المحرر موضوع: الرجال على الأرض والنساء فوق السحاب !  (زيارة 12790 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
(١)

تذكرني طباع المرأة بالجو في تركيا، جميل وبديع ولكنه مجنون !
ففي لحظة ينقلب الجو الصافي ويبدأ الرعد والعواصف وتنقلب الأمور رأسا على عقب، ثم ساعات أو أحيانا دقائق وكأن شيئا لم يكن !!

وفي عالم الإنترنت ومواقع التواصل تحتل المشاركات ذات الطابع التوضيحي لطبيعة الاختلاف بين الذكر والأنثى اهتماما واضحا، خاصة بين غير المتزوجين !
وهذه ليست مفارقة في بلدان بلغ فيها سن الزواج الثلاثين من العمر، على الرغم من الأحوال النفسية المتردية والتأجيج المستمر للعاطفة والشهوات في كل وقت أو مكان.

أما بعد الزواج، فالكثير من عدم الاستقرار والصدمات والمشاكل التي لا تتوقف عند الزوجين فقط، وإنما تمتد غالبا لعوامل خارجية أخرى متعددة.

وتظل العبارة المترددة قبل كثير من حالات الطلاق أنها تحبه وأنه يحبها ولكن لا يوجد حل آخر غير الانفصال.
وعلى الرغم من تعاطي المجتمعات العربية بشكل سيئ للغاية مع قضية الطلاق وأن هذا في حد ذاته يدل على مدى تفاقم الأمراض الاجتماعية في مجتمعاتنا،
إلا أن هناك بضعة عقبات فعليا تجعل من استمرار الزواج أمرا منهكا جدا حتى مع الحب.

وللأمر كما يتكلم الكثيرون ارتباط بطريقة تباين شخصية كل من الرجل والمرأة، إلا أنه لا يتوقف عند ذلك، فما يسبب الصدع غالبا أمور أخرى.

وبداية، فإنه لا يوجد وصف او شرح واحد يجعلك تفهم شريكك، وليس معنى أنك قرأت كتاب "النساء من الزهرة والرجال من المريخ"،
أو أخذت بعض الدورات التأهيلية قبل الزواج، أنك هكذا صرت جاهزا، وتنتظركما حياة سعيدة !
فهذه الأمور على الرغم من فائدتها، إلا أنها قد تأتي بنتيجة عكسية تماما !

وأول النقاط التي يجب ان يعيها كل متزوج او مقبل على الزواج، أن القاعدة الوحيدة في الزواج أنه لا توجد قاعدة !
قد يختلف الأخوة الذين تربوا معا في الصفات والشخصية وفي الميول وطرق التفكير، فما بالك بملايين البشر من مختلف البيئات !

إن إدراك هذه النقطة هو اللبنة الأساسية التي يمكن للجميع أن ينطلق منها، ولكن فيما بعد ذلك، لا يوجد إلا تلميحات ونصائح عامة لا أكثر.
أما الطريق نفسه، فأنت فقط من تستطيع رؤيته بشكل كامل..


يتبع إن شاء الله.
« آخر تحرير: 2015-10-25, 03:57:11 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
(٢)

اعرف نفسك أولا قبل أن تعرف شريكك !

هل كل منا يعرف نفسه حقا؟ ولا أقصد طبعا الأماني والحكايات التي نتداولها عن أنفسنا وتطلعاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي،
إنما هذا المكان الدفين في أعماقنا، والذي نحاول أن نخفيه حتى عن أنفسنا..

أكثر الزيجات تتدمر بسبب أننا نختار لأنفسنا بناءا على ما تتمناه أو يبهرها، وليس بناءا على واقعها.
فالشاب الذي يختار زوجة صاحبة قضية ورسالة، ليس عنده أي استعداد أن يتفهم ما تفرضه عليها تلك القضية في طبيعة حياتها.
في حين أنه قبل الزواج يبدي استعداده ليس فقط لتفهم أهدافها، بل وحتى دعمها فيها.

ولكن ألم تلاحظ هي الأخرى الشرط الذي أخبرها به في حديثهما الدافئ ذلك؟
بلى، قد استمعت اليه وهو يخبرها أنه لا يعارض أي شيء مادام لا يشغلها عن رعاية بيتها وأسرتهما.
واكتفى كل منهما بابتسامة حالمة أوحت لكليهما بسراب التناغم والتوافق.

