بئر رومة من اليهودي، وأن يجعل سوقا للمسلمين يُستعاض به عن الحاجة لسوق بني قينقاع ...!!

ابتلينا بالمبالغة والمغالاة ... لم نفهم الوسطية .... لم نفهم معنى أن نملك الدنيا لنُخضعها لدين رب العالمين ... لم نفهم أن نملكها لنبسط عليها دين رب العالمين .... بقدر ما فهمنا أن الزهد هو بسط رقابنا لسيوف الأعداء ترتع في الدنيا وتُذلّنا بفعل فهمنا المعوج قبل مؤامراتهم التي اتكأنا عليها مشجبا نعلق عليه جرائمنا وفهمنا القاصر ... !

والله في  القلب من هذا غصة وغصة .... ولكنّ الأمل في الله باق، وفي عقول تفقه وتفهم وتعي بإذن الله تعالى ... والله تعالى أعلى وأعلم .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #56 في: 2018-03-06, 04:53:09 »
جزاكما الله خيرا،

أحسب أننا نحتاج إلى تنظيم المسارات هنا لأن لكل مسار متطلبات مختلفة.

في كلامي السابق قصدت فئة المتدينين الذين لم يغرقوا في تشدد ولا تنقصهم الأساسيات المعرفية البسيطة.
هذه الفئة يفترض أن يقوم منها من يحمل هم الدين ويسعى للعمل له.
أما الفئة التي تحدثتم عنها أخت أسماء فلا أحسب أن وقتها الان، لأننا قبلا نحتاج إلى تأهيل المدرسين قبل التدريس، وإلى تحديد المرض قبل البدء بالعلاج.

في بداية أي مشروع كبير تظهر مشكلة قلة الموارد وضخامة ساحة العمل واتساع الفئات المستهدفة، وهنا نحتاج أن نقتبس نموذج العمل من السيرة.
مجموعة أفراد قلائل يحاولون الترابط وإصلاح أنفسهم وإذابة ما بينهم من عوائق، ثم التوسع التدريجي في بناء المجموعة مع وضع الأولوية للكيف لا للكم.

هذه الفئة أكبر عائق أمامها سيكون الهوى، وصدقوني مشكلة الهوى ليست في أمور الدين فقط، فاجتماع أي مجموعة من الأفراد لتكوين فريق في أي شيء أمر من الصعوبة بمكان، وحتى في المجال التقني عانيت الأمرين من هذه المشكلة.

لا أحسب أننا نستطيع المضي في كل الإتجاهات معا، وطالما لا يستطيع بعض الأشخاص العمل سويا في فريق وتكوين رؤية واحدة وعلاقة أخوية حقيقية تربطهم، فلن تأتي الجهود بشيء يذكر ..

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: مختارات ...
« رد #57 في: 2018-03-06, 07:27:37 »
فقط أحببت أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي قولك :

اقتباس
في كلامي السابق قصدت فئة المتدينين الذين لم يغرقوا في تشدد ولا تنقصهم الأساسيات المعرفية البسيطة.
هذه الفئة يفترض أن يقوم منها من يحمل هم الدين ويسعى للعمل له.

ولكن بالمقابل لا تنسَ أن الفئات الأخرى لا يجدر تناسيها أو عدّ تأثيرها ثانويا، بل تجب المعرفة اللازمة بمدى خطورة تأثيراتها في المجتمع، وهذا جزء من "دراسة الموجود" لأنّك وأنت تعمل ستقابلك تأثيراتها السلبية وستكون عائقا من العوائق.

