متابعة :)
أهلا يا تيتة
البداية بإذن الله ستكون عن كيف تشكلت صورة تركيا لدي قبل أن أنتقل إليها،
والمصدر الأساسي للإنطباعات المسبقة هو الإعلام بلا شك، خاصة وأن تركيا حاضرة سياسيا وفنيا على الساحة العربية.
فنيا:
فحقيقة لم أشاهد أي مسلسل تركي ولا حتى حلقة كاملة من أي منهم، ولكن ربما دقيقة أو أقل من مسلسلات لا أعرف حتى اسمها!
لكن الأمر مختلف بالنسبة لحكايات الناس وتأثرهم بالمسلسلات التركية، حيث فهمت منهم أنها تكون في غاية (الرومانسية) مع مخالفات شرعية ضخمة.
والحقيقة أن تكرار هذا الكلام شكل عندي انطباع أن الشعب التركي لطيف جدا ورمانسي !
واقع الأمر أنه ليس كذلك ! فالشعب التركي عصبي جدا ويبدوا أنه كثير السباب أيضا وإن كنت لم أتعلم التركية بعد، لكن الاشارات والنبرات تدل على ذلك، ومن السهل جدا أن يتطور أي موقف بسيط أو عابر إلى شجار كبير يحتاج تدخل الناس أو الشرطة، بل وحدث أمامي أمر كهذا في مطار أتاتورك نفسه
أما الرومانسية، فمن الصعب حقيقة أن استوعب أن شعبا بهذه الدرجة من العصبية (الرجال والنساء) أن يكون رومانسيا بالشكل المبالغ فيه الذي تصدره الدراما التركية، بل ومما سمعت هنا، أن الرجال الأتراك معروف عنهم الشدة والغلظة في التعامل مع زوجاتهم.
كذلك، جل المشاهد التي تأتي في الإعلام تكون غالبا لمناطق سياحية، وهذا يعطي انطباع أن طرقات تركيا تنافس أوروبا في النظام والترتيب والنظافة، وهذا ليس حقيقي لمن جرب الاقامة هنا لفترة، وليس مجرد زيارات سياحية، وقليلا ما أجد من يحترم قواعد الطريق والقيادة بشكل حقيقي، ودولة مثل قطر فيها نظام مروري أقوى بكثير مما هو موجود في تركيا.
لكن الطبيعة فعلا جميلة ، والميزة أنها مختلفة ومتنوعة، كذلك الخدمات حول المناطق السياحية جيدة والمطاعم بشكل عام تقدم وجبهات شهية ولذيذة.
وأما سياسيا،
فالكلام كثير جدا هنا، فمن تصريحات أردوغان وبعض مواقفه الطيبة، تصور الكثير أن تركيا دولة إسلامية داعمة للحق وناصرة للمظلوم،
وللأسف، من وجهة نظري هذا الكلام ليس حقيقيا ابدا، وإنما هي ألعاب السياسة في المقام الأول.
أعود للحديث بتفصيل أكثر إن شاء الله عن ملامح الشخصية التركية والدولة الحالية في مداخلة تالية.