المحرر موضوع: دمشق!! وهل توصف دمشق  (زيارة 71402 مرات)

0 الأعضاء و 4 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
دمشق!! وهل توصف دمشق
« في: 2007-07-08, 18:42:24 »
دمشق

بقلم الشيخ علي الطنطاوي



دمشق!!
وهل توصف دمشق؟
 هل تصور الجنة لمن لم يرها؟
من يصفها وهي دنيا من أحلام الحب وأمجاد البطولة وروائع الخلود؟
من يكتب عنها –وهي من جنات الخلد الباقية- بقلم من أقلام الأرض فان؟




دمشق: التي يحضنها الجبل الأشم الرابض بين الصخر والشجر، المترفع عن الأرض ترفع البطولة العبقرية، الخاضع أمام السماء خضوع الإيمان الصادق.






دمشق التي تعانقها الغوطة، الأم الرؤوم الساهرة أبدا، تصغي إلى مناجاة السواقي الهائمة في مرابع الفتنة، وقهقهة الجداول المنتشية من رحيق بردى، الراكضة دائما نحو مطلع الشمس، تخوض الليل إليها لتسبقها في طلوعها، وهمس الزيتون الشيخ الذي شيبته أحداث الدهر، فطفق يفكر فيما رأى في حياته الطويلة وما سمع، ويتلو على نفسه آيات حكمته، وأغاني الحور الطروب الذي ألهاه عبث الشباب ولهو الفتوة عن التأمل والتبصر، فقضى العمر ساحباً ذيل المجون مائسًا عجباً وتيهاً، خاطرًا على أكتاف السواقي، وعلى جنبات المسارب، يغازل الغيد الحسان، من بنات المشمش والرمان، ويميل عليها ليقطف في الربيع وردة من خدها، أو ثمرة من قلائد نحرها، ثم يرتد عنها يخاف أن تلمحه عيون الجوز الشواخص، والجوز ملك الغوطة، جالس هناك بجلاله وكبريائه، جلال ملك تحت تاجه، وعاهل فوق عرشه.

دمشق التي تحرسها الربوة ذات الشاذروان وهي خاشعة في محرابها الصخري، تسبح الله وتحمده، على أن أعطاها نصف الجمال، حين فسم في بقاع الأرض كلها النصف الثاني.




وما الربوة إلا حلم ممتع غامض يغمر قلب رائيه بأجمل العواطف التي عرفها قلب بشري، فيذكـِّر كل إنسان بليالي حبه، وساعات سعادته، ثم يتصرم الحلم ويستحيل إلى ذكرى حلوة لا تمحوها الأحداث، ولا تطغى عليها سيول الذكريات.



 الربوة: لحن من ألحان السماء، ألقته مرة واحدة في أذن الأرض.
 الربوة هي الربوة لمن يعرفها وكفى.


دمشق أقدم مدن الأرض قِدماً، وأكبرها سناً، وأرسخها في الحضارة قَدماً. كانت مدينة عامرة قبل أن تولد بغداد والقاهرة وباريس ولندن، وقبل أن تنشأ الأهرام وينحت من الصخر وجه أبي الهول، وبقيت مدينة عامرة بعدما مات أترابها واندثرت منهن الآثار، وفيها تراكم تراث الأعصار، وإلى أهلها اليوم انتقلت مزايا كل من سكنها في سالف الدهر، ففي نفوسهم من السجايا مثل ما في أرضها من آثار التمدن وبقايا الماضي طبقات بعضها فوق بعض. فالحضارة تجري في عروقهم مع الدماء، وهم ورثتها وحاملو رايتها، وهي فيهم طبع وسجية، ولقد تكون في غيرهم تطبعاً وتكلفاً، فأي مدينة جمع الله لها من جمال الفتوة وجلال الشيخوخة كالذي جمع لدمشق؟
« آخر تحرير: 2010-12-21, 15:19:50 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #1 في: 2007-09-04, 21:55:11 »
جبل قاسيون

واصعد جبل دمشق حتى تبلغ قبة النصر (التي بناها برقوق سنة 877 للهجرة ذكرى انتصاره على سوار بك) ، ثم انظر وخبرني، هل تعرف مدينة يجتمع منها في منظر وحد مثل ما يجتمع من دمشق للواقف عند قبة النصر؟

انظر تر البلد كله ما يغيب عنك منه شيء..