تفضل أخي جواد وأدر الحوار كما تريد، فما يهمني هو أن أستفيد.. وإن كنتما تريان المواصلة في المناقشة، فأقترح نقل مشاركات النقاش إلى موضوع مستقل .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مختارات ...
« رد #58 في: 2018-03-06, 07:39:39 »
أتفق مع رأيك حول التيار المتشدد والمنغلق
وأتفق كذلك مع جواد فيما طرحه

نقاش مفيد، جعله الله مثمرا
بارك الله بكما وأصلح نوايانا ورزقنا الإخلاص
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: مختارات ...
« رد #59 في: 2018-03-06, 07:59:31 »
فقط أحببت أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي قولك :

اقتباس
في كلامي السابق قصدت فئة المتدينين الذين لم يغرقوا في تشدد ولا تنقصهم الأساسيات المعرفية البسيطة.
هذه الفئة يفترض أن يقوم منها من يحمل هم الدين ويسعى للعمل له.

ولكن بالمقابل لا تنسَ أن الفئات الأخرى لا يجدر تناسيها أو عدّ تأثيرها ثانويا، بل تجب المعرفة اللازمة بمدى خطورة تأثيراتها في المجتمع، وهذا جزء من "دراسة الموجود" لأنّك وأنت تعمل ستقابلك تأثيراتها السلبية وستكون عائقا من العوائق.

تفضل أخي جواد وأدر الحوار كما تريد، فما يهمني هو أن أستفيد.. وإن كنتما تريان المواصلة في المناقشة، فأقترح نقل مشاركات النقاش إلى موضوع مستقل .

أتفق معكم أخت أسماء، والتركيز على نقطة أو البدء بشيء ما لا يعني إهمال النقاط الأخرى، إنما التأجيل هنا بسبب قلة الموارد كما ذكرت.
لقد عشت في 6 بلدان مسلمة حتى الآن فضلا عن زيارتي لعدد أكبر من ذلك، وأبسط التفاصيل قد تقلب الحياة رأسا على عقب !

المشكلة العويصة هنا في الموارد. كم عدد الأشخاص الذين يمكن جمعهم في مجموعة عمل واحدة تتفق على إطار عام تعمل فيه؟
حتى الآن إما جماعات ضخمة متخبطة ومثقلة بالكثير من المشاكل الداخلية والخارجية بل والمنهجية أيضا، أو أفراد يريد كل منهم العمل وحده، إما لنفوره من صورة العمل الجماعي بمشاكله التي رأيناها، وإما لأنه جرب العمل في مجموعة صغيرة وصدم في الكثير من الأمور.

لهذا نحتاج خطة مركزة وغير متعجلة، وهذا يتطلب التركيز على بعض الأمور دون الآخر في البداية، وهو ما حدث أيضا في الفترة المكية.
سور القرآن المكية كانت مركزة جدا في تناولها للموضوعات التي تهم الجماعة المسلمة الصغيرة، ثم اتسعت الدائرة رويدا رويدا حتى شملت أمور العالم أجمع.

تعلمون أخوتي اكثر ما يؤرقنا ويقلقنا حين تنفتح هذه النقاشات، أن النماذج السيئة كثيرة جدا جدا، وأن البعض قد بدأ معتدلا متزنا ثم تحول تحولات عجيبة ، وأتفهم هذا الخوف والقلق حين نناقش جزئية معينة فيظهر الكلام وكأنه إهمال لباقي الجزئيات المهمة أيضا،
ولكننا لن نستطيع الاستمرار على هذا الحال، ولن يمكننا أبدا إقامة أي عمل بهذه النفسية، ولهذا فحسن الظن هنا أمر أساسي حتى لا تنقلب كل جملة إلى مصدر للقلق أو الخوف، وسعة الصدر والمصارحة توفر الكثير من الوقت والمجهود وتجعل المعادلة متزنة.

أعتقد عند هذه النقطة يكون النقاش قد اكتمل تقريبا حول المداخلة التي أثارت كل هذه التعليقات، فلو تحبون أخذ نقطة معينة للنقاش حولها فيمكن فتح موضوع خاص بها.

جزاكم الله خيرا، وأصلح الله لنا جميعا أمرنا كله ووقانا شر نفوسنا.