لم يكن أحدهما صادقا مع نفسه، فلا هو يستطيع أن يتنازل عن جزء من راحته، ولا هي تستطيع الوفاء بذلك الشرط الذي وافقت عليه.
ومن هنا تبدأ بذور التعب ..
« آخر تحرير: 2015-10-25, 03:56:50 بواسطة جواد »

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
سبحان الله. .هي طبيعة البشر..يعدون ربهم إن آتاهم مطلبهم أن يفعلوا ويفعلوا وبعدما يحصلون على ما تمنوا يعصون الله وينسونا وعودهم...إذا كان هذا حالهم مع خالقهم فما بالكم بما يفعلون إذا وعدوا غيره !
عندما يكون االأزواج أو الزوجات يحلمون بتلك الحياة الوردية يعدون بعضهم صادقين أن يضحوا ويبذلوا قصارى جهدهم للعيش بتلك الحياة السعيدة المطمئنة التي يحلمون بها..ولكن بعد الزواج وعند التطبيق تظهر الخﻻفات والعناد لأنهم ضمنوا وجود الطرف الآخر وأصبح الحلم حقيقة وأصبح التركيزعلى أمنيات وطموحات أخرى تنافس الطموح السابق الذي لم يكن له منازع (الحصول على الطرف الآخر)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم

وأول النقاط التي يجب ان يعيها كل متزوج او مقبل على الزواج، أن القاعدة الوحيدة في الزواج أنه لا توجد قاعدة !


موضوع جيد، وطريقة السرد فيه مشوقة ومتنوعة..

أسجل حضوري باهتمام 
::ok::
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
سبحان الله. .هي طبيعة البشر..يعدون ربهم إن آتاهم مطلبهم أن يفعلوا ويفعلوا وبعدما يحصلون على ما تمنوا يعصون الله وينسونا وعودهم...إذا كان هذا حالهم مع خالقهم فما بالكم بما يفعلون إذا وعدوا غيره !
عندما يكون االأزواج أو الزوجات يحلمون بتلك الحياة الوردية يعدون بعضهم صادقين أن يضحوا ويبذلوا قصارى جهدهم للعيش بتلك الحياة السعيدة المطمئنة التي يحلمون بها..ولكن بعد الزواج وعند التطبيق تظهر الخﻻفات والعناد لأنهم ضمنوا وجود الطرف الآخر وأصبح الحلم حقيقة وأصبح التركيزعلى أمنيات وطموحات أخرى تنافس الطموح السابق الذي لم يكن له منازع (الحصول على الطرف الآخر)

نعم أختي الكريمة، ولكن الأمر هنا مختلف، لأن الزواج هو شراكة بين اثنين قد تنفض في أي وقت، وهذا ما يغيب عن كثير من المتزوجين،

وأتفق معكم أن لكل منا آمال وطموحات تعلوا واقعه الحالي، وإلا ما تم تصنيفها على أنها طموحات !
لكن النقطة الأساسية هنا تتعلق بالخطوات الجدية التي تثبت السعي الحقيقي لها.
فمن كان أمله مثلا أن يمتلك سيارة فارهة ثم هو لا يبحث عن طريقة لزيادة ربحه والادخار المناسب لذلك، فهو واهم ومخادع.

وهذا ما أتحدث عنه من الصدق مع النفس، فلا تدعي أنك تريد تحرير الأقصى وأنت لا تهتم أصلا اذا قمت لصلاة الفجر أم لا، ولا تحزن إن قصرت فيها أو تسعى بجد لتعديل ذلك.

لهذا فإن الوعد الصادق هذا بالتضحية والبذل لا يكون صادقا إن لم يقابله محاولة وجهد، وليس مجرد كلام على ورق.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر

وأول النقاط التي يجب ان يعيها كل متزوج او مقبل على الزواج، أن القاعدة الوحيدة في الزواج أنه لا توجد قاعدة !


موضوع جيد، وطريقة السرد فيه مشوقة ومتنوعة..

