أتـى الـعيدُ يـا فـيحاءُ قـومي لِـتَلْبسي... فـأينَ ثـيابُ الـعيدِ حُـلَّة َُ سُـندُس ِ ؟
هــيَ الـيـومَ أكـفـانٌ تُــدارُ بـدارِنـا ... ألـمْ يـكفِ نـزفاً مـنْ نـفيس ٍ و أَنـفُس ِ ؟
مـراجـيـحُنا بـالـعـيدِ جــمْـرُ جـراحِـنـا ... و حُـلـواؤنا كــأس الـمـرارة ِ نـحـتسي
أمـا آنَ عـتقُ الـشّام ِ مـنْ قـيْدِ أسـرِها ... أمـا آنَ يا شامَ السّرور ِ لتأنسي ؟
و أنْ ترسمي منْ نورِ ثغركِ بسمة ً ... و أنْ تسكبي عذبَ الشّفاهِ و تهمسي
أعـيدي هـديلَ الّـليْل ِ مـنْ أجـل ِ طِـفلة ٍ ... تـحارُ لـنوم ٍ بـعدَ طـول ِ تـوَجُّس ِ
فـأينَ حـنانُ الـصّدر ِ تـسألُ لـمسة ٌ ... أجـيبي الـصّدى يـا مـأمنَ الـمتلمِّس ِ
فـمَـنْ يـجـبُرُ الـمـكسورَ غـيـرُ حـبـيبهِ ... و يـحملُ أعـباءَ الـزّمان ِ الـمُقوَّس ِ ؟
و مَـنْ يُـسْعفُ الـمحزونَ غـيرُ ولـيفِهِ ... لـينشطَ منْ رهن ِ الحبيس ِ بمحبس ِ
إذا الـنّاسُ سيقوا خلفَ سُوقةِ قوْمِهمْ ... و عافوا احتكاماً مِنْ فطين ٍ و كيِّس ِ
فـكـبِّرْ عـلـيهمْ أربـعـاً بـعـدَ أربـع ٍ ... فـلا خـيْرَ فـي نُـصْح ِ الّـلسان ِ الـمُخَرَّس ِ
و لا يـعـتـني بـالـعـودِ مـثـلُ لِـحـائهِ ... فـحـاذرْ دخـيـلاً خـلـفَ طـبـع ٍ مُـنَـكَّس ِ
ولا تـحـمـلُ الـنّـفسُ الـعـزيزة ُ ذِلَّــة ً ... و تـأبـى انـقـياداً لـلـفُتات ِ الـمُـدنَّس ِ
***
هـيَ الـشّامُ آيـاتُ الـنّضار ِ تـلألأتْ ... و لـمْ تـخْفَ عنْ عين ِ الفتى المُتفرِّس ِ
فـمَنْ يـمسحُ الأحـزانَ عـنْ ليْن ِ خدِّها ... و يجدلُ عقدَ الياسمين ِ المُخمَّس ِ
و مَــنْ يـرفعُ الأكـدارَ عـنْ لـمِّ شـعرها ... لـتشرقَ أسـرارُ الـجبين ِ الـمُقدَّس ِ
فـكـمْ درَّ قـاسـيّونُ عـلـماً و حـكـمة ً ... وكــم ردَّ أوهــامَ الـشـقيِّ الـمُدَلِّس ِ
تـعـبْنا و مَــنْ بـالـضّيْم ِ غـيـرُك ِ ضـمَّنا ... فـأنت ِ الـمُنى يـا راحـة َ الـمُتنفَّس ِ
و فــي حـائـطِ الـزّيتون ِ نـورُ بِـشارة ٍ ... فـلا تـقنطي يـا نـفسُ بـعْدُ و تـيأسي
و فــي حـمصَ سـيفُ اللهِ رُكـنٌ مـؤيَّدٌ ... فـيا شـامُ بـالرّكن ِ الـشّديدِ تـترَّسي
أقـيـمي صــلاة َ الـعـيدِ عـنـدَ مَـقامِهِ ... فـنيْلُ الـمعالي مـن عـلا الـمتمرِّس ِ
و مــا زِلْــت ِبـالإحـسان ِشـمـساً عـلـيّة ً ... بـأكـرم ِحُـرّاس ٍ وأمـنع ِ مَـحْرس ِ
و أزكـى صـلاة ٍ فـي أتمِّ تحيَّة ٍ ... على المصطفى الهادي النّبيِّ المؤسِّس ِ
( فواز الجود )