دمشق!! وهل توصف دمشق

[ماما هادية]

أضفت لكم صورة الشيخ علي الطنطاوي، وصورة نهر تورا وهو يجري في شوارع دمشق

عزيزتي شيماء...
ذكريات رائعة بالفعل...
لكن بالطبع هناك اختلافات كبيرة بين دمشق وحلب، في اللهجة والطباع والمأكولات...
بعض الأشياء التي تحدثت عنها لم أعرفها..

المتة، المنقوش (هل تقصدين المناقيش بزعتر؟) والنقيطة؟؟ والمشبك الحلبي؟ هل يختلف عن المشبك الشامي؟ المشبك الشامي عبارة عن فستق حلبي مشبك بالسكر..
ومنكم نستفيد...

وأما المكدوس (اسمه مكدوس لا مجدوس... وذلك من التكديس... هكذا قال "شيخ الشباب" في مكان آخر يوما ما... )
خللي بقى ماما فرح تقص عليك حكايتنا مع المكدوس

بالمناسبة... أبو الجود حلبي
وأهل حلب مشهورون بجمال الصوت، وجمال الوجوه أيضا... يميلون للبياض والشقار، ربما لقربهم من تركيا..

[الشيماء أحمد]

لا تنسي انها ذكريات طفوله لذا اكيد في اشياء سميتها بنفسي ...

اما المتا .. كما اذكر عشب نضعه بكاسه صغيره ونضع عليه القليل من السكر ثم نصب الماء الساخن .. له ماصات خاصه حتى نشرب بها

نعم مناقيش الزعتر .. النقيطه او لقمة القاضي لا اعرف ان كان لها اسم اخر.. اما المشبك فليس كما ذكرتي لعل له اسم اخر ولكن هكذا كنا نطلق عليه ونحن صغار.

لعل سبب حبي الشديد لحلب انها تمثل كل طفولتي وفيها هنائي بصحبة ابي رحمه الله وامي معاً لاطول فتره ولا تنسي ان هناك مات ابي وكان يحبها ...

وهي المكان الوحيد الذي اود ان أصطحب اليه زوجي يوماً ما.

[ماما هادية]

لا تنسي انها ذكريات طفوله لذا اكيد في اشياء سميتها بنفسي ...

اما المتا .. كما اذكر عشب نضعه بكاسه صغيره ونضع عليه القليل من السكر ثم نصب الماء الساخن .. له ماصات خاصه حتى نشرب بها

نعم مناقيش الزعتر .. النقيطه او لقمة القاضي لا اعرف ان كان لها اسم اخر.. اما المشبك فليس كما ذكرتي لعل له اسم اخر ولكن هكذا كنا نطلق عليه ونحن صغار.

لعل سبب حبي الشديد لحلب انها تمثل كل طفولتي وفيها هنائي بصحبة ابي رحمه الله وامي معاً لاطول فتره ولا تنسي ان هناك مات ابي وكان يحبها ...

وهي المكان الوحيد الذي اود ان أصطحب اليه زوجي يوماً ما.

لقمة القاضي نسميها في الشام (عوامة)
والمتة سمعت عنها ولم يسبق لي التعرف عليها، فجزاك الله خيرا

وبالتأكيد ستنور حلب بزيارتكم لها...

ونتابع معا

[ماما هادية]

 

وفي دمشق النعيم المقيم وليست تخلو من ثمر قط لا في الصيف ولا في الشتاء، أما جودة ثمارها فأشهر من أن تذكر، وفيها من العنب ما يزيد على خمسين نوعا، ومن التفاح ما ينيف على الثلاثين، ومن المشمش تسعة أنواع ، ومن التين قريب من ذلك، ومن الدراق والكمثرى والتوت الشامي والجوز واللوز ما لا يوجد مثله في غيرها.