أسجل حضوري باهتمام 
::ok::

أهلا بك أخي فارس، والأمر أشبه بخواطر، فعساك تشاركنا بخواطرك أيضا :)

غير متصل زمرد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 994
  • الجنس: أنثى
متابعه بإذن الله
اللهم اهلك الطغاة واتباعهم اللهم اهلكهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم اليوم اليوم اليوم ولا تؤخرهم يارب .. ياااارب ارزقنا الشهادة واذقنا حلاوتها انك على كل شيء قدير ...

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
متابعه بإذن الله
أهلا بكم أختي الكريمة،،

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
(٣)
اعرف شريكك الذي ترتبط به، لا الذي تتمناه !

في مرحلة العقد وقبل البناء، تنكشف الكثير من الطبائع والصفات ولكن في خضم فوران عاطفي قد يحجب العقل عنها.
ويبدأ مخزون الأحلام والخيالات الذي تم حبسة لسنوات طويله في الخروج إلى عالم بيني بين الواقع والخيال!

وتبدأ المشكلة الحقيقية حين يكون لكل طرف عالم في اتجاه مختلف عن الآخر،
فهو يحب أن يستمتع بحياته ويحقق نجاحاته في المجالات التي يهواها، وهي منشغلة بهموم الأمة ولا يكف عقلها عن التفكير في واجبها تجاهها،
لكن هذا لا يظهر قبل الزواج على هذا النحو !

فهو أيضا يتابع الأحداث الجسام وقد يشارك فيها، لكنه أمر مرحلي كمن يأخذ شهرا أجازة من عمله كل عام.
ولهذا فهو فعليا يستطيع أن يشاركها الحديث عن هموم الأمة وتشعر بإمتزاج همومهما معا في تلك اللحظات.
وهي لا تريد أن ترى الصورة الحقيقة التي تزعجها، وإنما تحب أن تبقي على ذلك الإحساس الذي شعرت به يملأ كيانها دفئا.

وهو، ما إن سمع منها أبيات شعر الغزل تلك، ورأي تلك الورود التي تحرص على وجودها دائما، حتى رقص قلبه فرحا،
وما أسعده حين حكت له عن حبها للمغامرة واللعب، والسفر والتجوال، فهي حقا لم تكن تصطنع ذلك..
لكنه لم يرد للصورة الكاملة أن تفسد حالة النشوة التي يعيشها، وسعادته بذلك الشعور الذي يخبره أنه وجد أخيرا نصفه الآخر تماما !!

وبعد الزواج، ينفذ وقود أرض الأحلام..

كثير منا لا يدرك هذا الإختلاف إلا متأخرا، وإن أدركه مبكرا، يظل على أمل أن يلتقيا في منتصف الطريق..
لكن منتصف الطريق هذا، قد لا يأتي أبدا، فكل مسافر يتحرك في اتجاه مختلف.
ولهذا، ليس من العدل ان نبني تصورا عن إنسان من مجرد معرفة صفاته وفقط، وإنما الأهم هو الواقع الحياتي الذي ينطلق فيه.

فالفتاة الرقيقة ذات الإحساس المرهف، لا يجب أن تكون أولوياتها بالضرورة هي الاستمتاع بالحياة وملذاتها، فقد تحمل بين جوانحها قضية يعجز عن حملها كثير من الرجال.
والأولى بها وبمن يرتبط بها أن يفهم ذلك الشق الثاني منها، لأن الشق الأول سيأتي بعد الشق الثاني لا قبله.

وأجمل ما في الأمر أن تكون أهدافهما ونمط حياتهما في مسار واحد وإن لم يكن متماثلا،
فيسهل التلاقي، وينمو الحب.
أما أكبر الأخطاء، أن يتظاهر أحدهما أنه في نفس قارب الآخر، ثم يأتي واقعه وحاله بعد ذلك مخالفا لما أبدى وأظهر..
« آخر تحرير: 2015-10-29, 18:09:45 بواسطة جواد »

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
يلخص ذلك المثل القائل )(يتمسكن حتى يتمكن ) .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
 الرقيقة ذو الإحساس المرهف، لا يجب أن تكون أولوياتها بالضرورة هي الاستمتاع بالحياة وملزاتها، 
لو يتم تصحيح الأخطاء مثل:
ذات الإحساس..ﻻ يجوز...وملذاتها..



