المحرر موضوع: واقع الحال... وهل من سبيل للقيام ؟  (زيارة 25772 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
بسم الله الرحمن الرحيم

الحضارة، النهضة، أسباب الانتكاسة، النظرة الواقعية للحال، الحلول الواقعية القابلة للتطبيق، هل من سبيل للقيام ...

كلها أسئلة كبيرة، وعناوين عريضة تبحث فينا عن إجابات..
نستشرف الحل، نحاول أن نقتبسه من عالم الأفكار، نبحث عن تلاقحها لتشكيل رؤية واقعية لما نحن عليه، والبحث عن حلول واقعية، لا عن كلام يسدر في الخيال ويبحر في عالم اللاممكن واللامعقول ....

في هذا الموضوع، نحاول أن نقدح زِناد الفكر، في حاجة لأن يستفيد كل منا من الآخر، عسى أن نشعل في أنفسنا جذوة تأتينا بالقبس المنير...

وقد كان لي مع أخي الفاضل حسن جزاه الله خيرا حوار بفريق "محبي الحقيقة" ضمن محاولة نظرة استشرافية عن هذا الموضوع الواسع، وقد عرفنا منه حبا للنقاش الجاد، وطريقة منهجية وعقلانية في طرح أفكاره، وتطلعا للشمولية التي تحيط بالأطراف والحيثيات فلا تجتزئ... وسيحاول كل منا نقل مشاركته للمتابعة هنا على مستوى المنتدى بإذن الله تعالى  emo (30):

ونرحب بكل مشاركاتكم إخوتي، وأنا أعرف منكم اهتماما بهذا الموضوع الحساس والجوهري  emo (30):

فأهلا وسهلا ومرحبا بك أخي حسن، وعسى يكون المنتدى منبرا للفائدة والنفع بإذن العلي القدير  emo (6):


« آخر تحرير: 2016-06-01, 09:26:18 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
السلام عليكم،

تسجيل متابعة.

جزاكم الله خيرا.

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
السلام عليكم ورحمة الله أعضاء المنتدى
حياكم الله
وهذه أول مشاركة لي في المنتدى

أشكر للأخت الكريمة أسماء، اهتمامها بالموضوع، والتشجيع على الخوض فيه، وقلمها أهل لتسطيره، وفكرها جدير بتنظيره.
فهو موضوع شائك معقد يكاد يجمع كل العلوم والاختصاصات والرؤى، وكلّ إذا ما اختلّ جزء من أجزائه انهارت بنيته

لكن سنحــــــــاول وضع بعض اللمسات، مثل المنارات للبعيد، والشمعة للقريب.

وسأضع هنا "بداية النقاش" ومطلعه بعد أن ذكرنا أن البلاد العربية لها أيضا صناعات وتسير في طريق الاستقلال عن مستعمريها وجلاديها، فعلّقت بهذا التعليق لأوضح أن الأمر ليس كما يبدو عليه في الحقيقة، وأنّ رؤيتي للخيوط الخفية التي لا تزال تقيّد البلدان العربية الإسلامية بالدول الغربية الأقوى، هو نوع من وصف للواقع وليس نوعا من الانهزامية، أترككم مع تعليقي:

(أحيانا أسمع "صناعة 100%" وإذا دققتُ وجدت أن كثيرا من القطع والأجزاء مصنوعة في الخارج
وهناك فرق بين "التجميع الوطني" والصناعة الوطنية.
لأن أصلا هناك صناعات نانوية لا توجد البتة في بلدان معينة، وبما أن الهواتف والآليات فيه الكثير من الإلكترونيات فالقضية قضية استقراء للوقائع وليس انهزامية :)


