مسلسل قيامة أرطغرل ومسلسل فيلينتا مصطفى

[ماما هادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بتوصية من الصحفي صابر مشهور، والذي عكفت فترة على متابعة جميع حلقاته التي قدمها تحت عنوان (العالم الأسود للعسكر) تابعت وأسرتي المسلسل التركي قيامة أرطغرل، والذي تبث حلقات موسمه الثالث حاليا كل يوم أربعاء من القناة التركية
كذلك تابعت مسلسل فيلينتا بموسميه
فمن يا ترى تابع هذه المسلسلات؟

[إيمان يحيى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


لم أشاهد أيهما ولكن رأيت إعلانات على الفيسبوك لقيامة أرطغرل فهل تنصحين بمشاهدته؟
ليتك تخبرينا بملخص العملين.

[ماما هادية]

نعم أنصح بمشاهدتهما بشدة
ولكن دون أن أقول انهما خاليان من المخالفات الشرعية
يعني على المشاهد ان يستحضر عقله ويفلتر

لكن خيرهما يغلب على شرهما
وسأقدم ملخصا لكل منهما بإذن الله

[ماما هادية]

مسلسل أرطغرل تم بث موسمين منه، والأن يتم بث الموسم الثالث
المسلسل يتحدث عن شخصية أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية الإسلامية العظيمة
الفترة التاريخية هي القرن الثالث عشر الميلادي، السابع الهجري تقريبا... نهاية الدولة السلجوقية وقبيل سقوط الخلافة العباسية ونهاية الدولة الأيوبية
والمسلسل يصرح في البداية انه يستلهم أحداثه من التاريخ، فهو ليس مسلسلا تاريخيا وثائقيا، بل هو مسلسل درامي بطولي ذو خلفية تاريخية
ولهذا فكثير من الشخصيات التي تتحرك في المسلسل وكثير من احداثه او معظمها من نسج خيال الكاتب وتجسيد المخرج والممثلين.
جمال المسلسل إذن لا يكمن في أنه يعرفنا على حقبة تاريخية مهمة جدا من تاريخنا نجهلها تماما، لأنه لا يرصد التاريخ. ولكنه يكمن في أنه يحيي في نفوس الشباب جملة من المفاهيم الإسلامية التي اندثرت وغيبت تماما من تربيتهم الإسلامية عن عمد او عن قصور.. سواء في ذلك الشباب التركي (وهو المعني بالدرجة الاولى بهذا المسلسل) او بقية الشباب المسلم ومنه العربي..
من هذه القيم والمفاهيم:
1- عقيدة الولاء والبراء التي تتجلى واضحة تماما في المسلسل
2- ضرورة الجهاد في سبيل الله، وانه لا قيام للمسلمين بدونه
3- أنه ولو جنح المسلمون للسلم وتجنبوا القتال ولقاء العدو فإن العدو الطامع لن يدعهم في حالهم بل سيجتاحهم
4- ان الخيانات هي الخنجر الذي يطعن المسلمين دائما في خصورهم، وبدون الخيانات لا يمكن ابدا ان ينتصر علينا الاعداء
5- ان المسلم يبقى دائما محكوما بشرع الله حتى في قتاله مع الاعداء، فلا يتجاوز حكم الله فيهم (بالعموم، وحصلت بعض المخالفات في المسلسل لهذه القاعدة)
6- أن القوة العسكرية هي التي تقيم الدولة وهي التي تقام في ظلها القوة العلمية والقوة الاقتصادية، وليس العكس..
7- الإثخان في العدو والشجاعة لا ينفيان رقة قلب المسلم وحبه لأسرته وعطفه على الضعفاء والفقراء... (المسلم الكيوت ليس المسلم الجبان بل القوي الشجاع الذي يحمي الحمى)
8- نفي كامل لفكرة التعايش التي يطبل لها الجميع هذه الايام... فلا  تعايش مع دول الكفر، بل معاهدات مؤقتة لا تنفي الحذر والاستعداد الدائم..
9- الخونة يعاملون معاملة الكفار، ويتم التخلص منهم بسرعة وحسم للحفاظ على أمن المسلمين، ولا يقال هم منا ونحن منهم، ولنعفو عنهم، ولنصطف معهم...إلخ
10- المسلم لا يكون مسلما حقا الا اذا اهتم لشؤون المسلمين في كل مكان وسعى لرفع الظلم عن كل مظلوم
11- دور العلماء والدعاة ان يذكوا في الأمة روح الجهاد، ويبحثوا عن القادة المخلصين فيدعمونهم ويساندونهم.
12- يؤكد المسلسل على أن الصليبيين كفرة، والمغول كفرة، والبيزنطيين كفرة، وأننا نجاهد الكفرة، ونقاتل الكفرة.. وهي مفاهيم تتحاشى جميع المسلسلات والافلام التاريخية التصريح بها.. فتنسب كل شعب نجاهده الى اسم بلده او قومه، ولا نصرح بأنهم كفار واننا نجاهدهم لأنهم كفار.. 
13- المسلم المخلص يناصر الحق والعدل ولو  على حساب أخيه وقبيلته وحتى وطنه... ووطن المسلم هي الأرض التي تعلو  فوقها رايات الاسلام ويشيع فيها الخير والعدل، فلا ارتباط ببقعة جغرافية معينة دون أخرى .. فحيثما استطعت ان تؤسس دولة الاسلام فثم وطنك..

