المحرر موضوع: على درب الحياة والقرآن مشكاتي (الفاتحة + البقرة)  (زيارة 16047 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #40 في: 2015-04-09, 13:07:43 »
نواصل مع قطاع الأسرة (222-242)، وقد عرفنا منه (222-227) محور البناء، ومحور الطلاق والدعوة للحفاظ على البناء ما أمكن إلى ذلك سبيل (228-232)

والآن نبدأ مع الجزء الأخير من القطاع (233-242)

3-ما بعد الانفصال بالطلاق أو بالموت

وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(233) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(234) وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ(235) لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ(236) وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(237) حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ(238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ(239) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(240) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ(241) كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(242)

سينجرّ عن الطلاق حتما ما يستدعي تشريع ما يضمن بقاء الكيان الذي خلفّه المنفصلان. وكذا من مات عنها زوجها ينبغي أن يشرّع لها ما يحفظها ويحفظ الأسرة من بعده، وستكون الفرصة متاحة لبدء حياة جديدة للمطلقة أو الميت عنها زوجها، وكلّه سنراه في هذه الآيات .

3-أ) الآية 233: تهتم بشأن الولد، وأحكامها تسري على ولد المطلّقين كما تسري على ولد غير المطلقّين، ولكن ناسب مجيئها بعد آيات الطلاق اتصالها بها، واحتواؤها أحكاما تعنى بأمر الولد، فهذا حكم الرضاع لحولين كاملين لمن أراد أن يتمّ رضاع الولد، ثم حكم إنفاق الوالد على ولده وعلى أم الولد أثناء هذه الفترة بما يقدر عليه، ثم بيان ألا يضار أحد من الوالدين بولده، فلا الأم يضرها الأب بولدها بحكم تعلقها به فيزهد في الإنفاق عليه وعليها مثلا، ولا الأب تضره الأم بأن تلزمه بإنفاق ما يفوق طاقته، ثم بيان الفطام بتراض ما بين الوالدين وتشاور في أمر قطع الرضاع، كما أنه سبحانه يذكر جواز الاسترضاع بشرط إيتاء المرضعة حقها. ثم تختم الآية الجامعة لشؤون الولد المرضَع بالأمر بالتقوى، لتعليق الأمر دائما وأبدا بالله تعالى خالق الخلق، ومنزل المنهج لهم مشكاة على درب الحياة .

3-ب) الآيتان 234 و235: يأتي  حكم المتوفى عنها زوجها، والتي عليها أن تعتدّ عليه لأربعة أشهر وعشرة أيام، ومتى انقضت مدة العدة، والتي فيها زيادة عن عدّة الطلاق لخصوصية وفاة الزوج، ولتخصيص وفاته بحزن امرأته عليه مدة تدوم كل هذه الأشهر، لمكانة الزوج من زوجته، ولبيان قدر هذا الميثاق الغليظ الذي يربط بين الرجل والمرأة، وليكون أيضا مدة كافية لتبرئة الرحم، فأما إذا انقضت العدة فلا جناح على أهلها وعلى وليّها في إٍرادتها الزواج مرة أخرى بما يقرّه الشرع ويرتضيه العُرف. وفي الآية 235، يأتي ذكر من يُراد الزواج بها سواء كانت مطلقة طلاقا كاملا لا رجعة فيه، أي بالبينونة الكبرى، أو متوفى عنها زوجها، وهنا يشرَّع التعريض بالزواج منها في مدة العدة ولا يشرع التصريح احتراما وتوقيرا لحزن المرأة على زوجها، فلا يجوز لمسلم أن يخطب خطبة صريحة خلال العدة، إلا من التعريض، وهنا أسوق كلاما للطنطاوي رحمه الله في الأمر:
قال القرطبي: (قال ابن عطية: أجمعت الأمة على أن الكلام مع المعتدة بما هو نص في تزوجها وتنبيه عليه لا يجوز، وكذلك أجمعت على أن الكلام معها بما هو رفث وذكر جماع أو تحريض عليه لا يجوز وكذلك ما أشبهه وجوز ما عدا ذلك. ولا يجوز التعريض لخطبة المطلقة طلاقا رجعيا إجماعا لأنها كالزوجة. وأما من كانت في عدة البينونة فالصحيح جواز التعريض لخطبتها).
والتعريض في خطبة النساء أساليبه مختلفة، ومما ذكره العلماء في هذا الشأن أن يقول الرجل للمرأة: إنى راغب في الزواج أو أن يقول لوليها: لا تسبقني بها إلى غيرى.
"