 هاهنا قلب المدينة وفيه الجامع الذي لا يقوم على ظهر الأرض جامع مثله،




 وها هي ذي مناراتها التي تعد مئة وسبعين منارة، منها عشرون من أعظم منارات العالم الإسلامي، قد افتن بناتها في هندستها ونقشها، فاختلفت منها الأشكال واتفقت في العظمة والجلال، لا كمآذن بغداد التي لا يختلف شيء منها عن شيء، فإذا أبصرت منها واحدة فكأنما أبصرتها جميعا.





يحف بذلك كله الغوطة الواسعة التي تبدو للناظر كأنها بحر من الخضرة قد نثرت فيها القرى التي تنيف على العشرين عدًّا،


 

أكبرها (دوما) ذات الكروم، و(داريا) التي تفاخر بعنبها كل أرض فيها عنب، و(حرستا) بلد الزيتون، ومنبت الإمام محمد صاحب أبي حنيفة، (ومسرابا) وهي حديقة ورد، و(كفرسوسة) وكفر بطنا والأشرفية وصحنايا، والمآذن وهي ماثلة خلال الأشجار، ووراء الغوطة سهول المزة عن اليمين، وسهل القابون عن الشمال، وبطاح من الأمام، وسهول تمتد إلى الأفق، حيث تغيب الجبال البعيدة في ضباب الصباح، ووهج الظهيرة، وصفرة الطفَل، وسواد الليل.
إنك تشمل هذا كله بنظرة منك واحدة وأنت قائم مكانك، فأين يا صديقي القارئ ترى مثل هذا؟


 ::)smile:
« آخر تحرير: 2010-12-21, 15:17:19 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #2 في: 2007-09-04, 23:05:33 »
قلعة صلاح الدين الايوبي بالقاهرة تعطيكم مشهدا مثيرا جدا .. يجمع بين النيل رمز الحياة وما حوله من زرع، والمقطم رمز الموت وما حوله من مقابر

متابعون

ولكن نريد مزيدا من الصور

فالوصف لا يغني

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #3 في: 2007-09-05, 17:03:02 »
قلعة صلاح الدين الايوبي بالقاهرة تعطيكم مشهدا مثيرا جدا .. يجمع بين النيل رمز الحياة وما حوله من زرع، والمقطم رمز الموت وما حوله من مقابر

متابعون

ولكن نريد مزيدا من الصور

فالوصف لا يغني

قلعة صلاح الدين في القاهرة تعطينا دفقات من العزة والكبرياء والافتخار بتاريخنا المجيد العظيم لا مثيل لها..
القلعة الغراء التي شيدها القائد الرباني المظفر فرد منها حملات الصليبيين وردهم مدحورين..
وهل يربط الأطفال بتاريخهم المجيد، ويشعرهم بوحدة المسلمين، وعمق الروابط بين مصر والشام وبيت المقدس وسائر رحاب المسلمين مثل زيارة القلعة..


أما أن الوصف لا يغني من الصور شيئا
فإن الصور لا تغني من الرؤية شيئا كذلك..
فإن حبسنا لك الصورة فكيف نحبس لك هبات النسيم العليل، وعبق الزهور وزقزقة الاطيار..
وكيف ننقل لك شذى الياسمين وأريج الفل ولطف الجو واعتداله...

وكيف ننقل لك روح الشام المتمثلة في عبادها وزهادها وشيوخها ومربيها؟ وأجواءها الطاهرة الروحانية؟..

وليس من سمع كمن رأى

حفظ الله لنا شامنا وأهلها، وحفظ سائر أوطان المسلمين
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #4 في: 2007-09-05, 17:37:47 »
وبردى...



لما قدم شاعر العرب عاصمة العرب، ومر على بردى وهو يمشي بين قصر أمية ودار البلدية مشية العاجز الهرم، قال له صاحبه مستقلا بردى مستخفا به، أهذا الذي ملأت الدنيا مدحا له؟ إنه ترعة من ترع النيل!! يظن صاحب شوقي أن النهر بكثرة مائه وبعد ضفتيه، ما درى أن بردى هو الذي يجري في الوادي زاخرا متوثبا نشيطا، لا الذي يرجي في المرجة متهافتا كليلا، وأنه هو الذي أطعم دمشق الخبز، وهو الذي زرع بساتين الغوطة،



وهو الذي أنار دمشق بالكهرباء، وسير فيها وفي غوطتها (الترام)، وأنه هو الذي لا تضيع قطرة منه واحدة، فمن رأى مثل بردى -في بره بأرضه وكثرة خيراته- نهرا؟ من ذاق أطيب من مائه؟ من أبصر أجمل من واديه؟

لقد علم بردى أبناءه الولع بالخضرة والظلال، وحبب إليهم أفانين الجمال،



فصارت النزهة (السيران) من مقومات الحياة في دمشق، لا تحيا أسرة إلا بها، ولا تستغني عنها، فهي لهم كالغذاء، فهل يستغنى عن الغذاء، هل يمكن أن يجيء يوم صائف من أيام الشتاء فتبقى دمشقية أو يبقى دمشقي في بيته لا يؤم (المهاجرين)، حيث يجتمع على الشعاف والصخور وفي ظلال الآس- الرجال والنساء على طهرو عفاف، وتدور أكواب الشاي (الاخضر) خمر المسلمين، وتنطلق بالغناء الساحر أوتار الحناجر، وتجري خيول السبق في ساحة الجريد، ثم إذا جاء وقت الصلاة قاموا إليها فلا ترى إلا جماعات وأئمة، ثم ينفض اجتماعهم عن طرب وفروسة وعبادة، وتلك هي المثل العليا لأهل الشام.


وهل تمر أمسية من أمسيات الصيف على دمشقي قاعد في دكانه أو قابع في بيته؟
تعال انظر جماعاتهم في قهوات (شارع بغداد)، وفي كل قهوة مؤذنها (إي والله) وإمامها، وعلى ضفاف بردى



عند (صدر الباز) وفي (الميزان) أجمل موضع في دمشق، وأمامهم سماورات الشاي الصفر الرشيقة، وفي كل حلقة مغنيها، وليس مثل الشاميين في الولع بالغناء، فلا ينفرد الرجل بنفسه إلا غنى لها، فالفلاح وهو نازل من قريته مع الفجر يغني، والحوذي وهو يسوق عربته إلى (جسر تورا) أو إلى (كيوان) يغني، وأجير الخباز وهو يحمل المعجن على رأسه يغني، ونداء الباعة كله غناء وشعر.



[سنستمع إلى غنائهم في الفقرة المقبلة إن شاء الله]
« آخر تحرير: 2010-12-21, 15:22:01 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #5 في: 2007-09-05, 18:09:44 »
أما أن الوصف لا يغني من الصور شيئا
فإن الصور لا تغني من الرؤية شيئا كذلك..
فإن حبسنا لك الصورة فكيف نحبس لك هبات النسيم العليل، وعبق الزهور وزقزقة الاطيار..
وكيف ننقل لك شذى الياسمين وأريج الفل ولطف الجو واعتداله...

وكيف ننقل لك روح الشام المتمثلة في عبادها وزهادها وشيوخها ومربيها؟ وأجواءها الطاهرة الروحانية؟..

وليس من سمع كمن رأى
 [/color] [/size]

يعني هاتخدونا رحلة لهناك يعني  ::happy:

ماما فرح

  • زائر
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #6 في: 2007-09-05, 18:19:49 »

شاهدت الصور فقط ولم أقرأ بعد

ولا أدري ما أقول غير سبحان الله


هذه الصورة تذكرني بشارع كنت أسير فيه أحيانا مضطرة وهو شارع كان خاليا من الظل إلا شجيرات تشبه هذه في نهايته ولكنها على جانب واحد
أما الشارع بطوله فلا أجد فيه ظلا لشيء فالشمس كانت تخترق كل شبر فيه من الصباح لقرب المغرب وكنت أقطعه مضطرة وعندما أصل لهذه الشجيرات في نهايته أجد الظل ونسيم رقيق ينسيني الشمس الحارقة التي تركتها خلفي للتو فأقول:
سبحان الله لو لم تكن الجنة إلا مثل هذا الشعور تحت هذه الشجيرات لكانت كافية 

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #7 في: 2007-09-05, 19:07:27 »

شاهدت الصور فقط ولم أقرأ بعد

ولا أدري ما أقول غير سبحان الله


هذه الصورة تذكرني بشارع كنت أسير فيه أحيانا مضطرة وهو شارع كان خاليا من الظل إلا شجيرات تشبه هذه في نهايته ولكنها على جانب واحد
أما الشارع بطوله فلا أجد فيه ظلا لشيء فالشمس كانت تخترق كل شبر فيه من الصباح لقرب المغرب وكنت أقطعه مضطرة وعندما أصل لهذه الشجيرات في نهايته أجد الظل ونسيم رقيق ينسيني الشمس الحارقة التي تركتها خلفي للتو فأقول:
سبحان الله لو لم تكن الجنة إلا مثل هذا الشعور تحت هذه الشجيرات لكانت كافية 


هكذا كانت غوطة دمشق أيام عزها، من أولها لآخرها شجر أخضر متعانق، لا تخترقه أشعة الشمس إلا بصعوبة بالغة..
كان ذلك أيام طفولتي
ولكن العمران والتوسع المدني اقتطع منها اجزاء كثيرة جدا



أما أن الوصف لا يغني من الصور شيئا
فإن الصور لا تغني من الرؤية شيئا كذلك..
فإن حبسنا لك الصورة فكيف نحبس لك هبات النسيم العليل، وعبق الزهور وزقزقة الاطيار..
وكيف ننقل لك شذى الياسمين وأريج الفل ولطف الجو واعتداله...

وكيف ننقل لك روح الشام المتمثلة في عبادها وزهادها وشيوخها ومربيها؟ وأجواءها الطاهرة الروحانية؟..

وليس من سمع كمن رأى
 [/color] [/size]

يعني هاتخدونا رحلة لهناك يعني  ::happy:

والله ياريت

ربنا كريم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #8 في: 2007-09-06, 10:09:35 »

شاهدت الصور فقط ولم أقرأ بعد

ولا أدري ما أقول غير سبحان الله


هذه الصورة تذكرني بشارع كنت أسير فيه أحيانا مضطرة وهو شارع كان خاليا من الظل إلا شجيرات تشبه هذه في نهايته ولكنها على جانب واحد
أما الشارع بطوله فلا أجد فيه ظلا لشيء فالشمس كانت تخترق كل شبر فيه من الصباح لقرب المغرب وكنت أقطعه مضطرة وعندما أصل لهذه الشجيرات في نهايته أجد الظل ونسيم رقيق ينسيني الشمس الحارقة التي تركتها خلفي للتو فأقول:
سبحان الله لو لم تكن الجنة إلا مثل هذا الشعور تحت هذه الشجيرات لكانت كافية 


هكذا كانت غوطة دمشق أيام عزها، من أولها لآخرها شجر أخضر متعانق، لا تخترقه أشعة الشمس إلا بصعوبة بالغة..
كان ذلك أيام طفولتي
ولكن العمران والتوسع المدني اقتطع منها اجزاء كثيرة جدا



أما أن الوصف لا يغني من الصور شيئا
فإن الصور لا تغني من الرؤية شيئا كذلك..
فإن حبسنا لك الصورة فكيف نحبس لك هبات النسيم العليل، وعبق الزهور وزقزقة الاطيار..
وكيف ننقل لك شذى الياسمين وأريج الفل ولطف الجو واعتداله...

وكيف ننقل لك روح الشام المتمثلة في عبادها وزهادها وشيوخها ومربيها؟ وأجواءها الطاهرة الروحانية؟..

وليس من سمع كمن رأى
 [/color] [/size]

يعني هاتخدونا رحلة لهناك يعني  ::happy:

والله ياريت

ربنا كريم


رضي الله عنكم  emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #9 في: 2007-09-06, 10:24:54 »
غناؤهم

قف ساعة على ظهر الطريق واسمع ما ينادي به الباعة ترَ عجبا لا شبيه له في البلاد، قصائد من الشعر غير أنها مرسلة القوافي وطرائف من الغناء غير أنها محلولة القيود، تمشي إلى القلوب طليقة حرة لا تسمي شيئا باسمه، وإنما هي مجازات وكنايات عجب منها بعض من كتب عن دمشق من سياح الأفرنج، فتساءل في كتاب له عمن نظم للباعة هذه الأشعار الرقاق!!

وتعال استمع هذا البائع وهو يتغنى بصوت يقطر عذوبة وحنانا (يا غزل البنات، يا ما غزلوك في الليالي، يا غزل البنات) ويضغط على (الليالي) ويمد (البنات) ، هل يستطيع قارئ أن يحزر ماذا يبيع هذا المنادي؟ لا لن أقول، فتعالوا إلى دمشق لتأكلوا غزل البنات.
وهذا بائع يهتف بكلمة واحدة لا يزيد عليها (الله الدايم) !! هل يقع في حسابك أنه يبيع الخس؟
وأن (يا مهون يا كريم) نداء بائع (الكعك) عند الصباح؟
 وأن من الباعة من ينادي بالحكم الغوالي، كهذا الذي ينادي: (ويل لك يا ابن الزنا يا خاين) فيفهم الناس أنه بائع الترخون.

أولا يطربك ويثير سواكن أشجانك بائع العنب حين تدنو أواخره فينادي بصوت حزين (هدوا خيامك وراحت أيامك، ما بقي بالكرم غير الحطب يا عنب، ودِّع والوداع لسنة يا عنب)!!
ألا تحس كأنه يودع حبيبا له عزيزا؟؟..


 ::cry:: ::cry::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #10 في: 2007-09-06, 10:33:46 »
لا أدري لماذا ولكن دموعي انهمرت لدى قراءتي لنداء بائع العنب...
تراه شوقا للكروم
أم شوقا لدمشق
أم تفكرا في حالي وعمري، حيث لم يبق في الكرم غير الحطب؟؟

 ::cry:: ::cry::
رحمك الله يا شيخنا الطنطاوي، ورزقك الفردوس الأعلى
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

أحمد

  • زائر
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #11 في: 2007-09-06, 18:35:50 »

الله يعطيكم العافية يا أمي ..


وكفى  :emoti_404:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #12 في: 2007-09-08, 16:15:35 »

غناؤهم2

وبائع العسل (اي الشمندر) وقد أوقد ناره في الصباح البارد، ووضع حلته وصفف رؤوس الشمندر الاحمر، ونادى في ايام الشتاء، (بردان تعى صوبي، بردان، أنا بياع العسل) ألا يحبب أكل العسل،
واسمع العجائب في نداء بائع الملفوف (اليخنا):  (يخنا واطبخ، والجارية بتنفخ، والعبد ع الباب، بقلِّع الكلاب)،
وبائع الحمص المسلوق (البليلة): بليلة بلبلوك، وسبع جوار خدموك، يا بليلة)
وبائع الزعرور (أبيض أحمر يا زعبوب، تمر محنى يا زعبوب، البزر بن يا زعبوب)
 واستمع إلى الشعر والخيال في نداء بائع الجرادق: ياما رماك الهوا، وقلبي انكوى، يا ناعم.
وبائع التين (دابل وعلى دبالك يا عيون الحبيب، ومن دباله يمشي لحاله)
 وبائع الباذنجان: أسود ومن سواده هرب الناطور، ألا تعجبك صورة الناطور وقد هرب من سواد الباذنجان؟

وهذا كله من ولع الشاميين بالغناء، وإقبالهم عليه، حتى انعقد إجماع فقهاء الذوق فيهم على أنه لا يصح اجتماع أو سمر إلا بالغناء، وإذا سها عنه ساه، فكفارته إطعام عشرة أصدقاء صدر كنافة شامية،  ::)smile:أو صدر (كل واشكر)  ::ok::أو غير ذلك من الحلويات التي لا يخالف أحد في أن دمشق أبرع مدينة في صنعها.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #13 في: 2007-09-08, 22:09:40 »
ما شاء الله جميل جداً

بس

معلش في ترجمه مصاحبه؟؟

ايه الترخون؟؟؟

مين الزعرور؟؟؟ وايه الجرادق؟؟
 emo (02):
اعرف الملفوف هو الكرمب عندنا بس دول مفهمتش منهم حاجه :emoti_145:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #14 في: 2007-09-08, 23:12:40 »
ما شاء الله جميل جداً

بس

معلش في ترجمه مصاحبه؟؟

ايه الترخون؟؟؟

مين الزعرور؟؟؟ وايه الجرادق؟؟
 emo (02):
اعرف الملفوف هو الكرمب عندنا بس دول مفهمتش منهم حاجه :emoti_145:




أهلا ومرحبا بك يا شيماء
الأمور التي سألت عنها لا تترجم، لأنني أشك في تواجدها عندكم :emoti_17:
والحل الأفضل أن تزوري دمشق، وتتذوقيها...  ::)smile:

سأحاول وصفها مع ذلك:
الترخون عشبة عطرية خضراء، تؤكل مع الطعام دون طهي، مثل الزعتر الاخضر والنعناع...
والزعرور أو الزعبوب هو فاكهة ذات حبات حمراء صغيرة بحجم الكرز او أصغر، وقلبها أبيض، وبذورها بنية اللون.. طعمها حلو يميل للحمض
والجرادق أو الناعم عبارة عن طبقة واحدة من العجين المنفوش المقرمش، يرش عليها قليل من دبس العنب الحلو، وتصنع وتؤكل في رمضان...
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #15 في: 2007-09-09, 00:24:45 »
:emoti_64:

زرتها يا ماما هاديه ولا شفت اي حاجحه من دي  :emoti_64:

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #16 في: 2007-09-09, 11:32:22 »
:emoti_64:

زرتها يا ماما هاديه ولا شفت اي حاجحه من دي  :emoti_64:


ينبغي أن يكون لديك دليل من أهل البلد الأصليين
هذا أولا
ثانيا الفاكهة والمأكولات عندنا موسمية، وليست متوفرة على مدار السنة
مثلا الغريبة بقشطة لا تصنع إلا في نصف شعبان، والجرادق في رمضان..كشك الفقرا في الشتاء، والبوظة بقشطة في الصيف....  وهكذا....
كله بنظام
مفيش فوضى

 :emoti_282:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #17 في: 2007-09-09, 11:36:45 »


هذه خريطة لمنطقة دمشق القديمة
حاولوا تكبيرها، او الذهاب لموقعها الاصلي لرؤيتها بالحجم الاكبر
لعلها تساعدكم قليلا في فهم ما يقوله الشيخ علي، فكل حديثه عن هذه المنطقة، التي ربما يزورها السائح في نصف نهار فقط، ليس لصغرها وقلة ما فيها، فهي غنية زاخرة، كل شبر منها فيه أثر وعبق من التاريخ، ومعلم جدير بأن يزار ويدرس، ولكن لاتجاه السواح عموما نحو اللهو وزهدهم في التاريخ العريق
« آخر تحرير: 2007-09-09, 11:46:51 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #18 في: 2007-09-09, 14:05:53 »
سمات الدمشقيين

والدمشقيون أكرم الناس، وأشدهم عطفاً على الغريب وحباً له، فهم يؤثرونه على الأهل والولد، ومدينتهم من أنظف المدن، لتدفق مائها وكثرة أنهارها، ووصولها إلى الأحياء كلها ودخولها البرك في الدور، حتى لا يخلو حي من نهر، فنهر (يزيد) يسقي الصالحية، و(تورا) يسقي العقيبة وسوق صاروجا،



و(باناس) يسقي القيمرية، و(قنوات) يسقي حي القنوات، وقد أخذت مياه عين الفيجة –وهي من أصفى العيون  وأعذبها تنبع من حبل على عشرين كيلاً من دمشق- فسيرت مياهها في بطون الجبال، حتى أبلغت دمشق، فأدخلت دورها، فشرب منها الناس أعذب ماء وأبرده.

 والشاميون مولعون بالنظافة والطهارة، حتى أنه ليعد من أكبر عيوب المرأة ألا تغسل أرض دارها كل يوم مرة أو مرتين بالماء غسلا وتمسح جدرانه وزجاجه، على رحب الدور الشامية، واتساع صحونها، وكثرة مرمرها ورخامها.



وادخل المساجد تر بلاطها يلمع كالمرايا، ويحبب الصلاة إلى من ليس من أهلها.





 وعرج على المطاعم تبصر الأطعمة مصفوفة أمامك في القدور الصغار النظاف بأناقة تجيع الشبعان، ونظافة تطمئن إليها نفس الموسوس.

أما ألوان الطعام في الشام فلا يضاهيها شيء في غيرها ، وما أكل الغريب في دمشق حلوا ولاحامضا ولا حارا ولا باردا إلا استطابه وفضله على طعام بلده، وما استطاب الشامي في غير بلده طعاما قط. وخير مطاعم مصر والعراق، وألذها طعاما وأحسنها نظاما، ما كان صاحبه شاميا أو كان على مذهب أهل الشام. ثم إن خدم المطاعم والقائمين عليها طيعون أذكياء، وهم يدركون باللمحة السريعة، ويفهمون بالإشارة الخفية.
« آخر تحرير: 2007-09-10, 08:31:47 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الشيماء أحمد

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 485
رد: دمشق!! وهل توصف دمشق
« رد #19 في: 2007-09-10, 00:53:22 »
امممم ممكن برده ... بس خمس سنوات اليست كافيه؟؟؟ :emoti_64:

عموماً أعتقد السبب اننا انتقلنا الى حلب مباشرة ولعل بحلب اختلاف ما  :emoti_17:... فقد تعودت على الشعبيه والمأمونيه كل يوم جمعه .. والسحلب الساخن كل صباح قبل المدرسه ... والكبه بانواعها ... والبرغل اللي كنا بنسمي قطع البندوره الصغيره المتناثره فيه باللحم وكنا نتقاتل عليها انا واخوتي :emoti_128:

وشرب المته امام الصوبا في الشتاء ولا نكتفي منها ابداً فيظل الابريق على الصوبا محتفظاً بسخونته .. والبابونج والزهره ... :emoti_123:
او عندما يدق جرس الباب صباحاً لموعد قهوة الصباح مع جارات امي فنتبارى نحن الفتيات في صنعها .. وتنبعث روائحها الذكيه المعبأة بالهال في ارجاء المبنى داعية باقي الجارات ... :emoti_123:

ويوم المحاشي او الكبه  :emoti_128:.. كل نساء البنايه بيجتمعوا سوية والكل يعمل. او تشبيك الباميه بالخيط ونشرها لتجف وتجفيف الباذنجان وبقية الخضروات العشبيه.

والمجدوس  ::cry::) كم اشتاق اليه

واجمل وقت في السنه (كان عندي احلى من الاعياد) وقت الحصرم وعمل الحامض ودبس البندوره والفلافله .. كنا بنتجمع كلنا .. كل اولاد البنايه فوق السطح نفرد البندوره ونعصر الحصرم ...

ويا سلام لما كنت أتسلل مع رهف للمطبخ ونعمل دقه بملح الليمون والشطه والنعناع والذي منه .. وتكون نهايتنا مؤسفه لتركنا علب البهارات مكشوفه  :emoti_190:

اما رمضان فكان مختلفاً .. قبل الافطار بنصف ساعه تجدينا كالنحل نتقابل على السلم .. انا صاعده بطبق مما طبخنا حتى ولو عدس  ::angry:: وبنات الجارات نازلين لنا باطباق مختلفه .. وعند الافطار تجدي السفره بها انواع لا تخطر على بال :emoti_128:

وعش الغراب والمنقوش والمشبك الحلبي الذي افتقده الى الان والنقيطه وبلح الشام.

اتعلمين يا ام عبد الهادي ان من علمتني الصلاه كانت صديقه حلبيه وكانو جيراننا... وكانت السبب في حبي لدخول مدرسة الشريعه

ذكريات جميله لا تعوض .. طفولتي كلها بكل ما فيها. emo (7):


:blush:: اسفه يا ماما هاديه اني اقتحمت موضوعك بذكرياتي .. بس ممكن الموضوع القادم يكون عن حلب؟؟
« آخر تحرير: 2007-09-10, 00:58:09 بواسطة الشيماء »