الفرق بين الاقتناع واليقين
منقول من حساب دكتور حسام الدين حامد على Ask
لدي مشكلة كنت ملحدة واسلمت من سنتين وانا احاول التغير والاتزام.. لكن تلك الافكار والشكوك والشبهات الالحادية تظل تدور فداخلي ولاتتنهي حتي ان عدت لي قرآة الردود و مقتنعة بها .. لايتغير شيء لاتذهب عني تلك الافكار وكأنها مسلطة عليا غصبا قهرا .تأرق حياتي. :-( تعبت من هذا ساعدنى .
عندما كنت في بداية عملي الجراحي، كان بعض الأساتذة عندنا من الجيل القديم المعادي للتجديد يرفض المناظير وكلما قابلني أعطاني محاضرة عن كون المناظير مثل الأتاري والبلاي ستيشن وإن الجراحة هي الفتح ..كنت أسمع منه، وفي نفس الوقت أرى أساتذة آخرين يعظمون من شأن المناظير، عندما بدأت أقرأ وجدت أن الكل يعظم من شأن المناظير، ولكني كلما قابلت الأستاذ المعادي للمناظير وأسمع منه أجد في نفسي ضيقًا من اختيار طريق المناظير .. كان يصر على زرع بغض المناظير في نفسي لأنه كان يرى ولعي بالتقنيات الحديثة وكنت كثيرًا ما أقع في حيرة بسبب كلامه في بداية نيابتي الجراحية .. متى انتهت حيرتي؟؟ عندما انتقلت من مرحلة الاستماع والقراءة إلى الممارسة! عندها صار كلامه لا يشكل أدنى أهمية بالنسبة لي، وصارت الأمثلة التي يضربها لي مجرد سوء تطبيق لاستعمال المناظير أو سوء فهم منه هو ليس أكثر..
دا الفرق بين الإقناع واليقين .. ممكن بالجدل والكلام والمناظرات والردود تقتنعي، لكن اليقين يحتاج شيئًا فوق الإقناع، أنت في حاجة ملحة لأن تجتهدي في العبادة، وسيساعدك على ذلك في بداية أمرك الصحبة الصالحة، استغلي هذه الأيام في الصلاة والدعاء والقيام وقراءة القرآن بقدر ما تستطيعين، الله كريم وإن طرقت بابه ستجدين عطاءً تخجلين بعده..
الله شرع العبادات ليربط على قلوب عباده، لو كان الدين مجرد عقائد في متونٍ تُحفظ لملت القلوب ولكثرت الوساوس، لكن القلوب في حاجة للتعاهد الدائم، وهذا من أهم ما يميز الأديان عن الفلسفات، وهذا من أهم ما يميز طريقة الوحي عن غيرها من الطرق، تجدين الأوامر بالصلاة والزكاة والصدقة مبثوثة بين آيات الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر، دعك من تلك الأفكار التي تعرفين إجاباتها، أنت لست في حاجة لإجابات تعرفينها بالفعل، كل القضية أن قلبك ظمآن لليقين لا الإقناع وأنت تكررين تقديم المشروب الخطأ!