وفي الآية بيان تحريم المواعدة سرا للمتوفى عنها زوجها أو المطلقة طلقة البينونة الكبرى، وألا يحدث العزم على الزواج إلا بعد انقضاء مدة العدة المقررة شرعا . وف يهذا مصلحة من جهتين، من جهة توقير العلاقة السابقة واحترامها، وتتبّع آثارها بالتوقير، ومن جهة جواز أن تبدأ المرأة حياة جديدة، فليس معنى وفاة زوجها تحريم الزواج عليها، ولكل نفس من الأنفس ما تطيقه، فمن النساء من لا يتزوجن بعد وفاة الزوج الأول، ولا يقبلن بزوج ثان، ومنهنّ من تعيل أطفالا وتستعين بزواج ثان على الإعالة، ومنهنّ من لا تطيق صبرا على الزواج، فأن تأتي الحلال خير لها من أن تأتي الحرام، وقد جاءت الأحكام مناسبة لكل نفس من هذه الأنفس المتفاوتة في طاقة الاحتمال .

3-ج) الآيتان 236 و237 وفيهما عودة للحديث عن الطلاق، ولكن هنا ليس في حيثيات الطلاق وطريقته وعدد الطلقات، وإنما حول ما ينبغي من المطلِّق نحو مطلَّقته في حالتين خاصّتين:
 الأولى : حالة المطلقة التي لم يدخل بها زوجها ولم يذكر لها صداقا والتي تشرع لها متعة يمتعها بها طليقها، كلّ حسب مقدوره وذلك إيناسا لها من وحشة ما يلحقها من طلاق قبل المسّ.
والثانية: حال المطلقة قبل المس وقد فرض لها صداق، فهذه تأخذ نصف صداقها، ولا ترجعه كله، إلا أن تعفو هي في هذا القدر فلا تأخذ منه شيئا أو أن يعفو الزوج فيعطيها الصداق كله.
وأن العفو هو الأقرب للتقوى. كما يدعو سبحانه إلى عدم نسيان فضل الواحد على الآخر، لأن هذه الذكرى من شأنها أن تعمل على نشر الأمان والوئام بين الناس، وحلول المودة والاحترام بدل التنافر والبغض بفعل الطلاق والتفرّق .

نلاحظ في هاتين الآيتين أنّ الأمر فيهما بالعفو وعدم نسيان الفضل، وبمؤانسة المرأة غير المدخول بها بإمتاعها بشيء من المال يعوّضها مصابها، وهو ما يوجب انبثاث الأمان والسلام والوئام، وتطييب الخواطر. وكلها دعوات لأن يكون التسريح والتطليق بتقوى وبإحسان، وبطرق لا تنشر البغضاء والكره والأمراض النفسية في المجتمع . وقد بُيِّن في الآيات السابقة لهاتَين أنّ لكل مفارق الحق في تأسيس حياة جديدة، وفي فتح صفحات جديدة، لا إثم ولا حرج ولا جُناح ولا غبار على ذلك، ما دام كله في إطار ما حدّده الشرع، وما بيّنه من أوجه السلامة.

والآن بعد الحديث عن العفو، وعن الفضل، وعن التقوى، وعمّا من شأنه أن ينشر السلام والوئام، ويبعد البغضاء والشحناء... إنه تمهيد وحُسن تخلّص للانتقال إلى مجال روحاني سامٍ يخرج بنا من عالم الواجبات والحقوق، وعالم الحدود إلى عالم الروحانيات المحلّقة في فضاء الله تعالى، إلى عالم الاتصال بالله تعالى، ليس بمعنى أنّ ما كان سابقا لم تكن فيه الصلة بالله، كلا ثم كلا... فلقد عرفنا أنّ كل خطوة من تلك الخطوات كانت محفوفة بالدعوة للتقوى، ولذكر الله، واليوم الآخر، وإنما هنا انغماس في عالم الصلة الأقوى بين العبد وربه، في عالم الصلاة

3-د) الآيتان 238و239 : "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ(238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ(239)"
إنها الصلاة، إنها الصلة بين العبد وربه، إنها مناجاة العبد ربه، وتوجهه له بالسؤال، والدعاء، وتأكيد العبودية له في اليوم خمس مرات، والاستعانة به، وسؤاله الصراط المستقيم خمس مرات في اليوم، والبكاء بين يديه سبحانه، وإفراغ جعبة الآلام والأنواء بين يديه، وبثّه الشكوى، وسؤاله التثبيت .