هذه بعض القيم والمفاهيم التي يصدع بها المسلسل
وأحداث المسلسل تمثل تقابلا بين نموذجين من الشخصيات:
نموذج يجسده أرطغرل، وهو النموذج الذي يسعى للخير والعدل ونصرة المظلوم حيثما كان، ولو على حساب نفسه او قبيلته.. ويرى انه لا يستطيع ان يدير ظهره لأي عدوان يصيب أحدا من المسلمين ان كان يستطيع ان يرفعه، ولا يرى ان سلامة قبيلته تتعارض مع هذه النصرة، لأن السكوت عن ظلم الظالمين سيجعلهم يتمادون، وسيصل ظلمهم وعدوانهم فيما بعد لهؤلاء الذين أعرضوا عنهم التماسا للأمن والسلامة.
ونموذج مقابل، يجسده غوندوغدو، أخو أرطغرل الأكبر، والمرشح لسيادة القبيلة من بعد أبيه سليمان شاه، والذي هو مسلم صالح أيضا، ومخلص لقبيلته ويريد ان يرعى مصالحها، لكنه يرى ان ما يفعله اخوه ارطغرل تهور ورعونة، فهو يترك مشاكل القبيلة التي تعاني من الجفاف وقلة المراعي وسوء الحال، ويسعى لاستفزاز الصليبيين ويتحدى والي السلاجقة الظالم، ويساعد من يراهم مظلومين معرضا بذلك قبيلته للخطر، وان الاولى له ان يفكر في مصلحة قبيلته ويبتعد بها عن هذه المواجهات المجنونة ويدع الخلق للخالق..

وتسير أحداث المسلسل وسط حبكة درامية رومانسية شيقة، حيث يقع أرطغرل في حب أميرة سلجوقية (حليمة) هاربة من السلطان السلجوقي، الذي غضب على ابيها لأنه ظنه ينازعه ملكه وسيتسبب في انقسام دولته، ويحاول الصليبيون بالفعل استغلال أبيها ليعلن نفسه سلطانا مقابل السلطان علاء الدين، فتنقسم الدولة بينهما ويحدث النزاع والشقاق...