وفيها كلية الطب العربية، ولأساتذتها فضل كبير على ما وضع من المصطلحات العلمية في لغة العرب، وفيها أنشئ  أول مجمع علمي عربي،
وفي الشام كثير من الآثار الباقية من القرون الخالية: كالقلعة والسور والمدارس،



 والمارستانات والمساجد القديمة، والربط والخانات، ولكل من ذلك حديث طويل وتاريخ حافل، ولكن الأدلاء الجاهلين لا يعرفونها ولا يدلون السياح عليها.
وفيها مدافن كثير من أعلام الإسلام في السياسة والعلم والادب والتصوف. وفي مكتبتها الظاهرية نوادر المخطوطات، حتى أنها لتعد أغنى الخزائن الإسلامية بكتب الحديث، وفي المكتبات الخاصة مخطوطات فريدة.

ودمشق زاخرة بالعلماء في كل فن وعلم.

وليس للعروبة مثل دمشق موئلا وملاذاً، وليس في المسلمين مثل أهلها تمسكاً بالدين وإقامة لشعائره، فمساجدها ممتلئة أبدا، فيها كل شاب متأنق تراه فتحسبه من شُرّاب مياه التايمس أو السين، وهو مسلم حقا، مؤمن صدقا، ناشئ في طاعة الله، ومساجد بلاد العرب إن امتلأت فبالشيوخ والشيب!

والمنكرات في دمشق مقموعة، وأهلها الأذلاء. وللعلماء العقلاء المخلصين منزلة عند أهل دمشق ليس لأحد من أبناء الدينا مثلها.
والسفور في نساء الشام قليل نادر، والاحتشام والتسر عام شامل، وأهل الشام كالماء، لهم في الرضا رقته وسيلانه، وفي الغضب شدته وطغاينه، بل ربما كان لهم من البركان فوراته وثوراته.

وبعد.. فأي مزاياك يا دمشق أذكر، وفيك الدين وانت الدنيا، وعندك الجمال وعندك الجلال، وأنت ديار المجد وأنت ديار الوجد، جمعت عظمة الماضي وروعة الحاضر؟

[ماما هادية]

رحم الله شيخنا علي الطنطاوي
كان يتكلم عن الشام أيام الاحتلال الفرنسي، وبعيده...
لا عن الشام التي احتوت أيام طفولتي.. في السبعينات

حيث انتشر السفور، وفسد الشباب والشيب، وعاد الإسلام غريبا... وانتشرت الافكار القومية والشيوعية والالحادية..
لقد مر علينا وقت كنا نتخفى فيه بصلاتنا، كما كان المسلمون في العهد المكي..
وكنا نجاهد للحفاظ على خمارنا
ومع ذلك تبقى الشام بالقياس إلى غيرها من الدول العربية محافظة جدا... خاصة مع القمع الشديد الذي تعرض له الإسلام، وإقصائه من مناهج التعليم، واختيار المدرسين والمربين من أصحاب الافكار العلمانية

جزى الله دعاتها وعلماءها ومربيها ومن حفظ لها دينها كل خير

[ماما هادية]

انتهت بذلك إخوتي الكرام مقدمة كتاب "دمشق، صور من جمالها، وعبر من نضالها"
وفي الكتاب مقالات متعددة رائعة الجمال...
لكنني لا أدري هل يستشعر جمالها من ليس له ذكريات في الشام ام لا؟
لذا احب ان اعرف رأيكم بصراحة
هل اتابع النقل؟
ام نكتفي بهذا القدر، فقد أخذنا فكرة عامة عن دمشق وكفى؟

[أحمد]

من السهل شراء الكتاب، وقراءته في وضع افضل من الجلوس امام الكمبيوتر بكل حال

ولكن ليس من الميسر ابدا ان نجد ماما هادية وهي تقرأ علينا الكتاب

فإن تحمل الورقات المطبوعة عن صاحبها نبض دمشق على عهد الإحتلال

فأسمع أنا في صفحات الموضوع نبضها هذه الايام عنكم

ولا أحسبكم تبخلون علينا بأثرة نمتاز بها على كافة من قرأ الكتاب، أو زار دمشق، ولم يلقكم أو يطلع على كتابتكم

 

[أحمد]

وفيها كلية الطب العربية، ولأساتذتها فضل كبير على ما وضع من المصطلحات العلمية في لغة العرب،

جميل، ولكن ..