إنها ملاذ المؤمن، ومهربه من عالم الدنيا وأنوائها، وأثقالها، إلى الرب الخالق الرحمن الرحيم، إلى يده الآسية سبحانه، إلى المربِّتِ على الروح بيد رحمته وحنانه، إنها الصلاة من بعد الحديث عن مطلّق فارق زوجته، حزين على ذهاب ما كان به سعيدا يوما قريبا، ومطلّقة تبحث عما يؤنسها من بعد ما صارت حياتها إلى فراق بعد لقاء، ووحدة بعد مؤانسة، وضعف بعد قوة بالشريك....
هي ملاذ الغاضب الذي آلى من زوجته، أو أوشك أن يفعل...
إنها الصلاة ملاذ مَن توفي عنها زوجها، وملاذ مَنْ قد عُرّض لها بزواج وهي في عدّتها، وملاذ من ترك لها الولد الرضيع وغير الرضيع وهي المطلقة أو المتوفى زوجها عنها، هي ملاذ كل هؤلاء، هي مدرستهم التي تذكّرهم بالتقوى التي أمِروا بها جميعا، هي وسيلة اتصالهم بالله تعالى في كل خطوة من خطواتهم، هي التي تنهاهم عن منكر وتأمرهم بمعروف، كلما اتصلوا عبرها بالله، فذكروا وتذكروا، أن المصير إليه والأوبة إليه، وأن الحساب عليه، فيعدِل عن الشَّيْن مَن فكّر به حلا، ويُقدم على فعل الخير والبر والإصلاح من نواه...

وهذا كله تفسير لقيام هاتين الآيتين هذا المقام، بعد آيات الزواج والطلاق والعدة، والرضاع والخلع وغيرها من أحكام الأسرة... إنها التذكرة، إنها استرواحة المؤمن من لأواء السفر البعيد في ثنايا طلاق أو فراق، أو غضب أو حزن أو مسؤولية ثقيلة من الأولاد ....

وإنها الدعوة للحفاظ على الصلوات عقبت الدعوات المتتالية للحفاظ على الكيان الأسري وعلى حقّ الرجل والمرأة في حياة هنيئة ملؤها السلام والأمان النفسي.


وقد يسأل سائل: وما شأن : "فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ"؟

نقول: هو بيان أنّ الصلاة باقية لا تنقطع، لا يقطعها خوف في حرب، فكيف تقطعها مشاكل الحياة؟ اتصال المؤمن بالله تعالى لا ينقطع وإن كانت الحالة حالة حرب، فكيف تقطع الصلة مشاكل الحياة ؟

إن المؤمن إنسان ضعيف، معرّض للابتلاءات، معرّض للمشاكل، وليس حلا أن يهرب من مشاكله بالحزن والانطواء، والاكتئاب والانعزال، بل إنه بإيمانه وبصلته الدائمة بربه، سيعلم أنه يُمتحن، فلا تكون غايته ولا يكون مناه إلا أن ينجح في امتحانه، ولا يكون ذلك إلا وهو مؤتمر بأمر ربه، منتهٍ عن نهيه، فليست المطلقة إنسانا ناقص الإنسانية، ولا مؤمنا أقل درجة من غيره من المؤمنين، وليست المتوفّى عنها زوجها في إدبار عن الحياة وعن علاقتها بربها وقد فارقها زوجها بالموت.

وفي هذا المقام لنا أن نرجع للوراء قليلا (الآية153) وهي التي سبقت بداية الحديث عن الابتلاءات(155): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ(154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155).

إذن من هنا كان المبتدأ (153) وهي دعوة المؤمنين للاستعانة بالصبر والصلاة على الابتلاء، وهنا (238) التي بين أيدينا، جاءت بعد ذكر عدد من الابتلاءات في الحياة الأسرية دعوة للحفاظ على الصلوات، فالمؤمن المستعين بالصبر وبالصلاة على الابتلاءات، ها هو يتعرض للابتلاءات، فيُدعى للحفاظ على الصلوات ليتمّ نجاحه وفوزه.


مؤمن مستعين بالصبر والصلاة-----> ابتلاءات------> حفاظ على الصلوات

كما تجدر الإشارة إلى أنّ الحديث عن صلاة الخوف-وهي صلاة الحرب غالبا-، بوادر ومقدّمات لما سيأتي من حديث عن القتال في الآيات المقبلة، فناسب مقام الآيتين الأمر من وجهين اثنَيْن، وجه صلة الصلاة بحياة العبد، وهي صلته بربه في كل خطوات حياته، وما لها من دور في تقويم الاعوجاج، وعلاقة صلاة الخوف بما هو آت من حديث القتال .

3-هـ) الآيات (240-242) يأتي فيها ذكر حقوق متممة لكل من المتوفى عنها زوجها والمطلقة، فأما المتوفى عنها زوجها (240)فهذه وصية زوجها بأن تترك في محل الزوجية ولا تُخرج منه حولا كاملا، وتُضمن النفقة عليها وعلى احتياجاتها تماما لحسن المعاشرة الزوجية حتى من بعد الوفاة، وزوجها يوصي بها قبل وفاته، ومن العلماء من قضى بأن الآية منسوخة بآية الميراث، إذ لا وصية لوارث، ومنهم من يقول بإحكامها.و أما المطلقة فيوصى بأن يمتّعها مطلّقها متاعا بالمعروف من غير إضرار له ولا لها وكله من باب التقوى.

