هادية بخصوص التربية بالقرآن .. أنت تريدينها لفئة معينة تعرفين فيهم الإقبال على التربية المباشرة ؟
في الحقيقة طريقة مجدي هلالي أجد فيها بعض المبالغة بحيث تجدينها وكأنها لفئة خاصة ولا تنفع مع الجميع .. فيها من إنتاج فئة تستصعب مخالطة الواقع من فرط التربية على المثالية ..
هل من الضروري أن تكون هذه التربية بطريقة مباشرة ؟ أقصد بطريقة روتينية ؟
خالطت الناشئة في الجمعية .. الشباب أصبح يعرف الكثير عن الطرق الحديثة، أصبح ميالا لها .. لم يعودوا كثيري الميل للدروس الوعظية ..
كل تربية على سلامة الفكر وتحصينه، مثلا كل تربية تعتمد المنطق وتعليم المغالطات المنطقية .. اراها من روح القرآن
كل تربية ترقى بالفكر ..
جربت مع الأطفال نقاشات عقلانية .. إرشادهم إلى استخدام العقل، إلى السؤال، إلى البحث، إلى عدم التصديق المباشر، كلها تحترم عقل المسلم، وتبين انه ليس بالخب، وأننا وصلنا القاع من فرط بخسنا العقل والتعقل حقه ... هذا مثال
هنا ليس الهدف الإعلاء من شأن العقل فوق كل شأن، وإنما امتنا تعاني من التبعية، ومن الهزال الفكري، ومن الخمول العقلي، لذلك النهضة العقلية كن احتياجاتها الماسة ..
عرفت منهم تفاعلا ... ومعرفة لطريقة جديدة ..
عرفت منهم بوحا وتصريحا بما لا يعجبهم، وبما يفضلون، وبما يعدونه عائقا وأولياؤهم لا يحسنون تفهمهم وتفهم احتياجاتهم اليوم وطرق تفكيرهم ...
الواقعية، والبعد عن المثالية الزائدة .. أراها الطريق الوسطي الذي نحتاجه .. كلها من روح هذا الدين العظيم الذي جاء موائما للبشرية ومراعيا لضعفها..
لا أدري ربما استبقت .. وأنت هذا عندك في مختزناتك..
ولكن أكثر ما عنيت .. هل فعلا الطريقة الوعظية ستجد سبيلها لشباب اليوم ؟
بمعنى أن العصر يحتم التغيير في الخطاب المتوجه، تغييرا يركز على الواقع، وعلى إيصال الصحيح، وعلى عدم التركيز على اجتذاب العاطفة الدينية، وتصيد استجابتها السريعة، التي سريعا أيضا ما تخبو ..
من حولنا نلاحظ عن كثب قلة جدوى الطرق التقليدية في التربية الدينية .. يُربى على الصدق، على الإخلاص، على الأمانة .. لا ريب تبقى دائما .. وواجبة، ولكن طرقها هي التي بقيت تقليدية، ليست هناك محاولات جادة لتفهم الشباب وليست هناك محاولات لتفهم تغير طرق التعاطي معهم ، لذلك التواصل معهم أصبح يحتاج إلى روح جديدة ..
هادية أكرر، ربما ما قلت هو في فكرك .. ولكن رأيتني اجد ضرورة إعطاء هذه الملاحظة ..
أرجو أن أكون وفقت في إيصال رأيي