العربية اليوم تحتاج إلى الطب أكثر من حاجة الطب الى العربية، بمعنى ان كل تطوير وكل جديد يحدث في هذا المجال وغيره يكتب بغير العربية، فان اراد اهلها ان يسطروا مجدا حقيقيا فلن يكون ذلك باللهاث خلف الجديد والسعي لترجمته - وان كان هذا جهدا مخلصا - ولكن يكون بمسابقة غير العرب في علومهم وتدوين ما يجد على يد العرب بالعربية، فيحتاج غيرنا لنا وللغتنا احتياجنا اليوم لهم وللغتهم

الكارثة الحقيقية ان اكثر الدوريات والمجلات العلمية في مجالات شتى تنشر بها بحوث لاساتذة عرب كثيرة جدا، ولكن بلغة المجلة .. انجليزية، فرنسية، المانية،.. وكان جمع هؤلاء الاساتذة وقصر بحوثهم على مجلة تصدر لهم بالعربية امر مستحيل !!

[ماما هادية]

جميل جدا يا أحمد أنك التقطت هذه الفكرة.. فهي هامة جدا

لو نظرنا إلى تاريخ العرب في عصورهم الذهبية، لوجدنا انهم قاموا بترجمة كافة علوم عصرهم، حتى شاعت بين أبنائهم الذين درسوها بلغتهم ففهموها وهضموها، ثم انطلقوا يطورون العلم ويضيفون له من أبحاثهم وتجاربهم....

الامر نفسه كرره الأوربيون
ثلة منهم تعلمت العربية، وترجمت نتاجنا العلمي، فانتشر في بلادهم، وأقبل عليه طلاب العلم ففهموه وهضموه ثد بدؤوا يضيفون ويطورون..

ولكننا لم نفهم دروس التاريخ بكل أسف...
فكل من يسعى للتطور الآن، لا يترجم علوم الغرب لنا، بل يترجم نفسه للغرب، فيتعلم لغتهم، ويبرع فيها، ومن ثم يدرس علومهم، فتكون فجوة واسعة بينه وبين مجتمعه، فيمضي يصب إنتاجه في بوتقتهم، فينتفعون ولا ننتفع.. ودونك زويل والباز وغيرهما من علماء العرب البارعين.. من انتفع بعلومهم؟؟...

وقد كانت محاولات رواد النهضة في بداية القرن العشرين لترجمة العلوم وابتداع المصطلحات، لكنها جهود لم تجد من يتابعها
فالدكاترة والعلماء في بلادنا أكسل وأخمل من أن يواكبوا حركة العلم بحركة الترجمة، وأسهل عليهم أن يقولوا للطلاب تعلموا أنتم اللغات الاوروبية، من أن يقوموا هم بجهود الترجمة ونشر العلم في أوساطنا
وما دام هذا تفكيرنا، فسنبقى دوما ذيولا، ولن نصل للريادة أبدا...

[ماما هادية]

دمشق ايها السائح

(كتب لي صديق كبير وأستاذ جليل ممن عرفت في مصر أن أصف له مدخل دمشق........... ) "نشرت سنة 1946"


هذي دمشق يا أيها الأخ السائح، قد لاحت لك أرباضها، ودنت رياضها،
 أفما تراها وأنت قادم عليها من نحو القبلة، مع الصباح الأغر ،كيف نامت من غوطتها على فراش من السندس صنعته يد الله،



وقد توسدت ركبتي قاسيون، فكان رأسها في الصالحية، وقدمها في (القدم) وقلبها في (الاموي) بيت الله الأطهر، فانظر أما تراه أول ما يبدو من دمشق للقادم عليها، يطل عليها من فوق قبة النسر التي راعت بجلالها الأولين والآخرين، ومآذنه الثلاث معجزات الصنعة في تاريخ العمران الإسلامي، يسبغ على المدينة جلال القرون الأربعين التي رآها وعاشها، منذ كان معبدا وثنيا، إلى أن صار منسكا مسيحيا، إلى ان استقر مسجدا إسلاميا،




يخرج من مناراته كل يوم النداء الأقدس: الله أكبر لا إله إلا الله، فيردده إخوان لنا في المشرق، وإخوان لنا في المغرب، حتى يفيض طهره على الأرض كلها. ألا تراه يعلو كل عمارة في المدينة على ما فيها من عمارات شاهقات، حتى كأن أعلاها إلى جانبه الطفل بجنب الرجل الضخم الكطوال، فإن كان برج (إفِّل) علم باريز، وذلك التمثال علم نيويورك، فعلم دمشق بيت الله العلي ذي الجلال.