ثم تُختم الآيات كلها، آيات قطاع الأسرة كلها(222-242) بقوله تعالى : " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(242)"

وهكذا قد بيّن الله لعباده آياته، حتى يعقلوا، وحتى يحكّموا عقولهم، فيدركوا إدراك البصر والبصيرة أنّ ما أمر الله به هو عين ما يجب اتباعه، وأن ما نهى عنه هو عين ما يجب اجتنابه. لأن الحق حق ظاهر أبلج، والباطل باطل زاهق لجلج .كيف لا وسلامة المجتمع من سلامة الأسرة التي تُراعى حقوق كل أفرادها، ويُراعى الكيان كلّه ويُتّبع بحسن التشريع لحالاته، بينما نرى بأمهات أعيننا مجتمعات غارقة في الحيوانية والشهوانية والإباحية لا يردعها رادع، ولا يحدّها حادّ، وما حالها الرُّزء إلا من انبتات صلتها بالله المشرّع سبحانه .
وهذا تمثيل لقطاع آيات الشؤون الأسرية كله(222-242):

« آخر تحرير: 2015-04-11, 09:58:38 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #41 في: 2015-04-11, 10:00:59 »
ومجددا أضع مجمل الخطوات منذ بدأنا إلى آخر ما بلغنا، (إضافة عنصر الشؤون الأسرية)


فبيّن له الله منبع الهُدى:

وإن الناس أصناف في تلقيهم له:
ولكن الله يدعوهم جميعا(كل الأصناف)
وحتى تحقّق عبادة الله يجب أن تعرف:
ولكن تجنّب المانع من نفاذ هُداه إلى قلبك:
تعرّف على الغاية من وجودك:
ولتتعلم،هذا النموذج الفاشل من نماذج الاستخلاف
ولتتعلم، هذا النموذج الناجح من نماذج الاستخلاف
وإن لله سنّة في المؤمنين:
تعرّف إلى منزل المنهج قبل المنهج:
والآن تعرّف إلى المنهج:
« آخر تحرير: 2015-09-13, 13:45:11 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #42 في: 2015-04-19, 11:14:47 »
مازلنا مع منهج الله تعالى، مع مجموع الآيات التي تفصّل عن المنهج في سورة المنهج، من بعد ما عرفنا منزّل المنهج الخالق الواحد الآمر الواحد، والذي تجب له الطاعة، ولا يتّبع أمر سواه سبحانه ....

وقد كان آخر ما عرضنا له في منهج الله تعالى عن شؤون الأسرة المسلمة، النواة الأولى لتكوين المجتمع المسلم، ومن ثمّة الأمة المسلمة، فعرفنا أساس البناء السليم(222-224)، ثم الطلاق ودعوات الحفاظ عى البناء(225-232)، ثم ما بعد الانفصال بالطلاق أو بالموت(233-237)، ثم دعوة للحفاظ على الصلاة قوام الحفاظ على الحياة(238-242)

عرفنا علاقة الحفاظ على الصلاة بالحفاظ على الكيان الأسري، والحفاظ على الكيان الأسري يعني الحفاظ على حياة قويمة، كما أنه لو تأملنا مليّا سياق الآية، وما جاء فيها، لعلمنا أنّ فيها حديثا عن الخوف، وعن الأمن، عن الصلاة في حال الخوف، وعنها في حال الأمن : "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ(238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ(239)".

فالخوف هو غالبا الخوف عند الحرب، ويؤيّد ذلك : "فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً "، أي شكل الصلاة عند الحرب، فإما راجل مقاتل، أو راكب على دابة القتال...

وعلى هذا يكون لورود آية الحفاظ على الصلاة وجهان، وجه قد أسلفنا التفصيل بشأنه(لواذ المؤمن في حالاته المختلفة ومنها ابتلاءاته في أمر حياته الأسريّة)، ووجه نريد أن نفصّله الآن، وهو التقديم لأمر القتال في سبيل الله، فكما أنّ الصلاة ملاذ المؤمن في حال أمنه من عدو الحرب، فهي كذلك ملاذه في حال الحرب(صلاة الخوف)، وعلى هذا تكون الآيات الأخيرة بعدها عن الشؤون الأسرية(240-242) مناسبة أيضا للمقاتلين في سبيل الله، مُعتنى بأمر من خلّفوا وراءهم من يخافون عليهم الغائلة من بعدهم، سواء خلّفوا مطلقات، فهذا أمر لهم بإيفائهنّ حقوقهنّ من قبل المسير للقتال، أو خلّفوا من بعدهم أزواجهنّ، فهذا أمر للحفاظ عليهنّ إن توفّي عنهنّ أزواجهنّ أثناء الحرب.