وتدور أحداث الموسم الأول في صراع مع الصليبيين وعلى رأسهم كهنة المعبد الذين يقيمون في قلعة جبلية حصينة يديرون منها مؤامراتهم..
وتدور أحداث الموسم الثاني في صراع مع المغول، الذين يجتاحون بلاد المسلمين بما في ذلك أرض قبيلة ارطغرل في حين غيابه مع المحاربين في بعض الغزوات..
وتدور أحداث الموسم الثالث في صراع مع البيزنطيين، (وهنا نقترب أكثر من الحقائق التاريخية) حيث يستوطن أرطغرل مع قبيلته، بأمر من السلطان السلجوقي علاء الدين، منطقة في شمال غرب الأناضول، متاخمة للحدود البيزنطية، ليجاهد الروم، ويبدأ من هناك تأسيس دولته الجديدة، التي ستخلف فيما بعد الدولة السلجوقية في قيادة العالم الإسلامي..

المسلسل محترم جدا.. فيه لقطات رومانسية ولكنها عفيفة جدا، وتنتهي مباشرة بالزواج، ..
هناك موسيقى
لباس النساء بعد الحلقة الرابعة تقريبا صار محتشما تماما وساترا حتى لشعورهن..

هناك بعض المخالفات الشرعية: منها اختلاط النساء بالرجال على موائد الطعام وفي مجالس الشورى وأنشطة القبيلة المختلفة، بما يخالف واقع المسلمين في تلك الحقبة
ومنها مجالس الذكر الصوفية التي يعرضها المسلسل على أنها من الطقوس الدينية الصحيحة.. وهي طبعا من البدع المخلة، وتشوه وجه الإسلام..
ويترأسها بحسب المسلسل الشيخ محيي الدين بن عربي...القادم من الأندلس، والذي يتجول بحثا عن مجدد العصر، فيقابل ارطغرل فيتوسم فيه الخير، ويدعمه ويعظه، ويقويه ويساعده... والصوفية التي يرسمها المسلسل تقدم حقيقة التوحيد والتوكل التام على الله عز وجل والاعتماد عليه واليقين ان كل شيء منه: النصر والهزيمة والموت والحياة والشفاء ... وان على العبد السعي والتوكل
فهي معان جميلة وراقية ومؤثرة
ولولا طقوس مجالس الذكر التي عرضوها، لكان العرض جميلا وسليما.. ولكن ربما ارادوا ان يعرضوا ما لها وما عليها.. او انهم يظنون ان هذه البدع شيء جيد غير مخالف.. وهو ما يلامون عليه..

ولئن كان الممثلون من اهل الفن العاديين اصحاب السفور والفسق.. لكنني لا اشك ان كاتب السيناريو على قدر عال من العاطفة الدينية والوعي السياسي والإيمان
والله اعلم

المسلسل يستحق ان يكون تسلية هادفة لجلسات عائلية تجمع الصغار والكبار
ويكفيه انه يحيي في الصغار روح الجهاد وقيم الاسلام العظيمة ليكون جديرا بالتشجيع

[ماما هادية]

هذا وقد علق كثيرون غيري بشكل ايجابي على المسلسل.. لعلي انقل لكم بعضا من ذلك

وهناك من علق عليه سلبا، ووجدت محور تعليقاتهم ان المسلسل غير صحيح من الناحية التاريخية، ومن وجهة نظري تعليقهم غير منصف، لان المسلسل لم يزعم انه تاريخي، بل اعلن انه مستلهم من التاريخ، وبالتالي اعترف للجمهور ان معظم احداثه من نسج الخيال.. لكن الغرض منه لم يكن عرض التاريخ، بل نشر القيم والمفاهيم التي قد يوصلها الفن الراقي الى قلوب وعقول المشاهدين بأسرع واقوى مما توصلها المحاضرات والمواعظ المباشرة
وانتقد بعضهم تحيز المسلسل للترك واغفاله ذكر العرب، وهذا انتقاد غريب لان المسلسل يتحدث عن تاريخ بلاد الاناضول وقبيلة من قبائل الغز ( الاوغوز) بالتحديد، وهو لا يؤرخ لجميع ارجاء العالم الاسلامي ليذكر دور جميع الشعوب ومنها العرب.

فهذان الانتقادان الرئيسيان لا محل لهما من الاعراب



والله أعلم

[إيمان يحيى]

جميل ولي عودة إن شاء الله

[ماما هادية]

مسلسل فيلينتا مصطفى

المسلسل يتحدث عن الفترة الأخيرة من الخلافة العثمانية، اي النصف الثاني من القرن التاسع عشر
الفترة التي بدأ فيها الفساد يدب في جسم الدولة العثمانية، فيكثر الفاسدون والخونة، وتنتشر الخمارات وأماكن الدعارة والفساد
ويصبح من المعتاد ان تمشي النساء الأجنبيات او التركيات المتعلمات في الخارج بدون حجاب
وقوانين الدولة أصبحت وضعية
والسفارات الأجنبية: البريطانية والروسية والإنجليزية والألمانية أصبح لها تدخل واضح في شؤون الدولة
لكن مازال الشعب تحركه العاطفة الإسلامية والغيرة على المحارم
ومازال السلطان العثماني له دولته الواسعة مترامية الأطراف ، وله هيبته وسلطته القوية
ومازال السلطان يمثل خلافة المسلمين ورابطتهم الجامعة
-------------------

حبكة المسلسل الدرامية تدور حول البطل مصطفى الملقب فيلينتا، شاب وسيم قوي ذكي شجاع، يحصل على وسام تقدير من الخليفة العثماني تقديرا لجهوده في خدمة العدالة
وبينما يكون في مهمة بوليسية للقبض على مجرم خطير، مطلوب احضاره حيا لاستجوابه ومعرفة القوى التي تحركه، يقع في فخ محكم، حيث يتم تفجير المكان، فيستشهد صديق عمره ورفيق دربه علي السكين، وينجو هو بأعجوبة
ليستيقظ من هول المفاجأة فيجد نفسه متهما بقتل صديقه وبأنه مرتشي وفاسد ومتعاون مع العصابات

الشخصية الثانية في المسلسل هي شخصية القاضي غياث الدين، وهو قاض شريف ونزيه ومتدين، وهو الشخص الذي التقط مصطفى وعليا وهما أطفال أيتام فرباهما كأولاده، وغرس فيهما قيم الإسلام والشرف وحب الوطن والتضحية في سبيله، وقد كان شيخ السلطان عندما كان السلطان وليا للعهد.
وكانت فاجعة عظيمة لغياث الدين موت علي ثم وقوع مصطفى ضحية للمؤامرة، فيذهب للسلطان ليؤكد له براءة مصطفى، فيكلفه السلطان أن يتولى بنفسه مهمة التحقيق في القضية
ويذهل غياث الدين وهو يرى شهود الزور وأدلة الزور ترتب وتقدم للمحاكمة بكل صفاقة، بحيث لا يجد مناصا من اثبات التهمة على مصطفى والحكم عليه بالإعدام وهو على يقين من براءته
نرى في هذا الوقت لجو مصطفى لله عز وجل وتضرعه اليه الا يكتب عليه هذه الميتة المخزية، وان يفرج عنه ما هو فيه
ويتوجه القاضي للسلطان ويخاطبه هذه المرة باعتباره شيخه وله دالة عليه، ويقول له أن المشكلة ليست فقط في إعدام شخص نحن على يقين من براءته ومن كفاءته واخلاصه في خدمة الدولة والأمة، ولكن المشكلة هي في تغلغل هؤلاء المفسدين الى مفاصل الدولة بحيث استطاعوا ان يحبكوا هذه المؤامرة باحكام، فكيف يكون مصير الدولة ان غفلنا عنهم؟
فيقرر السلطان ان يعفو عن فيلينتا لمدة عام، فيؤخر اعدامه ويعيده لعمله في الشرطة ليمنحه فرصة اثبات براءته وكشف المفسدين