الصورة الاولى للغوطة أيام الزهر
الثانية للمسجد الاموي
وفي داخله يرى الزائر آثار الأعمدة الرومانية القديمة، وفن العمارة الإسلامي ممتزجا بما قبله من قرون..

[جواد]

حقا لم أرى ابلغ من العنوان..

دمشق !! وهل توصف دمشق.

[أحمد]

نعم،

توصف في كتاب الشيخ علي

وموضوع ماما هادية

 

[ماما هادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتابع إذن على بركة الله

دمشق ايها السائح

لقد دنونا، هذا المطار إلى يمينك، وهذه القرية من ورائه داريا،




والغوطة الغناء، جنة الأرض، ما رآها أحد إلا أحس بأنه يرى مدينة مسحورة من مدن ألف ليلة، قد تراءت له في غمرة حلم ممتع. لقد اقتربنا منها..

 هذه (المزة) ضاحية دمشق، أصح المنازل، وأبعدها عن العلل، مساكن العرب الغر من سالف الدهر، لقد جاوزنا سهلها المشرق، وجبلها المشرف، وساحتها الفيحاء، وعماراتها البارعات، وولجنا حمى الغوطة.
هذه بساتينها التي تتصل حافلة بالثمار، مليئة بكل ما يفتن ويفيد، مسيرة تسع ساعات على الماشي، وما ينفك يمشي في ظلال شجرة مثمرة، أو نبتة مزهرة، ولو اجتمع على مائدة واحدة ما تخرج من الثمار من أنواع المشمش والعنب والتفاح والكمثرى والخوخ لاجتمع أكثر من ثلاثمائة صحن، ما في صحن منها مثل الآخر.

هذه هي الغوطة..



إن يفتنك جمالها وبهاؤها، فقد فتنت من قبلك ملوكا وأدباء وعلماء، وأنطقت بالشعر ناسا ما كانوا من قبل شعراء، وأشاعت في الناس فرحة لا تنقضي، وما فقدت على الأيام فتنتها، ولا شاخت على طول المدى، بل ازدادت شبابا وفتونا وحسنا.
هذه هي الغوطة، رأيت جانبا منها في الشتاء، ولو رأيتها وهي مياسة في حلل الزهر تختال في أفراح الربيع، عرس الدهر، تملأ الدنيا بالعطر والسحر، وتقرأ على القلوب أبلغ الشعر، لرأيت عجبا، ما يبلغ وصف حقيقته بيان.

===============

(المزة) التي تحدث عنها، كانت عبارة عن مزارع تزخر بأنواع الصبار... تحولت اليوم إلى (حي المزة) وهو حي يشبه إلى حد كبير مدينة نصر، بازدحامه وعلو أبنيته، والأوتوستراد الذي يخترقه، وفيه الكليات الصحية لجامعة دمشق، ومستشفى الجامعة، ووزارة التعليم العالي، والسفارة الإيرانية...
وهكذا أخذ الازدياد السكاني وسوء التخطيط يأكل لنا الأراض الزراعية روديا رويدا....



هذه صورة للمزة ملتقطة من إحدى نوافذ كلية الطب
ويظهر فيها أوتوستراد المزة، والعمائر المقابلة العالية هي سكن الطلبة والجبل قاسيون بالطبع...

 

[جواد]

سبحان الله،

ما أبدع المنظر،

اللهم ارزقنا الجنة ونعيمها ..

[ماما هادية]

حبيبتي دمشق

لقد تركنا هذا الطريق القديم الذي يمر على ثكنات الجند ومنازل الجيش، وملنا من هذه الجادة المحدثة إلى الشارع العظيم، لندخل دمشق من أفخم مداخلها.

هذا هو بردى أيها الأخ! وهذا؟.... أترى هذه العظمة وهذا الجلال؛ أتسأل ما هذا الوادي، وما هذه الأنهار تجري في سرة الجبل وعلى السفح، سبعة بعضها فوق بعض كعقود الؤلؤ في عنق كأنه العاج، والشلالات تهبط من أعاليها إلى أسافلها؟ هذه الربوة.

وصلنا يا أيها الأخ، هذا ميدان دمشق (المرجة) وهذا النصب الفخم في وسطه المتوج بتمثال السراي في (اسطامبول*1) هو نصب التذكار بمد الأسلاك البرقية إلى دمشق،

المرجة كما كانت

المرجة كما صارت

وهذا القصر الصخري الهائل، سراي أحمد عزت باشا، وهذه دار البلدية، وهذا البناء الرفيع الذرى نُزُل*2 أمية، وهذه الشوارع الثمانية المفضية إلى الميدان، بسياراتها وتراماتها، طرق أحياء دمشق.

أتعجب من هذه الحانات وهذه الملهيات ومن كثرة السينمات؟ هذه يا صاحبي (دمشق الجديدة)، تلقى فيها ما تلقى مثله في أي مدينة كبيرة: خير وسر، وعلم وجهل، وتقى وفجور، وحجاب وسفور، حياة كالبحر، فيه الؤلؤ وفيه الحصى، وفيه الحياة وفيه الموت. هذي دمشق التي مزقت ثوبها لتلبس ثوبا أوروبيا، فلم تجده على مقاسها فبقيت عريانة إلا من خرق وأسمال. هذه هي القبرة التي أراد لها حمقها أن تقلد الغراب، فنسيت على جمالها*3 مشيتها، ولم تتعلم على قبحها خظوة الغراب.

انزل في نزل أمية،*4 أو في فندق الشرق (أوريان بالاس) الضخم القائم هناك، بحيث يشرف على بردى وواديه، والشرف الأعلى ومغانيه، وقاسيون وقصور المهاجرين.... تحس أنك في (شبرد) القاهرة، أو (الكونتنتال) أعني أنك في أوروبة، فالأثاث والرياش*5، والطعام والشراب، والزي واللباس، والسماع والغناء، واللغة واللسان، كل ذلك أوروبي أوروبي أوروبي!
ولو أنك عرفت هذه المرجة في عصورها الخوالي، وهذين الشرفين الأعلى والادنى، وما كان فيهما من مدارس ومساجد وزوايا وتكايا، وما قام الآن مقامها، وأخذ مكانها. ولكني لن أسوق لك المزعجات وأنت قادم على البلد، فاقرأ إن شئت ابن عساكر، والمحاسن للبدري، ورحلة ابن بطوطة، وما أظنك إلا قد قرأتها كلها!


-------------------------
*1اسطامبول: سماها محمد الفاتح (اسلامبول) أي بلد الإسلام

*2نُزُل: أي فندق، ومازال هذا الفندق موجودا يعمل

*3على جمالها: أي جمال المشية، ويجوز أن يعاد الضمير إلى متأخر في اللفظ كان متقدما في الرتبة.

*4[أنصحك حاليا أن تنزل في فندق الفصول الأربعة لترى هذا كله، بشرط أن تكون ثريا بما يكفي.. فإن لم تكن فاذهب لتتفرج... "الفرجة بّلاش" وانظر الصورة التالية]

*5لأهل الشام أسلوبهم في الأثاث، الذي يعتمد على الموزاييك والصدف، وهو ما ترونه في المسلسلات السورية التي تتحدث عن الشام القديمة، مثل (باب الحارة، ليالي الصالحية) وما شابهها... وهو طراز كامل قائم بذاته، لازال بإمكان السائح أن يراه عندما يزور مطاعم دمشق القديمة مثل (شهرزاد، الخوالي) أو قصر العظم...