وعلى الوجهين، يكون لآيتي الصلاة هنا (238-239) مسقطان تحتملان كليهما كأحسن ما يكون الاحتمال...وإنه لمن منتهى الجمال والحسن أن تقع من آية القرآن المقاصد المتعددة لا المقصد الواحد، وهذا نظم لا يقدر عليه أحد سوى الله تعالى، منزّل هذا القرآن، جاعل آياته خرزات منتظمات في عقد مسبوك محبوك ليس للإنسان أن يرى فيه صنع الإنسان... وليس له وهو يتملّى جماله إلا أن ينزّه الله عن أن يكون له مثل أو نديد ...فسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم .

ثم نأتي على الآية 242 " كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(242)"، فنرى أنها الآية التي يُتخلّص بها التخلّص الحسن، لتكون الفاصلة الواصلة في آن، فهي التي تفصلنا عن حديث إلى حديث آخر، ولكنّها تطلّ على هذا وعلى ذاك، وتظلّل هذا وذاك...

**فبها نفهم أن ما مضى من آيات الشؤون الأسرية، كله كان آيات من الله تعالى لمن يعقل، فيعرف كم هي حكيمة ودقيقة كل الأحكام التي مضت في شأن الأسرة، من زواج وطلاق، وعِدّة مطلقة وعدّة متوفّى عنها، ومن دعوات الرجوع والحفاظ على الكيان الأسري، ومن دعوات للإحسان والتقوى، كل هذه الأحكام التي ليس كمثلها قانون ولا وضع، ولا دستور أقرّه البشر في شأن الأسرة في أي مكان من الأرض، وليس ما تعانيه البشرية من أمراض نفسية وعاهات خُلُقية، وتشوّهات منا ببعيد...

** كما أن هذه الآية، تقدّم لآيات مقبلات عن القتال في سبيل الله، وعن حقيقة أمر الموت، وأمر الحياة، تُجلي حقائق، وتوضّح ملتبَسَات ...

وبهذا الذي أوضحناه، سندخل مدخلا جديدا، لقطاع جديد من الآيات، هو الآخر يندرج تحت "المنهج"، منهج الحياة، منهج يمسّ كل أطراف الحياة، فليس هو الصلاة منفصلة عن الحياة، ولا هو الحج منفصلا عن الحياة، ولا هو الصيام منفصلا عن الحياة، ولا هو الشعائر شكلا منفصلة عن جوهر الحياة، بل هو الضارب في أعماقها، بل هو الإسلام دين الدنيا مهادا للآخرة...

سنطرق باب قطاع جديد، يمتد من الآية 243 إلى 254، والذي قد مُهِّد له بما ذكرنا أعلاه، إنه قطاع يُعنى بالتربية الجهادية، الجهاد في سبيل الله تعالى، لإعلاء كلمة الله، وللتصدّي للصادين عن سبيل الله.

التربية الجهاديّة

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ(243) وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(244) مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(245) أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(249) وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251) تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(252) تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(253) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ(254)

إنه الأمر بالقتال في سبيل الله، ولكنّه الأمر المُدعم بالقَصَص للاعتبار وللتربية، والقَصَص واحد من أهم الأساليب القرآنية في تبليغ التربية للنفوس، إنه القَصص الحق، إنه سنّة الله في عباده منذ الأمم الخالية، إنها علاقة الماضي بالحاضر، إنه للاعتبار ولأخذ الدرس ...

وقبل أن ندخل مضمار الآيات، أريد أن نعدد الآيات التي ورد فيها الأمر بالقتال منذ بدأنا طريقنا التي مبتدؤها بداية المصحف الشريف (الفاتحة)، وحتى مبلغنا هذا من سورة البقرة.

وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ(154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(217)


إذن فأول آية هي 154، والتي أُردِفت بآية الابتلاء، في إشارة إلى أن من أعظم الابتلاء الابتلاء في النفس، مزكّاة بقول الله في آية الابتلاء، "نقص من الأموال والأنفس". وقد كانت شبه مقدّمة للحديث عن القتال في سبيل الله، وذكرت ضمن أطراف الابتلاء، ثم جاء الأمر الصريح بعد تعليم قاعدة الترقيات الإيمانية التي تعقب الابتلاءات، وبعد بعض التكليفات المؤهِّلة من صيام وحج وتبيان لدور زاد التقوى في التقوّي على النفس وعلى الأهواء، وفي الخروج للدنيا بروح الآخرة، بروح الباحث عن خير الآخرة، الذي يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، جاء الأمر الصريح بالقتال بعد كل تلك الترقيات، وبعد التذكير بالأمم الخالية، وبما كابدوه في سبيل الدين، الذين مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ليأتي الجواب مباشرة بعد السؤال: "ألا إن نصر الله قريب"

وإذا أجرينا مقارنة بين آية الابتلاء:  "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)"

وبين آية تقرير الجنة للصابرين على البأساء والضراء وحين البأس: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ(214)"

لو تأملنا نهايتَي كلا من الآيتين أعلاه، لعرفنا مدى التشابه بين النهايتين، ففي الأولى جاءت البشرى سريعة لأهل الصبر على الابتلاءات، وفي الثانية وكما عرفنا أن أعظم الابتلاءت تكون بالجهاد في سبيل الله، فهذه البشرى تأتي سريعة لأهل الصبر، الذين زلزلوا في حربهم ضد الكافرين : "ألا إن نصر الله قريب"

نبدأ الآن مع الآيات :

1-الآيتان 243و244 : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ(243) وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(244)" .

إنه البدء بقصة مما سبق، فإذا التزمنا بما ورد في القرآن دون رواية من يقول بأنها لقوم خرجوا من ديارهم فرارا من مواجهة العدو، أو من يقول أنهم قوم خرجوا فرارا من الطاعون، فإن ما يعنينا هو العبرة، فهم قوم قد خرجوا من ديارهم وهم ألوف(عدة آلاف) حذر الموت، فهم قد فروا من الموت، ظانين أنّ من الموت مفرّ، فقال لهم الله موتوا، أماتهم الله جميعا، ثم أحياهم فضلا منه، ولو شاء ما أحياهم بعدها... إنه سبحانه يعلّما أنه لا يغني حذر من قدر، يعلم المؤمنين أن الموت بيده، والحياة بيده، وأنه لا مفرّ من الموت حينما يأتي صاحبَه، فهل من يهرب من الجهاد يعدّ هاربا من الموت ناجيا منه؟! إن هو إلا كتاب الله وأجله، وهو واحد لا ثاني له، فإن حلّ بصاحبه ساعة الجهاد فهو حالٌّ ساعتها، لا في ساعة أخرى، وإن حلّ به ساعة أخرى فهو بها حالٌّ لا بغيرها .
وعلى هذا يسوق هذا المعنى أمره تعالى في الآية 244 بالقتال، بعد التقديم، والتعليم، بعد تعليم المؤمن أنّ من فرّ من الموت وجده ملاقيه، هم قد فروا جماعات وألوفا من الموت، فإذا الموت ملاقيهم جميعا لا يذر منهم أحدا ... فهل أغنى فرارهم وحذرهم عن قدر ؟!
فقاتلوا في سبيل الله، واعتبروا بقصة الفارين من الموت، وإنّ المؤمن ليبتغي من لقاء العدو إحدى الحُسنَيين إما الشهادة وإما النصر على العدو، والشهادة وهي الموت في سبيل الله جعلها هذا المنهج بالتربية والترقية والتبصير بسنن السابقين، مطلبا وأمنية يتمناها الذي يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله. كما أنّ النصر على الكافرين حياة للأرض بالإيمان، حياة حقيقية بمعناها الواسع، بمعنى الاستخلاف الذي هو مهمة الإنسان في الأرض .

يتبع  في المداخلة القادمة...
« آخر تحرير: 2015-04-19, 14:22:59 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #43 في: 2015-04-19, 13:47:55 »
2- الآية 245: فيها الحديث عن القرض الحسن، وهو المؤمن كأنه يقرض الله، على سبيل المشاكلة فيمن يقرض على أساس أن يعود له ما أقرض، وهذا المؤمن يقرض لوجه الله تعالى، فهو سبحانه كفيل بأن يضاعف له ما أقرضه أضعافا كثيرة من الجزاء والثواب، وعلاقة هذه الآية بالقتال واضحة، وهي ملازمة الجهاد بالمال للجهاد بالنفس، فإن الجهاد في سبيل الله يستدعي الاثنين، وهي عامة وخاصة، أي أنها ملائمة لورودها بعد الأمر بالقتال، كما أنها عامة لأوجه الإنفاق المختلفة .