{مداخلة الأخت زينب: ياليتها على القطع والأجزاء فقط بل الأفكار أيضا مستوردة}

- فعلّقت قائلا: الأفكار بعد أن تخرج ويُستنفذ وقت براءة اختراعها تكون للجميع، ومن كان له قوة وصناعة وقدرة صنع منها ما شاء
أما الأجزاء فهي تبعية اقتصادية حتى وإن بدت تحررا
وفي الأخير قد يأتون بخبير فرنسي أو انجليزي يدير الشركة كلها !!)
« آخر تحرير: 2016-06-01, 11:17:26 بواسطة حسن »
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أهلا بك مجددا يا حسن  emo (30):

وهذا ردي الذي كان:

أعلم جيدا عن عملية التصنيع التجميعية، le montage électronique
وطبعا هي ليست صناعة من ألفها إلى يائها...
وهي بالمناسبة لا توجد في الدول الأقل تقدما وحدها، بل توجد في كل الدول، هناك التركيب الإلكتروني الفرنسي le montage français مثلا الذي نعرفه في كثير من المنتجات، التركيب الصيني، وغيرها

بمعنى أنه في عالم اليوم لا مناص من هذا التلاقح المعرفي والصناعي، ويخطئ من يقول أن العمل يجب أن يكون في عصرنا هذا منزها عن التعاضد العلمي والصناعي والمعرفي...
ارقى الحضارات قامت على الترجمات مثلا، بمعنى أنه تراكم معرفي وتلاقح معرفي في عصر التواصل والاتصال. هذا من جهة...

ومن جهة أخرى على الأقل هناك خوض في الإلكترونيات، ومهندسون إلكترونيون يخوضون الغمار، ولا يستبعد عمن خاضه بتخصص أن يعرف ألفبائية صنع الشرائح بالمثل، وبالمناسبة الشركة عرفت صنعا أوليا وكليا للبطاقة الأم. la carte mère
لا يجب أن يُستهان بهذه الخطوة برأيي... لأنها واللاشيء على بعد كبير جدا...
أما عن التبعية الاقتصادية فقوامها الترويج لما يفرضه المنتِج حتى من أسعار في السوق المستهلكة، بينما صناعة هذه الهواتف عندنا مثلا لاقتْ رواجا حتى من باب السعر المناسب. والبعيد بعدا كبيرا عن سعر المنتج الآخر...

ثم من أين لنا أن تكون صناعة محضة وهي اختراعاتهم ؟! الصناعة المحضة لصاحب الاختراع..
أما عن الخبراء، فلا تنسوا من خبرائنا من يدير هناك أيضا، عندهم، وكم من خبرات وأدمغة هي عندهم هناك لا غنى لهم عنها...

أنا أيضا لا أزرع أملا موهوما، ولكنني اعرف جيدا كم عند المسلمين من طاقات ولكن تعلقنا الدائم بالعلوية العلمية الغربية جعلنا نُقصر الطرف عنهم..
حتى لاحظت أن هذا يسري في الكثيرين دون تحسب منهم، قد يسمعون لعالم غربي ويقتنعون بما يدلي، بينما يجدون المطاعن والمطاعن على العربي...
برأيي مد اليد خير من مجافاة كلية... فكم من متذوق أكلة لذيذة، فاق في صنعها صاحبها، رُبّ سامع أوعى من مبلغ...  emo (30):

كم كان لشباب غزة العلميين المميزين ساعة محنتها من دور في صناعات احتياجات يومية من أبسط المتوفر كانت وليدة الأزمة... ! مكنت من سيرورة الحياة رغم الحصار الذي ضرب عليهم...
لدينا طاقات ينقصها التشجيع الكافي، والدعم المعنوي أكثر من المادي، فعقول المسلمين هي الخامة التي تتفوق حتى على عقولهم...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
حسنا حسنا أتفق معك، فقلم الرصاص هو نفسه مع بساطته يحتاج لمطاط من الاستواء، ورصاص من لا أعلم أين، وخشب من غابات وآليات من الغرب...
وصناعة اللوحة الأم شيء جيد جدا لأنها معقدة وذات طبقات
وأنا في سياق آخر سأكون فرحا جدا بأقل من صناعة لوحة أمّ، لأن سياق المجاملة والتشجيع، غير سياقي هذا بالنصيحة ومعرفة الأمر على ما هو
ني لو كنت أمام مبادرة سأشجعها وأفرح بها مهما كانت صغيرة
ولكن إن كنت أمام وصفٍ أو فكرة عن فيها بعض المبالغة أو ولا تأخذ بعين الاعتبار كل جوانب التحدي، سأكون انتقاديا أكثر وليس مشجها
مثل أن أفرح بتدين شخص معين، ولكن في الوقت نفسه إذا ذُكر المتدينون قد أنتقد كثيرا من أخطائهم

وأضرب مثالا لكي أوضح فكرتي جيدا:
- عند الطفل الصغير مثلا يكون الرسم ردييييئا للغاية
فعندما سيقدم طفل لي الرسمة ويسألني عنها سأقول له رسمة جميلة وماذا قصدت بهذا الجزء وكذا وكذا...وترسم جيدا تابع حتى تصير فنانا كبيرا.... (هذا مثل أن أكون أمام مبادرة صنع ولو مركّب إلكتروني من صنع محلي)

أمّا في حالة الرسمة مجرّدة عن الموقف وصاحبها (هنا مثل فكرة أن الجزائر أو غيرها صنعت شيئا 100% محليّ دون أن تعتمد على أجزاء جاهزة،من دول أخرى)
فسأكون انتقاديا وناصحا لا مجاملا، وسأتساءل هل حقا هو صنع 100% أو مجرد "تركيب" 100% وما هي حدود هذه الصناعة وصدق هذا الخبر، وما هي الحيثيات... وكل هذا لأفهم جيدا هذه القضية بعيدا عن كل مدح قد يبعُد بي عن معرفة الحقائق.
وهذا مثل الرسمة من جهة الفن أو الإتقان أو المحاكاة سيكون الحكم عليها أنها "رديئة" وهذه حقيقة ليس من الضرورة أن يعرفها الطفل

وبهذا نفرّق بين "الأحكام والأسماء" إن أدرتم مقاربة فقهية :)
فالأحكام مثل= هذا كفْر وهذا فِسق وهذا خطأ (الرسم رديء)
ليست مثل الأسماء = هذا كافر وهذا فاسق .... (الطفل رسام رديء
« آخر تحرير: 2016-06-01, 10:37:35 بواسطة حسن »
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
أهلا ومرحبا أخي حسن،

معذرة، يبدوا أنني غير مستوعب لسياق الحديث هنا!

ما الذي نريد أن نناقشه هنا تحديدا؟ أسباب تخلف المسلمين عن التقدم المادي (صناعي او زراعي أو غيره)، والغرض من النقاش هو الخروج بآليات تطبيقية مثلا لمعالجة ذلك، أم أن هناك شيئا آخر لم أفهمه؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أهلا بك أخ جواد  emo (30):

النقاش بدأ عن الصناعات، وكان تحديدا لما ذكرتُ عن صناعة الجزائر، للجوالات، فأجاب الأخ حسن أنّ هذه لا تعدو أن تكون صناعات تركيبية، بمعنى أنها لا تُدخل بلداننا ضمن قائمة الصناعيين، ومن هذا المنطلق تطور النقاش إلى موضوع الحضارة والنهضة، وأسباب الانتكاسة، والمداخلات القادمة بإذن الله ستأتي بالتفصيل ...
« آخر تحرير: 2016-06-01, 10:30:27 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
أهلا وسهلا أخي جواد
هو كما قالت الأخت أسماء :)
شرارة الموضوع بدأت بالصناعة والتقنية، ثم بعد ذلك الحضارة بشكل عام
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
اهلا بك اخ حسن  و نشكر لك قبول الدعوة إلى الانضمام إلى المنتدى  :)