وتنتهي بهذا الحلقة الاولى من المسلسل الذي تدور أحداث موسمه الاول حول مغامرات مصطفى في سلك الشرطة، ومحاولته اكتشاف حقيقة المفسدين الذين دبروا له هذه المؤامرة.. ويقوده هذا الى اكتشاف حقيقة حياته واصله
وحقيقة بوريس زاهاريس.. الرجل الشرير الذي يبدو حتى أواخر الموسم الاول انه هو الرأس الكبير المدبر لكل الجرائم
لنكتشف في نهاية الموسم انه مجرد ترس في آلة الماسونية الضخمة التي تعمل باجتهاد من اجل تحطيم الخلافة العثمانية ووراثة ممتلكاتها..

ويتبع

[ماما هادية]

للمسلسل بموسمه الأول إيجابيات كثيرة:
فهو -كمسلسل أرطغرل- يتميز بالحشمة والاحترام، بحيث يمكن مشاهدته..
العاطفة الدينية فيه قوية، والشخصيات المتدينة المتوكلة على الله المقيمة للصلاة هي المخلصة والوطنية والخيرة، والشخصيات الشريرة هي الفاسدة المرتشية الوالغة في الزنى والخمور والقمار والمخدرات ..
يذكر الشعب التركي بأن لغته التركية الى عهد قريب جدا كانت تكتب بالحروف العربية
ويحيي فيه أمجاد الخلافة العثمانية والرابطة الإسلامية ووحدة العالم الإسلامي، وهو ما يحاول العلمانيون دائما طمسه وإنكاره..
لكن فيه نفس المسحة الصوفية الموجودة في ارطغرل بإيجابياتها وسلبياتها وبدعياتها.

يكشف المسلسل خطط القوى الاستعمارية في التغلغل الى مرافق الدولة ومفاصلها.. عن طريق استدراج بعض الشخصيات الموجودة في الظل إما بالمخدرات أو بالرشاوي او بالنساء، وتهديدها بهذه الزلات ثم استعمالها
إن كانت تلك الشخصية في مرفق مهم من مرافق الدولة كالجيش او وزارة الداخلية او الاقتصاد، فيتم إزاحة من فوقها إما بالقتل (وبهذا تم تصعيد بوزريس زهاريس لإدارة البنك العثماني) او بافتعال مصيبة تؤدي إلى إقالة من فوق تلك الشخصية في الرتبة (وبهذا تم تصعيد أسعد باشا إلى منصب ناظر الداخلية)
كما يكشف أثر القوى العظمى في تحريك الشعوب والجماهير من خلال إثارة عواطفها الدينية بدس بعض العناصر المنافقة بينها، وبهذا يتم تهييج الجموع على السلطان او وزرائه او قضاته لحمله على إقالتهم .. فتخدم  الجموع اأهداف المستعمرين دون ان تدري
يكشف المسلسل كذلك العدوان الروسي الهمجي على الولايات الإسلامية الأوروبية الشرقية وتهجير أهلها بعد المذابح الدموية
ويشير إلى دور بريطانيا المريب في تأليب الولايات العربية ضد الخلافة العثمانية، ومحاولتها السيطرة على آبار النفط فيها وسرقة الخرائط المتعلقة بهذا الخصوص..
والمحور الأساسي للموسم الأول هو بحث البطل مصطفى عن براءته وحقيقة من دبروا له تلك المؤامرة، وحقيقة أصله وعائلته..
وسياسيا: رغبة السلطان العثماني في تحقيق الاستقلال الاقتصادي للبلاد عن طريق تأسيس بنك وطني برأسمال وطني..
ويظهر هنا تنافس الدول الأوروبية في إقراض رأس المال للشخصيات المرشحة لتأسيس البنك العثماني للدخول في شراكة معها ومن ثم السيطرة على مقدرات الدولة..
ويظهر المسلسل السلطان العثماني -على عكس الصورة الذهنية النمطية- كرجل مسلم متدين تقي عادل رحيم، سياسي محنك وذكي واع، يحرص على خدمة امتها ووحدتها وقوتها، ويحاول ما استطاع منع الاطماع الاوروبية عنها ..