3- الآيات من 246إلى 251: قصة قتال طالوت لجالوت، وهي هنا قصة جديدة أيضا عن قوم كانوا فعلا، وقصتهم كانت حقا، هُم قوم من بني إسرائيل بعث فيهم نبي بعد موسى عليه السلام، فطلبوا منه أن يجعل لهم ملكا يقاتلون وراءه في سبيل الله، فكان جواب نبيهم ناضحا بالحكمة -وهو النبي الذي لا تغرّه التشدقات القولية- أنهم قد يعرضون عن الجهاد ساعة يجدّ الجدّ، فردوا عليه ردّ الواثقين أنهم على قولهم ثابتون، فلما كُتب عليهم القتال تولوا إلا القليل منهم، فصدقت نبوءة نبيهم فيهم، فإذا هي محطة التصفية الأولى، بقي فيها القليلون مقارنة بالكثيرين الذين تكلموا وقالوا ما قالوا، ثم عُيّن ملكا عليهم طالوت الذي قاموا يحاجّون نبيهم فيه، فنرى من جديد حال بني إسرائيل في المحاججة كما عرفناهم في معرض الآيات المفصّلة عنهم، وكما كانت منهم المحاججة والملاججة في أمر البقرة التي أمروا بذبحها حتى شق الله عليهم لما شقوا على أنفسهم، وهم إذ يحاججون يضعون المال مقياسا للاختيار وعلوّ المكانة، فأنبأهم نبيهم أن الله هو الذي اصطفاه عليهم وخصّه بعلم وبقوة، كما نبأهم أن لملكه آية وهي الإتيان بالتابوت الذي فيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، وتحققت الآية، وهنا أيضا نتثمل أحوال بني إسرائيل وهم رغم كل الآيات العينيّة يتمردون، ومضى طالوت بالجنود الذين ثبتوا ولم يتولوا، وكانت المحطة الثانية للتصفية متمثلة في النهر الذي ابتُلوا به، فمن اغترف بيده غرفة فلا جناح عليه، ومن شرب منه فلن يواصل مع طالوت، فكان أن شرب منه الكثيرون، والقلّة لم يَطعموه، فمضى طالوت مع هذه القلة وهم أصحاب صفة جديدة: "الذين آمنوا معه"، فلما اقتربوا من أرض المعركة خافوا كثرة جند جالوت، فرأوا أنهم لا يطيقونهم، فكان ردّ الذين جعل الله لهم وصفا آخر مميّزا لهم وهم في محطة التصفية الثالثة:"الذين يظنون أنهم ملاقو الله"، إنهم المقبلون بلا إدبار وبلا خوف، الموقنون أنه لا يغني حذر من قدر، وأنّ الموت في سبيل الله نعمة ومطلب، فقالوا: "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ"، فدخلوا المعركة وهم يستمطرون من الله صبرا، ويسألونه التثبيت والنصر، فتحققت هزيمة الكافرين، ونصر المؤمنين بإذن الله...

وبهذا وبعد القصة الأولى، قصة الفارين من قدر الله بالحذر(الجبناء)، يأتي دور تبيان أنّ الصادقين الثابتين قلّة، ولكنهم القلة بوزن الكثرة، وأن النصر حليف المؤمنين الثابتين الصابرين الذين لا يفرون من قدر الله، ولا يخافون الإقدام في سبيله، ولا يهابون الموت وهم مقبلون يريدون نصر دينه (الشجعان المقبلون في سبيل الله).

وكلها عناصر ضمن منظومة تربية جهادية للنفس المؤمنة، بيّن الله فيها أنّ المدبر عن القتال في سبيل الله شأنه كشأن الفار من قدر الله بحذر لن يدفع عنه الموت إن حلّ أجله، ثمّ يعلّمه أن القول الحسن لا يغني عن الفعل، وأنّ العبرة في الفعل والإقدام لا في التشدّق بالقول، كما أنّ العبرة في الصبر والتحمل والثبات، لا في تخيّل نصر يُقدّم على طبق لقاعدين مستروحين .

4- الآيات من 252 إلى 254:
"تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ(252) تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(253) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ(254"

إنّ ما مضى من القَصَص آيات الله أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم بالحق، نعم إنها الآيات، وإنها علامات حق دالات على حق، وعلى عبرة ودرس، المبلّغات تربية في النفوس، تنمو وتزهر، فتصنع رجالا يعرفون حق المعرفة أن الجهاد في سبيل الله إقبال على الموت في سبيله، وأنه صدق وثبات وإقدام بالفعل لا بالقول المجرّد، وأنّ النصر من عند الله لعباده الصابرين الثابتين .وأنك يا محمد لَمِن المرسلين:
**إنك لواحد من السلسلة الؤلؤية الدريّة التي بعث بها الله لأهل الأرض لاتباع هداه.
** إن ما سيواجه أمتك وأتباعك، هو من جنس ما تلاه الله عليك من أنباء السابقين من الأنبياء في أقوامهم، من جنس ما حصل مع هذا النبي .