كان حوارا مفيدا ممتعا.. و يستحق أن ينقل هنا ليتاح لأكبر عدد من القراء متابعته..
جزاكما الله خير  :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
لقد كان هاتفي  شرارة الموضوع   :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أهلا وسهلا بك يا بهي، تسعدني متابعتك دائما  emo (30):  نعم كان هاتفك السبب  ::ok::
-------------

في الحقيقة، أوافقك الرأي، وطبعا هناك دائما مشكلة، وأفْضَلُها بسيط من روح عملنا خير من مركب عليه ما عليه مما قد يخفى أكثر مما يظهر...
نسأل الله نهضة تبدأ بسيطة ولكنها لا تسلط علينا قوانينهم...ولكن لا بد أن لكل هذا الذي نحن فيه، من دور ما، في الإرهاصات... لا بد أنها مراحل ...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
أهلا وسهلا بك أخت بهية
الحمد لله على تيسيره :)

نعم كان الهاتف السبب، ولا عجب أنه الهاتف وليس الحاسوب :D
« آخر تحرير: 2016-06-01, 10:53:23 بواسطة حسن »
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
نعم بالضبط
التشجيع على المبادرة نابع مما قلت عن "المراحل والإرهاصات" وكل شيء معقد بدأ بالبسيط حتى البشر بدأوا من خلية واحدة وتفرعت وتعددت واختلفت

وإذا ما قارنا بدايات الدول المتقدمة قبل قرون سنجد أن طالبا في كلية تقنية أبرع من أعظم فلاسفة تلك القرون وعلمائها
ولا يمكن أن يبدأ مشروع بقوة واستقلال وكمال كما سينتهي ... أبدا لن يكون مثل هذا
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
يبقى السؤال القائم هل نهضة الأمة ستقاس بمقارعة التكنولوجيا بالتكنولوجيا؟ والاكتشافات بالاكتشافات؟ والبون شااااسع بين ما وصلوا إليه وما نحن عليه...

يعني هل سنقضي الأعمار نبحث لنا عن موقع في عالم التكنولوجيات، وإن لم يسمح هذا البون وهذه المسافة الهائلة بهذا الموقع ؟!! هل نقول أنه لا دور لنا عندها؟!
أم أن نهضتنا تتحقق، وقيادة الأمة للبشرية تحصل وإن بقي هذا البَون ؟!
تلكم هي المسألة..
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
سؤال في الحقيقة أترك لك الجواب عنه
حسب المقاربة "الروحية" أو "المادية" أو كلاهما معا في نظرة شمولية لا تستغني عن الروحي بالمادي أو عن المادي بالروحي :)

تعرفين هرف ماسلو للحاجيات ؟
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
بعيدا عن ملازمة الروحي للمادي، وبعيدا عن أن الأمر يحتاج تراكما يمتد زمانه بدءا من ميلاد الفكرة، إلى تطورها عملا على الأرض وتغييرا في النفس، ينهض بالأمة ويقلق النوم العام عبر مراحل ومساع متظافرة...
بعيدا عن كل هذا الذي أسلّم به، السؤال يبقى قائما عندي، لأن المقياس برأيي لن يكون مقارعة الند بالند لما عندهم، وإلا لكان سباقا خياليا...
بل أرى المقارعة بما ينقصهم، وما ينقصهم هو ما عندنا مستوعبا لما عندهم، أو بشكل مقارب...

بكل الأحوال يبقى السؤال عندي قائما أحاول البحث عن إجابة له من وحي التنظير الاجتماعي بألوانه كما من وحي الواقع والمستجدات والتقلبات...
بالنسبة لهرم ماسلو، لا أعرفه، ولكن بحثت من توّ قراءتي له في سؤالك، ففهمته عموما، وهو سلم الاحتياجات المتصاعدة، وأراه يغفل الحاجة الدينية بالكلية.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
لا يُغفل السلم الاحتياجات الدينية ولكن يجعلها من الحاجيات الروحية التي على رأس السلم، لأن ذلك الهرم تبسيطي أما نظريته يشرح فيها الأمر

على الأقل تتفقين على أن البنية الهرمية سليمة، إذ لا يُحدث الجائع والعطشان عن ثقافة أو دين أو تزكية أو تخطيط ... وهكذا تصاعديا

أما عن "مقارعتهم" في ما ليس عندهم، هل يمكن نشر أو هيمنة المسلمين وهم ليس عندهم حد معين من المجابهة الاقتصادية والسياسية، ليس بالضرورة أن تكون مثلهم تماما، ولكن حد أدنى منها يحقق التحرر والاستقلالية ؟

بمعنى آخر هل إذا أردنا أن ننشر رسالة غير مادية، هل سيتركنا أصحاب الهيمنة المادية ؟ (وهذا بصرف النظر عن سؤال مهم آخر: هل المسلمون ستكون لهم قومة من غير تحقيق الحاجيات البشرية، اقتصاديا سياسيا قانونيا ...)
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
لن نكون بحاجة لخوارق في عوالم الاقتصاد والسياسة ليكون لنا صوت، وتكون لنا صولة، نحتاج عزما وإيمانا بالفكرة وبالهدف أكثر من أي شيء...
نحتاج ثقة في النفس فقدناها مع حالة الانبهار المستمرة بالغرب، طبعا لا أحب الكلام الهلاميّ، ولا أقصد بهذا أنّ معجزة ستحدث، وأن الجوعان قادر على التفكير، فديننا دين الواقعية لا دين الخيال، بل أؤمن بضرورة تحقيق قوة سياسية واقتصادية، من ناحية الاستقلالية ومُجانبة التبعية، لأن التبعية الاقتصادية والثقافية والسياسية هي التي جعلتنا ضعافا، ولنعد إلى الوراء في سلسلة بحث عن السبب الأول، فالذي جعلنا تابعين من الأصل هو ذلك الخنوع وتصاعد فقدان الثقة بالنفس، وبما عندنا، وبقدرتنا ....

إننا نحتاج تأسيس أجيال تؤمن بالقدرة على العمل، ولا ترى في نفسها العجز، ولا يسهل على المثبطين اختراقها.... نحتاج إنسانا، على قول مالك بن نبي، ووالله أجدني دون حتى تذكّر ما جعله أساسا، أرى من وحي واقعنا وما نعيش صدق نظريته، حاجتنا للإنسان صاحب الهدف، والفكرة، والإيمان بالقضية ....

انظر أخي حسن من حولك، ولأنظر من حولي، إن لدينا مستشفيات، ولدينا مدارس، ولدينا جامعات، ولدينا مراكز خدمات مختلفة، ولكن ما نوعية الخدمة المقدّمة؟؟
كم من الملاحظات المؤلمة تخرج بها كلما دخلت مكانا من هذه الأمكنة؟؟
كيف تجد الموظفين من أدناهم مرتبة إلى أعلاهم مرتبة؟؟؟ كيف تجد سلوكهم؟ كيف تجد عطاءهم في العمل ؟؟؟
ما قيمة البنيان الفاره، والمراكز المشيّدة وبداخلها إنسان غير معطاء، إنسان يعمل نصف وقته أو ربعه أو عُشُره، وليته في نصف وقته ذاك أو ربعه كان عمله متقنا، وكان حرصه عاليا، وكان متفانيا في خدمة أخيه ....
ما قيمة مدرسة مشيدة وفق أحدث طراز، وبداخلها مدير مرتشٍ، أو متلاعب، أو معلم يكره عمله، وغايته الوحيدة منه مرتبه الشهري، ليس فقط لأنه يعيل أبناء لو يتركهم لماتوا جوعا، بل منهم من هدفه المرتب لغايات بليدة، ربما لأنها تتسابق مع نديداتها مَن تكتنز القدر الأكبر من الذهب الذي تباهي به صديقاتها وجاراتها ....!
وهذه المكتنزة فقط مثال، ومن الغايات البليدة الكثير، ذلك أن حتى صاحب العيال يُسمح له بالحرص على ما يعيل به عياله، ولا تثريب عليه، وهذا حقه، ولكن لماذا لا يفكر بواجبه ودرجة أدائه لواجبه، قبل أن يفكر بحقه، واجبه في العطاء الصحيح، الصادق ...

ثم ماذا صنعنا بثورات على الظلم بزعم عنوانها، ونحن لم نثر على ظلم أنفسنا لأنفسنا، لم تحدث برؤوسنا ثورة قبل أن تحدث بالميادين...ونحن من فرط ما تراكم علينا تراءت لنا في بداياتها خيرا، وإن كانت تفتقد الوجهة، إلا أننا تفاءلنا... وإن كنت أؤمن أنها أيضا مراحل لا بد أن لها دورا ما، على الأقل لنعرف أننا لن نصل إلى المبتغى قبل أن نصل إلى أنفسنا فنشخص علتها، ونعرف لها الدواء...

نحتاج إعادة صياغة الإنسان المسلم، إعادة صياغته ليس بتحفيظ حروف القرآن، بل بترسيخ العمل بالقرآن، وبأخلاق القرآن التي جاءت لتسمو بالإنسان ولتصنع منه إنسانا ....
نحتاج أن يعلم أن من نفسه البداية... وأن من فكره البداية، من فكر مستنير، يضرب في عمق المشكلة ليتبيّن العفن الذي أصاب الجذر العميق، الضارب في الأعماق، فيزودها بالحل العميق، ولا يضرب في السطح فلا يتراءى له من عفن الجذر شيء ... فيولّي وهو يحسب أن السلامة كل السلامة عنوان حاله ....

نحتاج لبناء الإنسان قبل بناء سياسة، أو بناء اقتصاد.... فهو المادة الأولى، وهو الخامة التي بها تُرفع العماد السليمة ....

الموضوع واااااسع ..... ويحتاج لتولية الوجه قِبل عوامل وعوامل، ولكنّنا نحتاج أول ما نحتاج لإنسان مؤمن بقضيته، يعرف دوره، ويأخذ على عاتقه مسؤولية... كلّ من جهته وكأنه المسؤول الأول والأوحد.... والله المستعان...
وأسأله ألا أكون المتكلمة بلا عمل  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حسن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 29
  • الجنس: ذكر
  • الحُكم على الناس أيسر، ولكن فهمهم أعسَر
نعم أتفق معك على حالة الانبهار والصفعة الغربية للعالم الإسلامي، والإنسان المحطم الثقة...
كل هذا لا نختلف حوله
لعلّي أركز هنا على طريقة البناء، كيف تكون ؟
يعني هل لو كان للإنسان المسلم العربيّ ما للآخر هل سندخل متاهات التقليد والسعي وراءهم؟ هذه واحدة
ستقولين لنا ما لهم، كمثال المستشفيات والمدراس... أقول تلك شكليات ومنظومات لا تطال البلاد كلها، نجدها فقط في المدن الكبرى، والتهميش يطال أغلب سكان المدن الباقية، بل حتى أغلب سكان المدن الكبرى...

ولا ننسى أن المستورد لا يعرف قدر ما استورد، وعقلية المطبق لا تتغير حتى إن جئناه بأحدث التقنيات والآلات والأنظمة... وهذا مثل أن يخطط أب عبقري حتى يصير مليونيرا، فيرث ابنه المدلل المترف المال، فيبذره بسفاهته، ولا يعرف قيمته ولا كيف يديره، لأنّه ليس من نماه ليس من طوره، ليس أدار الشركة والمشروع (الأب=الصانع صاحب التقنية والمنظر للتعليم... /الإن= ذلك المستورد الكسول)

ولا شك أنّ بقاء الحال على ما هو وتغيير الإنسان وخلق النفوس الزكية وتغيير العقليات كفيل بجعل الأمة تنهض

أما عن الثورة على الظلم والفساد وتغيير الرؤوس والمتبعوين وأيهما أسبق أهذا أم تغيير النفوس والتابعين... هذا سؤال كبير جدا وجدلية قائمة بين نجاعة تغيير قاعدة الهرم أو تغيير رأسه، وهل الناس يديرون شؤونهم بأنفسهم أم يحتاجون لراع وقائد يوجّههم، وهل يبلغ الناس مبلغا من الوعي يستطيعون به الاستغناء عن القائد الفذ الذكي القوي، أم أن الواقع والتاريخ يفيد عكس ذلك (وأنا أرى أن التاريخ يؤيد أن الناس أغلبهم مساقون ولا بدّ، وقليل منهم أكياس، ومصر خير دليل على ذلك)

وأعود لفكرتك (نحتاج أن يعلم أن من نفسه البداية... وأن من فكره البداية، من فكر مستنير، يضرب في عمق المشكلة ليتبيّن العفن الذي أصاب الجذر العميق)
نحن لا نختلف على هذا، ولكن تساؤلي هو: هل اقتلاع ذلك العفن يكون باللجوء إلى "حلول - إنسانية مثالية -" أو أن ذلك العفن يجد إمداداته أصلا في هذا وذاك، ويستقوي من غياب المقومات والحاجيات المادية التي تقلل من التوتر وتحمل الإنسان على التفكر في الروحانيات والفكر والثقافة تطئمن نفسه وتقوى للتغيّر.... ألا تلاحظين أن من يهاجر إلى أوروبا ويستقر وضعه ويكرم كإنسان يتديّن أحيانا كثيرة ؟! ما الذي تغير؟ هو كان مسلما من قبل وكان مؤمنا بالذي بدأ يطبقه من قبل ؟ ولم يحدثه أو يعظه أو يفرض عليه أحدا التدين هناك ؟ فلماذا....
الحمد لله اللطيف الخبير، صاحب الفضل والمنّة كلها.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
سأحاول أن أجعل مشاركتي إجابات على أسئلتك أخ حسن، وهذه الأولى وتتبعها أخرى بإذن الله...

تقول: " يعني هل لو كان للإنسان المسلم العربيّ ما للآخر هل سندخل متاهات التقليد والسعي وراءهم؟ هذه واحدة"
طيّب، هل لو كان للإنسان المسلم ما للآخر، هل كنا لندخل متاهات التقليد، والانبهار؟
أخي حسن، دقّق معي، في هذه...
هُم وما عندهم، وما يتمتعون به من تيسير خدمات، ومن خدمات عالية وراقية، ومن استغلال للعلم في أدقّ الأمور وأجلّها، كل هذا لا ننكره، بل نقول به، ونعترف به، ولكن بدوري سأسألك سؤالا: كيف أصبح لهم كل هذا؟ كيف تحقق؟
هل بمطالبتهم المستمرة بالحقوق، أم بأدائهم لواجبهم على أكمل وجه أوّلا؟ لا أشك أنك تعلم كم أنّ الحزم هناك قائم بشأن القيام بالواجب، وأداء الخدمة على أحسن ما يكون في كل مجال، في الطب، في التعليم، في مختلف الخدمات وفي مختلف الأسلاك...
وإذا عدنا إلى تاريخ أوروبا مثلا، قبل قرون معدودة، كيف كانت؟ كانت في ظلام، كانت تعرف الفقر، والتأخر، والاضطهاد، والتقلبات، كيف انتقلت من حالها تلك إلى حالها اليوم؟

دائما تحضرني ألمانيا بعد خروجها من الحرب، كانت على أفقر حال، وعلى أسوء حال، على حال يرثى لها، ولكنهم قاموا من سقطتهم المروّعة المزعزعة الساحقة، قاموا بأدائهم لواجبهم وهم جَوعى، وهم جرحى، وأنفسهم مكلومة... أي دور كان للنساء في ذلك القيام؟ أي عبء خرافيّ تحمّلته النساء بالتكاتف والتظافر بأبسط المعدات، بمعدات بيوتهنّ البسيطة، عاد الرجال من الحرب بين ميت وجريح، وقامت النساء بدور تاريخي في القيام من تحت الركام ....
أكرّر إنه القيام بالواجب قبل المطالبة بالحقوق...

((الحق ليس هدية تُعطى ولا غنيمة تغتصب، وإنما هو نتيجة حتمية للقيام بالواجب، فهما متلازمان، والشعب لا يُنشئ دستور حقوقه إلا إذا عدّل وضعه الاجتماعي المرتبط بسلوكه النفسي )) –مالك بن نبي-
فهل لنا الحق في الانبهار بما عند غيرنا ونحن نعزوه إلى علويّة الحقوق عندهم، والحقيقة أنها علويّة الواجب على الحقوق، وسبق الواجب للحقوق؟؟
إننا ننبهر، ونرجع البصر كرة أخرى إلى أنفسنا، فنراها المسكينة، المضطهدة، مغتصَبة الحقوق، التي تؤكل حقوقها فلا ترى من الخير شيئا، بينما لو صححنا النظرة، وأنصفنا، وقلنا حقا، لعرفنا في أنفسنا تقصيرا عظيما في "الواجب" مع مطالبة مستمرة بالحقوق ...

نعيش في مجتمع، مختلفة أطيافه، متفاوتة عقليات أفراده، نعم أعلم أنني كلما قلت مثل هذا، ردّ عليّ الكثيرون بإلقاء اللوم على أرباب السياسة وإدارة أحوال البلاد، وانهالوا شتما وقدحا، وذكرا لمساوئهم، ولانتهازيتهم، ولكذبهم على الشعب، وللهثهم خلف مصالحهم، ولأكلهم حقوق الشعب ...
أعلم كل هذا .... ولكنني أقول ما قاله الحسن البصري يوما "لا تسبوا ولاتكم فإنهم منكم " ...أي أنّهم خرجوا منكم، هم كما أنتم، لو صدقنا لعرفنا الباطل في أدناهم مرتبة كما في أعلاهم، إن الموظف البسيط ليستسهل أن يأتي بالأوراق والأقلام من عمله الإداري لأولاده بغير وجه حق، ليوفر على نفسه، فلا يشتريها من حرّ ماله، وماذا في ذلك؟؟ والفتوى الذاتية هي الصادع الأول في عالم النفس التي تهيّئ لصاحبها البراءة من كل إثم: وماذا في ذلك إنها أموال الدولة وهي من الشعب وإلى الشعب ....! وكأنه هو كل الشعب....!
ولعرفنا الممرّض البسيط وهو يُخرج من المستشفى حقناً وعبوات سيروم، وقطنا، لمن يحب، ومتى أحب... ثم تجده في يوم قريب ما واحدا من المندّدين المتظاهرين الحاملين رايات كتب عليها : "نطالب بحقوق الطبقة الكادحة في السلك الطبي" !!... لا لا بل ربما كان مُشعل فتيل المظاهرة الأول ....
أين الواجب بمقابل الحق المطلوب، والذي لا ينفك مطلوبا ؟؟
"لقد عققته قبل أن يعقّك" هذه الجملة التي قيلت لمن جاء يشكو عقوق ابنه، فتبيّن أنه لم يقم نحوه بواجبه ليطالب بحق الطاعة ....
تلك الأم التي قد غدت تشتكي فساد ابنها، وتَمُرّسَه على السرقة، فما عاد ينجو منه أحد، وهي التي زغردت يوم سرق بيضة وهو صغير غرير ، وطارت فرحا بابنها الذي أصبح يعرف التحايل ...!
celui qui vole un œuf volera un bœuf
أو تلك التي تفرح حينما يقول ابنها الصغير كلمة فُحش، "سعدي بابني عاد يعرف يتكلم"

يتبع.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب