بسم الله الرحمن الرحيم
في خضم التحليلات الكثيرة التي يتداولها الشباب اليوم عن الوضع المتردي لمجتماعتنا، خاصة التي قامت بها ثورات فعادت بانتكاسات أشد مما سبق،
يأتي جانب الحرب الإعلامية كسلاح شديد في توجيه المجتمعات وتزييف الحقائق.
ومن هذا المنطلق بدأت تنتشر برامج اليوتيوب (المضادة للانقلابات) أو التي تعمل على صياغة الوعي عن طريق التحليلات المختلفة لأحداث مصر على وجه الخصوص.
وبعد فترة من متابعتي لها شعرت أن ثمة مشكلة كبيرة في فكرة الإعلام برمتها، خاصة حين يحاول البعض جعله السلاح الأساسي في التغيير.
فالبرامج التي تحصد ملايين المشاهدات لا تغير من الواقع شيء ! بل مجرد تفريغ للشحن الذي ينتاب بعض الناس من تدهور الأوضاع بشكل مثير للسخرية.
وهذا يجعلني بالتبعية اسأل عن الفائدة وراء هذه البرامج؟
ثم هناك مشكلة أخرى، تتمثل في أن هذا النوع من الإعلام مضلل بشكل كبير، فعلى الرغم أنه لا توجد فيه حلول أو طرق لمعالجة الواقع المتردي،
إلا أنه يشكل نخبة من نوع جديد يتم أخذ أطروحاتهم على أنها الحقيقة والحق الذي يجب أن يتبع !
لهذا فإن كثير من برامج اليوتيوب المشهورة على أنها برامج توعية أو برامج "ضد الإنقلابات" تزيد الواقع تعقيدا وتجعلنا دوما في تلك المساحة السخفية للكلام والنقاش دون الفعل والتطبيق.
وهكذا يظل التغيير الحقيقي دوما سرابا على الإنترنت لا أكثر.