المحرر موضوع: بائعوا الوهم.  (زيارة 7688 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
بائعوا الوهم.
« في: 2015-10-17, 19:57:50 »
بسم الله الرحمن الرحيم.

موضوع ذو شجون.. أكتب فيه على مهل إن شاء الله.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: بائعوا الوهم.
« رد #1 في: 2015-10-18, 04:23:02 »
هل قام أحدكم يوما بشراء جهاز الكتروني ذو ماركة معينة من متجر ما بسعر أقل كثيرا مما هو مألوف عنه؟
ثم وبعد ذلك تعطب الجهاز سريعا او احترق وتسبب في مشكلة أكبر بكثير من قيمته، كتلف شبكة الكهرباء في البيت، أو تلف جهاز آخر معه؟

ترى، على من يقع الذنب هنا؟ هل على التاجر الذي باع بضاعة مغشوشة؟ أم على المصنع الذي قام بصناعة بضاعة مقلدة؟
أم على المشتري؟ أو المشترين الآخرين الذين ربما تعرضوا لنفس المشكلة ولم ينبهوا عنها؟
أم ربما على الحكومة وأجهزة حماية المستهلك التي لا تقوم بعملها جيدا؟

أليس من المنطقي بعد ذلك أن نجد بعض الناس تتجنب نوعية المنتج هذه وتشكك فيها من الأساس نتيجة ذلك؟

على من يقع اللوم هنا؟

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: بائعوا الوهم.
« رد #2 في: 2015-10-20, 20:12:13 »
على مدار سنوات طوال احتكر بعض الشيوخ وبعض الجماعات فهم الإسلام من منظورهم الخاص، ثم حين حانت المعركة انكشف غطاء الفقر والإفلاس.

وصارت الخيارات المطروحة أمام الجيل الجديد المتقاعس عن البحث الحقيقي بنفسه، إما إسلام غربي على طريقة الإخوان في الخمس سنوات الأخيرة، ومن على طريقهم، أو الإنحراف الفكري والمغالاة على طريقة داعش ومن على شاكلتها.

إلا أن الذنب هنا لا يقع فقط على من قام ببيع بضاعة مزيفة، فالكل هنا جناة والكل ضحايا في آن واحد.

فأفكار الإسلام الأمريكي كما سماه سيد قطب رحمه الله، لم تكن لتذهر إلا بين أفراد راغبة في الدنيا وخاضعة لبريقها، وإن ادعت غير ذلك.
كذلك ما كان لينتشر فكر داعش بين الشباب إلا لرغبتهم في حلول سهلة سريعة لا صبر فيها ولا تربية حقيقية طويلة.

لكن أصعب ما في القضية أن يدرك المريض أنه مصاب، وهذه لا ينالها متعال أو مغرور.
ولهذا يتشبث الكثير بدوره الكاذب الذي يقنع به نفسه، وتظل حلقة البيع كلها نشطة، وقد اختار أفرادها جميعا بإرادتهم ان يتعاملوا بالزيف بدلا من الأصل.

ولهذا كذلك، نشطت تجارة الوهم، وصار لكل تخاذل وانحراف تبرير وتأصيل، حتى وجدنا دينا جديدا ما أنزل الله به من سلطان.

« آخر تحرير: 2016-04-24, 21:49:23 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: بائعوا الوهم.
« رد #3 في: 2015-10-22, 10:59:36 »
لنعد إلى البداية، بداية الجيل الحالي من مواليد الثمانينات، الجيل الذي انهار كل شيء على رأسه ليكتشف أنه يحتاج أن يبحث عن كل شيء من جديد.

لكنه في الحقيقة لم يبحث، لقد اكتفى في نهاية الأمر بالسير على الطريق الذي ظل ينعته بالجبن والتخاذل في مقتبل حياته.
لقد دمرت الصدمة كل معتقداته تقريبا، حتى وإن حاول البعض اخفاء ذلك بالتنظير والنقاشات على الإنترنت.
إلا أنها لم تكن صدمة في النظم القمعية التي تحكمنا، بل صدمة في الأهل والأصدقاء والمربين، وغالبية الأيقونات الفكرية تقريبا.

ظهرت فجأة الحقيقة المرة التي كنت أبحث عنها دوما، ثم لا أجد لها صياغة أو وصفا دقيقا.
حقيقة بائعوا الوهم.

نعم، هم هؤلاء الذين رسموا لنا الخطوط العريضة للحياة والدين، وللمشكلات والفرص، ومقاييس النجاح والفشل، والأهداف والوسائل.
هم الذين لا يختلفون عن أي ديكتاتور يصادر آراء الناصحين من حوله، ويرفض التشكيك في عبقريته وسعة علمه واطلاعه، ولو حتى من باب النقاش.
لكن نعم،
لم يكن لينجح هؤلاء لولا رغبتنا في تصديق ما يقولون، رغبتنا في الصورة الجميلة للحياة ورغدها، وكسلنا أن نبحث أو نتعلم.

كانت البداية مع الألفية الثالثة بازدهار عمل الجماعات الإسلامية وانتشار الدعاة في كل مكان، والبشريات التي دوما سمعناها بأن هناك فتح للدعوة وانتشار لها.
لم تكن هناك امتحانات حقيقة، وإن كانت هناك دوما علامات استفهام كثيرة لم نتوقف أمامها بالشكل الكافي للأسف.
وكان الإنتماء لجماعة يشكل منتهى غرور الفرد وظنه أنه فوق الناس جميعا، فهو ذلك الفاهم العامل !

وظل المرض ينتشر في ربوع الجسم حتى تملك العقول والقلوب، وحتى صارت الجماعات والأفكار التي غرستها في أتباعها حقائق مقدسة لا تقبل الجدال.
وهكذا لم تكن المشاكل العميقة أكثر من صراعات الإخوان والسلفيين حول اللحية والنقاب أو بين الأشاعرة والوهابيين حول مفاهيم العقيدة النظرية.
الحكام ظالمون، والشعوب محبة للدين، والبرامج الدينية والندوات تنتشر في كل مكان.

ولم يخطر لي ببال أن كل هذا غثاء ووهم وبضاعة مزيفة اعتادت الأجيال تناقل بيعها واضفاء القدسية عليها، كل من ناحيته.
وهكذا راجت البضاعة المزيفة لما تحمله في ظاهرها من شبه البضاعة الحقيقية.
ظل كل شيء هكذا حتى حدث ما كان الكثيرون يتمنوه وإن لم يدركوا حقيقته.
جاءت ثورات (الخريف) العربي، لتكشف لنا مقدار السذاجة والوهم الذي في عقولنا، والضعف الفكري الذي ينخر في قلوبنا.

وكنت واحدا ممن المخدوعين، الباحثين عن نموذج الحياة الذي جعلناه تحت مخدر (إعمار الأرض)، وظننت أن الفرصة الذهبية قد حانت لننطلق!
ولا زلت أتذكر كيف اعتراني الغرور يومها وأنا أشعر أننا أخيرا حققنا ما عجزت عنه الأجيال السابقة، وأننا كسرنا ستار العجز والجبن.
ولهذا كان السقوط المروع لازما ولا بد..

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: بائعوا الوهم.
« رد #4 في: 2015-10-22, 20:08:02 »
متابعة إن شاء الله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: بائعوا الوهم.
« رد #5 في: 2015-10-24, 02:20:28 »
 :emoti_17: :emoti_64:
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: بائعوا الوهم.
« رد #6 في: 2015-10-24, 08:35:51 »
حقيقة

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: بائعوا الوهم.
« رد #7 في: 2015-10-28, 17:52:40 »
حين تتعقد الأمور وتستعصي على الفهم فضلا عن الحل، يحتاج المرأ أن يغير مكانه حتى يستطيع أن ينظر من زاوية جديدة.

ولا أفضل دوما في مثل هذه الحالات، من النظر إلى جذور الأشياء ومكوناتها الأولية، تماما كما تفعل الجامعات العريقة الآن حين تقوم بتدريس منهج المقدمة في علوم الحاسب،
فعلى الرغم أن جميع الطلاب يجيدون العمل على الكمبيوتر ويستخدمونه بالفعل في حياتهم اليومية، إلا أن فهم المكونات الأساسية أمر محوري لفهم أي شيء أكبر بشكل سهل.
ولهذا في ظل أمواج الفتن المتلاطمة، نحتاج حقا أن نتواضع من داخلنا ونستشعر تلك النظرة الحائرة في عيون الأطفال حين يختبرون البيئة من حولهم لأول مرة،
والأمر ليس سهلا أبدا، لأننا نحب دوما أن نصل إلى النتيجة التي ترضينا وتشبع غرور أنفسنا، وبالتالي تستريح ضمائرنا.

- ما غاية وجودنا في هذه الحياة؟ وما المعركة التي نخوضها؟ من هو العدو؟ وما هي ساحة المعركة؟

وكيف نسقط كل ذلك على أدق تفاصيل حياتنا؟ وكيف يؤثر في رؤيتنا وعملنا وطموحاتنا وأحلامنا؟

إن غاية الوجود الإنساني هو إخلاص حاكمية الأرض كلها بمن عليها لله وحده.

وإن المعركة الأساسية التي نخوضها ضد الشيطان وحزبه، والذين أخذوا على عاتقهم إضلال البشر وتعبيدهم لغير الله، تشمل كل نواحي الحياة.
وساحة هذه المعركة هي النفس البشرية أولا وأخيرا.

فإذا ما أدركنا هذه الحقائق البسيطة سهل علينا أن نرى الصورة بوضوح بعد ذلك.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: بائعوا الوهم.
« رد #8 في: 2016-04-24, 18:43:01 »
ومن معجزات الله في الأرض، أن كل شيء حولنا يسير وفق قضية كبرى، فلا تكاد تجد انسانا مهما كانت عقيدته أو اتجاهه إلا وهو حلقة في تلك القضية الكبرى.
ولا يختلف فقط إلا حجم الدور وأهميته، ولكنه يظل دوما جزءا من معركة الحق والباطل، رضي بذلك أو لم يرضى.

والأعجب من كل هذا أن كلا الفريقين يتنافسان على الهدف ذاته، وكأنما شاء الله تعالى أن يصيغ الأمور في أشد حالاتها بساطة.
والأمر ضارب في عمق التاريخ بدرجة تسترعي الانتباه والتوقف،
فالحق والباطل يتنافسان على حاكمية الأرض، ونظام عالمي واحد يسود الأرض كلها.
ولعل أول تسجيل رصده الإنسان في عصرنا لهذه الحقيقة الواضحة، هو ما ذكره بعض المؤرخين عن النمرود لعنه الله، وطموحه في نظام عالمي واحد.

وهو ما يتكرر على أسماعنا دوما في كل وقت، فمن ناحية الحق، دولة الخلافة الرشيدة، ومن ناحية الباطل النظام العالمي الجديد (أمريكيا كان أو صهيونيا أو حتى ماسونيا).
فإذا ما تتبع المتدبر في حقائق الأمور هذا الطريق، لوجد كل شيء يدور في فلك هذا الصراع، بل ويتكرر في القرآن بصورة مستمرة لا تنقطع.

ولهذا فواقع الأمة لا يصلح له أنصاف الحلول، ولا الرؤى المتوافقة التي يحاول بائعوا الوهم الترويج لها.
إنه الإيمان أو فلا إيمان.

وبقدر ما هي صادمة هذه الحقيقة، بقدر ما هي بسيطة واضحة، لها مفعول عجيب على كل شيء تقع العين عليه فيما بعد.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: بائعوا الوهم.
« رد #9 في: 2016-04-24, 20:40:16 »
أعترض على قولك: إسلام غربي على طريقة الإخوان
ثقافة الجيل المسلم المخلص المعاصر عالة على مفكري الإخوان، ومؤسس دعوتهم رحمه الله
وإن شئت فيمكنك أن تستثني، فتذكر جيلا معينا، او افرادا معينين، او تجربة بعينها
أما هذا التعميم فليس فيه عدل، وفيه ظلم
أجارنا الله تعالى من ان نَظلم أو نُظلم
----------------

لست أفرض رأيي هذا على أحد... ولكنني أحببت ان أسجل اعتراضي إبراء لذمتي أمام الله تعالى

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
رد: بائعوا الوهم.
« رد #10 في: 2016-04-24, 21:40:17 »
أعترض على قولك: إسلام غربي على طريقة الإخوان
ثقافة الجيل المسلم المخلص المعاصر عالة على مفكري الإخوان، ومؤسس دعوتهم رحمه الله
وإن شئت فيمكنك أن تستثني، فتذكر جيلا معينا، او افرادا معينين، او تجربة بعينها
أما هذا التعميم فليس فيه عدل، وفيه ظلم
أجارنا الله تعالى من ان نَظلم أو نُظلم
----------------

لست أفرض رأيي هذا على أحد... ولكنني أحببت ان أسجل اعتراضي إبراء لذمتي أمام الله تعالى



آمين،

ونعم، كلامكم صحيح، والكلام أقصد به التطبيق الحالي الذي جاء في تجربة الإخوان في الخمس سنوات الأخيرة. (قمت بتعديل الفقرة الأصيلة).

ولا أتحدث قطعا عن الشيخ البنا أو سيد قطب ولا عن فكر الإخوان الذي بدأوا به وسجلته كتبهم، فهؤلاء أحسبهم من مجددي القرن الماضي والله أعلم.

جزاكم الله خيرا.
« آخر تحرير: 2016-04-24, 21:51:10 بواسطة جواد »