ويتبع مع نبذة عن الموسم الثاني ان شاء الله

[ماما هادية]

هذا مشهد من الحلقة الاولى من المسلسل يبين شيئا من توجهاته


https://youtu.be/ROIoGQOex1A

[ماما هادية]

الموسم الثاني من فيلينتا مصطفى
يكشف المسلسل فيه بوضوح دور الماسونية والتدخلات الأجنبية في تقويض الخلافة وخلخلة بنية المجتمع
وكيف كانت أداتهم الأولى السيطرة على الإعلام (الصحافة) وتأليب جموع الشعب ضد السلطان والخلافة ونظام الدولة تحت شعار الحرية والديموقراطية
وكان من أدواتهم:
 السيطرة على كبار رجال الدولة من خلال: إما التوريط في خطايا ثم التهديد بفضحها، او خطف أطفالهم وتحطيم الروح المعنوية للشخص او تهديده

ومن أدواتهم المهمة المدارس الأجنبية التي تخضع لإدارتهم وتكون ستارا لعملياتهم، كما تسهم في تغيير البنية الثقافية للمجتمع، وإفراز أجيال موالية للدول الاستعمارية ومتعالية على مجتمعها وأهلها، تعتقد ان الحضارة والتقدم والمدنية لا يكون الا بالتبعية المطلقة والتقليد التام للأجانب.. 

وكانت العقدة في المسلسل هي الانقلاب العسكري الذي قام ضد السلطان، والذي كشف لنا المسلسل في هذه المرحلة شخصيته الحقيقية التاريخية لنكتشف انه الخليفة السلطان عبد العزيز
وقد قام بالانقلاب مجموعة من الباشوات المسيطرين على الجيش، بحجة محاربة الرجعية واعلان الدستورية، بعد سلسلة من المصائب المفتعلة والحوادث التي شككت الشعب في مقدرة السلطان ورجاله في حماية الدولة والحفاظ على كرامتها..
وقد استُغلت العواطف الدينية ايضا في هذا الانقلاب، حيث تم قتل بعض العناصر المسلمة ونسبة الجريمة الى الروس، وتهييج الشعب للمطالبة بمحاربة الروس للانتقام، وكان السلطان يرى ان الدولة ليست مستعدة لخوض حرب في وقتها الراهن، فقام (مدحت باشا) بتحريض طلاب المعاهد الدينية على المطالبة بخلع الصدر الاعظم (رئيس الوزراء) وباعلان الجهاد ضد الروس، ولما لم تقم الحرب كان هذا من اسباب نقمة الجماهير على السلطان وتعاطفها مع الانقلابيين.

ثم تسير أحداث المسلسل لتكشف لنا جوانب من شخصية الخليفة عبد الحميد الثاني العبقرية، وقدرته على المرور بالأمة من ازمات عسيرة ومحاولة استعداد استقرار الدولة وكشف المتآمرين عليها..

المسلسل في موسمه الثاني مليء بالأحداث المثيرة والمشوقة، يتحول فيه مصطفى وعلي من مجرد ضابطين في الشرطة الى عميلين مهمين في جهاز مخابرات سري يؤسسه السلطان ويشرف عليه بنفسه، ويحاول من خلال كشف المؤامرات التي تهدد الخلافة..

ينتهي المسلسل بظهور مشروع تأسيس دولة يهودية في فلسطين، وإدراك المتآمرين أن أكبر عقبة في طريقهم هي هذا الخليفة عبد الحميد الثاني، وأنه لابد لهم من إزالته لتحقيق أحلامهم... ليكون هذا التصريح إعلانا عن الموسم الثالث من المسلسل