وأنت تقرأ "آل عمران" هل تراءتْ لك ملامح "التثبيت" ؟
هل تُراك تأملتَ أولها إذ يحذرنا الله تعالى من الشهوة التي تأخذ للشبهة ؟
تلك الشهوة التي إذا فاقت حدود الطبيعي انقلبت "انبهارا" بما عند الآخر، بتَرَف الآخر، برغد عيش الآخر، وما بلغه من أسباب العلوّ في الأرض، حتى يغزو الانبهار النفس، فيأخذ صاحبه للشبهة التي تؤدي في حالات كثيرة إلى التشكيك في دينه وهو يرى الأمة لا تعرف ذلك الرّفاه والترف بل تعيش مرحلة من الضعف شديدة ... !
تأمل كيف تحذّر آل عمران من هذا السبيل...
تأمل كيف نزل فيها "العلم" بالحقائق التي علم الخبير العليم سبحانه أن أصحابها الذين حوّروها وحرفوها سيأخذون بها المؤمنين، فزوّد المؤمنين بها في آل عمران...
حقيقة عيسى عليه السلام، حقيقة مريم، حقيقة إبراهيم عليه السلام...
حقيقة دعوة الأنبياء، ووحدتها... بيان باطل ما عند أهل الكتاب، وأن الحق في كتاب المؤمنين...
بيان أن الرسالة أصبحت على عاتق أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو سبحانه يذل من يشاء ويعز من يشاء... في إشارة إلى أن رسالة الإصلاح في الأرض قد غدت على عاتق أمة محمد، من بعد ما فشل أهل الكتاب في أدائها ...من بعد ما حرفوا الحق الذي أنزل على أنبيائهم، وعصوا، واعتدوا، وعتوا...
"العلم" الذي يجب أن يتزود به المؤمن حتى لا يزيغ، وحتى لا يتلاعب به أهل الكتاب بأكاذيبهم وتحريفاتهم...ليثبت...
ملامح التثبيت في "آل عمران" بدتْ لي واضحة جليّة ... حتى سمّيتُها "سورة التثبيت" ...
ومدرسة أُحُد، وهي تشغل قسما كبيرا من السورة ...
هل تساءلتَ عن علاقة ورودها بتفاصيلها، من بعد بيان حقائق عيسى وإبراهيم عليهما السلام، وبيان باطل مساعي أهل الكتاب، وطرقهم لتحقيق هدفهم من ردّ المؤمنين عن دينهم ... ؟
هل تساءلتَ ؟
ثم هل تساءلتَ عن الرابط بين الغزوة مع بداياتها يتخللها النهي عن الربا، وأكله، والحث على كظم الغيظ والعفو، والإنفاق، في فاصل يبدو لمن لا يتساءل عن الروابط فاصلا
ثم تعود بعدها تفاصيل الغزوة...
هل تساءلتَ عن الرابط بينها، وبين هدف السورة "التثبيت" ؟ ...
وهذا غيض من فيض ...
على هذه الشاكلة فلتكن قراءتنا للقرآن ...
وإنه لعظيم عظيم عظيم ... لو أننا نحسن القراءة ...