للإضافة، بخصوص مفاد التأكيد ب"لن" للزمخشري، أوردها في كتابه "الأنموذج في النحو"
وهذا القول له معروف في أوساط النحاة. كما أنه ذكر معنى الاستحالة والتأبيد والتأكيد للنفي في كتابه للتفسير "الكشاف"
هذه صورة من كتابه "الأنموذج" يذكر فيها لن على "التأكيد في النفي"ومن كتابه الكشاف يذكرها على الاستحالة والتأكيد، أورد منه أمثلة هنا تستطيعين العودة إليها في مكانها:
1- {وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا لا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ". -هود: 36-
"لن يؤمن "
إقناط من إيمانهم وأنه كالمحال الذي لا تعلق به للتوقع "إلا من قد آمن "إلا من قد وجد منه ما كان يتوقع من إيمانه وقد للتوقع وقد أصابت محزها "فلا تبتئس "فلا تحزن حزن ما يقسم الله فاقبل غير مبتئس منه واقعد كريماً ناعم البال والمعنى: فلا تحزن بما فعلوه من تكذيبك وإيذائك ومعاداتك فقد حان وقت الانتقام لك منهم .
2-" يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ".
" لن " أخت " لا " في نفي المستقبل
إلا أن " لن " تنفيه نفياً مؤكداً وتأكيده ههنا الدلالة على أن خلق الذباب
منهم مستحيل مناف لأحوالهم كأنه قال: محال أن يخلقوا .
3- "قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ"-المائدة:24-
" لن ندخلها "
نفي لدخولهم في المستقبل على وجه التأكيد المؤيس. و " أبداً " تعليق للنفي المؤكد بالدهر المتطاول.
وهناك أمثلة أخرى له في تفسيره لدور "لن" مع آيات أخرى، لا أحصرها هنا.
وعلى هذا فإن تعبيراته كلها هنا تفيد ما أراد من الاستحالة ب "لن"، والمؤكد على الأقل هو ذكره لإفادتها التأكيد .
وللأمانة، وكما ذكرت أعلاه، فإن علماء نحويين غيره يقولون بالتأكيد في النفي وإن لم يقولوا بالتأبيد، وعلى هذا فإنهم بهذا مجمعون على أن "لن" تفيد تأكيد النفي، والذي لا تفيده "لا" التي تنفي هي الأخرى ولكن بنحو أخف.
والله تعالى أعلى وأعلم.