وأحد فنادقة النجوم الخمسة وهو (فندق الشام) راعوا فيه هذا الطراز الشامي لذا تراه متميزا بطابعه الشرقي عن بقية الفنادق في المدينة...

[أحمد]

ماشاء الله لا قوة إلا بالله

حفظها الله للإسلام والمسلمين

وسلمت يمناكم

 

[ماما هادية]

 
نتابع مع شيخنا علي الطنطاوي رحمه الله

دمشق القديمة

هذه دمشق الجديدة، أما دمشق العربية المسلمة، بلدك وبلد خلائف الأرض، من أبناء عبد شمس، من إذا قالوا لبت الدنيا، وإن مالوا مالت الأرض، وإن حكموا أطاع الزمان، من كانت دولتهم (تفصل) تسع عشرة من دول هذه الأيام، من كانت راياتهم تخفق على بطاح فرنسا وسهول الهند، وما بينهما، وكانت قصورهم تتيه على النجوم، وكانت أبوابهم تقف عليها الملوك.
أما دمشق معاوية والوليد فليست هنا، إنها مختبئة هناك في دروب ضيقة وحارات حول المسجد الأطهر، هناك المجد والعلم والتقى وبارع الخلال، فامش إليها، وادخل دورها، وجالس أهلها، تقرأ تاريخ المجد في صفحات من دور ووجوه وعادات، وتر بقايا الحضارات من لدن نوح قد استقرت فيها، ففي كل بقعة منها تاريخ، وكل حجر منها يتلو من سور الجلال آيات.


فإذا أردت أن تعرفها وتصل إليها، فاخرج من نزل أمية، ومل قليلا تجد أمامك جامع الامير (يلبغا) الذي سرقوا نصفه فجعلوه مدرسة للصبيان، وتركوا منارته قائمة في المدرسة، تعلن لكل ذي عينين شكواها، وتذيع خبر بلواها، فلا تقف عليه، وخذ إلى يمينك، إلى جادة الفنادق، (الجوزة الحدباء) حتى تبلغ سوق (صاروجا)*1 الذي كان حي الباشوات من الأتراك والمجددين، فصار الآن حي التجار المحافظين، وزر في طريقك جامع الورد*2،

 ثم امش إلى جامع العقيبة، منزل الإمام الاوزاعي، وادخل جامعها الأنور المبارك الذي لا يخلو من قائم لله بحجة، جامع التوبة، ثم اسلك طريق العمارة، وجز بزقاق النقيب، وعرج على منازل علماء الامس، فقد كانت هذه المنازل مدارس، وكانت جامعات، وكانت منائر هدى للناس، وكانت هي دعائم نهضتنا، ثم ادخل الجامع الأموي، وامكث فيه وسائله عن الماضي واستنطقه، وطر بروحك في سمائه، واسم بها إلى عليائه، ثم عد إليّ أحدثك إن شاء الله حديثه، وإن حديثه لطويل.




ثم جُل في القيمرية، ولج تلك الدور، وشاهد تلك القاعات والأبهاء، وهذه الزخارف والنقوش، والبرك والنوافير، فعنها يا سيدي أخذ الأندلسيون هندسة هاتيك القصور،

ومر بهذا الزقاق الذي تباع فيه القباقيب، ولا تحقره لضيقه وفقره، ثم انزل إلى تلك الحارة المعتمة القذرة، فاقرع باب مصبغة هناك، فإذا فتحوا لك فاهبط ردجها، ولا تفزعك رطوبتها وظلمتها، ثم قف خاشعا متذكرا معتبرا، فإن في مكان هذه المصبغة التي يسمونها (مصبغة الخضراء) كان قصر الخلفاء من بني أمية.


فإذا خرجت منها فاسأل عن زاوية هناك، فإن فيها قبر معاوية الصغير (ابن يزيد)، ثم اذهب إلى السميساطية، تلك المدرسة المحدثة البناء، العامرة، فقف عليها، فقد كانت منزل خامس الخلفاء الراشدين، عمر بن عبد العزيز، ثم أم المعاهد في جوارها، الجقمقية

 وتربة بطل الدنيا صلاح الدين، فقم على قبره ساعة، وترحم عليه، واحمد الله على أن خزي ذلك الطاغية غورو وذل*3،

هذا مدخل ضريح البطل

ضريح صلاح الدين إلى اليمين منكم، وأما الضريح على اليسار فهو قبر أهداه أحد ملوك أوروبا لجثمان صلاح الدين تقديرا له، لكنه بقي فارغا..!!

والظاهرية دار الكتب،


والعادلية مثوى المجمع العلمي العربي، ثم اسلك على باب البريد، ومر بخرائب المرادية التي كانت إلى العهد القريب مدرسة عامرة،

حتى تزور دار الحديث الأشرفية، التي كان فيها البدر الحسني بقية السلف،

وزر المارستان النوري، الذي كان مستشفى كأكبر ما يكون مستشفى في هذه الأيام، وكان مدرسة للطب،

 ثم أم قبر الملك العظيم صاحب هذه المآثر، نور الدين القائد الظافر، والملك العادل، والحاكم الكامل، ولقد كانت تربته منزل هشام بن عبد الملك، ثم ادخل القلعة، وشاهد الأسوار والأبواب.


هذي دمشق أقدم*4 مدن الأرض وأجملها، هواؤها أطيب هواء، وماؤها أعذب ماء، وطعامها أمرأ طعام، ومنظرها أبهى منظر، ومخبرها أحسن مخبر، ولسانها أفصح لسان، وسكانها من أكرم السكان، فيها العلم والادب، والتقى والصلاح، والحب فيها واللهو، وفيها الفنون والجمال.

هذي دمشق كانت لب العربية، وستطلع على مر العصور القوادم وهي للعربية لب وقلب وفؤاد، لها لين الماء الذي يضحك به بردى، وشدة الصخر الذي يشمخ به قاسيون، وصراحة السهل الذي تزدهي به المزة، وكرم الأرض التي تعطي –في الغوطة- أكلها أربع مرات في العام.

لها لين بردى.. ولكن بردى إذا ضويق بالسدود، علا وفاض واجتاح البلاد والعباد، ودمر كل شيء يقف في طريقه، ويقطعه عن مراده، فقل للغافلين: "لا يغركم من بردى لينه وابتسامه، فإنه سرعان ما يعبس ويثور، فاتقوا غضبة الحليم"

===================================


*1 نسبة إلى صاروجا، الأمير صارم الدين، من أمراء المماليك، مات سنة 843هـ والعامة تسميه سوق ساروجا
 (قلت: كنت سمعت أن النسبة إلى ولي صالح كان عبدا لإحدى الأسر، ثم حدثت له كرامة بانه سار إلى مكة المكرمة ثم جاء إلى دمشق ثانية، فقالوا عنه (سار وجاء) وسمي الحي باسمه... والله أعلم... )

*2ويقوم عليه العلماء آل عابدين من سلالة صاحب الحاشية.

*3 لما دخل غورو عدو الله مدفن السلطان، أعلن الحرب على ميت، فاستل سيفه وقال: الآن انتهت الحروب الصليبية!!

*4 أعني المدن العامرة، فأروني مدينة عامرة أقدم منها.

[ماما هادية]

شو بحبك يا شام

قريبا أرفع لكم صور بلودان وقد تكللت بالثلوج.. كما صورناها من ايام
بإذن الله

[(أبو عبد الله)]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أحببت الشام و أهلها ..

أحببت شيوخها و دعاتها ..

أحببت الشيخ علي الطنطاوي .. و شقيقه سعيد .. و الشيخ راتب النابلسي ...

و الأستاذ عصام و زوجته الشهيدة ..

أحببت دورها .. وكلماتها " ابن عمي" و "خذلي طريق" و "يلا يلا طريق"...

أسأل الله أن ييسر لي زيارة لها قريبا..

ننتظر الصور ..

وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[ماما هادية]

تتشرف الشام بزيارتكم لها يا اهل تونس الخضراء

بارك الله بكم

وباذن الله الصور تنتظر همة محمد ولدي، لانها على جهازه