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
الرقيقة ذو الإحساس المرهف، لا يجب أن تكون أولوياتها بالضرورة هي الاستمتاع بالحياة وملزاتها،
لو يتم تصحيح الأخطاء مثل:
ذات الإحساس..ﻻ يجوز...وملذاتها..

جزاكم الله خيرا، تم التعديل.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
يلخص ذلك المثل القائل )(يتمسكن حتى يتمكن ) .

حقيقة لم أقصد هذا المعنى الذي يدل على أن هناك خديعة مدبرة ومقصودة، وإن كان هذا احتمال قائم.

لكني أحسب أن غالب الأمر هو قصر نظر، ونمط حياة لكثير من المجتمعات العربية التي تعتمد على كثرة الكلام والأحلام، وقلة الفعل والبذل.

والنتيجة في النهاية واحدة.

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
نعم أفهم أخي الكريم ما تقصده ..ولكن ألخصه بالمثل لأن كليهما يوافق ويماشي  الآخر في فترة الخطوبة لأنه هدفه اﻻوحد وقتها الارتباط بالآخر وعندما يحصل عليه يبدأ يفكر ويدافع عن طموحاته وأفكاره السابقة..
متابعة بإذن الله. .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
(٤) لكل شيء هدف وغاية.

على الرغم من بساطة هذا المفهوم وحقيقته الساطعة، إلا أنه غائب دوما عن كثير من الناس، خاصة المقبلين على الزواج.
فواقعيا، الزواج في زماننا هو أمر روتيني لا يختلف عن أي عادة أخرى نقوم بها، وهذه مشكلة كبيرة للغاية.

وفي بداية الارتباط يكون تأثير الإنجذاب الفطري بين الرجل والمرأة في ذروته، فيندفع كلاهما إلى الزواج لتحقيق نفسه عاطفيا وجسديا،
ثم لا تلبث الأمور بالتغير بعد بضعة أشهر من بداية الزواج، وهو ما نسمعه كثيرا من أن فلانا تغير أو فلانة لم تكن هكذا !
وقد لا يكون الحل بينهما سوى الانفصال، ولهذا أيضا تحرص كثير من العائلات على تعقيد قرار الانفصال بالالتزامات المادية.

وبما أن الوقاية دوما أفضل من العلاج، فالأولى أن يتم حسم الأمور العقلية الأساسية قبل الزواج، وفي مرحلة العقد مثلا،
لكن الواقع يقول أن كمية المشاكل التي تحيط بأي اثنين مقبلين على الزواج، تجعل هذه النقطة آخر ما يفكران فيه !
والمشتتات هنا متنوعة ومختلفة، فمن نقاشات مادية إلى نقاشات في تفاصيل التجهيز للبيت والعرس، بل واشتراطات الدراسة أو المعاملة.
وهو جزء من واقع أمتنا المؤسف، فنحن لا نخطط أبدا لشيء من واقع أهداف وغايات، وإنما نتعامل بشكل مباشر مع معطيات في إطار وضع مسبقا من المجتمع والأهل والأقرباء والإعلام.

إن أحد أهم أسباب الاختلاف بين الأزواج هو أن يكون أحد الزوجين خارج هذا الإطار المعد مسبقا،
ولهذا فإن أغلب الكتب التي تتناول طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة لا تتعرض لهذه النقطة المحورية، خاصة إذا أضفنا المنطلق الإسلامي فيها.

الأصعب، أن نضيف عاملا آخر يزيد المعادلة تعقيدا، وهو عامل الأهداف والغايات.
وأولى خطوات معالجة المعادلة تلك هو الحديث الواضح من البداية، حتى من قبل الزواج والارتباط.

ولنتخيل مثلا شابا في بداية لقائه بعروسه المحتملة، يحدثها عن أهدافه من الزواج وغاية وجوده في هذه الحياة، وطبيعة حياته الصعبة نتيجة الطريق الذي اختاره لنفسه،
الكارثة هنا، أنها تزداد اعجابا به !
هي لا تنظر لنفسها على أنها جزء من المعادلة، ولا أن هذا كله صعب عليها، ولا أن غاية هدفها أن تعيش في سعادة وحب، قد يتعارض مع هذا الكلام.
فإذا ما تزوجا، بدأت الاختلافات تظهر والفروق تزداد وتتسع.

لهذا فإياك أن تصيغ هدفك على هدف شريكك، اذا لم يكن هذا الهدف هو هدفك على الحقيقة من قبل أن تلتقيه.
« آخر تحرير: 2015-10-30, 10:58:34 بواسطة جواد »

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
فما يسبب الصدع غالبا أمور أخرى..

أكثر الزيجات تُدمر بسبب أننا نختار لأنفسنا بناءً على ما تتمناه أو يبهرها، وليس بناءً على واقعها.

ومن هنا تبدأ بذور التعب ..

تبدأ المشكلة الحقيقية حين يكون لكل طرف عالم في اتجاه مختلف عن الآخر،

بعد الزواج، ينفذ وقود أرض الأحلام..

لكن منتصف الطريق هذا، قد لا يأتي أبدا

 أن يتظاهر أحدهما أنه في نفس قارب الآخر، ثم يأتي واقعه وحاله بعد ذلك مخالفا لما أبدى

أهم أسباب الاختلاف بين الأزواج هو أن يكون أحد الزوجين خارج هذا الإطار المعد مسبقا،

الكارثة هنا، أنها تزداد اعجابا به !


عبارات مميزة، تأتي في سياقها السردي البديع لتضفي لونا من دراما الحدث داخل معركة الحياة الزوجية، وتصفح ببلاغة وإيجاز عن مكنون تلك الاحداث المتصارعة..

أجل أجل..

بينما كان ذلك الفتى اليافع يجد نفسه منقطعا عن حياة مرتبة وبيت مستقر وطعام سائغ ونفس هادئة راضية .. كان يسعى جادا ليجد زوجة تسعده في كل ما يزعجه نقصه، إنه كان يرسم كل جميل في حياته عليها، ويبني كافة أحلامه وتطلعاته على وجودها، وينتظر عصاتها السحرية لتغير مجرى حياته البئيس..

إنها أيضا تلك الفتاة الوديعة المرهفة، لطالما انتظرت طويلا ذلك الحلم البديع أن يتحقق، أن تخرج من قيد الأسرة وضوابطها، وتحلق في فضاء الزوج المثالي، إنها تنتظر قصائد الغزل المنمقة والحديث المسهب في الثناء والمدح، كما تنتظر نعومة العيش ووفرة المشتهيات، والتنزه في كل مكان والسفر والترحال، وربما فكرت في كل شيء إلا أن تكون زوجة !! إنها تريد زوج يسعدها ويحقق أحلامها فقط..

إن أحدا مقبلا على الزواج ـ حقيقة ـ يخلو تفكيره تماما من رغبات الآخر ومراداته، وإن علمها فهو ممتلئ الذهن برغباته هو فقط، ويعيش حلمه البديع في كيفية تحقيقها.. ويمني نفسه أن كل شيء سيكون على ما يرام، ويبعد عن تصوره كل شيء قد يعيق الحياة بينهما..


إن صدمات الواقع في هذا الحال تكون أسرع وقوعا وأعمق أثرا..

إن أسعد تلك الحالات حظا التي تستمر ولا تعرف من حقيقة الزواج إلا الاستمرار، إنهما يبدعان في أن يعمل كل واحد منهما ما يريده، المهم أن يفعل ذلك قد المستطاع دون تدخل شريكه الذي يفسد عليه كل شيء دائما !!



في هذا السياق مسرحية إذاعية قد تنال إعجابك باسم (معجزة الحب)

يمكن سماعها عبر ذلك الرابط:

https://archive.org/details/P2-Dra-LovelyMiracle
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
سامحك الله أخي فارس، إنما هي مجرد خواطر لا أكثر..

وعلى الرغم أنني أتفق معك فيما ذكرت، إلا أنه تبقى هناك حالات، لا تكون المشكلة فيها هي السعي لرضا الطرف الآخر،
وإنما مشكلة أعمق تتعلق بأسباب الوجود في الحياة ذاتها، فكم رأيت من محبين يتمنى أحدهما أن يفدي الآخر بنفسه،
ولكن كل منهما يسير في طريق مختلف. وهي إشكالية معقدة حقا ولكنها موجودة في مجتمعات المتدينين على وجه الخصوص.
« آخر تحرير: 2015-10-31, 15:05:56 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
(٥) السلبية القاتلة.

وهذه إحدى معاول الهدم الشديدة التي تهدد الزواج والحب في آن واحد !
وظاهريا، قد يكون الكلام التالي أو السابق يندرج تحت تصنيف مشاكل الزواج، ولكنه حقيقة ناتج من اختلاف الاهتمامات بين الرجل والمرأة بالأساس.
والسلبية التي أقصدها هنا لها أنواع متعددة، كلما اجتمعت سويا، كلما كان خطرها أشد.

- سلبية التواصل.
كثير منا يعرف تلك العادة عند أغلب النساء، يراها زوجها متجهمة او حزينة فيسألها "ما بك؟" فترد عليه "لا شيء"!
وهذا الرد يسعد قسما من الرجال لأنه سيواصل ما كان يفعله ويعتبر الأمر قد انتهى.
أما القسم الآخر، فسيفسر هذا بأنه نكد او جفاء ! وما إن يتكرر الأمر بضعة مرات حتى تبدأ مشاعرة بالفتور تجاه زوجته !!

والعجيب حقا، أن كثير من النساء يعتبرن هذا التصرف حرصا على راحة الزوج، وربما قد قرأن في كتاب ما أن الرجال يبغضون الثرثرة!
والأعجب أنهن غير قادرات على التفرقة بين الثرثرة والمشاركة الوجدانية للمشاعر والهموم،
فالرجل لا يحب مثلا أن يعرف الدرجة اللونية لمشبك الشعر الذي كانت ترتديه العروس في زفافها، فهو أصلا لا يعرف من الألوان أكثر من ٦ .

لكن حين تكون هناك مشكلة يظهر أثرها على زوجته، حتى ولو كانت مما يعتبرها الأزواج مشاكل ساذجة بين النساء،
إلا أنه سيهتم بالاستماع لزوجته، وإذا كان من الشخصيات العاطفية، فسيستمع للتفاصيل ويعلق عليها ليواسي زوجته.

مصيبة أخرى هنا، هي مواقع التواصل الاجتماعي، فكلا من الزوج والزوجة يفرغ فيها همومه وخواطره، سواء على العام أو مع صديق مقرب على الخاص،
والنتيجة في كلا الحالتين ازدياد الجدب في أرض التواصل بينهما، حتى قد يصل الأمر لفقد الرغبة في الاستماع أو الكلام.

والمثير للسخرية هنا، أن كثرة الكتب التي تتحدث عن اختلاف طرق التواصل والتعبير عن المشاعر بين الرجل والمرأة وحرص المقبلين على الزواج على قراءتها، غالبا ما تكون سببا في اضعاف قدرتهما على التواصل الإيجابي بينهما !

فأحدهما أو كلاهما يصدق ما قرأه في الكتب أو سمعه من نصائح على ما يراه ويشعر به في شريكه !
فهي تمسك لسانها طوال الوقت حتى عن أكثر الأمور التي تؤرقها، وهو ينتظر أن يسمعها تحكي وتتكلم وتثرثر، ويمهد نفسه لكل هذا.
ولنا أن نتصور الحال اذن، كمن يصدق التلفاز ويكذب عينيه.

ولهذا لا بد لأي علاقة زوجية ناجحة أن تتبنى القاعدة الأساسية التي بدأنا بها حديثنا هنا "القاعدة الوحيدة في الزواج، أنه لا قاعدة".
ونعم، من الجميل أن يفهم كلا الزوجين الآخر دون أن يتكلم، ويدرك متطلباته دون أن يتكلم، لكننا نتعجل جدا هذه المرحلة.
فالرجال خاصة، لا يحسنون هذه الأمر بسهولة، ومن العبث والتهور أن يتم تجنب الصراحة في بداية الزواج بحثا عن ذلك.

فالزواج ليس علبة مغلقة يمكن الحصول على كل محتوياتها بمجرد فتحها،
إنما كالبذرة الضعيفة التي ترمى في تربة مليئة بالمعوقات، وتحتاج من صاحبيها كل البذل والرعاية والصبر.


يتبع إن شاء الله..

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
موضوع شيق حتى مع كوني أعتبر نفسي من القواعد يعني الموضوع مش تبعي خالص ::)smile: إلا أني أحب أن تكمله. هيا يا جواد أكمل
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
أضحك الله سنك أختي سيفتاب :)..


ننتظر المزيد. ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co