** إنك ستجد من أتباعك المقبلين ساعة، والمدبرين ساعة أخرى، كما ستجد منهم المقبلين غير المدبرين.
** إنه سيكون حولك الصابرون الثابتون، الذين يقبلون على الموت في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وستنتصر كما انتصروا بإذن الله، وستهزم الكافرين كما هزموهم بإذن الله.

وفي الآية 253 يأتي تفصيل حول هؤلاء الرسل، الذين أخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفناهم مما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم، وجاء تفضيل الله بعضهم على بعض، بتخصيص كل منهم بخصيصة، كتكليم الله لموسى عليه السلام، وكتأييده لعيسى بروح القدس، وكرفعه لنبينا صلى الله عليه وسلم درجات. وقد جاؤا جميعا بالبينات، ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم وقد جاؤوهم بالبينات، ولكنهم اختلفوا فمنهم من آمن بما جاؤوا به، ومنهم من كفر، فكان الاقتتال دفعا لبعضهم ببعض، دفعا للكفر بالإيمان، ودفعا للظلم والطغيان بالعدل والإحسان، ويكرر الله أنه لو شاء ما اقتتلوا، فنفهم أنه رغم اختلافهم، لو شاء الله ما اقتتلوا وإن كانوا مختلفين، ولكن الله تعالى يُمضي إرادته، وما إرادته إلا بحكمة ولحكمة سبحانه .

وفي الآية 254 دعوة للإنفاق من قبل أن يأتي يوم القيامة، يوم لن يجد الإنسان بيعا يبيعه ليفادي نفسه، ولن يجد من يشفع له، ولن تنفعه خلّة خليل، والكافرون يومها هم الظالمون، هم الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم . وقد جاءت الآية مناسبة كل المناسبة لما قبلها، حيث كان الحديث عن الجهاد بالنفس من بعد قصة الملأ من بني إسرائيل، ومشيئة الله أن يقتتل الناس، يُدفع بعضهم ببعض من بعد اختلافهم وقد جاءتهم البينات، وفي هذه الآية التربية على الجهاد بالمال بعد التربية على الجهاد بالنفس، وقد عرفنا ورود آية:" مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(245)" قبل قصة الملأ، لنعرف هذه الآية أيضا عن الإنفاق بعد نهاية القصة، حضا على الإنفاق وتأكيدا على دوره في الجهاد في سبيل الله، وفي غير أوقات الجهاد أيضا .

« آخر تحرير: 2015-04-19, 14:35:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #44 في: 2015-05-19, 12:25:18 »
سلام عليكم  emo (6): ::happy:
اسجل للمتابعة جزاكم الله  كل خير
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #45 في: 2015-05-21, 14:00:26 »
سلام عليكم  emo (6): ::happy:
اسجل للمتابعة جزاكم الله  كل خير

أهلا وسهلا ومرحبا بك يا أسماء  ::)smile:

بإذن الله تعالى أكمل ما بين يدي من مستعجل، وأعود هنا لاستكمال القليل الابقي من البقرة، وما بعد البقرة بتيسير الله تعالى .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #46 في: 2015-08-02, 16:29:26 »
للرفع ...

اللهم يسّر لنا أنت الميسّر...
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: على درب الحياة والقرآن مشكاتي...
« رد #47 في: 2018-04-16, 11:52:28 »
كثيرا ما أعود لموضوعي هذا للمراجعة وللاستقاء منه ... الحمد لله على نعمة القرآن ...

هذه مجموعة أسئلة كنت قد أعددتها للأخوات ذات عام قريب عقِب إنهاء تدبر سورة البقرة ...
لعلكم تجدون فيها فائدة ... مرفقة أدناه على وورد

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
حتى وإن لم أكتب في المنتدى، فأنا أعود له ولمواضيعي عليه، فهو مرجعي إليها.
بارك الله فيمن قام على ديمومته رغم انعدام الحركة فيه
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 254
  • الجنس: ذكر
أكرمكم الله وبارك بكم أختي أسماء وجزاكم الله خيرا على مجهودكم ومساهماتكم المستمرة.

المنتدى هو المكان الوحيد الذي أجد نفسي فيه، وهو ما يذكرني بالأيام الجميلة، ومهربي من العالم الكؤود الذي نعيش فيه..

نسأل الله العفو والعافية.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أكرمكم الله وبارك بكم أختي أسماء وجزاكم الله خيرا على مجهودكم ومساهماتكم المستمرة.

المنتدى هو المكان الوحيد الذي أجد نفسي فيه، وهو ما يذكرني بالأيام الجميلة، ومهربي من العالم الكؤود الذي نعيش فيه..

نسأل الله العفو والعافية.

وفيكم بارك الله. ورزقكم ما يرضي الله عنكم .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب